ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 08/02/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


كريستيان مونيتور وواشنطن بوست:

الصحوة الإسلامية في سوريا تُثْلج صدوراً وتُلْهب أخرى

"بعد عقود من الرهبة والخوف"..

في طرح ملفت للانتباه وبفارق زمني لا يتجاوز أيام عشرة، تناولت صحيفتا "واشنطن بوست" و"كريستيان سيانس مونيتور" الأكثر رواجاً في أمريكا، موضوع الصحوة الإسلامية في سوريا. ويأتي هذا التناول في سياق خشية أمريكية من تزايد حدة المشاعر الدينية بين شعوب دول الشرق الأوسط المستاءة سلفاً، وفي ظل تنامي النفوذ السياسي للإسلام والتحديات التي يطرحها على حكومات دول الشرق الأوسط بما في ذلك الدول التي تتبنى الشريعة الإسلامية كأسلوب في الحكم.

وعلى الرغم من أن سوريا، "بعكس ما ادعاه البعث"، دولة ذات تنوع ديني وقومي وفكري، وكانت على الدوام الأكثر غنى بالتعدّدية غير الطارئة في الشرق الأوسط كلّه؛ تشير "واشنطن بوست" في عددها الصادر في 23-01-2005 وبقلم كاتبها سكوت ويلسون، إلى "صحوة إسلامية" تجتاح المجتمع السوري وبشكل خاص فيما بين الأجيال الجديدة التي "يتزايد انتشار ارتدائها للحجاب في دمشق، وانتشار بناء المساجد الضخمة بأموال خاصة في حلب ثاني أكبر مدن سوريا."

يقول ويلسون: " ثمة صحوة إسلامية تجتاح سوريا متحديةً حكومة البعث العلمانية التي حالت دون وصول الإسلاميين إلى مراكز السلطة"، ولا يخفى أن البعث قد "ربّى، ولعقود عدة، أجيالاً كاملة على الخوف والرهبة من الإسلام السياسي." وفي الوقت الذي يتزايد فيه رجال الدين جرأةً في المطالبة بإصلاحات سياسية تمنحهم دوراً أكبر داخل السلطة، بدأت شريحة من المثقفين السوريين بالكتابة وعقد الندوات ضد هذا المدّ. فقد اتهم الكاتب نبيل فياض الحكومة السورية بتراخي موقفها تجاه الحركات الإسلامية الناشطة في ظل التهديدات الأمريكية المتواصلة لها. ويرى فياض أن هذا "التحالف" ما بين الحكومة السورية والحركات الإسلامية هو تحالف مؤقت لأن عدوهما واحد:" أمريكا" ويتساءل: "ماذا سيحل بنا أمام هذا المدّ إذا غادرت أمريكا العراق؟"

المد الإسلامي المحافظ في انتشار

وفي إشارة إلى نبيل فياض أيضاً يقول نيكولاس بلاندفورد من كريستيان سيانس مونيتور في عددها الصادر في 13-01-2005 "إن المد الإسلامي المحافظ ينتشر في سوريا كانتشار النار في الهشيم، وفي حين أن الناس يرفضون أيدلوجية البعث فإنهم يقبلون على الإسلام أكثر فأكثر." ويرى بلاندفورد أن هذا المد جاء نتيجة عقود عدة من حكم البعث العلماني، وقلة الفرص الاقتصادية، حيث تصل نسب البطالة إلى 20% من قوة العمل، هذا فضلاً عن أن 20% من الناس يعيشون تحت خط الفقر." ويرى بعض المفكرين العرب أن الإسلام المتطرف في العالم العربي جاء على أرضية عوامل كثيرة منها إخفاق العلمانيين والقوميين العرب، وإخفاق الدولة والأهم من هذا وذاك فشل التنمية الاقتصادية، وتزايد انتشار تأثير الأفكار الغربية كالعولمة والآراء العلمانية التي قد تفضي إلى تهميش الإسلام.

لقد وصل مجموعة من الضباط إلى سدة الحكم في سوريا بانقلاب عسكري في 1970 بقيادة حافظ الأسد المعروف بانتمائه إلى الطائفة العلوية التي لا يتجاوز عددها 10% من مجموع السكان البالغ عددهم 18 مليون نسمة. وترى واشنطن بوست أن "معظم السنة المسلمون، ويقدرون بـ 70% من السكان، لا ينظرون إلى العلويين على أنهم مسلمون حقيقيون، وكثيراً ما شكك السنة في شرعية نظام حافظ الأسد الذي قاد في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات حملة واسعة ضد الأخوان المسلمين راح ضحيتها الآلاف من المدنيين."

ومع تسلم بشار الأسد زمام السلطة وسعيه للحد من دور حزب البعث في صياغة الحياة الاقتصادية والسياسة في سوريا، طالب بعض المسؤولين الكبار باحتواء حزب البعث الإسلام الناشط لتعزيز شعبية الحزب المتدهورة بين الشباب السوري، الأمر الذي أدى إلى انشقاق داخل الإدارة الحاكمة. وتقول واشنطن بوست وعلى لسان وزير الإعلام السوري مهدي دخل الله أن "الرؤية الأساسية لحزب البعث تقوم على موقف علماني تماماً وضد التدخل الديني في شؤون الدولة". ومع أنه لم ينكر تماما وجود حالة "تحالف بين بعض البعثيين والإسلاميين، إلا أنها ليست الفكرة السائدة بين أعضاء الحزب أو المسؤولين السوريين."

الحركات الإسلامية في عهد البعث

في الوقت الذي ركزت فيه واشنطن بوست على آراء المفكرين العلمانيين في سوريا، تناولت كريستيان سيانس مونيتور بإسهاب أكثر الإسلام المعتدل إذ يقول المفكر الإسلامي محمد حبش أنه: "ينبغي لنا تقبل الديانات الأخرى، فالإسلام يؤكد على ما جاء من قبله من ديانات (اليهودية والمسيحية)، كما أن تبني الأفكار الجديدة القادمة من الغرب ليس بأمر خاطئ." ورغم أن حبش يقول بانتمائه إلى تقاليد الإسلام المحافظ، فقد رأت كريستيان مونيتور أنه "أبعد ما يكون عن التقاليد المحافظة؛ فهو يشجع على الرؤية الإصلاحية في الإسلام ويتقبل الأفكار الغربية بما في ذلك الدولة العلمانية ومشاركة المرأة في الحياة السياسية والدينية والعامة. كما أنه يدعو إلى مقاومة سلمية للاحتلال الأمريكي في العراق، على عكس بعض المسلمين السنة الذين دعوا إلى التمرد في وجه الاحتلال".

ومنذ أن تسلم حزب البعث زمام السلطة في بداية الستينات، تنقلت الحركات الإسلامية في سوريا ما بين موقف متشدد يتبنى الحالة القتالية وموقف معتدل يدعو إلى تجنب الآراء المتطرفة. فبعد مرور سنوات من الهدوء، قامت مجموعة من الإسلاميين، بعضهم من لاجئي الجولان، بتفجير مبنى الأمم المتحدة في حي المزة بدمشق في نيسان الماضي. وقد صدر حكم الإعدام بحق اثنين من المشتركين في التفجير الذي يصفه دخل الله في واشنطن بوست بأنه "حصيلة الحركات الأصولية".

ويقول صلاح الدين كفتارو، نجل أحمد كفتارو مفتي سوريا سابقاً، في واشنطن بوست إن "الصحوة الإسلامية التي نشهدها اليوم لا علاقة لها بأحداث 11 سبتمبر، بل هي رد على إخفاق العلمانيين العرب الكامل، إذ لم يجد شبابنا أمام هذا الإخفاق إلا البحث عن بدائل أخرى." ويخطب صلاح الدين كفتارو في 10.000 شخص أيام الجمعة في جامع "أبي النور"، ويطالب علناً في خطبه بـ "ديمقراطية إسلامية" على شاكلة النظام القائم في تركيا المجاورة.

وذكرت كريستيان مونيتور على لسان الشيخ وهبي زبيدي "أن السجال الدائر بين مسلمي سوريا جاء على أرضية تراجع حزب البعث ببطء عن أفكاره العلمانية مع تزايد نفوذ الإسلام. ستتخلى السلطة السورية عن الأفكار العلمانية التي تبنتها سابقاً فقط كي تنجز الوحدة الوطنية." إلا أن المفكر السوري صادق جلال العظم الذي انتقد في كتاباته القوميين العرب والإسلام السياسي على حد سواء، يقول في واشنطن بوست إن الدين "سيمارس دوراً أكبر أمام الضغوطات التي تواجهها الحكومة السورية بإجراء إصلاحات واسعة للاقتصاد الراكد، والمؤسسات السياسية المقتصرة على فئة معينة. غير أن المجتمع السوري منقسم على نفسه ما بين إسلام مقاتل وإسلام معتدل يأخذ بعين الاعتبار حقوق الأقليات الدينية".

أما كريستيان سيانس مونيتور فتقول على لسان العظم أن "الأصوليين يعتقدون أن هذه هي المواجهة الأخيرة مع العلمانية. فهم يرون أنه إذا استمر تحديث الدول بهذه الطريقة، فما الذي يمنع أن يصبح الإسلام كالمسيحية في أوربا؟ إنهم يشعرون أن عدم المواجهة سيؤدي إلى الحسم لصالح التحديث". ويرى العظم أن المواجهة التي كانت تتبعها الحركات الإسلامية قبل عقود عدة تم استبدالها باستراتيجية جديدة يطلق عليها اسم "استراتيجية غرامشية" مستخدما مصطلح المفكر الإيطالي أنطونيو غرامشي الذي دافع عن إسقاط الرأسمالية عن طريق التسلل إلى المؤسسات بدلا من الهجوم المباشر عليها.

ويبقى القول طبقا للصحيفتين إن هذه مرحلة تطور لابد للمجتمع السوري من المرور من خلالها، لكن القضية الأساسية ما الدور الذي سيلعبه المد الإسلامي؟ وهل سيكون إسلاماً معتدلاً؟ أسئلة سيتكفل المستقبل القريب بالإجابة عليها.

-------------------------------------

العربية.نت 27/1/2005

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ