مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الإثنين 14 / 04 / 2003م

ـــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

متابعات

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

     متابعة سياسية رقم 725

        14 / 3 / 2003

استهداف البنى التحتية وعراق ما بعد الحرب

ميشيل نايتس: يقوم ميشيل نايتس بالانضمام إلى معهد واشنطن كباحث عسكري.

باستخدام تصورات عملياتية جديدة إضافة إلى تكنولوجيات ضرب مدروسة بشكل سريع، سيحاول الجيش الأمريكي التنسيق بطريقة لا تداخل فيها بين عملية الحرب المدمرة، مع محاولة إعادة بناء مباني الشعب في أي عمليات مستقبلية جوية على العراق. إن الدروس المستفادة من الحملات الجوية التي دارت في العراق أثناء عقد التسعينات قد وضعت الأساس لمقاربة أكثر دقة لاستهداف البنى التحتية.

التغير في عملية الاستهداف من عاصفة الصحراء إلى ثعلب الصحراء. في عملية عاصفة الصحراء، كان الهجوم البري مدعوماً بضربات جوية مكثفة على كل عنصر عام في قدرات العراق مزدوجة الاستخدام، ووسائل الاتصال، والمواصلات، والقطاعات الصناعية. في حرب بمكن أن يتطاول مداها، كان تدمير قدرة العراق على تصفية النفط وإنتاج الذخيرة، وكذلك تدمير مستودعاته الاحتياطية، أمراً مفهوماً. في نفس الوقت، سعى مخططو قوات الولايات المتحدة الجوية للتسبب في دمار مؤقت فقط لبنية العراق التحتية الاقتصادية عن طريق الاستهداف الدقيق للعناصر التي يسهل استبدالها من المعدات الرئيسية بدلاً من تدمير هذه المعدات بشكل كامل.

ومع ذلك، فقد تمت معارضة هذه الخطط بإجراءات تشغيل معيارية كانت مغروسة بعمق في المجموعة العسكرية، فحذراً من أن يكون هناك خطأ في تقدير قوة العراق، وجه مخططو عاصفة الصحراء تدميراً شاملاً لبنية العراق الاقتصادية التحتية. على سبيل المثال، بدلاً من استهداف ساحات المحولات الكهربائية التي يسهل استبدالها بسرعة ومواقع تخزين النفط المصفى، دمرت قوات الولايات المتحدة مباني المولدات التي يصعب استبدالها، وحطموا أبراج التقطير. بداية، تم استخدام صواريخ كروز وتاماهوك لنشر كربون الجراميت مع محطات الطاقة، مما قلل التدمير المتواصل في نفس الوقت الذي استمر فيه بتسبيب عملية تعتيم. مع ذلك، تم استخدام هذه المواقع فيما بعد كمستودع قنابل للطائرات الناقلة التي ستعود إلى السفن، إن وصف التأثيرات ذات أقل تدمير ممكن لضربات صواريخ كروز كانت بغير مغزى. لقد ألقت عاصفة الصحراء كذلك الضوء على النتائج غير المتوقعة لتدمير البنية التحتية المترابطة الهامة في دولة تصنيعية حديثة، كما أن الهجمات على معدات القوة المزدوجة الاستخدام تسببت في شلال من الدمار في (محطات) تصفية المياه والأنظمة الصحية، مما فاقم أزمة الصحة العامة.

في السنوات التي تلت عاصفة الصحراء، تم دمج الدروس بشكل سريع في سياسة الاستهداف. وفي أثناء عملية ثعلب الصحراء في 1998، تحمل الجيش آلاماً كبيرة ليركز ضرباته على نظام حسين بدلاً من البنية التحتية المزدوجة الاستخدام. وفي الوقت الذي تم فيه تدمير عدة أهداف أمنية، واستخباراتية وعسكرية لحزب البعث، تم الإبقاء على أنظمة الطاقة والهاتف. إن الهدف الاقتصادي الوحيد، الذي رخص في ضربه بعد مساومة عسيرة مع مخططي ثعلب الصحراء، كان مصفاة نفط لها صلة بالتهريب. لقد تم إقعاد هذا الهدف بشكل مؤقت في ضربة صممها (مركز الحرب التحليلية المشترك)، والذي هندس حل استهداف يعيق الموقع لستة أشهر في نفس الوقت الذي يقلل فيه التلوث. بعد خمسة أشهر من ثعلب الصحراء، استخدمت أنواع جديدة من كربون الجرافيت لتعويق عمل الشبكة العربية الكهربائية أثناء عملية (القوات المتحالفة)، مما قلل بشكل كبير من الدمار الدائم. إضافة إلى ذلك، فإن التقارير الحالية تشير إلى أن أجهزة تردد اللاسلكي التي تستخدم تأثيرات الذبذبة الاكترومغناطيسية لتعطيل الأجهزة الإلكترونية قد تم استخدامها في الأسلحة في نشر صواريخ كروز والقنابل الموجهة في حال حدوث حرب جديدة على العراق.

استهداف العراق عام 2003:

نظراً إلى حقيقة أن الجيش العراقي قد تم إنقاص حجمه بشكل كبير، فإن مخططي قوات الولايات المتحدة الجويين يدركون أن المشكلة العملياتية الحالية هي كيفية التغلب السريع على الدفاع العراقي المثبت في مواقعه بدعم حرب برية شديدة التي يترجح أنها ستبدأ في وقت متزامن تقريباً مع حملة جوية. في وضع كهذه، فإن حجم الهجمات البطيئة المتروية على البنية التحتية الصناعية ذات الاستخدام المزدوج لن تكون مفيدة بشكل خاص من وجهة نظر عسكرية. يدرك المخططون العسكريون أن استهداف أشكال معينة من البنية التحتية (على سبيل المثال، الشبكة الكهربائية الوطنية، أو وسائل الاتصال العامة) التي تسبب تعطيلاُ أكبر للمدنيين مما هو لجيش العدو ولهذا قد لا تقلل بشكل ذي أهمية من الخطر بالنسبة للقوات المتحالفة.

إضافة إلى ذلك، فإن هجمات كهذه قد تتسبب في دمار إضافي، وهي قضية حساسة بشكل خاص نظراً لعدم وجود تفويض أكيد لواشنطن بالحرب. وفقاً لتعليمات البنتاغون في 5 شباط 2003، فإن الضربات ضد المعدات ذات الاستخدام المزدوج يعتبر الآن بشكل أوتوماتيكي أنها تسبب دماراً إضافياً، ولذلك فهي تتطلب إذناً خاصاً.

إضافة إلى ذلك، وفقاً لوكالة الولايات المتحدة للتطوير الدولي في (رؤية العراق ما بعد الصراع) فإن الولايات المتحدة ستكافح لتكفل أن تبقى البنية التحتية الضرورية جاهزة للعمل بعد الحرب، بأكبر عدد ممكن من وسائل النقل والماء والأنظمة الصحية وخدمات كهربائية تؤدي وظائفها، خصوصاً في المناطق المدنية. وتخطط وكالة الولايات المتحدة للتطوير الدولي لإعادة بناء البنية التحتية العراقية بشكل كامل، حتى بشكل أكثر تطوراً مما كان عليه قبل الحرب، وسيتطلب هذا استهدافاً محدوداً للبنى التحتية في كل قطاع من:

ـ الطاقة الكهربائية: إن الضربات ضد شبكة العراق الكهربائية ستكون محدودة على الأرجح، والتركيز على انتقال السلطة إلى حكومة معينة وعلى المعدات العسكرية. إن سلاح أمواج اللاسلكي والأسلحة الدينامية الأخرى يرجح أن يتم استخدامها لتقليل الدمار الثابت.

ـ الماء / الأنظمة الصحية: تستعد وكالة الولايات المتحدة للتطوير الدولي لنشر مولدات لمعدات الماء الرئيسية ومعدات الأنظمة الصحية. في حال أن تعرضت للتعطيل، وسيتواجد موظفو من سلاح مهندسي الجيش الأمريكي ومن شركات مثل (كونتراك) و(مورغانتي) خلال ستين يوماً من نهاية الحرب لتشغيل معدات العراق العشر الرئيسية.

ـ المواصلات: من غير المرجح أن يتم تمزيق شبكة المواصلات العراقية كما حدث في عام 1991، عندما تم تدمير أكثر من 40 طريقاً وجسراً ومطاراً رئيسياً. بسبب أن أطراف المواصلات ضرورية لعمليات التحالف الهجومية واللوجستية. إضافة إلى ذلك، فإن الساعات الأربع والعشرين الأكثر دقة، ستكون في قدرة جميع الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع وتكنولوجيا القصف على إتاحة المجال أمام القوات الجوية لتدمير المناورات العراقية بدون تدمير بنية تحتية كالجسور مثلاً.

أيضاً فإن شبكة مواصلات سليمة ستكون ضرورية بشكل فوري بعد الحرب فكما تهدف وكالة الولايات المتحدة للتطوير الدولي إلى إعادة الإذن بدخول المساعدات إلى الموانئ البحرية الكبرى (على سبيل المثال، أم قصر)، والمطارات مثل (البصرة)، وشبكة السكك الحديدية لتضمن استئنافاً سريعاً لتوزيع برنامج النفط مقابل الغذاء التابع للأمم المتحدة وتوزيعاً للنفط الوطني.

ـ البترول والنفط وزيت المحركات:

إن الحاجة إلى نظام مواصلات صالح وإلى عودة مناسبة للنفط العراقي إلى السوق بعد الحرب تجعل من غير المرجح أن تتعرض معدات مثل مصافي البترول للاستهداف بشكل مكثف. مبدئياً فإنه سيتم التوجه إلى الدمار الذي سيلحق بالبنية التحتية لصناعة النفط من قبل فيلق مهندسي الجيش الأمريكي والمتعهدين المدنيين شركات كيلوج وبراون ورووت قصراً.

ـ الاتصالات:

لقد تم استهداف أنواع من معدات الاتصالات فعلاً. (على سبيل المثال موصلات الأمواج القصيرة (الميكروويف)، ومبعثرات طبقة التروبوسفير للطبقة الجوية السفلى، والموصلات المرئية). لقد تم استثناء شبكة التليفون العامة من الضربات الجوية منذ عام 1991 ومن غير المحتمل أن يتم استهدافها بشكل شامل في المستقبل. ومع ذلك، فإن مجمع راديو وتلفزيون العراق ومعدات البث سيتم تدميرها على الأرجح لفتح المجال أمام موجات بث الولايات المتحدة المكثفة في العمليات النفسية. وقد يتم استخدام أسلحة موجات اللاسلكي في الهجمات على البنية التحتية لاتصالات الحكومة، وترك قطاعات كبيرة (معزولة مع ذلك)، من النظام غير مدمرة وإن تكن غير فعالة وظيفياً.

ـ متضمنات:

قد تواجه قوات الولايات المتحدة الكثير من الأوراق. على سبيل المثال، التخريب العراقي لبنية النفط التحتية والجسور قد يعكس فعالية دقة سياسات التهديف الأمريكية، في حين أن صراعاً متطاولاً قد يجعل من القصف الأوسع للمعدات الصناعية أو للبنية التحتية التي يدافع عنها النظام أمراً ضرورياً. مع ذلك، فإن خطط الولايات المتحدة الحالية للاستهداف تمثل محاولة غير مسبوقة للتحرك بطريقة لا تداخل فيها من الحرب إلى إعادة البناء. في الحقيقة، قد تكون العمليات النفسية الإجراءات العسكرية الأمريكية الوحيدة التي تستهدف الشعب العراقي بشكل مباشر والدوائر الرئيسية في الجيش العراقي النظامي والميليشيا (باعتبارها منفصلة عن الحرس الجمهوري). كما في ضربات ثعلب الصحراء، فإن قيادة النظام والقوات الأمنية، ومواد أسلحة الدمار الشامل ستشكل قسماً كبيراً من الأهداف المخطط لها مسبقاً. إن استراتيجية كهذه، ستساعد على استثناء البنية التحتية من القصف وتجنب الإسراف في القتل والدمار الذي عمل به في عاصفة الصحراء.السابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ