ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 15/04/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


حديث بشار الأسد إلى قناة العربية

دمشق في 10/6/2003

أدلى الرئيس بشار الأسد بحديث الى قناة العربية التلفزيونية فيما يلي نصه:‏‏

المذيع.. مشاهدينا الكرام سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركاته. في خضم التطورات المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط التي ليس آخرها قمة شرم الشيخ وقمة العقبة، وكذلك ذيول الحرب التي شنت في العراق لا يملك المرء إلا أن يستطلع رأي رئيس دولة تحتل موقعاً محورياً في كافة معادلات منطقة الشرق الاوسط . نحن هنا نتحدث عن رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الأسد .‏‏

 

المذيع.. الرئيس. بداية لنبدأ من قمة شرم الشيخ. كيف تفسرون استبعادكم من هذه القمة ؟‏‏

 

الرئيس.. دعنا نضع السؤءال بطريقة مختلفة. لماذا نكون في القمة. ما هي المواضيع المطروحة في هذه القمة. ما هو دور سورية أو علاقتها بهذه المواضيع كما نعلم الموضوع الأساسي المطروح في قمة شرم الشيخ هو موضوع خارطة الطريق. وخارطة الطريق مختصة بالمسار الفلسطيني بغض النظر عن وضع اسم سورية ولبنان فيها ضمن مراحل. هذا لا يعني أن سورية ولبنان هما جزء من خارطة الطريق. بنفس الوقت سورية منذ عام /1993/ أي منذ توقيع اتفاقيات أوسلو لم تعد فعلياً منغمسة أو حتى على احتكاك مع المسار الفلسطيني بالنسبة لعملية السلام فمن الطبيعي ألا تكون سورية موجودة في .هذه القمة‏‏

 

المذيع.. هل نفهم من ذلك سيادة الرئيس بأنكم تشعرون في الواقع ربما بالرضا لأنكم لم تحضروا تلك القمة لأنها ربما توصلت إلى أشياء لا ترضون عنها ؟‏‏

 

الرئيس.. لكي لا نضع الأمور بمقياس الرضا أو عدم الرضا أو الرغبة أو عدم الرغبة. لنفترض بأننا لا نرغب بالذهاب إلى هذه القمة، لكن الرغبة أو عدم الرغبة ليست هي القضية، القضية هي هل أنت معني بهذا‏‏

 

الموضوع أم غير معني. نحن أعلنا بأننا نوافق على ما يوافق عليه الفلسطينيون.. لنتكلم بصراحة.. منذ قبل الحرب على العراق ومنذ أن طرحت خارطة الطريق وخاصة في الأيام الأخيرة بعد قمة شرم الشيخ وقمة العقبة ما سمعناه حتى الآن هو الرفض لهذه الخارطة من قبل الفلسطينيين. أنا لا أتحدث الآن عن منظمات أتحدث عن مواطنين اسمعهم في الإذاعات وفي التلفزيونات.. فإذن هذا يتطابق مع قناعاتنا بأننا يجب أن نكون مع الفلسطينيين في ما يقررونه.. هذا يختلف عن قناعاتنا السياسية بخارطة الطريق.. لدينا الكثير من الملاحظات على خارطة الطريق وعلى أوسلو.. وعلى كل المبادرات الأخرى التي أتت بين الموضوعين الأساسيين .‏‏

 

المذيع.. ولكن كلامكم سيادة الرئيس يبعث على الاعتقاد أن ثمة جيلاً في المنطقة كان يسمع دائماً سورية تقول.. بأن القضية الفلسطينية هي القضية العربية المركزية. هل يعني ذلك أنكم.. لأن الفلسطينيين ذهبوا لوحدهم‏‏ قد تخليتم عن مركزية وعن عروبة هذه القضية .‏‏

 

الرئيس.. لا بكل تأكيد لا. لكن عندما نتبنى القضية فهذا يعني أننا نتبناها بحسب ما يريدها صاحب القضية وهو المواطن الفلسطيني. لا يمكن أن نوافق على شيء يرفضه.. ولو كنا مقتنعين به.. ولا يمكن أن نرفض شيئاً هو مقتنع به. عندما دخلنا في عملية السلام في عام/1990/ كنا نعتقد بأن هذا المسار العربي سوف يكون مساراً واحداً /سورياً / لبنانياً / فلسطينياً.عملية أوسلو فصلت فعلياً هذا المسار عن المسارين الآخرين. وبقي المساران السوري واللبناني كمسار مشترك أو مسار واحد. وكان هناك عمل من دون الدخول في التفاصيل/ لإظهار أن سورية هي ضد مصلحة الشعب الفلسطيني في ذلك الوقت. طبعاً هذا الشيء تم تسويقه في الداخل. وبعد بدء الانتفاضة تغير الوضع. في هذه الفترة انكفأت سورية عن الموضوع الفلسطيني وبقينا مراقبين. بعد عودة الانتفاضة اكتشف الكثير من الفلسطينيين أن هذا الكلام غير صحيح.. وأن سورية كانت على حق وان اتفاقية أوسلو لم تحصل شيئاً للمواطن الفلسطيني.. فعاد الطرح الفلسطيني بصيغة مختلفة عن المرحلة التي سبقت الانتفاضة.. وهنا استطاعت سورية أن تعود وتطرح نفس الشيء الذي كانت مقتنعة به.. أي ان الطرح السوري اليوم يتطابق مع قناعات المواطن الفلسطيني.. لكن هناك مواطناً فلسطينياً يطرح هذا الطرح. وما علينا إلا أن ندعمه.. فهي ليست قضية تخل أبداً. بالعكس نحن ندعم هذا المواطن‏‏ الفلسطيني لكن اليوم هو صوته أقوى من قبل لأنه اكتشف ان الكثير من الأمور التي طرحت لم تعد تخدعه .‏‏

 

المذيع.. سيادة الرئيس.. إذا كنا نفهم من كلامكم بأنكم على اتفاق مع رؤية المواطن الفلسطيني.. أو مع رؤءية ما يحدث في الواقع الآن.. بدا الآن ان خارطة الطريق لم ترض الكثيرين من الفلسطينيين.. هل يعني ذلك أنكم مع المقاومة الفلسطينية بمعنى المقاومة حتى نكون محددين .‏‏

 

الرئيس.. بشكل عام بتعاملنا مع القضايا / أية قضية / ومنها طبعاً وعلى رأسها القضية الفلسطينية / نحن نتعامل مع مبادىء عامة. كأن نقول أن هذه الأرض محتلة. وبحسب رأينا وقناعاتنا والشرعية الدولية وكل الشرعيات الأخرى ومنها الدينية يحق لصاحب الارض المحتلة ان يدافع عن حقه.ان يقاوم.. وعبر التاريخ كان هذا الشيء يعتبر مقدساً. في الحرب العالمية الثانية هناك أمثلة على رأسها شارل ديغول.. فنحن عندما نقول بأن حق هذا الشعب أن يقاوم لا نحدد ما هو نوع المقاومة. الشعب يعرف الانتفاضة في عام /1987/ والتي امتدت حتى عام /1993/على ما اعتقد كانت انتفاضة حجر.. قبل ذلك كانت هناك اشكال مختلفة للمقاومة الفلسطينية ..وانا قلت في خطابي في مجلس الشعب ..على سبيل المثال ..نحن لا نؤيد ولا ندين العمليات التي تحصل في الأراضي الفلسطينية.. وقلت ان التأييد لا يزيد هذه العمليات والادانة لا تجعلها أقل. هي واقع.. لكن هذا الواقع الذي يقدره هو الشعب الفلسطيني قد يكون.. أنا رأيي.. أن هناك خطأ ما.. أو هناك صح ما.. هذا رأي خاص.. لكننا لسنا مخولين أن نحدد نيابة عن الشعب الفلسطيني ما هي المقاومة الصح .‏‏

 

المذيع.. وهذا هو السؤال في الواقع سيادة الرئيس. نريد أن نسألكم قليلاً.. أنتم تتحدثون الآن عن رأيكم في ما يجري. هل أنتم مع عسكرة الانتفاضة. هل أنتم مع الانتفاضة نفسها ..الانتفاضة السلمية.. الانتفاضة بالأسلوب السلبي .‏‏

 

الرئيس.. هذا ينطبق على ما قلته. لا نستطيع أن نحدد ما هو الشكل الأمثل. أولاً نحن لا نعيش في الاراضي الفلسطينية ولا يوجد تماس مباشرة. لكنني أعتقد ../ وهذا رأي شخصي/ بأن ما أوصل الوضع إلى الحالة الراهنة هو التجارب السابقة التي أقنعت الكثيرين بأن الوضع السابق لم يحقق لنا شيئاً ..وقد جربوا ما تسميه انت المقاومة المنفعلة او السلبية كما تسميها . جربوا الانتفاضة الفاعلة غير المسلحة.. والآن يجربون‏‏ المقاومة المسلحة. بغض النظر عن وجهة نظرنا هي حالة تدل على أن المواطن الفلسطيني يئس من كل ما سبق سواء أكان هذا صحا أم خطأ.. هو أمر واقع.. الفلسطيني له حقوق. هو كمواطن وكأي مواطن في العالم له الحق في ان يبحث عن طريقة تعيد له حقوقه. لو كان هناك مجتمع دولي وأمم متحدة وموقف عربي موحد وغيرها من الأشياء التي تعطيه الأمل لما قام بهذه الأشياء .‏‏

 

المذيع.. سيدي الرئيس ثمة موضوع في سورية يهمكم بالضبط وكذلك يهم لبنان..انه موضوع اللاجئين.. ربما في الحديث عن الانتفاضة واسلوب المقاومة قد يوافق المرء معكم بأن هذا أمر يتوقف على الفلسطينيين.. ولكن قضية اللاجئين تهمكم في المقام الأول.. أليس كذلك ؟‏‏

 

الرئيس.. بكل تأكيد‏‏

 

المذيع.. فما هي رؤيتكم بالنسبة لهذا الموضوع ؟‏‏

 

الرئيس.. طبعاً اللاجىء الفلسطيني هو أخ موجود في سورية. لا توجد لدينا رؤية أن نقبل به أولا نقبل به. نحن سنقبل به بكل تأكيد. لكن ما هي رؤية هذا اللاجىء... هذا هو السؤءال. ليس الأمر هو رؤية سورية لموضوع اللاجئين.. هذا الموضوع محسوم شعبيا ..ليس على مستوى الدولة أو الحكومة أو الحكومات السورية التي تعاقبت منذ عام /1948/ لكن هذا ينقلنا إلى سؤال آخر. إذا كانت هذه القضية هي قضية مركزية للشعب الفلسطيني وللدول المعنية ومنها سورية ومنها لبنان .. وربما بعض الدول العربية الاخرى.. لماذا لم تطرح في كل المبادرات السابقة من خارطة الطريق.. ومشاريع تينيت.. وزيني.. وميتشل.. وغيرها. انها لم تطرح فإذن لاتوجد الآن مبادرة جدية لحل هذه المشكلة. لكن هناك حديث دائماً هل تقبل اسرائيل بعودتهم أم لا تقبل. أيضاً هذا اجتهاد.. نحن لا يحق لنا أن نقول أن هذه العودة واقعية أو غير واقعية. من يقول هذا الكلام هم الفلسطينيون. عندما يقولون نحن لا نريد أن نعود. هم أحرار. أما إذا قالوا نريد أن نعود.. فنحن لا نستطيع إلا ان نؤيدهم بمعزل عن الاتفاقيات و بمعزل عن اهمال أو اغفال هذا الجانب أو عدم اغفاله. نحن لا نستطيع إلا أن نقول لهم إذا أردتم أن تعودوا فهذا هو وطنكم. هذه هي وجهة نظر سورية في هذا الموضوع .‏‏

 

المذيع.. الرئيس إذا عدنا إلى موضوع استبعادكم وأنتم اسميتموها لماذا لم نذهب.. استبعادكم من قمة شرم الشيخ على ما يقال له علاقة بعدم الاستجابة الكاملة لمطالب كولن باول عندما جاء إليكم في سورية. أليس كذلك ؟‏‏

 

الرئيس.. لم يطرح موضوع وجود سورية بالأساس.. نحن لم نسمع سوى بالاعلان عن هذه القمة.. ولم يطرح معنا الأميركيون موضوع حضور سورية أو عدم حضورها. ولا أعتقد أنهم بحاجة إلى حضور سورية سواء بالنسبة لعدم علاقة سورية بهذا الموضوع أو لعدم توافق سورية واتفاقها مع هذه الطروحات. بالأساس نحن في اتجاه آخر .‏‏

 

المذيع.. ولكن ألا تشعرون بالقلق مما قاله /بوش/ أنهم تحدثوا كثيراً عن سورية في قمة شرم الشيخ أليس كذلك ؟‏‏

 

الرئيس.. لكن هو لم يذكر كيف تحدثوا. علاقتنا مع القادة العرب علاقة جيدة خاصة الذين حضروا في قمة شرم الشيخ. ونحن بلغنا بالنتائج وعرفنا بان البعض منهم قام بطرح موضوع الجولان.. هذا هو الطرح‏‏ الذي يطرح.‏‏

 

المذيع.. هل كان من جواب على هذا الموضوع في اعتقادكم...‏‏

 

الرئيس.. من قبل الأميركيين.. لا لأن هذه القمة مخصصة للمسار الفلسطيني ومخصصة لخارطة الطريق. وأعتقد بأن المسار السوري بالنسبة لهم الآن مؤءجل.. ولا نعرف لماذا.. ولكن هو الآن غير مطروح .‏‏

 

المذيع.. الحديث كما ذكرتم عن موضوع الجولان خلال تلك القمة.. ألم توعدوا من خلال الجهات العربية التي حضرت على الأقل بأن شيئاً ما سيحصل. ربما يقال بأن الأوروبيين يطبخون خارطة طريق سورية / لبنانية. ما رأيكم.‏‏

 

الرئيس.. نحن طرحنا هذا الموضوع مع الأوروبيين ومع الأميركيين. مع العرب هو دائماً مطروح. العرب ومن دون أن نطلب منهم.. وللأمانة يطرحون هذا الموضوع. أغلب القادة العرب في هذا النوع من اللقاءات وفي لقاءاتهم مع الأوروبيين المعنيين بعملية السلام أو مع المسؤءولين الأميركيين يطرحون موضوع الجولان. وكلهم يعرفون أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام من دون سورية. لكن هذا يطرح سؤالاً آخر. لماذا طرحت خارطة الطريق من دون المسار السوري إذا كانوا يسعون إلى مسار شامل. منذ عام تقريباً كان كل الطرح الغربي /الأميركي والأوروبي على أساس انه لا يوجد حل إلا بالسلام الشامل ولا يوجد حل إلا بالسلة الواحدة. وهم أيدوا المبادرة العربية لأنها كانت تعتبر كسلة سلام تحقق الأمور دفعة واحدة.. طرح خارطة الطريق بهذا الشكل قبل الحرب على العراق ومن دون الحديث عن السلام الشامل ومن دون الحديث عن القضايا الأساسية.. اللاجئين.. القدس.. الحدود.. من دون الحديث عن المبادرة العربية التي دعمت بشكل كبير من قبل المجتمع الدولي.. هذا يعني أن الطرح حوله اشارات استفهام. البعض يقول لأسباب انتخابية والبعض يقول لتهدئة الشارع العربي. ربما وضع سورية ولبنان في هذه المبادرة أتى لإعطائها صفة الشمولية وكلمة مرور.ولا علاقة لسورية أو لبنان في المرحلة الثانية أو الثالثة .‏‏

 

المذيع.. الرئيس.. قيل الكثير عما طلبه منكم كولن باول. نريد أن نسمع منكم شخصياً ما الذي طلبه كولن باول منكم عندما جاء إلى هنا .‏‏

 

الرئيس.. طبعاً اللقاء كان طويلاً. الموضوع الأساسي الذي طرح كان موضوع المنظمات الفلسطينية إلى جانب موضوع العراق.. هم لديهم قناعة بأن سورية كانت ستقوم بأعمال مقاومة.. أعمال شغب.. واثارة اضطرابات في العراق. طبعاً الموضوع الاساسي يبقى موضوع المنظمات الفلسطينية وهو متزامن مع طرح خارطة الطريق هذا الضغط باتجاه المنظمات الفلسطينية يتزامن مع خارطة الطريق لأن لديهم قناعة بأن هذه المنظمات تعطل خارطة الطريق .‏‏

 

المذيع.. وما هي قناعتكم أنتم سيادة الرئيس ؟‏‏

 

الرئيس.. هذا ما شرحناه.. شرحنا لهم في البداية بأن هذه المنظمات هي منظمات تقوم بعمل اعلامي.. المنظمات التي أتت مؤءخراً كحماس والجهاد.. لكن لدينا منظمات فلسطينية كثيرة موجودة في سورية منذ عقود تقوم بعمل سياسي ومن ضمنه عمل اعلامي.. وبعمل اجتماعي.. لكن تلك المنظمات المعنية تقوم بعمل اعلامي..تعلن مسؤوليتها عن عملية..تعارض مبادرة معينة..الى اخره..لكن حقيقة المنظمات موجودة في فلسطين ..في الضفة وفي غزة. وهم يعرفون ذلك. والمسؤولون الأساسيون موجودون في الأراضي الفلسطينية.. نحن طبعاً كنا اتفقنا بمبادرة من المنظمات التي تعاملت بمسؤءولية عالية مع الموقف عندما حصلت هجمة التهديدات على سورية بادروا وقالوا.. نحن نقدر موقف سورية ومن واجبنا ان نقف مع سورية وألا نكون عبئاً.. فنحن سنجتمع ونتخذ قرارا بايقاف النشاط وهو نشاط اعلامي أي انه فعليا شكلي /قلنا نحن نرحب بهذا الشيء.. عندما وصل باول وتحدث عنهم قلنا له هذه المنظمات عملها بهذا الشكل وهي اتخذت قرارا بأن توقف النشاط. فاذن لاتوجد مشكلة.. هم لايريدون لاحد ان يتحدث.. هذه هي الحقيقة.. لكن قلنا لهم الحديث عن اغلاق مكاتب كي أكون دقيقا/ قلنا ان اغلاق مكاتب لايحل المشكلة. هي ليست مكاتب.. أي مواطن فلسطيني يستطيع أن يشتري بيتاً أو يستأجر بيتاً ويقوم بعقد اجتماعات وأن يتحدث بالهاتف.. لكن اغلاق هذه المكاتب لا قيمة له ويستطيعون أن يقوموا بهذا النشاط في أي مكان.. ومنع هؤلاء من القيام بأي نشاط لا يحل المشكلة لأن هناك مئات الآلاف من الفلسطينيين في سورية ومئات الآلاف في لبنان ومئات الآلاف في أماكن مختلفة هم أيضاً بنفس التوجه.. أي انهم قادرون على عرقلة أي موضوع. هذا الكلام ربما قلته لأحد أعضاء الكونغرس وليس لباول وإذا كان الخوف من هذه المنظمات ومن هذا الدور الاعلامي فهناك شيء أكبر لا ترونه.. وهو هذا المواطن الفلسطيني. هذا هو رأيي .‏‏

 

المذيع.. إذن نفهم من كلامكم سيادة الرئيس بأنه تم وقف النشاط الذي سميتموه اعلامياً نشاط المنظمات الفلسطينية في سورية. ولكن هناك حسبما سمعنا تمنيات من الجانب الأميركي بأن تعملوا على تهدئة حزب الله. والواقع أن المراقب يلاحظ أن الجبهة هدأت نسبياً في الآونة الأخيرة في جنوب لبنان. هل فعلتم شيئاً ؟‏‏

 

الرئيس.. هم دائماً يخلطون بين حزب الله وبين المنظمات الفلسطينية.. وأحياناً يخلطون بين حزب الله وبين القاعدة. معلوماتهم غير دقيقة عن أغلب الأمور في منطقتنا. طبعاً موضوع حزب الله موضوع آخر مختلف لا علاقة له بخارطة الطريق. وعادة هم لا يطرحون موضوع حزب الله إلا عندما تضغط عليهم اسرائيل أو عندما تطلب منهم هذا الشيء. منذ أكثر من عام طرح هذا الموضوع بشكل جدي. قلنا أن حزب الله ليس حزباً سورياً هو حزب لبناني. ونحن لدينا علاقات مع معظم الفصائل اللبنانية.. ولنقل ربما كلها. ولكن هذا لا يعني أننا نسيطر عليها.. هي لديها قناعات ونحن لدينا قناعات. وعندما تلتقي هذه القناعات فنحن نسير معها وتسير معنا. عندما تختلف هذه القناعات لا تسمع منا أي شيء. فالحل بالنسبة إلينا إذا أردتم من حزب الله ألا يقوم بالرد على اسرائيل فعليكم أن تضغطوا على اسرائيل كي لا تقوم بالتحرش بلبنان.. خرق المجال الجوي بشكل يومي.. قصف قرى قصف البساتين والحقول.. وهذا الموقف نفسه نكرره في كل لقاء مع مسؤول اميركي.. نحن لا توجد لدينا أية سيطرة على حزب الله.. لا يوجد لدينا سوى التوافق في القناعات بحق المقاومة .‏‏

 

المذيع.. إذن من يسيطر على حزب الله في لبنان سيادة الرئيس .‏‏

 

الرئيس.. لكي تستطيع أن تجيب على هذا السؤال عليك أن تعود إلى ماقبل تشكيل حزب الله.. هو شكل في عام/1985/ في ذلك العام من كان يسيطر على المقاومة. كانت هناك احزاب وفي عام /1985/ تشكل حزب الله وكانت هناك مقاومات أخرى.. القومي السوري قاوم.. أمل وغيرهم. من كان يسيطر. انها قناعات المواطنين. من يسيطر على الانتفاضة.. اليوم حصلت عملية. كم منظمة أعلنت المسؤولية ..ثلاث منظمات هل يا ترى فعلا واحدة منها هي التي قامت بالعملية.. أم ان مواطناً قام بهذه العملية عن قناعة .‏‏

 

المذيع.. على ذكر العملية سيادة الرئيس. ما رأيكم بها ما تعليقكم عليها .‏‏

 

الرئيس.. بأي اتجاه‏‏

 

المذيع.. هل تؤيدونها. هل تعارضونها .‏‏

 

الرئيس.. أنا قلت منذ قليل لا نؤيد ولا ندين. هذا واقع له أسباب إذا كانت لدينا مشكلة فعلينا أن نعالج السبب.. لا يكفي أن نؤيد أو لا نؤيد. أحياناً تختلف مع شخص بالشكل/ بشكل شيء معين.. بالمظهر‏‏

 

لكن بالنتيجة هناك سبب. والحقيقة أن هذه المشكلة تعالج كما يعالج المرض لاتستطيع أن تعالج مظاهر المرض سواء أعجبك المريض أم لم يعجبك. عليك أن تعالج المشكلة.. لم نكن مسرورين بأن نرى مواطناً فلسطينياً يموت. هذا شخص قتل اليوم بإرادته.. لم نكن سعيدين.. لم نكن سعيدين أن نعرف بأن هذا الشخص /وهو ليس حالة فردية/ قتل نتيجة تراكم لمعاناة.. لم نكن سعيدين لأن هناك معاناة.. فإذن لنحل المشكلة من هذا الجانب نحن كعرب وعلى الآخرين الذين يدينون هذه العمليات /إذا كانوا منزعجين من موت الاسرائيليين/ أن يتحركوا أو يمنعوا اسباب هذه الأشياء فتحل المشكلة. هذا هو رأيي‏‏

 

المذيع.. السيد الرئيس.. لو عدنا إلى موضوع لبنان وان كنا قد خرجنا منه لبرهة بعدما تحدثت عن العملية التي جرت في فلسطين.. يقال بأن كولن باول تمنى عليكم بأن تفكروا بالانسحاب من لبنان. في الواقع ونقل عنكم مانفهم بأنه قولكم بأن الحرب الأهلية لم تعد إمكانية إذا انسحبنا من لبنان .‏‏

 

الرئيس.. عفواً‏‏

 

المذيع.. بأن الحرب الأهلية لن تقع إذا انسحبنا من لبنان .‏‏

 

الرئيس.. لم أتحدث بهذا المصطلح وانما قلنا اعادة الانتشار.. لا أعرف إن كنت قد قلت هذا الكلام لباول أو لغيره. تحصل لقاءات كثيرة.. لكن هذا الموضوع طرح عدة مرات. قلنا اعادة الانتشار السوري التي حصلت خلال العامين الماضيين وعددها ثلاث اعادات انتشار تدل على أن الجيش اللبناني أصبح متمكناً.. وعلى ان المؤسسات المدنية بدأت تأخذ دورها. أو هي نتيجة أن المجتمع اللبناني أصبح معافى. ومن الطبيعي أن نقوم بإعادة الانتشار والانسحاب باتجاه الأراضي السورية .‏‏

 

المذيع.. الآن في شهر تموز القادم ستجتمع احدى لجان مجلس النواب الأميركي لبحث ما يسمى بقانون محاسبة سورية وحفظ السيادة اللبنانية وعلى ما فهمنا من التصريحات المختلفة أن داريل عيسى طرح هذا الموضوع معكم. هل قدمتم إليه أي تطمينات بحيث لا تنتهي نتيجة نقاش هذا القانون لغير صالحكم في سورية .‏‏

 

الرئيس.. لم نناقش هذا الموضوع مع أي عضو كونغرس.. البعض منهم ممن زاروا سورية طرحه والبعض منهم حاول أن يظهر بأنه هو كل الكونغرس ويستطيع أن يلغي القانون ويرفع القانون وربما يكون هو كل‏‏

 

الادارة أيضاً.. ولم نعط أي اهتمام لهذا الموضوع.. دائما كنا نركز على موضوع دور الولايات المتحدة في عملية السلام. لأن قانون محاسبة سورية هو كالعصا مرفوعة لتستخدم.. لتقدم أول شيء وثاني شيء وثالث شيء ولا تعرف أين تكون النهاية. فنحن لانتعامل مع هذا الموضوع وقلنا لمن طرحه بشكل صريح قلنا له أن الكونغرس هو مؤسسة اميركية وهذا الموضوع هو شأن اميركي .‏‏

 

المذيع.. أيضاً هذه اللجنة وفي السياق ذاته ربما تحدثت وايضاً المسؤولون الأميركيون تحدثوا في الواقع عن قلق يصفونه بأنه قلق من سعي سورية /ولا ريب بأنكم استمعتم إلى ذلك من كولن باول إذا أحببتم أن تتأكدوا/ من سعي سورية لإنتاج اسلحة كيماوية وايضا بيولوجية.فكيف تردون على طرح مثل هذه الاقوال .‏‏

 

الرئيس.. نحن كان ردنا بطرح قرار على مجلس الأمن بإزالة اسلحة الدمار الشامل من منطقة الشرق الأوسط.. ومن عارضه هو الأميركيون وانزعجوا منه بشكل كبير. نحن منذ زمن طويل نطرح هذا الموضوع قبل أن نكون في مجلس الأمن. نقول لهم دعونا نخلي منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل/ لكن هذا الشيء ليس في مصلحة اسرائيل.. هو في مصلحتنا بشكل مباشر ومؤكد.. ولنا مصلحة كبيرة في هذا الشيء وكذلك كل دول المنطقة فيما عدا اسرائيل.. لذلك وقفوا في وجهه.. وهذا هو ردنا وعندما سألناهم تهربوا من الجواب .‏‏

 

المذيع.. هل من شأنكم لتأكيد خلو سورية من هذه الأسلحة ان تسمحوا بفرق تفتيش مثلا .‏‏

 

الرئيس.. بالنسبة لموضوع الجانب المتعلق بوكالة الطاقة الذرية.. نحن موقعون على اتفاقية وهناك تفتيش دوري كأية دولة في العالم لكننا لم نوقع الاتفاقية المتعلقة بالأمور الأخرى لأن اسرائيل رفضت التوقيع..‏‏ وبالتالي لا يمكن أن يكون هذا الشيء إلا ضمن عمل شامل. لا تنس أننا في حالة حرب مع اسرائيل ولا يمكن لنا أن نستغني عن أي سلاح لكي ندافع عن أنفسنا .‏‏

 

المذيع.. إذن هل ما زلتم تحاولون تطبيق ما سمي في عهد والدكم الراحل بالتوازن الاستراتيجي.. هل تريدون أن تحققوه مع اسرائيل .‏‏

 

الرئيس.. نعرف أن اسرائيل تدعمها الولايات المتحدة وكل المخازن مفتوحة أمامها. لم يعد هناك اتحاد سوفييتي. التوازن في العالم اختلف. فهذا الكلام من الناحية العسكرية لم يعد مطروحاً. أعتقد أن التوازن‏‏ المطروح هو توازن عربي. لا يمكن لبلد واحد في المنطقة العربية أن يحقق توازناً حتى توازناً سياسياً. لم تعد المشكلة فقط توازناً عسكرياً أعتقد ان المشكلة الأخطر هي التوازن السياسي وتوازن القوى بمعناه العام الاقتصاد.. التكنولوجيا والقوى الاجتماعية وغيرها.. هذا هو ما يجب أن نسعى إليه على مستوى العرب ولا يمكن لسورية فقط أن تحققه .‏‏

 

المذيع.. من ناحية ثانية.. الرئيس.. البعض يقول أن الخطاب الذي تستخدمونه في سورية.. تجاه سائر القضايا سواء الفلسطينية أو العراقية أو القضايا العربية الأخرى المطروحة ما زال هو الخطاب الأيديولوجي. أي انكم لم تواكبوا التغيرات التي حدثت بعد /11/ ايلول بعد حرب العراق الدنيا تغيرت يقولون والخطاب السوري لم يتغير لماذا .‏‏

 

الرئيس.. ما المقصود بلم يتغير.. يعني تفسيرات ذاتية. وما هو الخطاب السوري.. هناك صحافة.. هناك مسؤولون مختلفون.. هناك رئيس يلقي خطبا مختلفة. لكن استطيع أن أقول إن الخطاب في الماضي / لنقل في الستينات والسبعينات ربما كان خطاباً ثورياً وربما كان خطاباً حربياً أنا في أول قمة لي وأول خطاب علني كان في قمة القاهرة/ القمة الاستثنائية في القاهرة في عام /2000/.. قلت عندما أتحدث عن توازن وعن امتلاك أوراق القوة لا أقصد أو ليست هذه دعوة إلى الحرب. فإذن هذا هو الفارق الأساسي اما بقية المحاور فهي تقييم ذاتي0 تغير..لم يتغير طيب..ما الذي تغير والأرض محتلة في الستينات والأرض محتلة في عام /2003/ وربما تبقى محتلة... فهناك جوانب لا يمكن أن تتغير ما لم تتغير القضايا لابد من أن نغير القضايا قبل أن يتغير الخطاب. ولكن لا يكفي ان يتغير العالم وان نرى /11/ايلول.نحن نرى هذا الشيء غير صحيح.نحن في مواقع مختلفة كنا سباقين لرؤية الوضع.مثلا في عام /1974/نحن بادرنا عندما أتى الرئيس /نيكسون/ إلى سورية وعقد قمة مع الرئيس حافظ الأسد في ذلك الوقت الرئيس /حافظ الأسد/ قال له نحن نريد علاقات جيدة مع الولايات المتحدة ومتميزة. وكانت روسيا أو الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت قوياً وكنا قد خرجنا من حرب /1973/ وكان الوضع العربي ممتازاً وكان كل شيء جيداً ومع ذلك كنا نطرح هذا الموضوع بهذا الشكل. لم نتغير ما زلنا نطرح التعاون مع الجميع. هذا الأمر لم يتغير .‏‏

 

المذيع.. وهل التعاون يفسر ما سمعناه عن إعطائكم امتيازاً لمدة خمس وعشرين سنة لشركتين اميركيتين في منطقة واعدة في سورية على الحدود العراقية يمدد لمدة عشر سنوات أخرى بالرغم من كل ما نسمع من ضغوط‏‏ اميركية على الجمهورية العربية السورية .‏‏

 

الرئيس.. لا. بالأساس لدينا شركات اميركية تعمل منذ الثمانينات وفي نفس الوقت الذي أخذت أو وقعت هذه الشركة عقداً فهناك شركات أخرى وقعت عقوداً منها صينية ومنها من جنسيات أخرى.. كان هناك عدد من الشركات وقعت في نفس الوقت. ولكن كونها شركة اميركية أخذت هذه الضجة.. وهذه الأهمية من الجانب السياسي .‏‏

 

المذيع.. أريد أن انتقل الآن إلى موضوع العراق.. واربطه أيضاً بما قيل في فترة سابقة خلال نهاية حرب العراق بأن الجانب السوري ربما سمح لشخصيات عراقية من النظام أو من القيادات العراقية بالدخول إلى سورية.‏‏ نريد جواباً واضحاً لأنه كثر الحديث عن هذا الموضوع.هل دخل الى سورية احد من قادة النظام السابق في العراق سواء كانوا مطلوبين ام غير مطلوبين .‏‏

 

الرئيس.. مطلوبين لسورية أم للولايات المتحدة.. في الواقع نحن أغلقنا الحدود مباشرة. وعندما أعلنا اغلاق الحدود في مرحلة معينة قبل انتهاء الحرب اغلاقاً كاملاً كان هناك بعض هؤلاء المسؤولين لدينا وصلوا إلى الحدود السورية. لم نسمح بدخولهم.. البعض منهم على اللائحة والبعض منهم غير موجود على اللائحة.. ربما يكون البعض دخل من منافذ غير رسمية لأن الحدود السورية العراقية..حدود طويلة/خمسمائة كيلومتر/ وهناك تواصل عشائري قوي بين سورية والعراق.. ثم خرجوا ونحن لم نعرف.. لكن كل من ألقى الأميركيون القبض عليهم لاحقاً ثبت أنهم إما لم يأتوا إلى سورية من الأساس أو انهم أتوا وأعيدوا طبعاً أنت تعرف عن المشكلة العراقية /السورية القديمة. جزء كبير من هؤلاء القادة مسؤءول عن مجازر في سورية ذهب ضحيتها عشرات الآلاف أو أكثر من عشرات الآلاف بقليل. فعندما طرح هذا الموضوع قلنا للمسؤءولين‏‏ الغربيين الذين سألوا عن هذا الموضوع في زياراتهم إلى سورية.. انه إذا كان لدى الولايات المتحدة خمسون مطلوباً فلدينا مائة وخمسون مطلوباً فلذلك لم نسمح لأحد ز‏‏

 

المذيع.. الرئيس هؤلاء الذين تقول بأن ايديهم ملطخة بالدماء وانهم مسؤولون عن مجازر.. كنتم في الواقع تستقبلونهم قبل الحرب كمسؤولين عراقيين ورجال دولة وما إلى ذلك في سورية .‏‏

 

الرئيس.. كانت علاقاتنا مع النظام العراقي محدودة باتجاه معين.. نحن لم نفتح سفارة على سبيل المثال.. هذا معروف.. لم نفتح سفارة.. كانت العلاقات تجارية. وهذا الشيء أيضاً واضح.. وكانت العلاقات شعبية إلى حد ما. أعني انه قبل العلاقات التجارية ابتدأت علاقات شعبية من خلال زيارة بعض المواطنين العراقيين إلى سورية ومن ثم تطورت إلى عمل تجاري. وهذا الشيء لا يمكن ان يتم إلا من خلال النظام. لكن لم يكن هناك فعلياً عمل سياسي. على سبيل المثال نحن كل ما خضناه من معارك سياسية بالنسبة للقرار /1441/ وما سبقه وما تلاه في مجلس الأمن قبل الحرب.. لم يكن هناك تنسيق بيننا وبينهم.. فان نستقبلهم كمسؤءولين هذا شيء آخر لكن أن نأويهم في بلدنا وهم مسؤءولون عن مجازر فهذا الشيء غير ممكن .‏‏

 

المذيع.. قد يفهم المرء ألا تقبلوا أناساً مطلوبين لدى اميركا أو لديكم.. ماذا عن غير المطلوبين... لماذا لم تقبلوهم .‏‏

 

الرئيس.. لنفس الأسباب. لأن البعض منهم كان مسؤءولاً عن مجازر في سورية‏‏

 

المذيع.. وماذا عن اللاجئين السوريين ونحن نتحدث هنا عن اعضاء في حزب البعث وعن اخوان مسلمين. جاؤوا إلى الحدود حسبما سمعت يريدون أن يعودوا إلى بلادهم.. وأنتم تتحدثون عن تدعيم الوحدة الوطنية في سورية هؤلاء يريدون أن يعودوا إلى وطنهم الام .لماذا منعتموهم ؟‏‏

 

الرئيس.. كمرحلة أولى أدخلنا العائلات وفي المرحلة الثانية طلبنا من الأجهزة المختلفة في سورية تدقيق وضع كل واحد بالاسم. من هو مسؤول عن عمل إجرامي معين. هل يدخل مكرماً معززاً... من الطبيعي أن يدخل ويحاكم فلا بد من تحديد الاسماء. ومن ثم يقال لهم انت عليك نقطة معينة نقطة قانونية. ولابد من أن تذهب مباشرة إلى القضاء كي تحاسب. هناك دماء. ليست القضية بهذه البساطة.. فإذن نحن ندرس هذا الموضوع.. لا يوجد منع. لا أحد يمنع شخصاً من العودة.. إذا أراد أن يعود فأهلاً وسهلاً ان لم يكن مرتكباً لجرم محدد يستطيع أن يدخل كأي مواطن. هناك حالات مشابهة كثيرة ليست فقط في العراق.. بدأت تعود إلى سورية لكن هذه الحالة عوملت بهذه الطريقة ز‏‏

 

المذيع.. سيادة الرئيس الناس الموجودون أو اللاجئون السوريون الموجودون في العراق /نأخذ كلامكم بعين الاعتبار بأن الذين عليهم احكام وغير ذلك/ ولكن هل كلهم عليهم أحكام وكلهم ارتكبوا جرائم .‏‏

 

الرئيس.. لا.. طبعاً بكل تأكيد لا.. لكن عليك أن تدقق وهذا ما يحصل الآن. هناك تدقيق.. من لم يكن منغمساً بجريمة معينة لا توجد مشكلة وسوف يعود. والبعض عاد. هناك من عاد إلى سورية. هذا لا يعني أن الكل لم يعودوا.. العائلات أدخلت بكاملها.. الأشخاص أدخل جزء منهم والآن يدقق في وضع الآخرين. وهذا سينتهي خلال فترة قصيرة ز‏‏

 

المذيع.. هل تتوقعون مثلاً أن تتم العودة في القريب العاجل ؟‏‏

 

الرئيس.. طبعاً.. طبعاً‏‏

 

المذيع.. في القريب العاجل... هذه الأمور تأخذ وقتاً طويلاً‏‏

 

الرئيس.. لا في القريب العاجل.. ولن تأخذ وقتاً‏‏

 

المذيع.. سيادة الرئيس السؤءال الذي يطرح نفسه أيضاً أنتم متاخمون للعراق وايضاً العلاقة العربية وما إلى ذلك. الآن في العراق تجري /طبخات/ كثيرة على ما يقال لتشكيل حكومة ولتشكيل نظام جديد وما إلى ذلك‏‏ ايضاً ستقولون اننا نقبل ما يقبل به العراقيون. ولكن هل لديكم رؤية بما تحبون ان يكون عليه الوضع في العراق .‏‏

 

الرئيس.. تقصد الحكومة أم الوضع بشكل عام .‏‏

 

المذيع.. نعم‏‏

 

الرئيس.. لا.. الحكومة لا نهتم بها لأننا لا نستطيع أن ننظر إلى الوضع في العراق من خلال الحكومة فهو لا يعني شيئاً.. هذه النظرة لا تعني شيئاً. عند أية دولتين متجاورتين هناك مصالح متداخلة فيما بينهما‏‏ وهناك كما يقال مجال حيوي.. وما يحصل في العراق نتأثر به بشكل مباشر. ما يهمنا هو أن يكون الوضع العام في العراق سليما.ما المقصود بكلمة سليم..انه يعني وحدة الاراضي العراقية..وطن عربي لكل ابنائه كما كان الوضع سابقا بمعزل عن النظام .عندما يكون الوضع بهذا الشكل أية حكومة تأتي لاتوجد مشكلة في أن تمثل هذا الوضع الوطني القومي في العراق .لكن ما هي الاحتمالات الموجودة...وأنت تسألني عن كيف نرى..أي ما هو شكل العراق لكي نقول ما هو شكل الحكومة التي ستمثل هذا الوطن ولا أقول حكومة تمثل شرائح فهذا موضوع داخلي.. تمثل الوطن.. العراق بلد عربي مسلم. هم لا يقبلون بكل تأكيد بحكومة اسلامية او ذات شكل اسلامي.وفي نفس الوقت لا يقبلون أو لايريحهم أن يكون العراق ذا شكل عربي.. هناك محاولات لطمس الجانب الأول والجانب الثاني. يبحثون اِلان عن خيار ثالث لانعرف ما هو ولكن غير موجود وهذا الخيار لن يعيش.. ان لم يكن من شكل العراق العربي الاسلامي لن يعيش. هذا ما نراه .‏‏

 

المذيع.. ولكن سيادة الرئيس لا بد أنكم تعلمون بأنه ربما تكون هناك شرائح وصفتموها بأنها شرائح ضمن المجتمع العراقي وربما أيضاً دول.. ربما تريد أن يقوم نظام ديني مثلاً.. هل أنتم ضد النظام الديني في العراق.‏‏

 

الرئيس.. لا نستطيع أن نحدد شكل النظام الديني. على سبيل المثال ايران هي نظام ديني. وعلاقتنا معها علاقة جيدة. لا يوجد ضرر بالنسبة لنا من شكل النظام طالما ان هذا النظام ديني وليس ضد القومية ولا يوجد مشكلة أساساً بين العروبة والاسلام. لذلك لا أستطيع أن أقول اننا نرغب بهذا الشكل أو بهذا الشكل طالما أن العراق يحمل هاتين الصفتين فكلتا الصفتين تمثلان العراق .‏‏

 

المذيع.. هل لديكم تنسيق مع دول الجوار الأخرى للعراق تركيا.. الكويت السعودية.. الاردن.. ايران. دائماً ما يقال عن العرب أنهم ينتظرون الآخرين لكي يتخذوا القرارات ثم يذرفوا الدموع بعد ذلك ويقولوا لم‏‏ تستشر ولم نقل ولم يقل. هل تتشاورون في مابينكم ؟‏‏

 

الرئيس.. نعم هناك تنسيق. هناك تنسيق على المستوى الثنائي بيننا وبين هذه الدول. وتنسيق جماعي من خلال ما سمي باجتماع استنبول قبل الحرب وبلقاء الرياض بعد الحرب. هذا هو شكل التنسيق. وهو عبارة عن حوار لمتابعة الأوضاع اليومية في العراق لكن فعلياً الأمور لم تتبلور حتى الآن وبالتالي لا تستطيع أن تقول أن هناك تنسيقاً للقيام بعمل ما لم تتبلور الأمور في العراق فلا بد من الانتظار قليلاً .‏‏

 

المذيع.. على ذكر استنبول.. الرئيس.. في الواقع هذا يقودني الى سؤالكم عن العلاقات مع تركيا. طبعاً في احدى المراحل كان بين البلدين ماصنع الحداد على ما فهمنا ثم تحسنت بعد اتفاق أضنة. ولكن ظلت هناك قضية الاسكندرون وقضية المياه. هل هذه معلقة بحيث لا يريد أحد أن يتحدث عنها أم أنها تبحث على نارهادئة ربما .‏‏

 

الرئيس.. لا.. الشيء السليم إذا أردت أن تحل مشكلة أن تبحث عن النقاط التي تشكل نقاط توافق.. أي أنه كلما كانت هناك نقاط اخرى تتوافق مع الطرف الآخر عليها يصبح من السهل حل هذه المشكلة أو المشاكل وهذا مانسعى اليه الآن مع الأتراك .هم صادقون حتى الان ونحن صادقون في تطوير العلاقات معهم بهدف حل كل المشاكل دفعة واحدة وهذا بحاجة الى وقت وبحاجة الى زمن .‏‏

 

المذيع.. إذا عدنا إلى موضوع العراق مرة ثانية وأنتم قلتم أو شرحتم بالنسبة للقادة العراقيين الذين دخلوا ولم يدخلوا وما إلى ذلك. على اية حال هناك من يقولون أيضاً بأنكم /ومن باب التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية/ عملتم أو تعاونتم في تسليمهم ثلاثة وزراء عراقيين سابقين من بينهم وزير النفط ووزير التجارة. ما تعليقكم ؟‏‏

 

الرئيس.. لا.. لم نسلم أي شخص. بل إن هناك أحد القادة الكبار الذي أتى إلى سورية باسم مستعار ليس من العراق. من دولة أخرى.. ولم نعلم بوجوده إلا من قبل الاميركيين..طالبونا به فرفضنا تسليمه.ذهب الى العراق واعتقد بأنه ألقي القبض عليه لاحقاً في العراق.. لم ولن نسلم أي شخص للاميركيين. هم يعرفون هذا الشيء من قبل بأننا لن نسلم أي عراقي .‏‏

 

المذيع.. الرئيس.. هل نفهم من كلامكم العام في ما يتعلق بهؤلاء القادة أو الشخصيات أنه قد يكون هناك اناس من العراق ضمن سورية ولكن لاتعلمون بهم .‏‏

 

الرئيس.. هذا ممكن. كل شيء ممكن. حركة البضائع وحركة الأشخاص لا يمكن ضبطها بين الدول. هذا مستحيل .‏‏

 

المذيع.. وإذا قبضتم عليهم ماذا ستفعلون بهم ؟‏‏

 

الرئيس.. يعودون إلى العراق. لن نفعل بهم أي شيء .‏‏

 

المذيع.. لا تسلمونهم الى الولايات المتحدة‏‏

 

الرئيس.. لا.. لا نسلمهم إلى أية جهة‏‏

 

المذيع.. في سياق القضية العراقية أيضاً.. الرئيس.. الآن على ما يقال هناك نواة مقاومة تتشكل هناك.. وهناك مهاجمة للاحتلال حتى الاميركيين وصفوا أنفسهم بأنهم حكومة محتلة في القرار الأخير لمجلس‏‏ الأمن هل أنتم مع هذه المقاومة ؟‏‏

 

الرئيس.. لم تتبلور حتى الآن مقاومة فعلياً. حتى الآن هناك أعمال ضد الاميركيين. علينا أن نرى ماذا يريد الشعب العراقي. يجب أن يكون هناك خطاب من قبل العراقيين تجاه الدول العربية بطلب أشياء معينة. هل يريدون من الدول العربية أن تقف معهم. الشيء الطبيعي أن يطلب الشعب العراقي دعم الدول العربية في كل المجالات .‏‏

 

المذيع.. قلتم سيادة الرئيس انه اذا طلب العراقيون من الدول العربية ان تساعدهم ستساعدونهم. هل يعني ذلك أنه إذا تشكلت هذه المقاومة /قلتم بأنه لا توجد مقاومة بالمعنى الحرفي لهذه الكلمة/ هل من شأنكم أن تدعموها وانتم تتاخمون الحدود العراقية ؟‏‏

 

الرئيس.. لنعد الى موضوع الانتفاضة نحن عقدنا مؤتمر قمة استثنائياً في القاهرة من أجل دعم الانتفاضة. لم يكن الدعم عسكرياً دائماً يفهم بأن دعم المقاومة هو دعم عسكري. هو أولاً دعم القضية والشعب يقاوم لماذا... هل لأنه يكره الاميركيين... ليس لأنه يكره الاميركيين. هو يريد منهم أو يقول لهم اذهبوا. فإذن علينا ان ندعم القضية. علينا أن ندعم الشعب العراقي في حياته المعيشية. هناك طرق مختلفة لدعم المواطن العراقي. ليس المقصود دعم المقاومة بقضية السلاح.أريد أن أؤكد على هذه النقطة لكي لاتفهم بشكل خاطىء.فالدعم هو دعم القضية .لكن أقصد شكل الدعم هو بحاجة الى طلب .أقصد اننا لانعرف ماهو الجانب الذي يريده المواطن العراقي أكثر من جانب آخر. لايوجد من يمثله.. هناك قوى مختلفة. هناك طروحات سياسية.. هناك أعمال مقاومة هناك لنقل حالة فوضوية. فمع من تتعامل ومن ندعم وبأي اتجاه .‏‏

 

المذيع.. هل لكم سيادة الرئيس أيضاً في السياق العراقي.. ان تؤكدوا لنا بأن المعبر المؤدي الى منطقة الموصل قد أعيد فتحه وبأنكم لا تشعرون بأنه يشكل تهديداً كما قلتم مثلاً دخول بعض العناصر غير المرغوب بها مثلا‏‏

 

الرئيس.. كما تعلم يستطيع أي مواطن أن يدخل إلى سورية من دون فيزا واذا كنا نريد أن نخشى من التهديدات فهي كثيرة. وعلينا في هذه الحالة أن نغلق الحدود كلها. وهذا مستحيل.ربما يكون هناك في أي عمل سلبيات لكن هناك أشياء أهم من أشياء والمهم أن نتواصل مع الاخوة العراقيين وأن يكون هناك حركة تجارية لمصلحتهم ولمصلحتنا وهناك تواصل اجتماعي أيضا لمصلحة البلدين .‏‏

 

المذيع.. الآن أود أن انتقل سيادة الرئيس الى المواضيع الداخلية لو سمحتم. وفي الآونة الأخيرة سمعنا عن حوالي او بالاحرى أكثر من مائتين وثمانين مثقفاً سورياً قدموا لكم على ما فهمنا عريضة تجدد المطالبة بالاصلاحات وبالرؤى الديمقراطية التي يراها هؤلاء الناس.. وهذه تأتي بعد عريضتين سابقتين كما تعلمون. هناك ما يسمى عريضة ال/99/ وعريضة /الألف/ التي كانت في بداية عهدكم على ما نفهم. كيف ستردون على هذه‏‏ المطالب الأخيرة .‏‏

 

الرئيس.. لا.. أولاً العريضة الأخيرة ليست عريضة مثقفين.. هي متنوعة فيها من كل الأشخاص.. فيها أكثر من مئتي شخص.. لا أعرف العدد بدقة وهي لاتختلف عن الشيء الذي طرحته أنا وأطرحه أنا.. طرحته أولاً في خطاب القسم وأطرحه بشكل مستمر..طبعا من الطبيعي أن يكون دائما هناك مطالب ملحة للمواطنين وهذا مايجب أن نسعى اليه كدولة ..هذا هو عملنا..ومن الطبيعي عندما يكون هناك تأخير في انجاز شيء ما..أن يكون هناك إلحاح لإنجازه.. فالتعامل مع هذه الطروحات والتعامل مع عدم وجود هذه الطروحات هو واحد.. انه أن نقوم بالتقدم إلى الامام.. العمل بشكل أسرع.. لا ننسى بأن ما حصل في العراق قد جعل الكثيرين يقلقون ..وهذا شيء طبيعي انا أحد الاشخاص الذين أصابهم ماحصل في العراق بشيء معنوي وأصاب الكثيرين ..يجعلنا نفكر أكثر في كيف نطور بلدنا ..لذلك هذا الشيء طبيعي ان ماتقول عنه نتعامل معه كما هو .‏‏

المذيع.. سيادة الرئيس قلتم إن ما حصل في العراق جعلك تفكر وكذا.. هل أقلقك أيضاً ما يقال عن أن الولايات المتحدة في هذه الحالة تريد دولاً مطواعة.. يعني ومن هذا الإطار.. ربما هذا القلق.. هذا ما يفسره البعض ربما أبطأتم مسيرة التغييرات في البلد.‏‏

 

الرئيس.. لا.. لا علاقة لهذا الموضوع بموضوع الولايات المتحدة هي قوة عظمى وليست المشكلة أن تكون موجودة في العراق أو لا تكون موجودة.. تستطيع أن تأتي من البحر.. تستطيع أن تأتي عبر إسرائيل. أريد أن أقول شيئا.. إذا ربطنا بين الموضوعين ..بين موضوع الإصلاحات وما حصل في العراق.. أي مجتمع.. أو أي مجموعة أو أي شخص لا يفكر بالإصلاح بشكل جدي إلا عندما تأتي الصدمة فهو لا يستحق الإصلاح.. هذا مبدأ الإصلاح هو حاجة مستمرة.. ربما أننا في الأزمات نفكر لماذا لم نصلح شيئاً معيناً.. لكن الإصلاح يأتي قبل الأزمات وليس بعد الأزمات.. عندما نريد أن نقوم بالإصلاح لا نفعل ذلك استجابة لما حصل في العراق أو خوفاً مما يحصل في العراق.. لا علاقة بين الموضوعين. إن كنا مجتمعاً في قمة الديمقراطية أم كنا إلى الخلف عشرات السنين.. هم لا يهمهم هذا الموضوع لم يأتوا إلى العراق لأن العراق ليس ديمقراطياً.. ولم يأتوا لكي يحققوا الديمقراطية.. لذلك لا يوجد ربط بين الموضوعين.. هذا الربط ربط ساذج هناك حاجة مستمرة للإصلاح.. هناك سباق في العالم هو أخطر مما حصل في العراق.. هناك سباق في العالم لتلعب هذه الدول دوراً.. أو لنقل لكي تكون موجودة أو تكون دولاً حية.. عدا عن ذلك فالمنافسة الحادة في هذا العالم سوف تجعلنا موجودين في الخلف.. فالإصلاح هو حاجة ليكون لنا دور في هذا‏‏ العالم قبل أن يكون حاجة بسبب ما حصل في العراق .

 

المذيع.. وفي هذا المجال سيادة الرئيس يقول البعض.. وسنتكلم هنا اذا سمحتم لنا.. سنتكلم بصراحة.. يقول البعض بأنك كقائد عربي شاب.. هذا ما يقوله البعض.. أنت من رواد التغيير والديمقراطية والإصلاح ولكن وهذا ما يقوله البعض مرة ثالثة. الحرس القديم يحدد حركتك.. ماذا تقول ؟‏‏

 

الرئيس.. أولاً من يعرف الحرس القديم.. هل هناك تعريف... هو مصطلح صحافي.. حرس قديم وما شابه.. هناك مصطلحات كثيرة.. لا نستطيع أن نعتمد على مصطلح.. لكن اذا أردت أن تتعامل مع هذا المصطلح الحرس القديم.. هل هو قديم بالعمر.. هل هو قديم بالمنصب.. هل هو حارس على المصالح.. وأعتقد بأن الثالثة هي الأقرب للمفهوم الذي أنا أريد أن افهمه.. بأن الحرس القديم هم أشخاص يقفون عند مصالحهم.. لكن ماذا عن الحرس الجديد.. إذا أردنا أن نضع مصطلحاً مقابل مصطلح.. الذي يريد أن يأتي ليقوم بنفس العمل.. فإذن ليست المشكلة بحرس قديم ولا بحرس جديد.. المشكلة في تيار أخلاقي وربما فكري معين يرى نفسه ويرى البلد من خلال نفسه ومن خلال مصالحه.. هذه هي المشكلة. بالنسبة لي أنا كشخص في هذا الموقع الرسمي الدستوري لي صلاحيات أستطيع ان أمارسها لكن ليست القضية هي قضية أشخاص.. نحن جربنا.. بدلنا الكثير من الأشخاص. القضية هي نظام عام لابد من تطوير النظام بكل جوانبه.. إن لم نطور هذا النظام والذين يكونون فيه يعني النظام الجديد يكون فيه ضوابط جديدة ومعايير جديدة.. يبقى تبديل الأشخاص لا قيمة له سواء كانوا حرسا قديما او حرسا جديدا ز‏‏

 

المذيع.. وحتى ما يقال.. سيادة الرئيس.. في هذا المجال بأنه فيما يتعلق بما يسمى الفساد الاقتصادي.. يعني كشف عن عشرة.. عشرين وهكذا.. ولكن الناس بعدها لا أحد يتحدث عن الفساد. كيف تعلقون؟‏‏

 

الرئيس.. لأن الآلية خاطئة.. لأن الآلية هي آلية شخص يلاحق مجموعة أشخاص.. وهذه الآلية مؤءقتة بالنسبة لمكافحة الفساد.. هي آلية مؤقتة نستطيع أن نضبط عشر حالات ولكن لا نرى عشرين حالة أو مئة حالة اخرى غير موجودة.. كيف تضبط هذا الموضوع... لا يكفي أن تقول الشخص المناسب في المكان المناسب.. أنت بحاجة للنظام المناسب النظام الإداري المناسب.. هو الذي يساعد الشخص المناسب على كشف الفساد.. لذلك نحن.. وأنا قلت في مجلس الشعب إن لم نقم بالإصلاح الإداري لن نصل إلى نتيجة.. في مواضيع مختلفة لا في الاستثمار.. تطوير الاستثمار أو جذب الاستثمارات ولا في مكافحة الفساد وهذا ما نسعى إليه الآن. هناك فريق من الخبراء الفرنسيين الذين يساعدوننا في وضع هيكلية جديدة سوف تنتهي في الشهر القادم إنشاء الله في تموز‏‏

 

المذيع.. أخيراً سيادة الرئيس كنا نتحدث عن كونكم قائداً عربياً شاباً وهناك أيضاً في نفس الفترة التي تسلمتم فيها الحكم كان هناك قادة عرب شباب آخرون من قبيل الملك /عبد الله/ عاهل الاردن والملك محمد السادس‏‏ عاهل المملكة المغربية. كان الناس يأملون بأن يتغير أو تتغير طريقة التعاطي يعني في ضوء أنتم الشباب في القيادات العربية.. ولكن لم يتغير شيء لماذا ؟‏‏

 

الرئيس.. بين بعضنا البعض أو ماذا ؟‏‏

 

المذيع.. على الصعيد العربي العام .‏‏

 

الرئيس.. القضية ليست علاقات اجتماعية.. هي علاقات دولة.. هي علاقات مؤسسات.. هي علاقات ذهنية تتأثر بكل شيء.. بتركيبة المؤسسات بتركيبة المجتمع.. لذلك نرى بغض النظر عن أن نقول بأن هناك جيل شباب أو جيلا قديما.. أنا علاقاتي جيدة مع كل الرؤساء العرب لكن نرى الآن بأن العلاقات الشعبية العربية/العربية افضل من العلاقات الرسمية ..العلاقات الرسمية جيدة على مستوى القمة. الرئيس مع الملك مع الأمير وإلى آخره العلاقات ممتازة.. لكن لا توجد متابعة على المستوى الأدنى.. على مستوى المؤسسات. نحن مسؤءولون عن جزء من هذا الخلل لان مهمتنا أن نتابع هذا الموضوع..ولكن أيضا هناك جوانب أخرى يجب أن تساعد الدولة هي العلاقات بين المنظمات غير الحكومية .هناك خلل في العلاقة العربية/العربية بشكل عام. لا يكفي أن يأتي رئيسان أو ملكان من جيل شاب يندمجان في الهوايات لكي يحققا علاقة سليمة‏‏

 

المذيع.. رئيس الجمهورية العربية السورية.. الدكتور بشار الأسد شكراً لكم على هذه المقابلة .‏‏

دمشق /10/6/ 2003‏‏    

 

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ