ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 09/02/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


يوآف بيران:

بوادر الحرب والسلام

على إسرائيل الاستجابة للعروض السورية بخوض مفاوضات سرية مع مطالب محددة

يحث الدبلوماسي الإسرائيلي السابق يوآف بيران، الذي سبق أن شغل منصب مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، إلى أن تقوم حكومة آرائيل شارون بالتعامل بجدية مع الإشارات السورية المتعلقة باستئناف تسوية سياسية.

ففي هذا المقال، المنشور في صحيفة "معاريف" العبرية، في عددها الصادر في الثالث والعشرين من كانون ثاني (يناير) 2005، يدعو بيران إلى تقييم حقيقة الإشارات السياسية السورية الأخيرة، والاستجابة إليها بطريقة تهدف إلى التحقق من مدى جديتها.

ويقترح بيران اللجوء ابتداء إلى خيار المفاوضات السرية بين السوريين والإسرائيليين، وأن يتم في أولى جولاتها فرض استحقاقات محددة على دمشق تتعلق بموقفها من المقاومة، واعتبار نتيجة تلك المفاوضات مؤشراً على إمكانية خوض تسوية سياسية علنية بين الجانبين.

ويبدي بيران انتقاداً لعدم استجابة الدولة العبرية لما يسميها "هجمة السلام" السورية، داعياً إلى التعامل معها بصورة قد تحقق مكاسب لإسرائيل من خلالها، آملاً من جانبه أن تكون ضغوط المرحلة الراهنة دافعاً للقيادة السورية كي تقوم بتغييرات استراتيجية في مواقفها وليست مجرد تغييرات تكتيكية آنية.

 (بداية النص)

بوادر الحرب والسلام

بقلم: يوآف بيران

الأزمة القصيرة مع روسيا، على خلفية نيتها بيع الصواريخ لسورية، والمنشورات في أنه في نهاية المطاف لن تخرج الصفقة إلى حيز التنفيذ؛ تعيدنا إلى المعضلة السورية. فقد تربّت أجيال من الإسرائيليين في حضن حقيقتين أساسيتين:

أ- إذا ما قُيِّض لنا، لا سمح الله، أن نقاتل في سبيل الذود عن الدولة ومواطنيها؛ فليعرفوا هم وليعرف كل الشعب بأنّ الحرب فُرِضت علينا رغم جهود زعمائنا للبحث واستنفاد كل سبيل ممكن لدفع السلام إلى الأمام ومنع الحرب.

ب- زعماء إسرائيل مستعدون في كل زمان وفي كل مكان لإجراء مفاوضات سلام مع جيراننا، دون شروط مسبقة.

يطرح موقف القيادة الإسرائيلية من هجمة السلام للرئيس السوري، علامات استفهام مقلقة بشأن صدق هذه الحقائق اليوم. فالرئيس السوري يعود ويقترح استئناف المفاوضات السلمية مع إسرائيل، بل إنه سحب مؤخراً مطلب استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها، وهو مستعد لاستئنافها دون شروط مسبقة.

إنّ الرئيس السوري، كما يقول المثل الانجليزي "غير مستعد لأن يقبل لا إسرائيلية كرد". وكلما كانت إسرائيل ترفض أو تردّ أو تتملص؛ فإنه يواظب على التمسك بعروضه. وفضلاً عن ذلك؛ فإنه ما أن تنازل السوريون عن الشروط المسبقة لاستئناف المفاوضات؛ حتى طرحت القيادة الإسرائيلية بالذات شروطاً كهذه.

ولإسرائيل جملة من التفسيرات لردِّ الأسد، فالحديث يدور عن مناورة تكتيكية ترمي إلى إنقاذه من أزمته ورفع الضغط الأمريكي عنه، ولا يجب لإسرائيل أن تقع في شباكه. كما أنّ محافل مركزية في الإدارة الأمريكية تتفق وهذا التقدير، وهي لا تضغط أو تتوقع استجابة إسرائيلية. كما أنهم يفهمون المصاعب السياسية للانشغال بالأسد بالتوازي مع فك الارتباط عن قطاع غزة.

لا ريب أنّ للخطوة السورية أهدافاً تكتيكية ذات وزن، ولكن لا يوجد أي يقين في أنها وحدها هي التي تحرِّك الأسد. فصحيح أنه مأزوم وقلق ويوجد في ضائقة غير صغيرة، ولكن أوليس وضعه هذا بالذات ربما يشجعه على التفكير بتغيير استراتيجي وليس مجرد تحسّن تكتيكي محدود وآني؟ أوليس لهذا الغرض ربما هو مستعد لأن يفحص بجدية إمكانية تسوية سلمية مع إسرائيل، والاستثمار في تحقيقها أكثر مما هو مستعد في الماضي؟.

لا مجال للسذاجة الإسرائيلية، التي تتبنى التصريحات السورية على بساطتها، ولكن أيضاً لا مجال لردِّها المطلق دون فحص جدي. فالرد التام وخطى التملّص بمعاذير مختلفة؛ من شأنه أن يُفسّر كتخلٍ عن الفكرة الأساس بشأن السعي الحقيقي للسلام وعدم الاستعداد لدفع الثمن الإقليمي الذي ينطوي عليه تحقيق سلام مستقل ودائم مع سورية.

مطلوب اختبار حكيم للنوايا السورية. وقبل ذلك؛ ينبغي العمل على تحقيق تفاهم وتأييد أمريكي لخطوة إسرائيلية، تقترح على سورية لقاءات سرية. يمكن الحصول على موافقة أمريكية كهذه دون صعوبة، وإبقاء الولايات المتحدة في الصورة من جانبنا سيضمن ألا تستغل سورية الاستيضاح السرِّي لتسريبات مغرضة وانجازات تكتيكية غير راسخة. وإذا ما بيّن الاستيضاح استعداد سورياً حقيقياً لمفاوضات بلا شروط مسبقة، تشمل كل الجوانب اللازمة؛ فمن المهم أن نعرب نحن أيضاً عن موافقتنا على ذلك.

ولنوضح، مع ذلك؛ أنه في المرحلة الأولى من استئناف المفاوضات سنطالب بوقف النشاط السوري لدعم الإرهاب (المقاومة) بأنواعه، وتغيير كبير في المدى الفوري كبرهان على أنّ وجهة سورية هي نحو السلام بالفعل. وإذا ما أظهرت المحادثات السرية بأنّ الخطوة السورية تكتيكية فقط؛ يمكننا دوماً أن نكشف ذلك. هكذا نمنع عن السوريين إنجازاً تكتيكياً لا مبرِّر له. والاهم من ذلك؛ سنعرف نحن أنّ أقوال زعمائنا في أنها تستنفد كل سبيل لحث السلام؛ كانت وستبقى ذات غطاء حقيقي.

 (المقال بقلم يوآف بيران، ونشر في يومية "معاريف" العبرية في الثالث والعشرين من كانون ثاني/ يناير 2005)

القدس المحتلة - خدمة قدس برس (25/01/05)

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ