ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 24/10/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الإسلام والمستقبل

د. محمد عمارة *

في مايو سنة 1978م انعقد في "كولورادو" -بأمريكا- مؤتمر جمع الرءوس والخبراء في الكنائس الغربية -وامتداداتها- لتدارس خطة "أكثر فاعلية" في تنصير جميع المسلمين, وطي صفحة الإسلام من الوجود!..

ولقد نشرت الأبحاث الأربعون التي قُدمت إلي هذا المؤتمر مع الخطب والمناقشات التي دارت فيه, والتي اقتربت صفحاتها من الألف صفحة.. وفي هذا المؤتمر برزت مرة أخري نزعة العداء الغربي للإسلام فجاء في أبحاث ومقررات هذا المؤتمر:

"إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي تناقض مصادره الأصلية أسس النصرانية, والنظام الإسلامي هو أكثر النظم الدينية المتناسقة اجتماعيا وسياسيا.. ونحن بحاجة إلي مئات المراكز لفهم الإسلام, ولاختراقه في صدق ودهاء, ولذلك لا يوجد لدينا أمر أكثر أهمية وأولوية من موضوع تنصير المسلمين, فعلي مديري إرساليات أمريكا الشمالية والقادة المنصرين الآخرين أن يكتشفوا ويوطدوا أساليب جديدة للتعاون والمشاركة مع كنائس العالم الثالث وعملها المنظم للوصول إلي المسلمين.

لقد وطدنا العزم علي العمل بالاعتماد المتبادل مع كل النصاري والكنائس الموجودة في العالم الإسلامي. إن نصاري البروتستانت -في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا- منهمكون بصورة عميقة في عملية تنصير المسلمين, ويجب أن تخرج الكنائس القومية من عزلتها, وتقتحم بعزم جديد ثفاقات ومجتمعات المسلمين الذين تسعي إلي تنصيرهم.. وعلي المواطنين النصاري في البلدان الإسلامية وإرساليات التنصير الأجنبية العمل معا من أجل الاعتماد المتبادل والتعاون المشترك لتنصير المسلمين. إذ يجب أن يتم كسب المسلمين عن طريق منصرين مقبولين من داخل مجتمعاتهم.. ويفضل النصاري العرب في عملية التنصير. إن تنصير هذه البلاد سيتم من خلال النصاري المنتمين إلي الكنيسة المحلية, ويتم ذلك بعد تكوين جالية محلية نصرانية قوية.

ولكي يكون هناك تحوّل إلي النصرانية, فلابد من وجود أزمات ومشاكل وعوامل تدفع الناس أفرادا وجماعات خارج حالة التوازن التي اعتادوها! وقد تأتي هذه الأمور علي شكل عوامل طبيعية, كالفقر والمرض والكوارث والحروب, وقد تكون معنوية كالتفرقة العنصرية, أو الوضع الاجتماعي المتدني.. وفي غياب مثل هذه الأوضاع المسيئة فلن تكون هناك تحولات كبيرة إلي النصرانية! ولذلك فإن تقديم العون لذوي الحاجة قد أصبح أمرا مهما في عملية التنصير!! وإن إحدي معجزات عصرنا أن احتياجات كثير من المجتمعات الإسلامية قد بذلت موقف حكوماتها التي كانت تناهض العمل التنصيري وأصبحت أكثر تقبلا للنصاري!!

إن بيانات مجلس الكنائس العالمي التي تشدد علي "حرية الإقناع والاقتناع" لا تلزم المجلس!! فالحوار-عند مجلس الكنائس العالمي- ليس بديلا عن تحويل غير النصارى إلى النصرانية.. وهذه البيانات عن "حرية الإقناع والاقتناع" لا تعني تخلي المجلس عن موافقة المناصرة "المجهود القسرية والواعية والمتعمدة والتكتيكية لجذب الناس من مجتمع ديني ما إلي آخر"!!

وإنه بينما يوافق المنصرون علي أن التحول إلي دين آخر لا يجب ولا يمكن أن يتم بالقوة, فإنهم مازالوا يشعرون أيضا بأننا ينبغي أن نجبرهم علي الدخول في النصرانية!!

إن الإسلام -منذ ظهوره في القرن السابع- إنما يمثل تحديا لكنيسة يسوع المسيح, ولقد كانت عملية تنصير المسلمين من أعظم التحديات التي واجهت الكنيسة علي مر العصور, وأصبح ذلك التحدي أكثر وضوحا بسبب الأحداث السياسية التي تشد الأنظار نحو الأراضي الإسلامية.. فالصراع بين المسلمين التقليديين والاتجاهات العلمانية كاد أن يفرض تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر.. كما ستقوم باكستان بتطبيق الدستور الإسلامي لأول مرة في تاريخها ابتداء من مارس 1978م.. والصحوة الإسلامية التي تجيش في أعماق ملايين المسلمين قد بلغت شأوا لم تبلغه لعدة قرون مضت".

حدث هذا التخطيط لتنفير المسلمين وتحدي الإسلام والعمل علي طي صفحته من الوجود سنة 1978.. أي قبل نحو ربع قرن من أحداث 11 سبتمبر سنة 2001م.. وقبل الثورة الإيرانية والجهاد الإسلامي في أفغانستان وقبل بروز جماعات العنف الإسلامي التي يحسب البعض أن ظهورها هو تاريخ هذا العداء والافتراء!

*كاتب مصري

ـــــــــ

جريدة آفاق عربية - العدد 679 - 07/10/2004

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ