مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الإثنين 07 / 04 / 2003م

ـــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

متابعات

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

     متابعة سياسية رقم 719

        4 / 3 / 2003

الشيعة ومستقبل العراق

أعد تقرير المنتدى السياسي الخاص هذا إيفان لانجنهان.

في 21/شباط/2003، قام إسحاق نقاش بإلقاء محاضرة في المنتدى السياسي الخاص التابع لمعهد واشنطن. الدكتور نقاش بروفيسور في تاريخ الشرق الأوسط في جامعة برانديز، وهو مؤلف شيعة العراق (جامعة برنستون، 1994)، والذي هو الآن تحت الطبع للمرة الخامسة، وكذلك مؤلف لدراسة قادمة تتمحور حول الشيعة والقومية في العالم العربي.

إن احتمال العمل العسكري في العراق أثار مخاوف من أن يضعف تفكيك نظام البعث الحكومة ويحث الغالبية الشيعة على نقض ولائها تحت تأثير إيران. رغم ذلك، فإن الكثير من التشاؤم الذي يحيط بهذا التقييم يحجب الدور التاريخي الذي لعبه المجتمع الشيعي في دعم الدولة العراقية، هذا فضلاً عن مصلحته الأساسية في الحفاظ على وحدة أراضي البلاد. إذا قادت الحرب في العراق إلى حكومة أكثر تمثيلاً للشعب مستعدة لمخاطبة طموحات الشيعة السياسية، فإن النتيجة ستكون على الأغلب استقراراً وإنشاء لقيادة أكثر اعتدالاً دينياً مختلفة تماماً عن تلك الموجود في إيران.

الوتد الشيعي العراقي:

مع وجود الأضرحة عبر البلاد والمراكز الدينية في النجف وكربلاء، كان العراق منذ وقت طويل محلاً للدراسة الشيعية والتاريخ الشيعي. ومع ذلك، فإن الشيعة لم يشكلوا غالبية العراق الأصلي حتى بداية القرن التاسع عشر، فعندما هجرت القبائل البدوية العربية طريقتها في الحياة المتجولة من أجل الزراعة، أصبح الكثير منهم شيعة. ومع ذلك، لم يحصلوا على قوة سياسية. منذ إنشاء عراق حديث في عام 1921، تدبرت الأقلية السنية إحداث تأثير غير متكافئ على الأغلبية الشيعية (التي تؤلف حوالي 65% من السكان) وعلى الأقلية الكردية. وقد تم دعم الهيمنة السنية من قبل أكثرية الحكومات العربية السنية في العالم العربي ومن قبل الغرب، والذي بقي ينظر إلى صدام حسين حتى وقت متأخر على أنه متراس ضد تأثير الشيعة الثوريين.

ورغم أن الشيعة العراقيين كانوا مهمشين سياسياً لوقت طويل، إلا أن المواجهة الطائفية لم تصبح سرية حتى عقد السبعينات، عندما تولد النزاع بين حزب البعث الذي يهيمن عليه السنيون وبين حزب الدعوة الإسلامي الشيعي. ورغم التأثير الواضح للثورة الإسلامية الإيرانية، إلا أن الشيعيين العراقيين لم يحملوا أي طموحات لتكرير النظرية السياسية الدينية عن الجمهورية الإسلامية. إن حيوية حزب الدعوة كان نتيجة للإحباط الشيعي من حصر سياسة الحكومة في فئة معينة أكثر من كونه نتيجة رغبة اتباع النموذج الإيراني. كان معظم مؤيدي الدعوة مقيمين في أحياء بغداد الفقيرة وطلاب جامعة خاب أملهم من قدرة الحزب الشيوعي العراقي في إحداث تغيير سياسي.

لقد تزايدت الاختلافات بين الشيعة العراقيين والإيرانيين خلال الحرب الإيرانية العراقية من 1980 ـ 1988 ومع التمرد الشيعي الذي تلا حرب الخليج في عام 1991. في المرة الأولى كان الشيعة العراقيون يشكلون غالبية المشاة العراقيين وحاربوا ضد الإيرانيين الذين يماثلونهم في المذهب رغم قمع صدام النظامي. في المرة الثانية فشل الزعماء الشيعة العراقيون في استغلال التمرد الشيعي، وقدموا القليل في طريق الإرشاد، وأقل بكثير في مجال الدعم الواضح لتشكيل حكومة انفصالية إسلامية. بشكل تاريخي  رفضت الغالبية العظمى من الشيعة العراقيين نداءات لتطبيق النظام السياسي الذي يميل إلى حكم الفقيه الإسلامي (ولاية الفقيه) واختاروا بدلاً من ذلك التأكيد على التزامهم بالقومية العراقية. إن لدى الشيعة العراقيين كذلك مصلحة خاصة في الحفاظ على وحدة أراضي البلاد.

إذا ما قسم العراق إلى دول منفصلة بعد الحرب، فإن الشيعة سيخسرون بغداد على الأرجح (حيث يشكلون نصف السكان تقريباً)، والأضرحة المقدسة في الكاظمية والسامراء، وكل حصة لهم في عائدات آبار النفط الشمالية. نظراً إلى أنهم يشكلون فعلاُ لب الطبقة الوسطى في البلاد والمثقفين العلمانيين، يفضل الشيعة بشكل كبير أن يلتئموا في عراق موحد بعد الحرب. إضافة إلى هذا، فإن الدول التي ستنبثق من تقسيم العراق ستكون ضعيفة جداً ولن تستطيع التأثير على الشؤون الإقليمية في حين أن عراقاً موحداً قد يسمح للشيعة العراقيين بأن يصبحوا صوتاً إقليميا قوياً.

الإمكانيات المتاحة لعراق ما بعد صدام:

إن القومية العراقية التي فضلتها الأغلبية الشيعية لفترة طويلة ستسود على الأرجح على إعادة إحياء إيديولوجية جميع العرب كأساس لعراق ما بعد صدام. بالبناء على أساس التفكير السياسي الإيديولوجي، فإن البلاد تستطيع أن تطور بشكل جيد إيديولوجية قومية متجذرة في كل من الشخصية العربية والقبلية في المجتمع العراقي. سيكون الجيش العراقي محورياً في هذه العملية الانتقالية، فما إن يتم تطهيره من العناصر المؤيدة لصدام، فإن بالإمكان تحويل الجيش إلى رمز للوحدة الوطنية ذي رسالة محددة مرتبطة بقوة بأهداف الحكومة الجديدة.

في ظروف كهذه، فإن انبثاق وجود شيعي مؤثر في الحكومة العراقية الجديدة لن يسبب نزاعاً داخلياً على الأرجح. إضافة إلى هذا، فإن من غير المرجح أن يحيي البعثيون أنفسهم كقوة سياسية صارخة. رغم أن الولايات المتحدة ستنخرط إلى حد ما في عملية (نقض البعثوية) إلا أن واشنطن ستكافح كذلك لتجنب تنفير السنيين العراقيين، بشكل رئيسي بالإبقاء على العناصر التكنوقراطية في نظام البعث وبتهدئة أي تهديد بالانتقام الشيعي.

إن السيناريو الأكثر إيجابية سيكون تدمير نظام البعث واستبداله بحكومة تعددية تحصل فيها الأغلبية الشيعية على إمكانية الوصول إلى السلطة، وينعم فيها الأكراد بدرجة من الاستقلالية. من جانبها، فإن على واشنطن أن تشجع العراقيين على تبني نظام تمثيلي مرتكز على دستور مكتوب، مع مقاعد برلمانية بين جماعات البلاد الإثنية والعرقية. وبدلاً من قائد وطني واحد، فإن حكومة ثالوث تمثل دوائر العراق الكبرى. على سبيل المثال، (رئيساً شيعياً، ورئيس وزراء سني، ومتحدثاً برلمانياً كردياً) قد يشتركون في سلطة سياسية مؤقتة.

تجاه بديل عربي:

فيما لو سمحت الظروف السياسية في عراق ما بعد صدام بإحياء مدارس التدريب الشيعية العراقية، فإن الشيعة الذين تم إنعاشهم والمتمركزين في النجف بإمكانهم أن ينافسوا (قم) باعتبارها مركز التأثير في العالم الشيعي. بشكل تاريخي، كان الشيعة شريحة تعمل بمبدأ سياسية عدم التدخل، ويؤكدون على المنافسة بدلاً من الانسجام في إيديولوجيتهم. إن ظهور مركز قوة بديل في العراق قد يشجع لذلك على نقض الولاء لرجال الدين المنشقين في إيران. في الحقيقة، إذا كانت النجف ستخرج رجال دين معتدلين يندمجون في الدولة العراقية الجديدة، فإنه سيتم استشعار الأصداء الإيجابية لذلك في الشرق الأوسط كله. إن (نجفاً) محدثة ستشكل بديلاً لإيديولوجية زعيم حزب الله الروحي حسن نصر الله والعناصر المتطرفين الآخرين. على نحو ما مشابه، فإن الشيعة العراقيين بإمكانهم أن يعملوا كموازن هام للقوة الراديكالية المسيطرة في المنطقة: الوهابيون السنيون، والذين هم قساة تجاه الشيعة بقدر قسوتهم تجاه الولايات المتحدة.

إن واشنطن تستطيع ويجب أن تساعد على إنشاء عراق ما بعد صدام بحيث يستطيع الشيعة أن يزدهروا. إن لدى العراق مصادر عديدة بإمكانها أن تسهل هذه العملية وأن تسهل عملية الانتقال السياسي: احتياطات نفط، وتقاليد في اقتصاديات السوق، وجهاز إداري حكومي موهوب، وقطاع زراعي قوي. أما إذا كررت الولايات المتحدة فشلها بعد حرب الخليج في مخاطبة طموحات الشيعة، فإن معارضة مساعي الولايات ستنمو.السابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ