ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 23/10/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


قانون "تفضيل اليهود على العالمين!"

بقلم / جواد البشيتي*

الطائفة اليهودية في جنوب ولاية فلوريدا، حيث أعلن الرئيس بوش في اجتماع انتخابي قانونا رئاسيا ضد معاداة السامية في العالم، هي ثالث أكبر طائفة يهودية في العالم بعد إسرائيل ومنطقة نيويورك. ولليهود في الولايات المتحدة من سعة النفوذ وقوة التأثير ما لا يمكن تفسيره بوزنهم الانتخابي، فمَن يحق له منهم الاقتراع لا يتعدى، في نسبته، 2 في المئة ممن يملك الحق ذاته من المواطنين. وفي الولايات المتحدة، التي تنظر إلى نفسها على أنّها خير أمّة ديمقراطية في العالم والتاريخ، يمتنع نحو نصف المواطنين الذين يحق لهم الاقتراع عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع، ممارَسةً لهذا الحق الديمقراطي المهم! ويكفي أنْ نرى "النظام الديمقراطي" في الولايات المتحدة غير معنيٍّ بحل مشكلة "السلبية الانتخابية" لدى نصف المواطنين، تقريبا، ومعنيٌّ كثيرا، وبدلا من ذلك، بجعل المرشَّحين ولا سيّما المرشَّحين للرئاسة يتنافسون ويتسابقون في الحصول على "الصوت اليهودي"، حتى نتأكد أنّ هذا النظام ينطوي على خلل ديمقراطي كبير، وأنّ من أهم مظاهر هذا الخلل هو أنّ اليهود يملكون من "الوزن السياسي" ما يفوق كثيرا، وكثيرا جدا، وزنهم الانتخابي! الرئيس الجمهوري بوش، الذي فاق أسلافه من الرؤساء الجمهوريين والديمقراطيين في حبّ الجهاد في سبيل إسرائيل، لا يتمتع إلا بدعم 24 في المئة من الناخبين اليهود، بينما منافسه المرشَّح الديمقراطي كيري يتمتع بدعم 69 في المئة منهم. على أنّ هذا الرئيس، المُحِبّ لنشر الديمقراطية في العالم، والذي يحتاج إلى الحصول على 1 في المئة من أصوات الناخبين من أجل الفوز، لم يُظهِر أي اهتمام بفعل شيء من أجل الحصول على هذه الأصوات من نصف مواطنيه الممتنعين عن المشاركة في الانتخابات، فهو بدا مهتما كثيرا بالحصول عليها من الطائفة اليهودية في جنوب ولاية فلوريدا. وعملا بهذه "الانتهازية الانتخابية"، أعلن الرئيس بوش أنّه وقّع القانون المضاد لمعاداة السامية في العالم والذي أقرّه، قبل بضعة أيام، الكونغرس بمجلسيه. ومقترِح القانون كان البرلماني الديمقراطي توم لانتوس "الناجي من محرقة اليهود". وهذا القانون، الذي يفضِّل فيه الرئيس بوش اليهود على العالمين بما يمنحه لهم من امتيازات، أدرجه موقِّعه في عداد "حقوق الإنسان"، التي باتت تتألف من فصلين: فصل يخصّ الإنسان في وجه عام، وفصل يخصّ اليهودي في وجه خاص! و"الشر"، الذي جعل له الرئيس بوش دولا تمثِّله، توسّع، مفهوما وممارسة، فمعاداة السامية صارت جزءا من "الشر"، الذي ينبغي للولايات المتحدة أنْ تحاربه، وأنْ ترغم كل دول العالم على محاربته، فالأفكار القديمة المعادية للسامية لن تتمكن، بعد اليوم، من أنْ تجد لها مكانا في العالم المعاصر، بحسب القسم الذي أقسمه الرئيس بوش في لقائه الانتخابي مع يهود فلوريدا! من الآن وصاعدا، ستقوم الولايات المتحدة، التي تخوض حربين في العالم، الأولى ضد "الإرهاب" والثانية ضد "أعداء السامية"، بإحصاء الأعمال المعادية للسامية في كل مكان، وبتقويم مواقف الدول من هذه المسألة توصّلا إلى مكافأتها أو عقابها، وستضع لائحة بالأعمال التي ينبغي لكل دولة في العالم القيام بها ردّا على الأعمال المعادية للسامية.. وستقوم، أيضا، بإحصاء "حالات الدعاية ضد اليهود"! بهذا القانون، الذي لا مثيل له إلا في أوهام "العهد القديم" وأهمّها "الوعد الربّاني"، تنضم الولايات المتحدة، رسميا وعلانية، إلى إسرائيل في حروبها على العرب (وعلى الفلسطينيين على وجه الخصوص) وفي عدائها لهم، فمن ينجو منهم من قانون "مكافحة الإرهاب"، يجب ألا ينجو من قانون "مكافحة العداء للسامية"، فالعرب، الآن، وإذا ما استثنينا منهم فئة ضئيلة ضالة من "الإصلاحيين"، بعضهم يزاول "الإرهاب"، وبعضهم يؤيّده ويدعمه، وبعضهم يحرِّض عليه في السياسة والثقافة والدين، وبعضهم يمارس العداء للسامية، وبعضهم يحرِّض على هذا العداء ويقوم بالدعاية ضد اليهود! إذا سئل الرئيس بوش "لماذا يكره العالم الولايات المتحدة؟"، فسوف يكون جوابه "لأننا خير أمّة ديمقراطية"؛ أمّا إذا سئل "لماذا يكره العالم اليهود؟"، فسوف يكون جوابه "لأنّهم شعب الله المختار". إنّه "الحسد العالمي"، فشعوب الأرض تكره الولايات المتحدة؛ لأنّها تحسدها على ديمقراطيتها، وتكره اليهود؛ لأنّها تحسدهم على مكانتهم السامية عند الله، وكفى الله ذوي العقول من بني البشر شرّ التحليل والتعليل التاريخيين لهذه الكراهية ولتلك!

* كاتب ومحلل سياسي فلسطيني ـ الأردن

الصباح ـ 18/10/2004  

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ