مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الخميس 13 / 03 / 2003م

ـــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

متابعات

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

     متابعة سياسية رقم 662

        23 / 9 / 2002

الصراع من أجل قلوب وعقول

الشرق أوسطيين بعد 11 / أيلول

قام كل من مارتن كريمر وموفق حرب بإلقاء محاضرة في المنتدى السياسي الخاص التابع لمعهد واشنطن.

دكتور كريمر، باحث سابق في معهد واشنطن، ومدير تحرير (الشرق الأوسط) ومؤلف الكتاب الأكثر مبيعاً في منشورات المعهد: أبراج عاجية على الرمال، فشل الدراسات الشرق أوسطية في أمريكا (2001).

السيد حرب، مدير الأخبار في محطة الراديو ذات التمويل الأمريكي، ورئيس مكتب واشنطن السابق لجريدة الحياة العربية اليومية. فيما يلي تقرير موجز عن ملاحظاتهما.

مارتن كريمر

إن الديبلوماسية العامة في سياق الشرق الأوسط ليست مشكلة جديدة. فكل دولة غير مسلمة سلطت قوتها على الشرق الأوسط، كان لديها هدف استمالة (قلوب وعقول) الشعب المسلم الواقع تحت سيطرتها. لقد نظر المسلمون الشرق أوسطيون دائماً إلى سيطرة السلطة غير المسلمة في المنطقة بارتياب.

ومع ذلك، فإن أمريكا ليست بحاجة إلى إعادة اختراع عجلة الديبلوماسية العامة. ينبغي أن تتعلم الولايات المتحدة من تاريخ التجربة الأوروبية في الشرق الأوسط، ومن جهود ديبلوماسيتها العامة الناجحة في عهد الحرب الباردة.

لم تكن للولايات المتحدة حملة ديبلوماسية عامة في الشرق الأوسط قبل 11/9 لأن الحرب الباردة جعلت من جهود كهذه غير ضرورية، بالمقارنة مع الاتحاد السوفييتي، الذي حكم بشكل فعلي مناطق ذات أغلبية من المسلمين، حيث قام بإغلاق المساجد وقيد الحريات الدينية. فقد بدت الولايات المتحدة مؤيدة للدين ومتسامحة، ومع ذلك، فما أن طوي أمر الاتحاد السوفييتي وأصبحت الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة، جعلت البلدان الشرق أوسطية من أمريكا بؤرة العداء، تلك البلدان الباحثة عن كبش فداء خارجي لمشاكلهم الداخلية. ومع ذلك، لم تفهم الولايات المتحدة الحاجة إلى ديبلوماسية عامة في العالم الإسلامي إلا بعد 11/9. لقد اعتمدت واشنطن في وقت سابق على حكومات إسلامية لتعزيز مصالحها لدى شعوب تلك الحكومات. منذ 11/9، أصبح واضحاً أن هذه الحكومات إما ليست مستعدة لذلك، أو أنها غير قادرة على فعل ذلك.

أثناء مساعيها لتحسين صورتها في الشرق الأوسط، يجب أن تكون الولايات المتحدة حذرة وتتجنب ثلاثة أخطاء ديبلوماسية محتملة. أولاً، لا ينبغي التشويش على الديبلوماسية العامة بقرارات سياسية. أحد الأمثلة على هذا التشويش الجدال بأن أفضل طريقة لمتابعة ديبلوماسية عامة ناجحة هي عن طريق تغيير السياسة الأمريكية لجعلها أسهل للتسويق، هذا الاقتراح يخلط الغايات بالوسائل. فلن تكون هناك حاجة للديبلوماسية العامة، إذا كانت السياسات الأمريكية سهلة التسويق. إن هدف الديبلوماسية العامة هي إقناع الأجانب بتأييد، أو الإذعان على الأقل للسياسات التي يميلون في العادة إلى عدم تأييدها، أو معارضتها. إن السياسة الخارجية الأمريكية نتاج لعملية معقدة، إن عمل مسؤولي الديبلوماسية العامة ليس العويل على نتاج هذه العملية بل تسويق هذا المنتج.

ثانياً، لا ينبغي أن تتحول الديبلوماسية العامة إلى أداة للترويج الداخلي لمثاليات تعدد الثقافات. أي أنه لا ينبغي تشويش الديبلوماسية العامة بالأعمال المثبتة، وبرامج التفويض للأمريكيين العرب. إن الهدف الأول لأي برامج ديبلوماسية ينبغي أن يكون تسويق السياسة الأمريكية، لا تعزيز التنوع. إن نشر رسالة واضحة له الأهمية الأعلى.

ثالثاً، ينبغي أن تبني الولايات المتحدة حملتها الديبلوماسية العامة على الإقناع أكثر منه على الاستماع. وكذلك فإن تعبير (الديبلوماسية العامة) مشكل ضمناً، وفي حد ذاته، فهو يدل ضمناً على الاستعداد للتسوية. وعلى طول نفس هذه الخطوط، فإن مجلس العلاقات الأجنبية قد أوصى بإنشاء أبراج استماع خاصة. ورغم أن الاستماع مهم، إلا أن هناك أجهزة معدة لهذه المهمة، أعني السفارات الأمريكية، ووكالات الاستخبارات.

إذا عدلت حملة الديبلوماسية العامة الأمريكية ببساطة إلى قناة أخرى لتقديم التقارير عن الرأي الأجنبي، فإنها ستكون لذلك فرصة مهدرة. ستكون دائرة الديبلوماسية العامة مختلفة فقط إذا أخذت على مسؤوليتها القيام بتبليغ لا تواني فيه لرسالة موحدة للعالمين العربي والإسلامي. وينبغي أن يكرس كل عضل وعصب في الديبلوماسية العامة لهذه المهمة.

موفق حرب

لأن السياسة الخارجية لأي دولة مصممة بحيث تخدم تلك الدولة الوطنية، فإن هذه السياسات ستتسبب دائماً في نزاعات عندما تصبح متعارضة مع مصالح الآخرين. وكنتيجة، فإن لدى الحكومات سبب كاف لتهدئة التوترات التي تسببها نزاعات كهذه على المصالح بإنشاء حملات ديبلوماسية عامة جادة. لقد أثبت 11/9 أن المنظمات الإرهابية قد أصبحت متطورة بشكل متزايد في استخدامهم للإعلام لتعزيز إيديولوجياتهم وشكاواهم السياسية، وأنه على العكس من ذلك، أصبحت الولايات المتحدة متساهلة على الأخص في هذا المجال. حتى وقت متأخر، لم يكن لدى الولايات المتحدة وسيلة فعالة تبث عبرها رسالتها إلى البلدان العربية. تظهر الدراسات أن مصدر المعلومات الرئيسي لمعظم المواطنين في العالم الإسلامي هو التلفزيون. إن شبكات التلفزة التي تملكها الحكومة لديها الكثير من مواطن الضعف، مما خلق انفتاحاً على قنوات فضائية كالجزيرة. إن المنافسة بين القنوات الفضائية في العالم العربي ليس مبنياً على تقديم الأخبار الأفضل. لسوء الحظ، فإن المحطة الأكثر معاداة لأمريكا هي التي تستحوذ على أكبر جهود من المشاهدين.

عندما ووجهت بهذا الوضع، قررت الحكومة الأمريكية حتى قبل 11/9 أنها بحاجة إلى زيادة جهودها لتصل إلى الشعوب العربية. وكانت إحدى الأدوات التي اختيرت في هذا السعي راديو (سوا)، وهي شبكة من محطات (اف ام) في الشرق الأوسط وفي وقت قريب ستشمل (إيه إم) كذلك. في حملة للفوز بـ (قلوب وعقول) استهدف راديو سوا الشباب. فبعد كل شيء فإن 65% من الشعب العربي هم تحت عمر الثلاثين. لهذا السبب، فإن معظم وقت راديو سوا الإذاعي مكرس للموسيقى الشعبية، التي تتخللها نشرات أخبار قصيرة. إن مهمة راديو سوا تقديم أخبار دقيقة باللغة العربية، وإلقاء الضوء على الاختلاف بين الشائعات والأخبار الحقيقة. إنها لا تستهدف الجمهور الذي يكره أمريكا، بل الذي يمتعض منها. إذا أحب الجمهور ما يسمعون، فقد يتحول امتعاضهم إلى تفهم.

لا تستطيع الولايات المتحدة الاعتماد ببساطة على أصدقائها لنشر رسالتها في الشرق الأوسط. فالديبلوماسية العامة لا يمكن إحالتها إلى حكومات محلية. وإذا كان على الأنظمة العربية الصديقة الاختيار بين استرضاء أمريكا وبين إدخال السرور على شعوبهم فإنهم سيختارون الأخير.

لذلك فإن الديبلوماسية العامة تمثل مزيداً من التحدي للولايات المتحدة. لقد كان نجاح واشنطن ضئيلاً جداً في هذا الميدان، بشكل رئيسي لأن توقعاتها فيما يتعلق بالديبلوماسية العامة كان ضئيلاً جداً. من هنا فإن من المهم ملاحظة نجاحات المبادرات الموجودة. على سبيل المثال، يظهر راديو (سوا) علامات على التقدم. حتى مؤيدو صدام حسين قد بدؤوا في ضبط أجهزتهم على إذاعتها بسبب دقة وموثوقية أخبارها المبنية على الحقائق.السابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ