ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 04/04/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


داني روبنشتاين:

دليل على انتصار الكفاح المسلح

"الانسحاب لا يبشِّر بالخير فهو يبرهن على أنّ إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة"

القدس المحتلة - خدمة قدس برس (24/03/05)

يؤكد الكاتب الصحافي الإسرائيلي داني روبنشتاين، أنّ الرأي العام الفلسطيني يرى في الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من مستعمرات في قطاع غزة وشمالي الضفة الغربية، بمثابة انتصار للمقاومة الفلسطينية.

ففي مقاله المنشور في صحيفة "هآرتس" العبرية، في عددها الصادر في الحادي والعشرين من آذار (مارس) 2005؛ يشير روبنشتاين إلى أنّ "الانطباع السائد في الشارع الفلسطيني هو أنّ المقاومة العنيفة التي يبديها اليمين الإسرائيلي لخطة فك الارتباط تتسبب بارتياح غير قليل في نفوس الفلسطينيين، وتساعد حركة حماس"، على حد تعبيره.

ويحذر داني روبنشتاين من عواقب ذلك؛ فالمشكلة هي أنّ "هذا التحليل وهذه المشاعر لا تبشر بالخير للمستقبل. ففي السابق؛ كان هناك ادعاء يصعب استبعاده بأنّ الانسحاب الإسرائيلي الهَلِع من جنوب لبنان كان من بين الأسباب التي فجّرت الانتفاضة الفلسطينية، وأنّ إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة"، كما يورد في مقاله.

دليل على انتصار الكفاح المسلح

بقلم: داني روبنشتاين

مهما بدا الأمر متناقضاً وسخيفاً؛ فإنّ الانطباع السائد في الشارع الفلسطيني هو أنّ المقاومة العنيفة التي يبديها اليمين الإسرائيلي لخطة فك الارتباط تتسبب بارتياح غير قليل في نفوس الفلسطينيين، وتساعد حركة حماس.

كيف يحدث ذلك؟.

لا ريب في أنّ تغيّرات هامة قد طرأت على نظرة حماس والجمهور الفلسطيني والعالم العربي أيضاً لإسرائيل. خلاصة هذه التغيرات تتمثل في المبادرة الأردنية الجديدة التي ماتت قبل أن تُولد، إلاّ أنها كانت مفاجئة في مضامينها، بالإضافة إلى معاملة حسني مبارك الإيجابية لآريئيل شارون، ومن ثم إعادة سفير الأردن ومصر إلى تل أبيب، وأخيراً موافقة الفصائل الفلسطينية على مواصلة "التهدئة"، باستثناء الجبهة الشعبية التي عارضت ذلك بشدة وعلانية.

نجمت التغيرات بالتأكيد من الظروف الدولية والإقليمية، ومن بينها الحرب في العراق وأحداث لبنان والضغوط الأمريكية والغربية لإجراء الإصلاحات في الدول العربية. لقد أضعفت هذه العوامل بمجموعها المتطرفين في الأنظمة العربية وفي الجانب الفلسطيني، وعلى رأسهم قادة حماس، الذين تعرض بعضهم للتصفية واضطر الآخرون إلى الاختفاء.

ولكنّ هذه العوامل برمّتها ليست كافية لتوضيح الانقلاب شبه التام الذي طرأ على الرأي العام الفلسطيني الذي يرفض العمليات اليوم، وموافقة حماس المبدئية على وقف إطلاق النار. يكمن التفسير في الردّ على السؤال الذي طُرح في استطلاع مشترك أجراه معهد ترومان في الجامعة العبرية والمركز الفلسطيني للأبحاث.

ويضمن إشراف كل من الدكتور يعقوب شامير والدكتور خليل الشقاقي على الاستطلاع؛ مصداقية النتائج. كان السؤال: كيف ترى خطة شارون لإخلاء المستعمرات الإسرائيلية من غزة؟ أجاب 75 في المائة من الفلسطينيين بأنّ ذلك يبرهن على انتصار الكفاح المسلح الفلسطيني، مقابل 23 في المائة قالوا إنهم لم يروه انتصاراً للكفاح الفلسطيني. المسألة المثيرة للانتباه هي أنّ 44 في المائة من الإسرائيليين في المقابل يعتقدون أنّ ذلك كان انتصاراً فلسطينياً، مقابل 50 في المائة لا يرون ذلك.

تقود الإجابات إلى الاستنتاج بأنّه من الممكن تسمية خطة شارون باسم فك الارتباط في قاموس المصطلحات الإسرائيلي، أما عند الفلسطينيين فإنّ الأغلبية ترى أنّ هذه خطة انسحاب وتقهقر للوراء، ناجمة عن ما يربو على أربع سنوات من المجابهة الدموية خلال الانتفاضة. الدليل على ذلك في كل أيام عملية السلام وفي كل الفترة التي هيمن فيها في إسرائيل شعار "اتركوا الجيش ينتصر"؛ أنّ شارون لم يذكر ولو بصورة مبطنة أنّ من الواجب الانسحاب من غزة. وحدهم الانتحاريون (الاستشهاديون الفلسطينيون) والصواريخ والقنابل هي التي أقنعته بذلك.

وإذا ما كان هناك فلسطيني يشكك في صحة هذا الاعتقاد؛ فقد جاء اليمين (الإسرائيلي) عموماً والليكود خصوصاً لتعزيز هذه الرؤية. فمعارضو الخطة من الإسرائيليين يقولون، مثل الفلسطينيين؛ إنّ هذه هزيمة إسرائيلية واقتلاع للإسرائيليين من جذورهم وإهانة قومية. لقد زادت هذه الأفكار عند الفلسطينيين مشاعر الاعتزاز والثقة بالنفس، التي تفسح المجال أمام تجسيد مكاسب النصر العسكري.

المشكلة هي أنّ هذا التحليل وهذه المشاعر لا تبشر بالخير للمستقبل. ففي السابق؛ كان هناك ادعاء يصعب استبعاده بأنّ الانسحاب الإسرائيلي الهَلِع من جنوب لبنان كان من بين الأسباب التي فجّرت الانتفاضة الفلسطينية، وأنّ إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة. إنّ هذا الخطاب ليس جديداً على الشارع العربي والفلسطيني. وهنا يندرج كذلك نموذج الاستعداد الإسرائيلي للانسحاب من سيناء فقط بعد حرب تشرين الأول (أكتوبر، 1973) وكذلك الحال مع موافقتها على الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية فقط بعد الانتفاضة الأولى (الانتفاضة الشعبية السابقة 1987-1993). والآن أتانا نموذج جديد يبرهن على ذلك، وهو خطة فك الارتباط عن غزة. من المسموح التساؤل اليوم، فمن الواضح أنّ أية تسوية ستتحقق تقريباً وفقاً لحدود حزيران (يونيو) 1967، كما اقترح وليام روجرز قبل 36 عاماً. لماذا يتوجب انتظار الاتفاق الذي سيُحرز بالقوة في الضفة والقدس في هذه الحالة؟.

 (المقال بقلم داني روبنشتاين، ونشر في يومية "هآرتس" العبرية في الحادي والعشرين من آذار/ مارس 2005)

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ