مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 11 / 01 / 2004م

ــــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع |ـكتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحة اللقاء | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

متابعات

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

متابعة سياسية رقم 427

هل يستأنف حزب الله عملية الهجوم ؟

يورام يوف: مقدم في جيش الدفاع الإسرائيلي.

جايسون أوكونور: زميل عسكري زائر ومتدرب على البحث في معهد واشنطن.

بعد أشهر من ضبط النفس الذي تلا الصدمة المزدوجة بالانتصار الأمريكي في كل من أفغانستان والعراق، استأنف حزب الله التحرك ضد إسرائيل اليوم، مطلقاً قنابل وصواريخ مميتة على قوات الدفاع الإسرائيلية على طول الحدود الإسرائيلية ـ اللبنانية. تشير التغيرات في البيئة الجيوبوليتكية الإقليمية وتصريحات قيادة المنظمة إلى أن حزب الله ربما كان يقوم بالتحضير لتنفيذ عمليات إرهابية جديدة، في حين أن قتل مسؤول عسكري كبير في حزب الله نهاية الأسبوع الماضي في سيارة مفخخة ربما يكون قد قدم ذريعة لهجوم اليوم. إن واشنطن في حاجة لمتابعة هذه التطورات والمشاركة في الديبلوماسية الوقائية بعناية لمنع حدوث تدهور جديد في الصراع العربي الإسرائيلي، في وقت حيث هناك مبرر للتفاؤل الحذر على المسار الإسرائيلي الفلسطيني.

ممارسة حزب الله لضبط النفس:

بعد مرور سبعة أشهر من الهدوء النسبي منذ آخر هجوم شنه حزب الله على الحدود الإسرائيلية ـ اللبنانية، فإن هناك عدداً من الأسباب الوجيهة لهذا الضبط. على وجه الخصوص، فقد يكون حزب الله يريد تجنب:

ـ أن يصبح هدفاً للحرب الأمريكية على الإرهاب.

ـ تحرك إسرائيلي ضد حزب الله بينما الولايات المتحدة منشغلة لحملتها العسكرية في العراق.

ـ تجنب الضغط من رعاته الأساسييْن، إيران وسورية، واللذان كانا يحاولان كذلك تجنب الضغط الأمريكي أو العمل العسكري الأمريكي.

ـ (تجنب) اتخاذ خطوات سيكون من شأنها تقويض شرعيته الداخلية والدولية وستؤدي إلى مطالب بأن يتم إنهاؤه.

خطابة نارية، أفعال مشؤومة:

في 27 حزيران 2003، أعلن السكرتير العام لحزب الله الشيخ حسن نصرالله في خطاب له بذكرى مرور أربعة عشر عاماً منذ الاختطاف الإسرائيلي للشيخ عبد الكريم عبيد بأن المنظمة تعتزم استئناف محاولات اختطاف إسرائيليين. ينبغي أن يذكر أنه في تموز 2000،أجاب نصرالله على سؤال مقابل له حول السجناء اللبنانيين الذي تعتقلهم إسرائيل بتوضيح أنه إذا لم تقم إسرائيل بتحرير السجناء، فإن حزب الله سيقوم بتحركات تجبرها على القيام بذلك. بعد ثلاثة أشهر، في تشرين أول 2000، اختطف حزب الله ثلاثة جنود إسرائيليين من قطاع مزارع شبعا على الحدود الإسرائيلية اللبنانية. وبعد شهر واحد من ذلك، اختطف حزب الله رجل أعمال إسرائيلي وعقيداً في احتياطي جيش الدفاع الإسرائيلي، بعد أن استدرجه إلى أوروبا، تحت مزاعم كاذبة على ما يبدو. في خطابه في 27 حزيران، دعا نصرالله كذلك الشعب العراقي للجهاد ضد قوات الولايات المتحدة في العراق، وإلى استخدام المفجرين الانتحاريين كسلاح. بعد يومين، وفي مقابلة أجراها نصرالله مع التايمز اللندنية، اتهم الولايات المتحدة بانغماسها في الإرهاب. وأضاف نصر الله أن حزب الله سيضرب أهدافاً ومصالح أمريكية في العالم كله إذا ما حاولت الولايات المتحدة اجتثاث المنظمة، وحذر من أن حزب الله سيرد إذا ما شعر أن وجوده في خطر.

هناك مؤشرات أخرى تدل على أن حزب الله يستأنف العمل الدفاعي: تتضمن هذه القصف الأخير للقرى الإسرائيلية شلومي وحتى مناحم بمدفعيات حزب الله المضادة للطائرات. حيث جرح إسرائيليون مدنيون مرتين. ادعى المسؤولون الإسرائيليون أن القصف لم يتزامن مع الطيران الإسرائيلي في الفضاء اللبناني، وأنه بالتالي كان متعمداً أن يصيب المجتمعات المدنية. (أثناء الحملة الأمريكية العسكرية على العراق، كان حزب الله محترساً بأن يطلق فقط على الطائرات الإسرائيلية، وليس على أهداف أرضية). يحمل حزب الله كذلك كلاً من الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية اغتيال علي حسين صالح، ضابط أمن رفيع في حزب الله في بيروت في 2 آب. بناء على ذلك، حذرت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية من ضربات محتملة ضد إسرائيل، وفي الواقع في هجوم اليوم، أطلقت قوات حزب الله كما تقول التقارير صواريخ مضادة للدبابات، وعيارات أسلحة خفيفة، ومدافع هاون على عدة مواقع لجيش الدفاع الإسرائيلي، إضافة إلى قصف بالقنابل كما تقول التقارير، لبلدات ماساده ومجدل شمس على مرتفعات الجولان.

المناخ الجيواستراتيجي وفعالية حزب الله:

تشير تصريحات نصرالله وتحركات حزب الله الأخيرة إلى أن عملية تقييد حرية حزب الله العسكرية في العمل ربما تكون آخذة في الانحلال، في حين أن الضغط للتحرك قد يكون آخذاً في الزيادة. إن هناك مجموعة أسباب لهذا التطور:

العراق: أثناء الحرب الأخيرة في العراق، لم يجرؤ حزب الله على التصرف ضد إسرائيل نظراً لمخاوف من رد أمريكي أو إسرائيلي محتمل. إلا أنه، ومع الجهود الأمريكية لتوطيد الاستقرار في العراق، وإعادة إحياء اقتصاده، وإقامة حكومة عراقية بشكل سريع.. في عملية تتقدم بشكل أبطأ مما كان متوقعاً وبجنود أمريكيين يتعرضون للقتل في العراق بشكل يومي تقريباً، قد يعتقد حزب الله أن واشنطن لن تكون قادرة على هضم مغامرات عسكرية جديدة (خصوصاً، وأن الانتخابات الأمريكية تلوح في الأفق) كنتيجة لذلك، فإنه قد يعتقد أن حريته العسكرية في التحرك قد ازدادت.

ـ سورية:

 إن على سورية أن ترسم منهجاً مستقبلياً واضحاً بينما تواجه واقع ما بعد الحرب الجديدة في الشرق الأوسط. بناء على ذلك، فإن حزب الله يتلقى رسائل مختلطة من دمشق. من ناحية، فإن بشار الأسد قد أعطى بعض الإشارات في اتجاه تقارب مع دمشق. فهو يبدو مهتماً باستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل من النقطة التي توقفوا عندها، كما أنه سمح لقادة المنظمات الفلسطينية الإرهابية في دمشق لأن تعطي الضوء الأخضر لوقف إطلاق النار الإسرائيلي ـ الفلسطيني (هدنة). وقد سحب الأسد ما يزيد على ألف جندي من جنوب بيروت. في نفس الوقت، استمرت دمشق في دعم الجماعات الإرهابية الفلسطينية، وسمحت لهم بالاحتفاظ بمكاتبهم ومرافق تدريبهم في سورية. ما هو أكثر أهمية، أنه قد كان هناك تبادلات شفهية خشنة بين دمشق وواشنطن. في 28 تموز، اقتبس قول لوزير الخارجية السوري فاروق الشرع في جريدة الحياة وهو يقول إن (إدارة بوش هي أعنف وأغبى إدارة أمريكية وأنها تعتقد أن قوانينها قد أنزلت من السماء). وفقاً للتعبير السوري، فإن حزب الله قد يفهم أنها فرصة للتحرك.

ـ الفلسطينيون:

إن تجديد المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، والدعوات المتزايدة إلى الإصلاح الفلسطيني، وظهور أبو مازن كرئيس للوزراء، والجهود الفلسطينية لاتخاذ إجراءات صارمة بحق الإرهاب والتحريض عليه، وتحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية للفلسطينيين كل ذلك يشكل تهديداً لرؤية حزب الله (للمقاومة) و(الكفاح المسلح) ضد إسرائيل. إن حزب الله ينظر إلى الصراع الفلسطيني كوسيلة لزيادة نطاق تأثيره بين الفلسطينيين وفي العالم العربي، وينظر إلى جهوده المستمرة للتوصل إلى تحرير كل من السجناء اللبنانيين والفلسطينيين كوسيلة صقل لأوراق اعتماده. لذلك فإن إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين كنتيجة للمفاوضات الثنائية الفلسطينية قد تحرم حزب الله من ورقة انتصار هامة.

ـ الضغوط الداخلية:

كمنظمة اكتسبت قدراً كبيراً من المصداقية من دعمها النشط للصراع المسلح كوسيلة للتخلص من إسرائيل، فإن حزب الله لا يستطيع أن يتحمل أن يرى على أنه مشجع سلبي على هذه الجبهة لوقت طويل. إن التفاوض على إطلاق سراح الفلسطينيين والذي تقوم به إسرائيل يعمل على إلقاء الضوء على فشل حزب الله في التوصل إلى إطلاق سراح سجنائه الموجودين في السجون الإسرائيلية. كنتيجة لذلك، فقد ينظر نصرالله إلى اختطاف المزيد من الإسرائيليين على أنها وسيلة لتصعيد الضغط على إسرائيل للتوصل إلى إطلاق سراح سجناء حزب الله.

مواضع الضغط على حزب الله:

تبقى سورية القوة الكبرى في لبنان، وكما تظهر الخبرة السابقة، فإن الضغط على دمشق بإمكانه أن يؤثر على سلوك حزب الله. رغم ذلك، فإن صناع السياسة السوريين لا يبدو أنهم يعتقدون أن تحسين العلاقات الأمريكية السورية تتطلب تفكيك تلك العناصر في البنية التحتية الإرهابية التي تنتمي إلى الجماعات الفلسطينية واللبنانية الموجودة في لبنان وسورية. إلى حد ما، فإن الميل السوري هو تعريف إسرائيل باعتبارها العائق الرئيسي في سبيل علاقات أفضل بين دمشق وواشنطن. إذا أريد تجنب استئناف أكبر للاعتداءات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، فإن دمشق ينبغي أن تقتنع بأن الرئيس بوش جاد عندما يوضح أن الدعم السوري للإرهاب (مرفوض تماماً) وأن (الدول التي تدعم الإرهاب ستتعرض للمساءلة). السابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |
ـ