ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 14/10/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تقرير عنان 

عنصر للضغط أم مادة للفوضى

د.عماد فوزي شعيبي*

لم يأتِ بيان الأمين العام للأمم المتحدة بجديد؛ فهو قد رسم صورة عن واقع الحال:

فإذا كان المقصود بالقرار1559 في البند المتعلق بسحب القوات الأجنبية سورية فقط، ثمة عدة إشكاليات فتقنياً ليس من الممكن سحب هذه القوات في ثلاثين يوماً ثم إن سورية قدمت مؤشراً(كامناً)  على أنها لا تريد إبقاء هذه القوات في لبنان؛ إذ سحبتها إلى البقاع في رسالة إلى أن الموضوع متصل بحل مشكلة الشرق الأوسط ككل وهو ما كان موقفاً للرئيس جاك شيراك وأعلن في البرلمان اللبناني.

والموضوع برمته يحال إلى موقف سياسي يتمثل فيما إذا كان الرئيس  الفرنسي والإدارة الأمريكية يريدان الذهاب –فعلاً-  إلى أبعد حد في تطبيق هذا القرار أم أنهما سيكتفيان بجعله سيفاً مسلطاً فوق رؤوس السوريين كلً لأهدافه:

1)  فرنسا تهدف به  اعتبارات شخصية ومصلحية مع كل من لبنان وسورية، واعتبارات استراتيجية متمثلة في تخليها عن مسؤوليتها في حلف الناتو عن هذا القطاع من شرق المتوسط وإلحاقه بالجنرال جون أبي زيد قائد المنطقة الوسطى، وبالتالي المقايضة على دور دولي خلف الولايات المتحدة في هذه المنطقة وهو تخلٍ بلا مقابل سياسي جدّي.

2)  الولايات المتحدة التي لا يهمها عملياً إلا الاستقرار في العراق، وبالتالي فقد   جعلت القرار(مَلزمةَ حدادٍ) للضغط على الأصابع السورية، في لعبة عض الأصابع بخصوص مكاسرة أو مقاسمة الإرادات بين الطرفين بخصوص الأولويات في استقرار العراق.

السؤال الذي يطرح نفسه بشدة اليوم يتمحور عما إذا كانت فرنسا قد انضمت إلى جوقة اللاعبين غير العقلانيين في المنطقة؛ أي فيما إذا انضوت تحت لواء (نظرية الفوضى) التي جاء بها المحافظون الجدد الذين يحتلون البنتاغون حالياً، وأنها مستعدة فعلاً لتحمل مسؤولية تنفيذ القرار1559 بالسرعة التي يوحون بأنهم يريدونها وهي سرعة الفوضى، وهي مسؤولية تتصل بعدة نقاط لابد من طرحها بشفافية:

- هل تتحمل الولايات المتحدة وفرنسا مسؤولية عودة الحرب الأهلية وعدم الاستقرار في لبنان جراء الخروج السريع  للقوات السورية الضابطة للأمن دون حل قضية 420 ألف لاجئ فلسطيني، سيؤول وضعهم إما إلى تجنيس وتوطين سيفجر الصف المسيحي وربما الشيعي، قبل أين يكون ممتنعاً فلسطينياً، وهوما يشكل  انفجاراً آخر؟

- هل تتحمل إسرائيل إمكانية بقائها أمام احتمال عودة الفلسطينيين إلى ممارسة عملياتهم من جنوب لبنان، خصوصاً مع عدم قدرة الجيش اللبناني على منع ذلك بغياب حزب الله المدعو إلى التفكيك؟!. أي هل من مصلحة إسرائيل إن تعود إلى نقطة الصفر؛ أي إلى المربع الأول قبل عملية الليطاني عام1978 التي كان هدفها إبعاد فلسطينيي الشتات عن تهديد العمق الإسرائيلي(المدني).

من المؤكد أن سورية قاومت هذا التوجه منذ عام 1978 حتى عام1994 ووافقت على مضض وبلغة الواقعية السياسية على قبول معادلة إخراجهم من الصراع إلى حين بعد أن أخرجهم وأبعد السوريين اتفاق  أوسلو، وبعد أن لاح لهم (أي للسوريين) أن السلام قادم عبر وديعة رابين، و من ثم بعد أن انسحبت إسرائيل من جلِّ جنوب لبنان وبات حزب الله أداة الردع- الاستقرار النسبي العقلاني.

السؤال الأهم :

-هل يصدق الأمريكيون والفرنسيون أن تحقيق الاستقرار ممكن بدون حلِّ قضية اللاجئين في لبنان في إطار حل (سوري- لبناني) – إسرائيلي؟.

-ثم هل إسرائيل جادة في ركب موجة المطالبة بخروج القوات السورية، أم أن عدوى نظرية الفوضى قد انتقلت إلى الإسرائيليين، الذين لم تجف دماء قتلاهم وهم الذين دفعوا باراك لاعتبار الخروج من جنوب لبنان البند الأساس في حملته الانتخابي وصولاً لانسحاب هو أغبى انسحاب لجيش محتل في التاريخ؛ لأنه لم يحقق جرّاءه أي مكسب سياسي(أقله السلام) ؛ على اعتبار أن استقرار الحدود الشمالية لإسرائيل مكسب أمني وليس سياسياً وهو ليس مضموناً طالما أن ثمة ثغرة ُتدعى(مزارع شبعا) وطالما أن هنالك ثقباً أسود غائراً هو(القرى السبع).

- هل يصدق أحد يمتهن السياسة العقلانية، بأن خروج القوات السورية من لبنان يمكن أن يضمن استقراراً  داخلياً سياسياً وأمنياً في لبنان؛ خصوصاً مع الدعوة إلى تفكيك الميليشيات المسلحة والمقصود بها حزب الله، وهو-فعلياً- عامل الأمان للاستقرار والردع في ظل  عدم حل مشكلات أعمق أهمها: اللاجئين، والطائفية السياسية، والمليشيات الفلسطينية المسلحة وبذور نمو (قاعدة) لبنانية ستكون البديل الأمثل عن حزب الله(وهو الحالة العقلانية- السيساسية الإسلامية الوحيدة تقريباً) في حال تفكيكه ...

وبكلمة: مجنون يحكي وعاقل يسمع.

- أما وقد بات الجنون احتمالاً، فالسؤال هو : من سيفكك حزب الله وتلك الميليشيات؟... وهل لدى سورية جمعية خيرية أو مؤسسة خدمات مجانية حتى تفعل ذلك كرمى لعين(المجانين!) ؛ ألا تستطيع إذا ما دُفعت  نحو هذا الوضع أن تخرج بسرعة، وتترك الذين صاغوا القرار في الأمم المتحدة في مواجهة النتائج المترتبة عليه، إذا سيكون لزاماً عليهم أن يأتوا بأنفسهم أو مع إسرائيل لإنجاز هذا المطلب!.

- وهل يمكن أن يصدق عاقل أن تجربة المقاومة التي أخرجت إسرائيل(هرولةً) من لبنان  ليست في عمق إرادة الإسرائيليين ووعيهم ولا وعيهم أيضاً.

- ثم هل يصدق  أحد أن الأمريكيين الغرقى إلى حد طلب مساعدة سورية في العراق، جرّاء المقاومة (التي لم تكن بحسبانهم بهذا الحجم حسب تعبير باول) لم يتعلموا أم أنهم مجانين فعلاً؟!. ثم هل لا ينطبق قول جاك شيراك، قبل أيام بأن باب جنهم قد فتح في العراق، على لبنان لاحقاً، أم أن جاك شيراك (ذا الأصول الشرقية حسب تعبيره) قد عاد إلى جذوره نوستالجياً ليمارس الجهل...

- مجنون يحكي وعاقل يسمع!!.

ومع ذلك فسورية العاقلة لن تمارس قول الشاعر:

ألا لا يجهلن أحد علينا     فنجهل فوق جهل الجاهلين

لأنها تقدر دائماً أن مواجهة الحماقة لا  تكون بمثيلتها إنما بالتعقل لأن مصير الأحمق أن يقدم رأسه لك بينما يضحك كثيراً من يضحك أخيراً، وما قلناه سابقاً هو جزء من كل ، نعني أن لدى سورية أوراقاً إذا ما قررت استخدام بعضها ستحيل كل هذا اللعب الصغير بالسياسة إلى الغرق في رمال متحركة.

* رئيس مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية drimad@dascsyria.com

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ