مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأربعاء 10 / 04 / 2002م

التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرقصحيفية الشرق العربي  |

.....

   
 

دراســات

ثانياً : الحلقة الثانية

المشروعات المائية الصهيونية المقامة على مياه المنطقة الجنوبية من بلاد الشام

هذه الثروة الاستراتيجية الاساسية تعرضت وماتزال لعملية نهبٍ يومية تحت سمع العالم العربي وبصره ، ومن خلال مشروعات طموحة تستنزف وتوظف كل قطرة من الثروة التي يتهم أصحابها بأنهم لايقدرونها حق قدرها .

وهذه خارطة أولية بالمشروعات الصهيونية المقامة لسرقة مياه المنطقة ، يتبعها عرض للمشروعات الاستراتيجية المستقبلية.

ـ مشروع تجفيف بحيرة الحولة :

حيث بُدأ بهذا المشروع منذ تشرين أول 1950م، وكانت أولى خطوات هي تجفيف المستنقعات المجاورة للبحيرة، وما إن أنتهت هذه المرحلة حتى ابتدأت في عام (1951) بتجفيف مياه البحيرة نفسها على ثلاث مراحل كلفت ما مجموعه (8) ملايين شيكل. وقد أشرف على تمويل هذا المشروع الصندوق القومي اليهودي منذ بداياته حتى نهاياته في العام (1957).

وهذه المراحل هي :

ـ المرحلة الأولى: وقد استمرت من عام (1951) حتى (1953)؛ حيث تم خلالها توسيع وتعميق مجرى نهر الأردن بمقدار (4)م على طول (4,5)كم جنوب البحيرة. وتم من خلال هذه الخطوة نقل وتصريف ما يزيد عن (200-300)مليون متراً مكعباً سنوياً من بحيرة الحولة ومستنقعاتها  إلى مجرى النهر، بين مخرجه من البحيرة وجسر بنات يعقوب جنوب البحيرة. وقد كلفت هذه المرحلة على الصعيد المالي ما مقداره (3) ملايين شيكل.

ـ المرحلة الثانية: واستمرت من عام (1953) حتى (1955)، وقامت بالتنفيذ شركة مقاولات أمريكية أحضرت معدات حفر عائمة، شقت طريقها وسط المستنقعات وحفرت (3) قنوات لتصريف المياه:

1)القناة الشرقية: وهي بطول (19,5)كم وعرضها يساوي (50)متراً، وهي القناة الرئيسة في المشروع لتصريف مياه نهر الأردن.

2)القناة الغربية: وطولها (16)كم، أما عرضها فيبلغ (20)متراً، وهي لتجميع مياه الينابيع.

3)القناة الشمالية: وطولها (4)كم وعرضها (12)م، وهي لربط القناتين؛ حيث تبدأ القناتان الشرقية والغربية من الطرف الشمالي للمستنقعات و تجمعان داخلهما جميع مياه المستنقعات والسيول، وتلتقيان داخل بحيرة الحولة، حيث تتصل القناة الشرقية بمجرى النهر الموسع. وقد بلغت تكاليف هذه المرحلة (3,5)مليون شيكل، ونتج عنها استصلاح (12) ألف دونم شمال القناة الشمالية؛ و قامت بالإستصلاح شركة استصلاح أراضي الحولة؛ وهي شركة مشتركة بين الحكومة والوكالة اليهودية والصندوق اليهودي.

ـ المرحلة الثالثة: (1955-1957) وقامت بتنفيذ أعمالها الشركة (القومية للهندسة) واستهدفت تصفية الماء المتجمع على السطح وتسريبه إلى قنوات تصب في نهر الأردن، إضافة إلى تصفية (12) مليون متراً مكعباً من مياه البحيرة نفسها لتصب في نهر الأردن، واشتملت على إزالة السد الكبير الذي كان قد بني عند نقطة التقاء القناة الشرقية لبحيرة الحولة بنهر الأردن.

وأخيراً، وفي عام (1957) نجح الكيان في إزالة العقبة البازلتية عند مخرج النهر من البحيرة، وهكذا اختفت البحيرة نهائياً، وتوفر للكيان (100)مليون متراً مكعباً لري مناطق واسعة تستوعب حوالي مائة ألف نسمة، وأما المناطق التي جففت (حوالي60 ألف دونم) فقد وزعت بالتساوي بين شركة استثمار الحولة، والمستوطنات المقامة بالمنطقة، والمستوطنات التي خطط لإقامتها، وازدهرت مستوطنتا (كريات شمونة) و(حاشور) وغيرهما. واحتفظت جمعية حماية الطبيعة بمساحة (400) دونم كمنتزه وطني.

ـ مشروع (العوجا ـ النقب) : ومن المشاريع المائية المهمة أيضاً مشروع (العوجا  ـ النقب) أو ما يسمى (اليركوني ـ النقب) وقد شرع بتنفيذ هذا المشروع عام(1952) من أجل تزويد المياه لمنطقة شمال النقب، والتي كانت أراضيها جزءاً من قضاء غزة قبل عام (1948). وقد شرعت السلطات الصهيونية بإقامة عشرات المستوطنات في تلك المنطقة مما اقتضى توفير مصدر مائي لهذه المستوطنات. وقد انتهى العمل بهذا المشروع سنة (1955). ويتلخص المشروع بإحضار مياه نهر العوجا (اليركون) الذي ترد مياهه من ينابيع المياه الجوفية الآتية من المنحدرات الشمالية للضفة الغربية، والتي تتوحد في مجرى واحد بالقرب من رأس العين، حيث تُدفع المياه بواسطة أنبوب قطره (66) بوصة وطوله (95)كم نحو محطة أمسيماد على بعد (19) كم جنوباً، ثم إلى محطة سمخا  على بعد (54)كم أخرى، ويشترك مشروع (اليركون) هذا مع عدد من المشاريع المحلية. وعلى موازاة الخط الأول وإلى الغرب منه يتوجه خط أنابيب آخر من محطة رأس العين بقطر (70) بوصة وبطول (66)كم نحو الجنوب ويتفرع منه خط نحو مدينة تل أبيب، ثم يلتقي الخطان معاً حتى خزان (زوهر) في منطقة الخيش ـالفالوجة ـ والذي يستوعب (8) ملايين متراً مكعباً من مياه العوجا (اليركون).

كذلك يخزن قسم من المياه خلال فصل الشتاء ضمن مشروع (شبلات اللد)، ويتم في نفس المشروع تزويد خط (اليركون) بالمياه خلال الصيف.

ينقل مشروع (اليركون) سنوياً حوالي (120) مليون متراً مكعباً من الماء، تروي حوالي (200) ألف دونم من الأراضي.

ـ مشروع تحويل مياه نهر الأردن :

 أما المشروع المائي الثالث فهو: مشروع تحويل مياه نهر الأردن، وهو مشروع خُطط لتنفيذه خلال عشر سنوات ليعمل هذا المشروع بعد ذلك على ري ثلاثة ملايين دونم عن طريق توفير (1500) مليون متراً مكعباً أي تحويل جميع مياه نهر الأردن إلى جانب (100) مليون متراً مكعباً من نهر اليرموك. وكان هذا المشروع معلماً من معالم كسر الإرادة العربية قبل حرب67، حيث فشلت القمة العربية التي دعا إليها عبد الناصر، لحشد القوى العربية لوقف هذا المشروع... كما عجزت الإرادة الثورية في سوريا البعث عن إحباط هذا المشروع. على الرغم من إعداد أغنية قوية النبرة حامية اللحن لمواجهة هذا المشروع.

ويشمل مشروع السنوات العشرـ هذاـ خزان المياه في بحيرة طبريا وفي سهل البطوف وتوليد الكهرباء من قوة الانحدار بين الأردن وبين طبريا (250) متراً، ولضخ المياه وإرسالها إلى الساحل حيث تتصل بخط (العوجا (اليركون) ـ النقب).

تتميم هذا المشروع في المخططات كان في العام (1956). وفي العام (1958) تم تعديل هذه المخططات ليتم من خلال هذا المشروع تدبير (1800) متراً مكعباً سنوياً على أن يؤمن نهر الأردن والينابيع شرق المناطق المحتلة ما يعادل (650) مليون متراً مكعباً.

ولقد تم تحديد نقطة أخرى للتحويل في العام نفسه (1958)؛ وهي عند الزاوية الشمالية الغربية من بحيرة طبريا، بدل خزانات بيت ناتوف التي اكتشف أن طبقتها الصخرية منفذة للماء وتسمح بتسريبه بكميات كبيرة؛ ولذلك اضطر الكيان لاستخدام طبريا كخزان رغم ملوحتها نسبياً.

وهكذا أُنجز مع حلول عام (1964) أنبوب التحويل من محطة الضخ المسماة "سابير" عند بحيرة طبريـا وحتى محـطة رأس العين (حيث تتصل بمشروع العوجا ـ النقب) بمسافة (130) كم وبقطر (106) إنش حتى محطة رأس العين. ليتشكل بذلك أنبوب المياه القطري وهو المشروع المائي الذي خُطط لاتمامه منذ البداية.

ويتألف أنبوب المياه القطري هذا من نظام من القنوات المكشوفة: قناة الأردن (35)كم، والبطوف (17,5)كم، وكذلك الأنفاق، عيلبون (850)م وشومرون (1,6)كم، ومناشي (أ) ومناشي (ب) حوالي (7)كم. إضافة إلى خط أنابيب خراساني إسمنتي قطره (108) بوصة وطوله نحو (77)كم من الطرف الجنوبي الغربي لسهل البطوف إلى ينابيع رأس العين.

وتبلغ طاقة المشروع على النقل (400) مليون متراً مكعباً، كما يشمل المشروع عدة محطات توليد طاقة كهربائية.

ويتلخص مشروع المياه القطري من الناحية الفنية بأنه يتم خلاله سحب المياه من بحيرة طبريا على عمق (212)م تحت سطح البحر إلى محطة الضخ الرئيسية على شاطئ البحيرة الغربي، قرب الطابغة، حيث يتم تزويد الكهرباء للموتورات من محطة مجاورة أعدت خصيصاً لهذا الغرض، وتضخ المياه من المحطة(3) أنابيب تتحد معاً على مسافة معينة في أنبوب واحد يسمى أنبوب الضغط بطول (2200)م ويتم به رفع المياه خلال تل العريمة من عمق (212)م تحت سطح البحر إلى (44)م فوق سطح البحر حيث تصب المياه من هذا الأنبوب في قناة مفتوحة تسمى (قناة الأردن)، ويتدرج قطر الأنبوب من(220)سم  قرب البحيرة إلى (280)سم عند نهاية الأنبوب. ويبلغ طول قناة الأردن (16)كم بعرض (12)م عند السطح و(2,5)م عند القاع. ويصل عمق القناة إلى (315)سم ومنسوب المياه إلى (270)سم. وتندفع المياه خلال القناة بواسطة الجاذبية حيث ينحدر مجرى القناة بمقدار (16)سم للكيلومتر الواحد باتجاه سهل الغوير مروراً بوادي محمود على عمـق (150)م ووادي سـلمون بعمق (15)م، حتى تصل إلى خزان سلمون الذي تبلغ سعته (800)ألف مترمكعب، حيث تعبر المياه منه إلى محطة ضخ سلمون، ووظيفة محطة سلمون رفع المياه إلى ارتفاع (110-115)م وتوجيهها نحو قناة عيبلون "بيت ناتوف" في سهل البطوف قرب قرية عرابة، ويبلغ طول هذه القناة (17)كم بعرض (20)م وبعمق (260)سم.

وعندها تكون المياه قد وصلت إلى أعلى نقطة عن سطح البحر في المشروع، حيث تندفع خلال أنبوب ضغط فولاذي بقطر (3) أمتار وطول (1)كم حتى نفق عيبلون، ثم تصب قناة عيبلون هذه في خزان البطوف والذي أطلق عليه في (21/4/1969م) خزان (اشكول ) نسبة إلى (ليفي اشكول) وهو رئيس وزراء سابق . ويتكون خزان البطوف من خزانين سعتهما معاً (6)ملايين متراً مكعباً .وتستعمل هذه المياه كاحتياط في حال حدوث خلل بالمحطات أو الخطوط . وتضخ المياه منها حسب الاحتياجات إلى محطة لتحلية المياه مهمتها جعل هذه المياه صالحة للشرب.

حيث  تندفع المياه بعد ذلك ـ عبر أنبوب إسمنتي ضخم بقطر (108) بوصة .

ويتكون خط الأنابيب من وحدات طول كل منها (5) أمتار ويزن حوالي (30) طناً  وسماكته تبلغ (217)سم ويتحمل ضغطاً جوياً مقداره (13) وقد صنعت هذه الأنابيب في مصنع (يوفال جات) في عسقلان بترخيص من الشركة الأمريكية (لوك جونيت).

ويبلغ طول أنبوب الإسمنت هذا (77)كم حتى يتصل مع خط (العوجا (اليركون) ـ النقب) في منطقة رأس العين.

ويستمر جريان الماء في أنابيب إسمنتية تحت الأرض مجتازة وادي مالك حتى تصل مرج ابن عامر حيث تجري في نفق (شومرون) البالغ طوله (1600)م وقد أقيمت (5) محطات ضخ إضافية على امتداد المشروع ـ وهي لم تكن واردة في المخطط الأصلي ـ وذلك من أجل زيادة اندفاع الماء، وهي تزيد ضخ المياه من (11)إلى(16) م3 /ك وبتالي ترفع القدرة الإجمالية للخط من (320)مليون متراً مكعباً سنوياً إلى(365)مليون متراً مكعباً .

ومن مرج ابن عامر تمر المياه عبر نفق منشي(أ) غرب مستوطنة (مشمار هيمق) والذي يبلغ طوله (6,5)كم إلى نفق منشي (ب) البالغ طوله (360)م، تواصل المياه بعدها سيرها في السهل الساحلي حتى رأس العين.

وفي حالة الحاجة إلى إجراء  تصليحات في خط الأنابيب فإنه يمكن إغلاق الخط بواسطة مكابس وضعت تحت الأرض في مبانٍ خاصة. ويبلغ وزن المكبس الواحد (26) طناً.

ولوصل المشروع القطري بمشروع اليركون (العوجا):

فقد أقيمت بالقرب من محطة رأس العين محطة خاصة تسمى "محطة فيسوت" وهي  تربط خط المياه القطري وخطي (اليركون) الشرقي والغربي ضمن شبكة قطرية واحدة.

إن مخطط مشروع المياه القطري يشمل كذلك استبدال خط (اليركون) الأصلي نفسه، وإنشاء خط جديد من منطقة (زوهر) يصل حتى منطقة تساليم في منتصف المسافة بين بئر السبع و(مفتاحيم) كما يمتد خط أنابيب (اليركون )الغربي الجديد (70بوصة) عند نقطة التقائه بخط (اليركون) الشرقي القديم لينحرف شرقاً حتى المنطقة الصناعية في شرق النقب (منطقة عراد ) إلا أنه لم يجر تنفيذ هذه الخططات واستعيض عنها بتمديدات من الأنابيب الصغيرة لتزويد المياه لمنطقة شرقي النقب .

وفي أعقاب حرب (1967م) شرع بتزويد المستوطنات المقامة في مشارف رفح بالمياه عن طريق إنشاء خط أنابيب متفرع من نهاية الخط الأصلي المنتهي في (مفتاحيم) مما شكل عبئاً إضافياً على الخط القديم وخاصة في أضعف حلقاته في منطفة غربي النقب وبالتحديد في منطقة جبل النقب (عراد ديمونة) مما أدى إلى ضغط آخر متزايد على هذا الخط. وبذلك زادت كميات المياه المطلوبة لهذه المنطقة عن طاقة الخط نفسه. ولحل هذه المشكلة تم تخفيض كميات المياه المخصصة لمستويات إلى (70%) وأحياناً إلى (50%) من الكميات السابقة لها ونتج عجز مائي مقداره (250)ألف متراً مكعباً من المياه يومياً، وفي عام (1977) تم إنشاء خط (زوهرـتساليم)إلا أن هذا الخط لم يحل المشكلة أيضاً لعدم كفاية الوارد المائي ذاته، ولذلك اقتصر استخدام هذا الخط على محاولة تخفيف الضغط عن الخط القديم وأصبح الاثنان يعملان بالتناوب ولا زالت المنطقة بانتظار موارد مائية جديدة وليس مجرد التلاعب بالموارد الموجودة أصلاً.

 يحاول الكيان منذ إقامته إنشاء شبكة مياه متكاملة. ومن هذا المنطلق ارتبط مشروع نهر الأردن بعدة مشاريع أخرى أقامتها داخل الخط الأخضر:

1) مشروع (اليركون) العوجا: وهو للإستفادة من نهر العوجا قبل أن يصب في البحر حيث يلتقي بمشروع نهر الأردن عند ( اليركون) قرب مستوطنة (تساليم) وقد اشتمل على:

أ.مشروع شرق (اليركون) من رأس العين حتى شمال النقب وقـد نفـذ عام (1955م) بطول (106)كم وقطر (165)سم لنقل (1)مليون متراً مكعباً من مياه النهر.

ب.مشروع غرب (اليركون) من رأس العين حتى مستعمرة (حلتس) غربي الخط حيث يلتق بالخط الأول. وطوله (65)كم وطاقته بين (80-100) مليون متراً مكعباً ويوصل المياه إلى النقب الغربي. وقد نفذ عام (1960) وقطره (117)سم، كما يزود تل أبيب بحوالي (45) مليون متراً مكعباً من الماء، ثم يتجه للنقب ويمتد غربي الخط الأول.

2)مشروع الجليل الغربي (كيشون)أو نهرالمقطع: ويتضمن إنشاء سد صغير قرب قرية كفر باروخ لحجز مياه الفيضانات والسيول في واد مرج ابن عامر، وكذلك مياه الينابيع وآبار ومجاري الساحل المكررة  إضافة إلى نهر المقطع (كيشون)،  لتوفير (150) مليون متر مكعب من المياه وتجميعها في أنبوب قطره (120) سم إلى السد.

3)مشروع مرج بيسان: ويشمل نقل المياه في أنابيب قطرها (180) سم،بعد تجميع مياه ينابيع بيسان ومياه بئر (الجلبع) وإضافة المياه المستغلة إلى مياه الشبكة القطرية لتوفير (125) مليون متر مكعب من المياه العذبة إضافة إلى (55) مليون متراً مكعباً من المياه المالحة لتربية الأسماك في بيسان.

4)مشروع اليرموك /بيسان/ طبريا: ويعتمد على سحب جزء من مياه اليرموك والأردن جنوب طبريا وضخها في طبريا شتاءً، ثم سحب (44) مليون متراً مكعباً من طبريا لري بيسان ومثلث اليرموك عبر قناة قطرها (120) سم وطولها (5) كم مع إقامة محطة لتعديل ملوحة المياه، واستغلال الماء المالح لتربية الأسماك.   

5)مشروع (رامات بسخار): على حدود مرج ابن عامر ومرج بيسان بطاقة حوالي مليون متراً مكعباً لتزويد القرى الزعبية وطمرا وكفر مصر وأربعة مستوطنات أخرى بالمياه. وقد انجز على مرحلتين الأولى انتهت (1965) والثانية عام (1966) .

6)مشروع الجليل الأسفل: ويقوم على أساس الاستفادة من مياه طبريا بيسان لتزويد المستعمرات القديمة في الجليل بحوالي (12)مليون متراً مكعباً سنوياً وعلى مرحلتين . تم الانتهاء منهما بين عامي(1965م) و (1969م).

7)مشاريع تجميع مياه فيضانات وادي (شيمكا) قرب غزة في الساحل وقد بدأت عام(1936م). وسد (وفير) قرب الحدود الأردنية لتخزين مياه الأمطار، وكذلك مشروع وادي (منشا) الذي انتهى عام (1967م)وهو يضخ (12) مليون متراً من مياه السيول والفيضانات. وكذلك مشروع تخزين مياه الأمطار والسيول في (قيساريا) .إضافة إلى الكثير من المشاريع الأخرى(1).

أما على صعيد مياه جنوب لبنان، فقد كانت التصريحات والوثائق الصهيونية واضحة بشأن أهمية مياه الجنوب اللبناني لتنفيذ المخططات والمشاريع الصهيونية، وقد اتخذت سلطات الكيان أكثر من إجراء من أجل الحصول على هذه المياه؛ ومن هذه الإجراءات تعطيل المشروعات اللبنانية التي ترمي إلى استغلال هذه المياه، بطرق وأساليب مختلفة تصل إلى حد قصف هذه المواقع وتعطيل الأجهزة و المضخات المقامة عليها.

ومن هذه الإجراءات أيضاً اتباع أسلوب الاستيلاء على هذه المياه خطوة بعد خطوة أي بشكل تدريجي وفي أوقات متباعدة ـ نسبيا ـ من أجل عدم استثارة ردود الفعل الدولية على ذلك.

وأنهار الجنوب اللبناني التي كانت مسرحاً لهذه الإجراءات هي؛ الحاصباني والوزاني والليطاني. أما نهر (الحاصباني) فمصدره نبع الحاصباني عند سفوح جبل حرمون في وادي التّيم الذي يجري فيه قبل أن يصل إلى منخفض الحولة في فلسطين حيث يرفد نهر الأردن الذي يصب في البحر الميت. ويبلغ طوله في لبنان (21) كم.

وأما نهر (الوزاني) فنهر صغير ينطلق من قرية (الوزان) الحدودية نحو (4)كلم من الحدود اللبنانية (الفلسطينية) جنوب بلدة الخيام وهو أحد أهم روافد نهر الحاصباني.

وفي العام (1986)، أحاط الكيان بسياج عدة هكتارات من الأرض حول نبع الوزاني، بعد طرد المزارعين اللبنانيين منها، وبدأ بمد أقنية من النبع باتجاه الشمال الشرقي، بحجة ريّ قرى العرقوب الواقعة داخل الشريط الحدودي المسمى (الحزام الأمني).

وفي العام (1989م) تم مدّ أنابيب مياه من نبع العين المتفرع من نهر الجوز؛ وهو أحد روافد الحاصباني، بدعوى تزويد قرى منطقة حاصبيا المحتلة بالمياه.

ويستغل الكيان حالياً ـ وبصورة كاملة ـ مياه الحاصباني والوزاني، وبمعدل يتجاوز في معظم الأحيان مقدار (145) مليون متراً مكعباً سنوياً. مع العلم أن معدل التصريف السنوي لنهر الحاصباني لا يتجاوز (160) مليون متراً مكعباً.

أما نهر (الليطاني) فهو ينبع مما يسمى نبع العليق ( وهو عبارة عن عدة ينابيع متفرقة) الذي يقع غرب مدينة بعلبك ثم ينساب في اتجاه جنوبي غربي لمسافة (130) كم، وينعطف بعد ذلك إلى الغرب حتى مصبه في (القاسمية) شمالي مدينة صور، ويصب في البحر المتوسط.

ويقدر معدل التدفق الطبيعي لليطاني بـ (600ـ700) مليون متراً مكعباً في السنة وتتميز مياهه بعذوبتها؛ إذ لا تزيد ملوحتها في المعدل على (320) جزءاً من المليون.

أما الطول الكلي للنهر فيقدر بـ (170) كم، يقع منه ما يقارب (25) كم داخل منطقة الشريط الحدودي.

ويُعد هذا القسم من مجرى النهر منطقة عذراء، نظراً إلى وعورتها وطبيعتها القاسية، فهي تتشكل من منحدرات صخرية شاهقة وأودية عميقة.

وقد بدأ التنفيذ العملي لجر مياه الليطاني بعد الغزو الصهيوني للبنان في العام (1982)، ولكن هذا التنفيذ كان مسبوقاً ببعض الخطوات العملية ـ أيضا ـ التي تم تنفيذها قبل هذا التاريخ بأشهر معدودة. فقد بدأت القوات الصهيونية أعمال الحفريات لاستغلال مياه الليطاني قبل ذلك التاريخ. وعلى الرغم من نفي تل أبيب المتكرر؛ فقد تم تحويل كميات كبيرة من مياه الليطاني في الجنوب اللبناني.

وأشارت دراسة سورية إلى أن الكيان يستولي على (500) مليون متراً مكعباً سنوياً. ومن الناحية الفنية، لا يستبعد أن يكون الصهاينة قاموا بشق نفق لربط الليطاني من باطن مجراه بالأراضي المحتلة بالجليل.(2)

أما مياه الجولان السورية، ولا سيما ينابيع بانياس الشهيرة فيتم استغلالها، من خلال المشروعات المقامة على بحيرة طبريا حيث تعتبر بحيرة طبريا خزان المياه الأساسي في المنطقة.

كما وتقوم المستوطنات المقامة على أرض الجولان، باستنزاف رصيد المياه الجوفية بشكل مجحف، ومؤثر على احتياطي المياه في المنطقة.

·     المراجع:

1) طارق المجذوب،لا أحد يشرب (مشاريع المياه استراتيجية إسرائيل) ، رياض الريس للكتب والنشر،بيروت البنان،الطبعة الأولى ،1986م.

2) بشير البرغوثي ، المطامع الإسرائيلية في مياه فلسطين والدول العربية المجاورة ،دار الجليل للنشر، عمان ،الطبعة الأولى، 1986م.

                                                     يتبع الحلقة الثالثة .....


(1)  الحديث عن المشاريع الإسرائيلية مأخوذ بتصرف عن: بشير البرغوثي، المطامح الإسرائيلية في مياه فلسطين والدول العربية المجاورة، (127ـ143)

(2) الحديث عن المشاريع الإسرائيلية على المياه اللبنانية مأخوذ بتصرف عن: طارق المجذوب، لا أحد يشرب، (62-77)

السابق

for

S&CS

للأعلى

2002 © جميع الحقوق محفوظة     

   

التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرقصحيفية الشرق العربي  |