ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 27/03/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الجالية السورية في سوريا

نور الدين بدران

-1-

في هذه المرحلة الدقيقة والعصيبة من تاريخ أمتنا ، أطالب باسم الجالية السورية في سوريا ، بالانسحاب الكامل والفوري من كامل حياتنا: 

1-    للذين يسحبون اللقمة من فمنا

2-    للبيروقراطية وقوانينها ولصوصها المتفانين في خدمة البطالة ونهب العاملين

3-    للقوانين الإدارية والاقتصادية العصملية وعسسها والتي تنزل بالأجور وترتفع بالأسعار نحو تأبيد  مذلتنا وإهانة أطفالنا وشبابنا   

4-    للذين يصادرون حريتنا في التعبير والكلام وتشكيل الجمعيات السياسية والثقافية

5-    لقانون الطوارئ والمحاكم الاستثنائية وملحقاتها والساهرين على سجونها

6-    لحراس الزنازن المدججين بالفساد والسادية ليرى كل المعتقلين أصحاب الرأي المختلف نور الشمس

7-    للأجهزة التي أرهبت منفانا الحبيب سوريا أعني وطننا رغم كل شيء ، واعتقلت وقتلت ونفت وشردت شبابنا ومثقفينا وكفاءاتنا ، وبعد أن أطلق سراح من أطلق رمي في الشارع مجردا منبوذا ومحروما من العمل والحياة وسائر حقوق الإنسان .

-2-

رغم تأخره كان قراراً صحيحاً ، اعني عودة الجيش السوري من لبنان ، وربما لولا هذا التأخر لما عاش العمال السوريون مأساتهم الأخيرة ، ولكن مع كأس المرارة الذي تجرعناه ، فلن نقول وبكل محبة إلا : 

أهلاً وسهلاً بأخوتنا العمال السوريين العائدين من لبنان ، لا بأس باستراحة قصيرة ، ثم بالبحث عن منفى آخر لتبيعوا فيه عرقكم ، لتفعلوا كما يفعل كل من يحظى بفرصة للسفر والعمل ، ولو حتى إلى بلاد ألواق واق ، لأن قيادتنا متفرغة للسياسة الخارجية ، بل نكاد نشعر أن لا هموم في الداخل ، وربما لا داخل أبداً ، فكل مطلب داخلي ، تصفه كهنة التبرير بأنه رسائل من الخارج ، هكذا حولنا هؤلاء ، من شعب إلى جالية في وطننا ، ومن جالية إلى وكالة عملاء للخارج ، وقضوا وبتوا فراراً مبرماً غير قابل للاستئناف بأنهم هم وحدهم  الوطن والشعب ، مشغولون بما ترون وتسمعون .

-3-

شخصياً كنت ممن عقدوا آمالاً عريضة ، على الرئيس الشاب الدكتور بشار الأسد ، لأنه يحمل فكر الشباب وثقافة الانفتاح وقسم أبقراط العظيم ، ويداه نظيفتان وبريئتان من آلامنا ، وقد كرسهما لشفاء العيون ، كي يرى من لا ينعم بهذه المتعة والمسؤولية ، وأعجبت كثيراً بخطواته الأولى ، ثم لطمتني الكآبة ، حين باتت المراسيم الحضارية التي يصدرها ويصدقها البرلمان بحاجة إلى مراسيم لتنفيذها ، وجراء كل لطمة كنت أقول :" لا يملك الرجل عصاً سحرية كما قال فعلاً " و " ميراث الرجل، الصادق في وعوده وآماله وأحلامه ، ثقيل جداً ، ولهذا حركته بطيئة بالضرورة " و " تلك الوحوش الكاسرة التي لم تعد تشبع ، رغم نفاقها وتصفيقها هي المعيق الأكبر لحركته " وقلت الكثير حتى ظن بعضهم أني أسعى لوظيفة في القصر، ولكني إضافة لما سبق ، ومن منظوري لمؤسسة الرئاسة ودور الرئيس في بلد ي ، كنت أراهن على هذه الشخصية التي كانت بمنتهى الحماس للتغيير والإصلاح وقامت ببعض الإصلاحات الراقية ، ولكن شيئاً فشيئاً ، أخذت زاوية ميتة مع اليائسين ، عندما توقفت عملية الإصلاح وراحت تنكص إلى الوراء ، ولم أجد أي معنى لذلك ، ورحت أتساءل كمعظم الجالية السورية في سوريا : ماذا يعني إيقاف هذا المنتدى أو ذاك؟ ومن يخدم وماذا يعني اعتقال هذا المفكر أو ذاك ؟ وأخص بالذكر هنا الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي البروفيسور عارف دليلة الذي كان أستاذي قبل أن أصبح صهره بنحو عقد من الزمان.

-4-

وها نحن بعد نحو خمس من الأعوام ، من مأزق إلى آخر ، ونؤكد أننا لا نقوم بشيء نتيجة ضغط خارجي، إذاً لماذا؟ ونؤكد أن الإصلاح سيواصل مسيرته ، إذاً لماذا؟ ولكن اللطمة الأخيرة كانت وللأسف ، في الخطاب الأخير للسيد الرئيس ، وأعني بوضوح غياب الشأن الداخلي ، وابتساره بوعد مبهم عن انعقاد المؤتمر القطري القادم ، وشعبنا عفواً جاليتنا باتت غير مبالية بكل المؤتمرات سلطوية كانت أم معارضة ، محلية كانت أم إقليمية أم عربية أم دولية ، ودليلها في ذلك التجربة الملموسة وليس سواها.

-5-

إننا ننظر في عكس هذا الاتجاه ، إن السياسة الخارجية هي أولا وأخيرا لخدمة الوضع الداخلي فبقدر قوة الأخير وتماسكه ، بقدر ما نكون منيعين وأقوياء في مواجهة التحديات الخارجية ، واليوم كحصيلة لعقود خلت ، حيث أصبحت سوريا نمراً إقليميا لأنها وضعت كل جهودها في السياسة الخارجية ، يتبين اليوم بكل أسف أننا نمر من ورق ، يطير من أول نفخة ، وهذه حقيقة لا معنى لدفن رؤوسنا في الرمال حتى لا نراها

إنها حقيقة راهنة ، ونكتوي بنارها اليوم ، بألم شديد ومعه مرارة نفسية مذلة ، وشخصياً أشعر بذلك مع أنني لم أكن يوماً مع التدخل السوري في لبنان منذ اليوم الأول وحتى اليوم الأخير ، ورغم حداثة سني في ال1977م حقق معي بهذا الشأن ولم أخف رأيي ، والمحقق الصغير آنذاك أصبح برتبة عالية في أمن الدولة اليوم.

-6-

مرة أخرى وليست الأولى ولا الأخيرة ، الإصلاحات الاقتصادية والسياسية أي الخبز والحرية ، ولا طعم لأي منهما بدون الآخر ، هي حقوقنا ومطالبنا نحن كبشر كمواطنين ككائنات حية في أقل اعتبار.

القوانين المتحضرة والقضاء النزيه والمستقل تحت مظلة دستور علماني تحميه دولة علمانية وحديثة ، بالضرورة بريئة من حكم الحزب الواحد والقائد الواحد واللون الواحد والرأي الواحد ، وبالضرورة خاضعة للقانون الواحد والدستور الواحد والعلم الواحد ، هذا هو صمام الأمان لسوريتنا التي هي نحن وأولادنا وهواؤنا وماؤنا وحبنا، وهذه هي باختصار أحلامنا وآمالنا ولا يهمني شخصيا من يتولى دفة حكمها ، وإذا كان هذا ما يطلبه أعداؤنا وأعتقد العكس ، فشكراً لهم وسأعمل بوصية السيد المسيح : "أحبوا أعداءكم" .

-7-

كانت وصية نيلسون مانديلا لخلفه :" لا تحط نفسك بمن يقولون لك نعم".

 كلنا شركاء ـ 8/3/2005

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ