ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 24/02/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ومن يذكر هولوكوستنا؟!

د. أحمد نوفل

العالم كله مشغول هذه الايام بقضية هولوكوست اليهود في معسكر «اشفتس» والاعلام في العالم قضيته الاولى التي يدندن من حولها، ويدير الحوارات، هي ذات القضية. والاعلاميون العرب في اذاعة لندن «الاكثر سمية» يشعروننا بالغثيان من طريقة الطرح والمعالجة والارتماء والاسترضاء. واشهد ان اليهود فنانون مبدعون في جعل العالم كله يعيش عقدة الذنب، ويستشعر الأثم الى يوم القيامة في شأن غلطة في حق «خير الأمم»، ولا يعرف كيف يكفر عنها، بالمال تارة، والتبعية تارة، والبرامج الاعلامية الدعائية لهؤلاء القتلة اللابسين ثوب الضحية تارات.

واليهود فنانون في تسويق المسألة من باب ان المقصود ليس خصوص قضية اليهود، وانما المقصود ان تتعلم الشعوب درساً في التعايش وعدم اقصاء الآخر، وانسانية التعامل. وهو كلام في ظاهره الرحمة وفي باطنه السوء المركّز واشد العذاب.

هذا العالم الذي يسيل رقة وعذوبة ونعومة اذا ذكرت قضية اليهود ويعمي ويصم آذانه اذا ذكرت قضية سواهم، لماذا لا يذكر العالم المنافق قضية ابادة شعب باكمله بعشرات الملايين، هم الهنود الحمر في امريكا.. وكندا.. لماذا لا يذكر العالم الغربي المجرم -سياساته-، مذابح التوتسي والهوتو التي اشعلها هو فحصدت الملايين؟ لماذا لا يذكر حرب العراق وايران وهو الذي اشعلها؟ لماذا لا يذكر حرب فيتنام التي قصفت بخمسة واربعين مليون طن متفجرات بمعدل طن لكل مواطن؟ لماذا لا يذكرون نغازاكي وهيروشيما؟ لماذا لا يذكرون مليون ونصف المليون قتيل في الجزائر ابادتهم فرنسا بدم بارد؟ لماذا لا يذكرون مثل هذا العدد مات في حصار العراق؟ ومثل هذا العدد في حرب السودان؟ ومني مول جون قرنق بالمال والسلاح والعتاد طيلة هذه السنين حتى قتل من الشعب السوداني مليون ونصف؟ والقائمة طويلة جداً.

فمن يذكر عشرات الملايين من المسلمين هجّرهم ستالين ودفن الملايين منهم تحت ثلوج سيبيريا؟ من يذكر ان بعض جمهوريات الاتحاد السوفييتي التي قصفت بالقنابل الذرية المحدودة، لتعرف روسيا -على الطبيعة- آثارها ونتائجها وما زالت المواليد هناك تلد مشوهة حتى الآن؟

من يذكر تلويث العراق منذ سنة 90 باليورانيوم المنضب، حيث ارتفعت نسب السرطان، ونسب المواليد المشوهة، ومات ملايين من اشجار النخل؟

من يذكر مئات آلاف القتلى في الحرب اللبنانية التي مولتها ودعمتها «اسرائيل» بحيث لا يمر يوم على لبنان دون دماء واشلاء؟

وبخصوص القضية الفلسطينية من يذكر عذابات شعب منذ ستين سنة، ان عذب اليهود ستة اشهر؟

من يذكر تهجيرهم في قارات الارض؟ من يذكر المذابح المرتكبة بحقهم في كل يوم؟ من يذكر دورهم المهدمة فوق رؤوسهم وسكناهم في العراق؟ من يذكر المذابح المنهجية المنظمة لهم في دير ياسين وصبرا وشاتيلا وغيرها؟

لماذا ذاكرة العالم لا تعي ولا تستوعب الا عذاب اليهود، ولا تلتقط الكاميرا ولا العقل عذاب غيرهم؟ لماذا تنشط الذاكرة وتنعش وتحقن باستمرار لتبقى قضايا اليهود حاضرة عتيدة، ويطلب من بقية العالم ان يشطب ذاكرته؟ لماذا في بقية القضايا يطلب من الناس التسامح وطي الصفحات والصفح الجميل، ونسيان الماضي، ويرتهن العالم كله في ماض مفعم بالتزوير والتضخيم والدعاية والاكاذيب؟

لماذا لا يجد الغربي غضاضة من المجتمع في اعلان الحاده وكفره بكل الانبياء ويتطاول على عيسى، ولا يجرؤ غربي ان يناقش «المحرقة» او ان ينقص من ضحاياها واحداً؟

الف لماذا معلقة بلا جواب، والمشكلة ان الذين اكتووا بنار المحرقة -كما يضخمون ويزعمون- يعيدون انتاج المأساة والمحرقة بحق الشعب الفلسطيني الذي هو جزء من أمة هي الوحيدة التي حمتهم واحتضنتهم! يا وسائل اعلامنا في عالمنا الاسلامي المشلول المغلول الارادة المحلول العزم لا تحيي قضايانا، وتوقد النار في هشيم النسيان الذي يملأ فضاءنا؟ لماذا لا يذكر احد حتى نحن انفسنا «الهولوكوست» الخاص بنا في تاريخ كل بلد استعمر، وحتى اليوم في العراق وفلسطين؟ والمسؤولية في نسيان هولوكوستنا مسؤولةي من؟

ورضي الله عنه الذي كان يقول: لو ان بغلة عثرت في العراق لكنت مسؤولاً عنها. فمن المسؤول اليوم عن أمة تتعثر وتتبعثر ويقام لها في كل يوم هولوكوست ويطلب منها ان تتذكر هولوكوست الآخرين؟ وعجبي!.

السبيل 5/2/2005

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ