ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 04/07/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


التيار الإسلامي الإصلاحي:

عمل سياسي خارج الأطر الحزبية

راما نجمة

للأسف لم تعرف الحياة الحزبية في سوريا تبلوراً للفكر الإسلامي الحزبي إلا عبر تنظيمات راديكالية في أغلب عناصرها، إلا أن التيار الإسلامي في سوريا حالة مجتمعية حقيقية لا يمكن نكرانها ولا يمكن تضييقها أو حصرها في تأطير حزبي واحد، وقد وجدت هذه الحالة تعبيراتها السياسية في مؤسسات الدولة، وأثبتت وجودها الفعلي ـ وإن كان غير واضح ـ في مجمل مناحي الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية.

ويعتبر (الإخوان المسلمون) التنظيم شبه الوحيد المتبلور سياسياً، لكن هذا لا يمنع وجود تيارات إسلامية أخرى تمارس العمل السياسي وإن من خارج المؤسسات الحزبية.

نقف اليوم عند التيار الإسلامي الإصلاحي في سوريا:

ويعود التيار الإصلاحي في سوريا إلى بدايات القرن العشرين، وإن توقف حيناً إلا أنه يعود للظهور منذ أكثر من ثلاثة عقود، لكنه اليوم يبدو في أوج تألقه وفعاليته، رغم كونه يمثل أقلية تزداد بسرعة.

الدكتور محمد الحبش عضو مجلس الشعب ومدير مركز الدراسات الإسلامية يعتبر أحد أهم رموز هذا التيار، يعمل لتأسيس تيار جديد وتجديدي يتصدى للتفسيرات الضيقة للإسلام ويعمل على إحياء الجمود في الفكر الإسلامي والبحث في منجم الفقه الإسلامي عن حلول لواقعنا المعاصر وإثبات أن الإسلام يعترف بالآخر.

مع الدكتور محمد الحبش كان لنا هذا الحوار:

ـ كيف ترى المشهد السياسي في سوريا وأين مكان التيار الإسلامي فيه؟

أستطيع أن أقسّم المشهد السياسي في سوريا إلى قسمين متساويين حقيقة 50% لأصحاب الميول الدينية و50% لأصحاب الميول العلمانية، بالنسبة للشارع الإسلامي أعتقد أن 80% منه محافظون و20% إصلاحيون وأقل من 1% راديكاليون.

بالنسبة للتعاطي مع الشأن الإسلامي، فكما تعلمون، له مراصد مختلفة إصلاحي، محافظ، متطرف، واختلاف المراصد ينتج عنه اختلاف في الرؤى، فبينما يرى المحافظون أن المشروع الإسلامي مكتوب وجاهز عبر ما أنتجه الفقهاء وتم ترجيح المناسب منه وعلينا العمل لإنجازه، فإن التيار الإصلاحي لا يوافق ويسعى للبحث عن فكر نهضوي يقرأ العصر.

ـ كونك تمثل التيار الإصلاحي في سوريا، فما الذي تسعون إليه وبماذا تختلفون عن غيركم خاصة من ناحية الأداء السياسي؟

شخصياً أعتبر أن ما تم إنجازه في الماضي مناسب تماماً للماضي وأن ما يحتاجه الحاضر هو ما ينبغي إنجازه بآلة الحاضر، وقد لا يكون الكلام إلى هنا مختلفاً لكنه سيختلف بعد قليل عندما نقول إن آليات إنتاج المشروع الإسلامي في زمننا لا تصدر عن وجهة نظر جامع الفقه أو المدارس الشرعية بل تصدر عن المؤسسات البرلمانية، في حين يرى المحافظون أن الأدوات البرلمانية هي أدوات تنفيذية فقط أو أدوات إجرائية، وأن كتابة هذا التشريع هو شأن الفقهاء.

أعتقد أن كتابة التشريع هو شأن البرلمانيين وليس شأن الفقهاء وإنما يمكن أن يكون للفقهاء دور المرشد ودور الرقابة على القيم والأخلاق، لكن إنتاج النصوص التشريعية من وجهة نظرنا هو من مهام المؤسسة البرلمانية مباشرة ولذلك فنحن مختلفون في قراءتنا للشأن الإسلامي في الحراك التشريعي والدستوري.

ـ ما الذي يسعى إليه التيار الإصلاحي على صعيد الشأن السياسي؟

نحن جميعاً ـ محافظون وإصلاحيون ـ نطالب بمساحة أكبر في الشأن الإسلامي ونعتقد أن الدين يمكن أن يشارك بصورة أكثر نضجاً في الحياة السياسية، الدين هو كرة النور وليس كرة النار كما يحلو للبعض أن يصوره، من جهة أخرى فالدوافع التي تملكها الأدوات الدينية أو البراغماتية، بهذا المعنى نتفق مع الإخوان المحافظين في وجوب تمتين المشهد الديني في المزيد من المرافق في الحياة.

ـ برأيك، ما هو مستقبل قيام حزب إسلامي داخل سوريا يكون علنياً وسلمياً سواء من خلال التيارات الجديدة أو التيارات الأكثر تقليدية؟

الآن إجرائياً، هل من المناسب أن يكون هناك حزب إسلامي؟ باعتبار أن العاطفة والمشاعر الدينية والآمال الدينية موجودة في نفوس الناس، ولكن هل من المناسب تحويل هذه المشاعر إلى حالة حزبية؟

من وجهة نظري، لا أعتقد أن ذلك مفيد على الأقل في المشهد السياسي السوري، لا أرى الآن فائدة من طرح مشروع الحزب الإسلامي وعندما أقتنع أن هناك فائدة من طرح حزب إسلامي سأناضل من أجل إيجاده، ولكن لا يوجد اليوم حزب في سوريا يعارض الإسلام حتى أنشئ حزباً يدافع عن الإسلام، في المشهد البرلماني بكل أطيافه في سوريا هناك قدر غير قليل، رغم تفاوته، من احترام الإسلام، وهناك إجماع على احترام الحضارة الإسلامية حتى بين النواب الشيوعيين والمسيحيين، لذا فإن إقحام حزب إسلامي في الحياة السياسية سيجعل الآخرين يتمترسون وراء الإيديولوجيا دون مبرر.

ـ ألن يكون إصدار قانون للأحزاب فرصة لتبلور أحزاب إسلامية أو ذات توجه إسلامي؟

أنا مع إقرار قانون الأحزاب، ومع دخول أحزاب ذات توجه إسلامي، ولكني أعارض، حتى الآن، معارضة شديدة دخول حزب باسم إسلامي، باسم ديني، لأن هذا الحزب سيجعل الآخرين مباشرة خارج دائرته، وأعتقد أن بعض الأحزاب الموجودة يشرفها أن تضيف كلمة إسلامي إلى أسمائها والحضارة الإسلامية ليست بعيدة عن منطق البعض، ولا يوجد تعارض بينهما، وعندما أقحم حزباً بعنوان إسلامي فأنا حكما حكمت بالتعارض مع التيارات الأخرى، لذا فأنا أفضل النموذج التركي (حزب العمل والتنمية، حزب الفضيلة) أي توجه إسلامي لدينية إسلامية، يسعى لاهتمام أكبر بالحضارة والقيم الإسلامية، لكن في الوقت نفسه لا يحتكر اسم الرب.

ـ لكن التيار الإسلامي بكل تنويعاته حقيقة مجتمعية في سوريا رغم عدم كونه تنظيماً سياسياً فما الذي يمنع تبلور هذه الحالات بشكل يجعلها أكثر وضوحاً سياسياً؟

التيار الإسلامي في سوريا يعبّر عن نفسه من خلال المساجد والمناسبات العامة والأعمال الفكرية الصادرة والندوات.. ولكن حتى الآن ومنذ أكثر من عشرين عاماً لم تتكون رؤية سياسية إجرائية لأي كتلة إسلامية في سوريا، هناك أكثر من سبب قد يكون ويجب أن لا نخجل من القول إن موقف السلطة المتشدد من التيار الإسلامي الإخواني بصورة خاصة هو الذي جعل من هذه المساحة حمراء يصعب الاقتراب منها ويؤثر الكثيرون السلامة على اقتحام هذه البقعة، لكن مع ذلك يجب أن نقول إن عدداً غير قليل من القيادات الدينية في سوريا هي قيادات ليس لديها توجه سياسي فحسب، وإنما لديها نفور من العمل السياسي، أي هي قيادات فقهية وشرعية وتعليمية ولا يوجد لديها طموح سياسي في المشهد الراهن، ناهيك عن وجود مشروع سياسي، ولا أعتقد أن هناك جهة في سوريا تتصدى لإنتاج حزب إسلامي، ما أريد التأكيد عليه أن التيار الإسلامي يمكن أن يعبّر عن نفسه دون وجود حزب.

ـ هناك من يقول بضرورة تواجد الإسلاميين بشكل سياسي فعّال في الحياة السياسية، ألا يملك التيار الإصلاحي مثل هذه المطالب؟

طبعاً هناك حالة من الشباب الراغب في إضفاء مزيد من الحياة الدينية في المشهد السياسي، نحن لا ننكر ذلك، ولكن بقراء المشهد قراءة دقيقة ورغم المطالب بدخول الإسلاميين ساحة العمل السياسي، إلا أن الأغلبية الإسلامية موجودة في البرلمان ومجالس المدن والبلديات، سواء من ينتمي للأحزاب أو المستقلين، وتقريباً أعتقد أن المشاريع التي طرحتها شخصياً في مجلس الشعب حظيت بموافقة الأعضاء بسبب عاطفتهم الدينية، وهناك رغبة حقيقية في التعاطي باحترام مع الشأن الإسلامي.

ـ بملاحظة بسيطة، نجد أن التيار الإسلامي ممثل في سوريا، مجلس الشعب، الحكومة، مجالس المحافظات رغم عدم وجود حركات أو أحزاب إسلامية صريحة، كيف نستطيع اليوم وصف وتحليل الوجود السياسي والتمثيلي للتيار الإسلامي؟

دعوني أقول إن ما مُنح للتيار الإسلامي في سوريا أكبر بكثير مما منح للأحزاب الأخرى، فالأحزاب المشاركة أصدرت الآن جرائدها، لديها فروع في المحافظات ومكاتب سياسية، لكن هذا المشهد موجود في كل جامع، كل مسجد يملك أن يحشد كل يوم خمسمئة شخص وألف شخص وهؤلاء على صلة وتماس مع القيادة الدينية، وهذه القيادات الدينية لها روابطها وتوابعها ولها ممثلوها السياسيون، وهذا المشهد هو الذي جعل التيار الإسلامي يعبّر عن نفسه سواء في المراكز الدينية أو المؤسسات البرلمانية والحكومية.

ـ خلال أكثر من نصف قرن لم يعرف الطيف السياسي السوري إلا الإخوان المسلمين كممثل للتيار الإسلامي، كيف تنظرون لذلك؟

للأسف فإن محاكمة الموقف قد لا تساعدنا على رسم صورة دقيقة للحاضر، الإخوان المسلمون قدموا نموذجاً لرؤيتهم في بناء المجتمع على الأسس الإسلامية، وهذا النموذج كان صاعقاً لكل من يُعنى بالشأن الديمقراطي، وعلى كل حال نحن نعتقد أن تجربة الإخوان المسلمين في سوريا كانت تجربة غير موفقة، والآن لو أتيح لهم أن يعودوا ويعملوا في سوريا فإني متأكد أنهم لن يعملوا تحت هذا الاسم.

ـ نقلت عدة وكالات أنباء تصريحك بأن هناك اتصالات تجري بين القيادة السورية وقيادات إخوانية لفتح صفحة جديدة بين الجانبين، فما حقيقة هذا الموضوع؟

في الواقع لقد تعاطى الإعلام مع هذه المسألة بشكل مبالغ فيه، ولكن الحقيقة أن هناك إشارات واضحة من السلطة في سوريا باتجاه الانفتاح على كل أبناء الشعب السوري وأنا شخصياً دعوت المعارضة وخاصة الإخوان المسلمين إلى قراء المشهد السياسي قراءة مختلفة فهناك تطورات ديمقراطية حقيقية تم إنجازها في السنوات الأخيرة، مثلاً، قيود السفر كلها ألغيت، والمحاكم الاقتصادية ألغيت، المطالبة برفع قانون الطوارئ تتم تحت قبة البرلمان، التعليم الخاص يمارس دوره حتى عبر التعليم العالي، وهناك قوى في داخل سوريا تطرح نفسها على أنها معارضة ولا يتم التعرض لها، وفي النهاية لقد استقبل السيد بشار الأسد عدداً من قياديي الإخوان المسلمين مثل فتحي يكن وكامل الشريف بالإضافة إلى حمزة منصور أمين عام جبهة العمل الإسلامي التابعة لحركة الإخوان بالأردن إضافة إلى الزيارة التي قام بها الداعية الإسلامي البارز الشيخ يوسف القرضاوي لسوريا ولقائه مع الرئيس بشار الأسد والإسلاميين في سوريا خلال مشاركته في مؤتمر حول تجديد الخطاب الديني، وكل ما سبق أعتقد أنه إشارات واضحة باتجاه قيادات التيار الإسلامي في الخارج وهو يظهر أن القيادة السورية متجهة لبناء جسور حقيقية مع الشارع الإسلامي وليس لديها أي مشكلة معه، وأعتقد أن التطورات السياسية في البلد تغري بالحديث عن المصالحة، وهو ما أسعى له دون توجيه من السلطة أو المعارضة، وقد تحدثت عن المصالحة وتمتين الوحدة الوطنية وإلغاء القانون 49، أعتقد أن الأمور السياسية اختلفت كثيراً وعلى الإسلاميين إرسال إشارات إيجابية بالمقابل.

ـ لكن المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني رد بنفي وجود أي اتصالات ووصف تصريحك بأنه لا يعدو كونه تعبيراً عن أمل يقوم في نفس د. محمد الحبش؟

الإخوان صدَرَ عنهم ردٌّ محير إن لم أقل متسرع، كان عليهم أن يدركوا أنها مسألة شديدة الحساسية في الشارع السوري، لذا فإن قراءتهم للأحداث يجب أن تكون أكثر ملاءمة ووعياً، نحن نعتقد أن ما قمنا به كان ضرورياً لإزالة حواجز الوهم وطي الماضي والتطلع إلى المستقبل وتحقيق وحدة وطنية.

ـ بعد عقد عدة مؤتمرات دينية تجمع العديد من التيارات الدينية المتناقضة دعوتم إلى مؤتمر تجديد الخطاب الديني في دمشق الشهر الفائت فما هو الأثر السياسي الذي تركه هذا المؤتمر؟

هذا المؤتمر هو أول مؤتمر إسلامي ينعقد في سوريا منذ أربعين عاماً، وأول مؤتمر يتم في جامعة دمشق مما أعطاه صبغة علمية، ورغم محدودية الإمكانات، إلا أن المؤتمر كان طموحاً كبيراً واستضاف العديد من الضيوف من سبع دول عربية، وحضره العديد من التيارات الدينية من الأزهر والسعودية والإخوانيين وغيرهم، منهم تجديديون ومنهم محافظون وقد قدموا رؤية جميلة لتجديد الخطاب الديني، وكان هناك مواقف جدية ونتائج ليست عادية تدل على عافية الخطاب الديني، مع اعتقادي أن تكوين تيار تجديدي مازال في مراحل مخاضه، لكن سنعمل من أجله مهما كلف الأمر، ربما يكون خطابه صادماً للمحافظين لكن مع احترامي للجميع فإن المطلوب هو تجديد خطابنا الإسلامي.

ـ هل تعتقد أن مؤتمر (الاجتهاد بين التجديد والتفريط) الذي عُقد في مكتبة الأسد كان رد المحافظين على مؤتمركم؟

السؤال يمكن توجيهه لمن نظموا المؤتمر الثاني، لكني تابعت الأوراق التي قدمت وهي أوراق تنويرية في كثير من جوانبها وتحمل رؤية تجديدية قدمت لقلبنا السرور ونشعر أنها استكمال لما بدأناه، هذا في الواقع هو المحصلة لما جرى وأما الأهداف فبإمكانك سؤال الطرف الآخر.

ـ ما هو خلافكم مع الشيخ أحمد كفتارو؟ لماذا أخرج بياناً ضدكم واعتبر أنك لا تمثله مطلقاً لا في مجلس الشعب ولا في أي مجال آخر؟ عدا عن هجومه على كتابيك (المرأة بين الشريعة والحياة) و(المشترك أكثر مما نعتقد) ووصف أفكارهم أنها مخالفة للشريعة؟

أعتقد أن الشيخ كفتارو رجل تجديدي، تاريخه هو عكس هذا البيان، فطوال عمره لم يصدر عنه بيان يدين شخصاً بحد ذاته (لاسليمان رشدي ولا حيدر حيدر ولا نصر حامد أبو زيد) ولا غيرهم، الحالة مع سماحة المفتي لا يمكن قراءتها من خلال هذا البيان بل من خلال تاريخه الطويل، أما بشأن الكتب فأعتقد أنه لم يوافق خياراتي فيما يتصل بالمرأة، فشخصياً أعتقد أن إحياء دور المرأة في الحياة رسالة إسلامية مقدسة ويجب عدم الوقوف عند الشكليات، أعتقد أن مشروع التجديد كان مشروعاً كبيراً لدى الشيخ أحمد كفتارو، ولكن لست أدري لماذا تراجع هذا المشروع لديه وهو الذي كان ينادي به قبل عشرين عاماً.

ـ أسست مركز الدراسات الإسلامية لخدمة الفكر التنويري، إلا أن التيار الإصلاحي يلقى هجوماً ومعارضة ليسا بقليلين، كيف تجد تقبّل الإسلاميين لهذا الفكر التجديدي؟

إن رسالتي ثقافية قبل أن تكون سياسية، هدفي هو التجديد، هذا ما عملت عليه خمسة عشر عاماً منذ أسست مركز الدراسات الإسلامية، وعندما تعاظم دور الاتجاه التجديدي تعاظم بالمقابل هجوم التيار المحافظ الذي رفض هذا الاتجاه الإصلاحي التنويري وعبر عن ذلك بشكل واضح، إلا أن الشارع كان له رأي معاكس، وهو من أوصل التيار التجديدي إلى البرلمان، نحن نتعامل مع الوطن ككل وليس كعناصر وهدف المركز هو خدمة التنوير والتجديد والقاعدة الشعبية التي تتعاطى مع هذا التوجه تتعاظم مما يدل على أن الشارع أكثر وعياً في فهم الماضي والتعاطي مع الحاضر ولدي كل المبررات لأفكر في الانتخابات القادمة بمجلس الشعب أن أتقدم بقائمة للذين ينتسبون لتيار التجديد.

ـ هل تعتقدون أن الإسلام مستهدف بشكل خاص بربطه بالتطرف والإرهاب وما السبب برأيكم؟

الحملة على الإسلام اليوم تشبه الحملة على التجديد، الحملة العالمية على الإسلام سببها عدم فهم الإسلام من جهة والتشويه الذي تمارسه مؤسسات متخصصة، لكن يجب أن نعترف أن 30% من هذا التشويه يتحمله المسلمون أنفسهم عبر خطاب راديكالي متشدد.

فمثلاً المحافظون يعتبرون أن معتقداتهم هي وحدها الصحيحة، الآخر كافر، لكنهم لا يمارسون الضغط على غيرهم ولا يظلمونهم، أما المتطرفون فهم لا يعترفون بحق الآخرين بالعيش ويرون أن أي دين غير الإسلام مرفوض ويجب القتال لمنع انتشاره، أما الإصلاحيون فنعتقد أن هناك أكثر من طريق لله ويجب احترام جميع الديانات الموجودة على الأرض.

إن المحافظين والإصلاحيين يعترفون بحق الآخرين في العيش لكن وبكل مرارة فإن مناهج المحافظين التعليمية ماتزال راديكالية بكثير من جوانبها فمن غير المعقول أن تدرّس المعاهد الشرعية أن واجب المسلم هو أن يدعو الآخرين لواحد من ثلاثة إما الإسلام وإما الجزية وإما القتال، هذا للأسف موجود وهو يشوه الإسلام ويجعل من الممكن أن ينقلب المحافظون إلى متطرفين في ظروف معينة.

كإصلاحيين ندعو إلى إعادة فتح منجم الفقه الإسلامي وبما يناسب وقتنا الحاضر.

ـ ما رأيك بمصطلح الإسلام السياسي؟

كإصلاحي، لدي حساسية تجاه هذا المصطلح وأنا أعتبر أن الإسلام أكبر من أن يؤطره النشاط السياسي الذي هو أحد اهتمامات المجتمع الإسلامي وينبغي أن يتفرغ له بعض الذين تتوفر فيهم الكفاءة المناسبة ولكن من غير المعقول أن تتحول خطبة الجمعة إلى خطبة سياسية وأن نزج المجتمع كله بحالة النضال السياسي الذي هو هامش من الهوامش التي أتاحها الإسلام للناشطين، هذه رؤيتي كإصلاحي وأعتقد أن بعض إخواننا المحافظين يرون أن النضال السياسي هو على رأس الفروض الإسلامية وأن إقامة الدولة الإسلامية هو مطلب لا يوجد أولوية تتقدم عليه، نحن مختلفون مع هذه النظرة ولكن نحن متفقون على وجوب منح الإسلام مزيداً من المرافق العامة ليعبّر من خلالها عن نفسه كأداة للقيم والحفاظ على الهوية.

أبيض وأسود 21 / 06 / 2004

هذه المقابلة تعبر عن رأي صاحبها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ