مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الثلاثاء 01 / 04 / 2003م

ـــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

متابعات

هذه المتابعة تقدم مجموعة أنصار الإسلام الكردية من وجهة نظر معهد واشنطن، وهي تفسر السبب الذي جعل القوات الأمريكية تستهدف هذه الجماعة منذ الأيام الأولى للحرب على العراق.

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

     متابعة سياسية رقم 699

           15/1/2003

أنصار الإسلام: صلة القاعدة بالعراق

جوناثان سكانزر: باحث كبير في معهد واشنطن.

أنصار الإسلام، جماعة نشطة تنتسب للقاعدة في كردستان العراقية منذ أيلول 2001، وهي نموذج أولي من أعداء أمريكا في (الحرب على الإرهاب). تمثل الجماعة العهد الجديد للانتشار العالمي لمنتسبي القاعدة، وتم إنجازها عبر استغلال السلطات المركزية الضعيفة والاستعداد النفعي للعمل مع إيديولوجيات مختلفة في القضايا المشتركة. ظهرت تقارير مطولة عن الأنصار في النيويورك تايمز، والواشنطن بوست ولوس أنجلوس تايمز، وأعطى القاعدة الأكراد واشنطن معلومات استخبارية كثيرة عن الجماعة. ومع ذلك لم تظهر الأنصار على لوائح الإرهاب الأمريكية الرسمية بعد. في نفس الوقت فإن التعقيدات السياسية ستجعل من القيام بتحرك عسكري ضد الجماعة في أفضل حالاته صعباً. من هنا كانت هذه القوة الصغيرة المتكونة من 650 مقاتلاً مثالاً نموذجياً للتحديات الجارية التي تفرضها الحرب على الإرهاب.

(قاعدة) شمال العراق: في آب/2001، قام زعماء عدة فصائل إسلامية كردية بزيارة قيادة القاعدة في أفغانستان بهدف إنشاء قاعدة بديلة للمنطقة في شمال العراق. وقد تم التعبير عن نواياهم في وثيقة وجدت في بيت ضيافة القاعدة في أفغانستان يتعهدون فيها (بطرد اليهود والمسيحيين من كردستان والانضمام إلى سبيل الجهاد والحكم على قطعة من الأرض بقانون الشريعة الإسلامية). بعد ذلك بوقت قصير، تم تكوين جماعة أنصار الإسلام باستخدام مبلغ 300 ألف دولار إلى 600 ألف دولار من أموال القاعدة، إضافة إلى تمويلات من السعودية.

اليوم، تعمل جماعة الأنصار في جبال محصنة تقع على طول الحدود الإيرانية العراقية تعرف باسم (تورا بورا الصغيرة) على اسم معقل الطالبان في أفغانستان. إن أكراد الجماعة، وعراقييها، ولبنانييها، وأرمنييها، والمراكشيين، والسوريين، والفلسطينيين، والأعضاء الأفغان يتدربون هناك في ترتيب كبير على تكتيكات العصابات. ما يقرب من ثلاثين عضواً من القاعدة انضموا إلى جماعة الأنصار ـ كما تقول التقارير ـ منذ بدئها في عام 2001، وقد ارتفع هذا العدد الآن إلى 120عضواً، مسلحين بالبنادق الآلية الثقيلة، والمدافع، والأسلحة المضادة للطائرات، تحقق الجماعة رؤية مقدم القاعدة أيمن الظواهري عن الجهاد المعولم. إن هدف (الأنصار) مقاطعة المجتمع المدني، وإنشاء مجتمع شبيه بالطالبان في شمال العراق, بهذا الهدف حظروا الموسيقى، والكحول، والصور، والإعلام ضمن دائرة سيطرتهم، تمنع البنات من الدراسة، ويجب أن يكون الرجال ذوي لحى، وأن يصلوا خمس مرات في اليوم.

ـ نشاطات منذ الـ (2001)

لقد احتلت (الأنصار) العناوين الرئيسية أول مرة في أيلول/2001/ عندما هاجمت وقتلت (42) من مقاتلي الاتحاد الكردستاني الوطني. في شباط/2002/ اغتالت الجماعة فرانسو حريري، وهو سياسي مسيحي كردي. هذا الربيع، حاولت (الأنصار) اغتيال إبراهيم صالح، قيادي في حزب الاتحاد الكردستاني الوطني، وقد قتل خمسة حراس شخصيين ومهاجمين اثنين في الاشتباك المسلح التالي لذلك. في حزيران، فجرت الجماعة استراحة كردية، فجرحت العشرات وقتلت طفلاً. في تموز، قتلت الجماعة تسعة مقاتلين من مقاتلي حزب الاتحاد الكردستاني الوطني، ودمرت عدة مزارات صوفية، وهو تحرك يذكر بالطالبان. في ايلول، اعتقلت السلطات الهولندية قائد الجماعة نجم الدين فرج بسبب علاقاته المشبوهة بالقاعدة. في كانون أول، أطلقت جماعة الأنصار هجوماً مفاجئاً على حزب الاتحاد االكردستاني الوطني بعد أن بعث بـ (1500) من الجنود إلى بيوتهم ليحتفلوا بعيد الفطر، وفقاً لموقع المجموعة، فقد قتلوا (103) من مقاتلي الاتحاد الكردستاني الوطني وجرحوا (117).

حالياً، فإن أكثر من ثلاثين مقاتلاً من جماعة (الأنصار)، عشرون منهم عرب، محجوزون في السليمانية. وقد أعطت شهاداتهم معلومات وافية عن روابط الجماعة بصدام حسين، والقاعدة، وإيران، وأسلحة الدمار الشامل.

أسلحة كيميائية:

ادعى بعض المسؤولين في إدارة بوش وفي حزب الاتحاد الكردستاني الوطني أن جماعة (الأنصار) قد أنشأت تسهيلات للأسلحة الكيميائية في كردستان العراقية، وتدعي التقارير أن بغداد قد ساعدت في تهريب هذه الأسلحة من أفغانستان وأن جماعة (الأنصار) قد جربت مواداً من مثل غاز السيانيد وسم الريس. وقد ذكر إبراهيم صالح دليلاً واضحاً على أن اختبارات كهذه قد أجريت على الحيوانات. إضافة إلى هذا، ذكرت (واشنطن بوست) أن الجماعة قامت بتهريب غاز الأعصاب (X v) عبر تركيا في خريف عام (2001).

العلاقات بصدام:

تفكر حكومة بوش ومسؤولو الاتحاد الكردستاني الوطني أن جماعة (الأنصار) قد تكون تعمل مع صدام عن طريق رجل يدعى أبو وائل، والذي تقول التقارير أنه ناشط في القاعدة موجود على قائمة أجور صدام. ويدعى خبراء المتفجرات الأكراد أيضاً أن الـ (تي . إن . تي) الذي صودر من (الأنصار) كان الجيش العراقي قد قام بإنتاجه، وأن الأسلحة يتم إرسالها إلى الجماعة من المناطق التي يسيطر عليها صدام. وينكر المسؤولون العراقيون كل هذه العلاقات، ومع ذلك، فإن صدام ينتفع بشكل واضح من نشاطات (الأنصار)، التي تبقي قوات المعارضة الكردية مشدودة بعيداً عن صدام. في الحقيقة، فإن دعم الأنصار ليس مختلفاً عن الأموال التي يدفعها صدام لعائلات الفلسطينيين الذين يقومون بعمليات التفجير. يزيد الحرارة في كردستان وتقوم الأراضي الفلسطينية بامتصاص الحرارة عندما تلوح أزمة.

في الوقت الحالي، تكدس المصادر الكردية والدولية الأدلة التي يقولون أنها ستعطي صورة أوضح عن تعاون صدام مع القاعدة.

صلات مع إيران: تدعم إيران (الأنصار) بالسماح لها بالعمل على طول حدودها. وقد تقدم إيران كذلك مساعدة لوجستية بالسماح بتدفق البضائع والأسلحة والسماح بتقديم منطقة آمنة خلف الواجهة. لقد ذكرت صحيفة (الملة) التركية اليومية أن مقاتلي الأنصار يتفحصون سياراتهم ويغادرون معقلهم في الطريق إلى إيران، مما يشير إلى وجود تعاون مع الجمهورية الإسلامية. إضافة إلى هذا، فإن (الملا) الذي قبض عليه مؤخراً قد قضى سنوات عديدة في إيران وتم اعتقاله في امستردام بعد أن سافر إليها من طهران.

إن لدى إيران عدة أسباب ممكنة تجعلها تدعم الأنصار. إحداها، أن وجود دولة ديمقراطية على حدودها يهدد طبيعة الجمهورية الإسلامية بشكل مؤكد. وهكذا، فإن نشاطات العصابات المسلحة المستمر يفيد طهران، كما تفعل أي حركة مشكلة لنشر الإسلاموية في كردستان. فوق هذا، فإنه بدعم الأنصار والجماعات الإسلامية الأخرى في العراق، فقد تحاول طهران كسب التأثير بين الفصائل المختلفة التي تساهم في حكومة عراقية جديدة إذا تمت الإطاحة بنظام صدام.

متضمنات:

بعدما يزيد عن سنة بعد إعلان الأنصار عن تشكيله، لم تقم إدارة الحكومة بتصنيفه كمنظمة إرهابية أجنبية، ولا قامت وزارة المالية بوضعه على اللائحة باعتباره مصنفاً إرهابياً عالمياً خاصاً. سيكون من المهم معرفة السبب وراء ذلك. الأسئلة الأخرى التي تطرح نفسها: هل تستطيع واشنطن الضغط على إيران حتى توقف تعاونها مع (الأنصار) ؟ هل تستطيع إقناع النرويج، حيث عاش الملا كركار عدة سنوات، بفحص حساباته المالية ؟ هل تستطيع إثبات وجود روابط بين القاعدة وصدام ترتكز على الحديث عن مقاتلي (الأنصار) المقبوض عليهم ؟

إذا تم تأسيس روابط كهذه، يجب التفكير في القوة العسكرية. تشير التقارير القادمة من الجبهة إلى أن (الأنصار) لا يستطيعون مقاومة هجوم جوي. ومع ذلك فقد تكون واشنطن متحفظة على القيام بهجوم خلال هذه الفترة التي تقوم فيها الأمم المتحدة بالتفتيش خوفاً من النقد الدولي، خصوصاً من تركيا. إن أنقرة المتأرجحة أصلاً تجاه حرب على العراق، قد تكون حساسة تجاه أي إجراء قد يؤدي إلى تقوية الأكراد. ومع ذلك، يفرض أنصار الإسلام تهديداً لأي نشر بري مستقبلي للقوات الأمريكية. إضافة إلى هذا، فإن نزع سلاح الجماعة قد يضعف كلاً من صدام والقاعدة وكلاهما هدفان رئيسان في الحرب على الإرهاب.السابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ