ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 08/11/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

الانتخابات الامريكية وتأثيرها على الثورة السورية

7-11-2012

محللون: الشرق الأوسط غائب عن الانتخابات الأمريكية رغم الاختلاف بين أوباما ورومني

الثلاثاء, 06 نوفمبر 2012 21:13

الدستور 

قبل يومين من إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية قال محللون إن موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي يختلف عن موقف منافسه الجمهوري ميت رومني تجاه الشرق الأوسط إلا انهم أكدوا على أن اوضاع المنطقة خارج اهتمامات الناخب الامريكي.

وفي سلسلة لقاءات "ما وراء الاحداث" التي تنظمها الجامعة الامريكية بالقاهرة قال محللون شاركو في لقاء يوم الاحد بعنوان (أوباما أم رومني: ماذا يحمل كل منهما لمصر والشرق الأوسط؟) إن الشرق الأوسط يغيب عن جدول اعمال الانتخابات الأمريكية.

وقال محمد العسعس استاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية في القاهرة "اهتمام الناخب الأمريكي بالشرق الأوسط ضئيل جدا لأن اهتمامه الأول ينصب على الاقتصاد الأمريكي الذي لم يتعاف بعد. ولا ينظر الناخب الأمريكي للشرق الأوسط إلا من خلال تأثيره على الاقتصاد."

وشاركه الرأي جمال سلطان استاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية والمدير السابق لمركز الاهرام للدراسات السياسية والاقتصادية قائلا "الشرق الأوسط ليس مهما في الانتخابات الأمريكية لكن قد يصبح مهما إذا تورطت أمريكا في صراع جديد في الشرق الأوسط مع إيران أو سوريا."

وقالت أيضا السفيرة ماجدة شاهين مديرة مركز الوليد بن طلال للدراسات الأمريكية وسفيرة مصر السابقة في اليونان "القضية الفلسطينية غير موجودة على الاطلاق على اجندة الانتخابات الأمريكية والاهتمام فقط بإيران وسوريا."

وأضافت "سواء كان رومني أو أوباما لن يكون هناك فرق كبير في التعامل مع المنطقة... الأولوية الأمريكية الأمن القومي الأمريكي في المنطقة وهذا يقابله ربيع عربي وديمقراطية غير واضحة المعالم."

وحول صعود الإسلاميين وتولي قيادي من جماعة الاخوان المسلمين الرئاسة في مصر قالت ماجدة شاهين "الاخوان المسلمون لا يعرفون ماذا يريدون من الولايات المتحدة ولا تعرف الولايات المتحدة ماذا سيقدم الإسلاميون لها... الاخوان يرون أن القضية الفلسطينية أولوية وآمالهم أن تحل أمريكا القضية الفلسطينية وهذا لن يحدث وسيؤدي إلى خيبة أمل الإسلاميين."

وقال سلطان "الاخوان المسلمون غير مهتمين بمتابعة الانتخابات الأمريكية وليس عندهم قلق إذا فشل أوباما. في صدر الاخوان قلبان احدهما يتمنى فوز أوباما والأخر يتمنى فوز رومني. وفي كل الاحوال سيتعايشون مع النتيجة وربما يسعدون بها."

وأظهر استطلاع رويترز/ابسوس الذي نشر يوم السبت أن أباما ومنافسه رومني ما زالا متعادلين مع فوارق بسيطة للغاية في أربع من الولايات المتأرجحة الرئيسية التي من المتوقع ان تحسم نتيجة الانتخابات التي تجرى يوم الثلاثاء.

ما على مستوى الولايات المتحدة كلها فما زال الناخبون منقسمين. فقد قال 47 في المئة من الناخبين المحتملين الذين شملهم الاستطلاع انهم سيعطون أصواتهم لأوباما بينما قال 46 في المئة انهم سيدعمون رومني الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس.

ويقول بهجت قرني استاذ العلاقات الدولية ومدير منتدى الجامعة الأمريكية "أوباما ورومني يمثلان مذاهب اجتماعية متعارضة. رومني يتنقل في الحملة الانتخابية بطائرته الخاصة بينما جاء أوباما من قاع المجتمع ويمثل الاقلية الافريقية وأوباما قادر على فهم بؤساء العالم ولا يملك رومني تلك النقطة."

وأضاف "هناك تغير في فهم التطورات العالمية. رومني أكثر محدودية في فهم هذا. وعندما ذهب رومني إلى إسرائيل كان وصفه للفلسطينيين شبه عنصري. رومني لديه نوع من الانغلاق الذهني لكن أوباما أكثر قدرة منه."

ويرى سلطان أن "رومني لم يقترح حتى الآن سياسة خارجية مختلفة لكنه يستخدم مفاهيم ومصطلحات تعكس نمط قيم مختلفة عن الرئيس أوباما ... نمط قيم رومني مثل نمط قيم جورج بوش فرومني هو إعادة معدلة لبوش."

لكن سلطان قال "هناك فرق رغم أن من يطالع برنامج السياسة الخارجية للمرشحين لا يلاحظ فروقا كبيرة أو مهمة بين رومني وأوباما. لكن نلاحظ فرقا مهما في اللغة المستخدمة. فرومني يميل أكثر للانفرادية والتأكيد على القوة الأمريكية على عكس أوباما."

وأضاف "القضية الكبرى التي تواجه الولايات المتحدة هي التغير في موازين القوى في العالم في ظل صعود الصين وقوى اخرى في العالم وسياسة أوباما هي إدارة هذا التغير بينما رومني لديه حالة انكار لتغير موازين هذه القوى."

وقال قرني إن "السياسة الأمريكية مع المنطقة العربية ليست سياسة ثنائية بل هي سياسة ثلاثية لأن إسرائيل طرف دائم في هذه العلاقة وهذا لن يتغير"، وحذر "إذا فاز رومني وهذا احتمال ضئيل فسيجد العرب صعوبة أكبر في التعامل معه."

=================

 مرشحا الرئاسة الأمريكيين وثورات الربيع العربي

أدخلت قضية مصرع السفير الأمريكي في بنغازي، مسألة الربيع العربي في قلب الحملة الانتخابية الأمريكية، فصار لزاما على مرشحي الانتخابات التطرق لموضوع الربيع العرب. وبعد أن اثار مصرع السفير جدلا لا نهاية له عادت سوريا لتحتل واجهة التصريحات من الطرفين التي وان بدت مختلفة فهي تعود لتصب في نفس المحصلة.

درج الرئيس الأمريكي باراك أوباما على إعلان أن أيام الرئيس السوري باتت معدودة منذ أكثر من عام ونصف، رافضا تقديم الدعم المسلح للمعارضة خشية وصول السلاح ليد متطرفين إسلاميين فيما أصر خصمه الجمهوري ميت رومني على فكرة تسليح المعارضة لتكون صديقة لإسرائيل ولفك تحالفها مع إيران.

و كان قد صرح رومني : "علينا التنسيق مع حلفائنا في المنطقة وخاصة إسرائيل وقطر والسعودية هم في صدد التعاون في ذلك".أما أوباما فقال:" إن دعم المعارضة تجعل من حكام سوريا مستقبلا وعلى المدى البعيد أصدقاء للولايات المتحدة ولحلفائنا في المنطقة".

وإذا كان  ميت رومني حاول أن يظهر مختلفا في التعاطي مع ملفات الشرق الأوسط فان الضغوطات الاقتصادية وملفات أخرى لم تتح له ذلك فعليا وبالتالي فان مفردات الاختلاف ظلت محصورة ليظهر الرجلان وكان أحدا منهما لم يبلور أي رؤية واضحة للتعاطي مع الأنظمة الديمقراطية الجديدة، خاصة في ظل ضغوطات شعبية رافضة لمشاريع واشنطن في المنطقة ومتحفظة حيال ما ورد في خطب المرشحين حول العالم العربي خاصة حين يمثل في وعيها أن تقديم الدعم للثورات العربية تمثل في اليمن بإرسال قوات من المارينز بهدف معلن هو حماية المصالح الأمريكية، وكذلك في ليبيا حيث طائرات من دون طيار، تراقب أجواءها سعيا لدرء الخطر عن الأميركيين فيها مما يدل على دور جديد تريد الولايات المتحدة أن تلعبه في المنطقة.

=================

القيادي في المجلس الوطني السوري صبرا لـ «عكاظ»:

نراهن على حراكنا الثوري وليس على الإدارة الأمريكية الجديدة

 زياد عيتاني، بارعة فارس (بيروت)

عكاظ

أكد القيادي في المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا أن رهانهم يظل على الحراك الثوري داخل سورية، ولا يعولون كثيرا على انتخابات الرئاسة الأمريكية، وإن كانوا يتمنون أن تمثل نتيجتها نقطة تحول في الجهود الدولية لحل الأزمة السورية. وقال صبرا في حوار مع «عكاظ» : إن أي اقتراح بإعادة هيكلة المعارضة أو تشكيل هيئة جديدة لا يهدد مستقبل المجلس الوطني الذي له وجود راسخ في أوساط الشعب. وأشار إلى أن رياض سيف طرح مشروعه على المجلس الوطني وتحركه يحظى بغطاء إقليمي ودولي وليس سريا. وفيما يلي نص الحوار:

• إلى أي مدى ترون أن نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية ستمثل نقطة تحول فاصلة في الجهود الدولية لحل الأزمة السورية؟

• نتمنى ذلك وننتظره بالفعل، لكن المؤشرات التي يطرحها المحللون في هذا الشأن لا تقدم مستندا يثبت أن نتائج الانتخابات الأمريكية ستكون نقطة فاصلة في الازمة السورية. ونعتقد أن التحول المنشود سيكون عبر السوريين في الداخل وسيغير ميزان القوى على المستويين الاقليمي والدولي. والثورة السورية يجب أن تجد الدعم الاقليمي والدولي الذي تستحقه ونعتقد أن مدة 20 شهرا كانت أكثر من كافية لتجاوز العجز العربي والدولي الذي خذلها.

• لكن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدلا من العمل على تغيير نظام بشار الأسد بدأت الآن تعمل على تغيير المعارضة السورية، فهل ستتفاءلون إذا أعيد انتخابه ؟

• الأمر لا يمكن وضعه في خانة التفاؤل أو التشاؤم. فالكثير من المحللين يرون أن السياسية الخارجية الأمريكية لن تختلف كثيرا سواء أعيد انتخاب أوباما أو فاز خصمه الجمهوري ميت رومني في الانتخابات. ولذلك نحن نعول على حركة الشعب السوري في الداخل وعلى تصاعد واستمرار التظاهرات السلمية الى جانب العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الحر. ونعتقد ان هذه المعادلة هي التي ستفرض نفسها، لأننا نتحدث عن سورية وعن السوريين.

• ألا تتفقون مع الرأي القائل أن المقترح الأمريكي الأخير يهدد مستقبل المجلس الوطني السوري المعارض؟

• لا أعتقد أن مجرد اقتراح يطرح يمكن أن يهدد مستقبل المجلس الوطني السوري. هناك اقتراح من أجل إنشاء هيئة تجمع أطراف المعارضة السورية. والهيئة العامة للمجلس اتخذت قرارا بهذا الشأن في جلسة حوارية تشاورية لاستكشاف ملامح المرحلة المقبلة واستحقاقاتها. لكن حتى الآن لم يتخذ المجلس قراره النهائي بالمشاركة في الهيئة المقترحة. ولا نعتقد أننا في دائرة الخطر فالمجلس الوطني مازال راسخا في أوساط الشعب الذي رفع له اللافتات.

• يبدو أن رياض سيف يتحرك بغطاء إقليمي ودولي، فكيف تنظرون إلى تحركاته ؟

• لا نعتقد أن تحركات رياض سيف تتم في إطار سري. فقد عرض مشروعه على المجلس الوطني ولا يمكن وصفه بالسرية. ونرى أنه جاد في أن يجمع نقاط جديدة للمعارضة. ولا ننكر أن المشروع الذي طرحه يلقى غطاء إقليميا ودوليا.

• المجلس الوطني موجود والحراك الذي يقوم به رياض سيف موجود، لكن ما هو موقف الحراك الثوري من هذه التحركات؟

• نحن في المجلس الوطني السوري مع إعادة الهيكلية الجديدة. فـ 33% من أعضاء المجلس الـ 400 يشكلون الحراك الثوري. وجميع الهيئات الإدارية التي ستنتخب في لقاء الدوحة ستكون من الحراك الثوري نفسه، إضافة إلى أن جزءا مهما من مكونات المجلس الوطني تنتمي للداخل السوري مثل مجموعة إعلان دمشق والإخوان المسلمين وبعض الجهات السياسية الأخرى.

• ما هو موقف الجيش السوري الحر حيال الحراك الأمريكي الجديد؟

• سيتم اكتشاف ذلك خلال الأيام المقبلة. فنحن لدينا اتصالات وعلاقات مع معظم كتائب الجيش السوري الحر. وليس خافيا على أحد أن ما تقوم به هذه الكتائب ضمن مجالس عسكرية موحدة. ولا بد من توحيد البندقية السورية من أجل المهمة الحالية المتمثلة في إسقاط النظام والمهمات المقبلة بما فيها تنظيم الجيش السوري بشكل يليق بمستقبل سورية الديمقراطية والمتعددة.

• من موقعكم السياسي، ومعرفتكم بالواقع في الميدان، ماذا يعني سقوط سراقب؟

• يعني لنا تحرير شمال البلاد وإغلاقه تماما في وجه المساعدات التي يمكن أن يقدمها نظام الأسد لقواته هناك. فسيطرة الكتائب الثائرة قطعت على النظام طريقا حيويا. وأوضحت أن السوريين الأحرار حرروا شمال البلاد ولم يبق على المجتمع الدولي إلا أن يؤمن الحماية للمدنيين، من طائرات ميغ 29 التي تلاحقهم. فلا بد من فرض حظر جوي هناك وهو الحد الأدني لما يمكن أن يقدمه العالم للسوريين..

• يروج النظام أن بعض الدول العربية تراجعت عن دعمها للثورة السورية، فما حقيقة الأمر؟

• هذه ادعاءات، يريد عبرها النظام أن يطمئن أنصاره الذين يتخلون عنه، لكونه يواجه عزلة على كافة الصعد. فقد تخلى عنه رجال الأعمال الذين ساندوه وطبقات اجتماعية على مستوى كبير اكتشفت أنه لا مستقبل له. وأنه عاجز أن يسجل شيئا لمستقبل سورية. ونحن مازلنا نعتقد على أن الحاضنة الأساسية في دعم الثورة السورية هي الدول العربية .

=================

في ظل متابعة الإنتخابات الأمريكية ونتائجها.. ماذا ينتظر الشرق الأوسط ؟

وكالات - 06/11/2012

ارقام

لم يتبق سوى ساعات ويستقبل العالم نتيجة الإنتخابات التي ستؤثر قطعا على مجريات الأحداث فيه وبالأخص منطقة الشرق الأوسط التي تشهد في الوقت الراهن متغيرات وأحداثا ساخنة.

وعلى مدار الشهور الماضية، تابع الجميع عن كثب كيفية تناول البرامج الانتخابية والمناظرات التليفزيونية الخاصة بالمرشحين الرئاسيين باراك أوباما وميت رومني للقضايا المتعلقة بالشرق الأوسط، إذ تبين أن هناك اختلافا بين المرشحين حول بعضها واتفاقا حول البعض الآخر، ولكن لم يتضح بعد إلى أي مدى سيلتزم أي من كان سيصل إلى البيت الأبيض بتطبيق تصريحاته الانتخابية على أرض الواقع.

نقاط الاختلاف والاتفاق

وبالرغم من تأكيد أوباما على أنه أحرز "انتصارات" في السياسة الخارجية، وأوفى بعهده بدعم إسرائيل، وبمواجهة إيران، وبالانسحاب من العراق، إلا أن رومني يرى غير ذلك ويعتقد أن هناك ثمة ضرورة في أن تسهم الولايات المتحدة في صياغة الأحداث وصنعها في المنطقة وليس الانصياع لها.

ويأتي هذا الاختلاف في وجهات النظر في ضوء التصعيد المستمر في الأزمة السورية وتأثيرها على دول مجاورة مثل الأردن ولبنان وتركيا، والهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية وأسفر عن مقتل السفير الأمريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز، والمخاوف الغربية من البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل.

وفيما يتعلق بالملف الإيراني، يصر أوباما على الحل السياسي والدبلوماسي وفرض العقوبات الاقتصادية للضغط على إيران كي تتخلي عن أنشطتها النووية، فيما يميل رومني إلى الحل العسكري في هذا الصدد، اعتقادا منه بأن الإدارة الأمريكية الحالية تنتهج سياسة غير قاسية تجاه إيران.

علاوة على ذلك، يرى رومني ضرورة أن تنفذ الولايات المتحدة التزاماتها فيما يتعلق بضمان أمن إسرائيل وقد وعد ببناء اتصالات وثيقة معها. وأدان أوباما لعدم زيارته إسرائيل منذ توليه منصب الرئاسة، ما أدى إلى حدوث صدع في العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية.

وعلى صعيد الأزمة السورية، يرى أوباما ضرورة دعم المعارضة سياسيا وماليا في الوقت الذي يدعو فيه رومني إلى "جهد ريادي فعال جدا" من قبل واشنطن، مطالبا بزيادة دعم المعارضة بالسلاح. ومع ذلك يتفق المرشحان على عدم التدخل عسكريا بشكل مباشر.

وفي هذا الصدد قال هوا لي مينغ، الخبير الصيني في شؤون الشرق الأوسط وسفير الصين السابق لدى إيران، إن منطقة الشرق الأوسط في غاية الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة التي لن يتخلى أوباما أو رومني عن دور بلادهما المحوري فيها. ومن خلال الجولة الثالثة من المناظرات الرئاسية، يمكن القول إن سياسات المرشحين إزاء الشرق الأوسط لا تختلف اختلافا جوهريا في ضوء رفضهما لأي تدخل عسكري بشكل مباشر في الأزمة السورية.

ورغم التباين الواضح بين المرشحين في التوجهات إلا أنهما متفقان على القضايا الإستراتيجية للسياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط مثل أمن إسرائيل وضمان حرية الملاحة عبر مضيق هرمز وتدفق النفط من الخليج العربي لتأمين إمدادات الطاقة العالمية، إذ أن ارتفاع أسعار النفط سيؤثر على الاقتصاد العالمي.

أوباما.. هل يمضي على نفس الدرب ؟

يقول المحلل السياسي دونغ مان يوان، نائب مدير المعهد الصيني للقضايا الدولية، إنه مهما من سيفوز في سباق الرئاسة الأمريكي، ستظل منطقة الشرق الأوسط في قلب اهتمامات السياسية الخارجية للولايات المتحدة.

وفي ضوء الأزمة المتأججة في سوريا منذ 20 شهرا، يعتقد دونغ أنه سيتاح أمام أوباما، حال فوزه في الانتخابات ، وقت لفرض مزيد من الضغوط على سوريا وسيرغب في إيجاد حل لها في أسرع وقت ممكن خشية من أن تفاقم الأزمة من الأوضاع داخل البلاد ستؤثر على المنطقة بأسرها وخشية من أن تنتهز القوى الإرهابية هذا الوضع لتطوير نفوذها في المنطقة، الأمر الذي قد يهدد الأمن العالمي.

ولفت هوا لي مينغ إلى انه إذا أعيد انتخاب أوباما، لن يطرأ تغيير كبير على الأزمة السورية لأنها ذات صلة بأطراف عدة وقد تؤثر نتيجتها على القضية الفلسطينية، والصراعات بين لبنان وإسرائيل، والخلافات بين إيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى. ومن المحتمل أن تفرض إدارة أوباما مزيدا من الضغوط بغية تغيير النظام السوري.

وأضاف هوا لي مينغ بقوله ان أوباما لن يستخدم القوة بشكل مباشر على المدى القريب، إذ أن غالبية الدول والمنظمات تؤيد حاليا الحل السياسي للأزمة السورية. ويرى أن الولايات المتحدة يمكن أن تقدم من ناحية مزيدا من الدعم للمعارضة، وتدفع من ناحية أخرى الحل السياسي للأزمة.

بالنسبة للملف النووي الإيراني، يقول دونغ إن أوباما سيواجه ضغوطا كبيرة من إسرائيل، لأن الأخيرة تعتقد أن الأنشطة النووية الإيرانية ستهدد على نحو كبير أمنها، ومن هنا قد يجد أوباما نفسه مضطرا إلى فعل شيء حيال هذا الأمر.

ويعتقدون المحللون انه إذا لم تحل القضية النووية، فستكون تجارة بيع الأسلحة لدول الجوار هي الرابحة، وانه إذا ما تخلت إيران عن برنامجها النووي وقدمت تنازلات، ستظل هناك ثمة رغبة لدى أوباما في أن تظل المشكلة قائمة مثل "مسمار حجا" في المنطقة.

وفي ضوء عدم استعداد الولايات المتحدة لخوض حرب أخرى بعد حرب أفغانستان والعراق والوضع الاقتصادي المتعثر داخل البلاد، يرى هوا لي مينغ أن أوباما لن يشن حربا على إيران إذا ما أعيد انتخابه، إذ أن هناك شكوكا في أن الولايات المتحدة لديها قدرات عسكرية كافية ومنافذ إستراتيجية لشن حرب كهذه، كما أن شن هجوم على إيران من شأنه أن ينشر التوتر في المنطقة وقد لا تتمكن الولايات المتحدة من السيطرة على هذا الوضع حينئذ.

ويوضح دونغ انه في ضوء ارتباط إيران بسوريا ونفوذها المعقد في المنطقة، فمن المحتمل أن يعمل أوباما على كبح أنشطتها عبر تكثيف العقوبات الاقتصادية.

رومني..هل يظل على موقفه المتشدد ؟

ولدى حديثه عن رومني، يقول المحلل السياسي دونغ إن دوره في الشرق الأوسط سيكون أكبر من أوباما إذا ما تولي الرئاسة، من المحتمل أن يكثف رومني دعم المعارضة السورية بغية إسقاط نظام بشار الأسد سريعا، ولا يمكن استبعاد احتمال لجوء رومني إلى التدخل العسكري في تعامله مع الأزمة إذا لم تحل سياسيا.

كما أعرب دونغ عن اعتقاده بأن موقف رومني تجاه إيران سيكون أشد صرامة من أوباما انطلاقا من ارتباطه بعلاقات أوثق مع إسرائيل التي تخشى من تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة، ومن ثم ترغب اسرائيل في شن هجوم استباقي على المنشآت النووية الإيرانية ولكنها تواجه حاليا خلافا بين ساستها حول هذا الأمر.

ويقول هوا لي مينغ إن المرشح الجمهوري رومنى يتميز بمهارته في النواحي التجارية والاقتصادية، ولكنه لا يمتلك خبرات وافرة في السياسات الدبلوماسية، ومن ثم قد يشن ضربة عسكرية محدودة مع إسرائيل ضد إيران.

ويرى دونغ أن القضية الفلسطينية لن تشغل حيزا كبيرا في اهتمامات الولايات المتحدة أيا من كان سيتولى منصب الرئاسة، لأن دفع حل هذه المشكلة سيلحق الضرر بالعلاقات مع إسرائيل التي يتسابق المرشحان في كسب ودها.

ورغم أن الناخب الأمريكي يولى الاهتمام في المقام الأول بالقضايا الداخلية، وفي مقدمها الاقتصادية دون أن يكترث كثيرا بمواقف المرشحين تجاه أهم قضايا السياسة الخارجية، إلا أن السياسة الخارجية لعبت، أحيانا، دورا كبيرا في انتخابات الرئاسة. ومثالا على ذلك عندما ترشح رونالد ريغان أمام الرئيس جيمي كارتر في عام 1980، ووقعت أزمة الرهائن الأميركيين في إيران، فاستفاد ريغان منها وكانت من أسباب فوزه في الانتخابات.

ويعتقد الكثير من المحللين أن الوضع في الشرق الأوسط سيظل يراوح مكانه حتى بعد انتهاء الانتخابات وبدء فترة الرئاسة الجديدة سواء فاز أوباما أم رومني في السباق إلى البيت الأبيض.

=================

في اول تعليق رسمي وزير سوري "اوباما فشل ولكنه اقل تشدداً من رومني

محطة أخبار سورية

في اول تعليق رسمي سوري على الانتخابات الامريكية التي تنتهي اليوم قال وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر في تصريح لاحد التلفزيونات التركية "بالنسبة لنا الاهم هو ماذا ستفضي اليه الانتخابات الامريكية من خلال المرشح الفائز الجديد لمصلحة قضايا المنطقة اظن بانه يمكن ان يكون هناك تفضيل صغير لمصلحة اوباما على رومني لان رومني معروف الحليف القوي والمحبب لنتنياهو بينما اوباما اليوم وان كان قد فشل في وعده السابق بان حل للقضية الفلسطينية والمسار الفلسطيني سيكون في خلال رئاسته الاولى ونحن نعرف انه سيفشل ولكنه ممكن ان يكون اقل تشددا في ولايته الثانية لانه لم يعد يهمه اصوات اليهود في الانتخابات القادمة.

الكاتب: محطة أخبار سورية

=================

 المعارضة السورية بين أمريكا وتركيا

خورشيد دلي

ايلاف

كان كلام وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن المجلس الوطني السوري وضرورة انشاء جسم تمثيلي أوسع يضم فصائل المعارضة السورية ولاسيما تلك المسلحة في الداخل صدمة كبيرة للمجلس، وبدرحة أكبر لتركيا التي احتضنت هذه المعارضة منذ البداية، إلى درجة ان تركيا حليفة الولايات المتحدة وفي رد فعل غير مباشر على الموقف الأمريكي اتجهت نحو روسيا مباشرة عندما وافقت على انشاء ترويكا مع روسيا ومصر لبحث مخرج للأزمة السورية.

السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه هنا، لماذا تحدثت كلينتون عن عدم شرعية المجلس بعد ان دعمته طويلا؟ وماذا عن التوقيت الذي سبق اجتماع الدوحة للمعارضة السورية؟ وهل له علاقة بطرح مبادرات جديدة لتوحيد المعارضة السورية كتلك التي طرحها النائب السابق رياض سيف؟ وهل أمريكا تريد إبدال قطر بتركيا لقيادة المعارضة السورية في هذه المرحلة؟ دون شك هذه الأسئلة وغيرها تعبر عن استراتيجية أمريكية جديدة إزاء الأزمة السورية في المرحلة المقبلة وليس مجرد رأي شخصي للسيدة كلينتون التي ربما تغادر الإدارة الأمريكية في الأيام القليلة المقبلة.

في محاولة البحث عن أجوبة للأسئلة السابقة لا بد من التوقف عن المعطيات التالية :

1 - ان واشنطن باتت تخشى من تصاعد نفوذ الجماعات الجهادية والسلفية بتلاوينها في المعارضة السورية، وقد برزت مظاهر هذا الأمر في المعارك الجارية في حلب ومجمل الشمال السوري، وبعد حادثة مقتل السفير الأمريكي في ليبيا باتت واشنطن تخشى من صعود نفوذ هذه الجماعات في المنطقة ولاسيما في سوريا التي تشكل جغرافيتها المحاذية لإسرائيل مسألة أمنية حساسة للغاية.

2- ان واشنطن باتت تدرك وبعد نحو سنة من تأسيس المجلس الوطني السوري محدودية دور هذا المجلس وعدم قدرته على التواصل مع الجماعات المقاتلة على الأرض، فضلا عن ان الجماعات السياسية المعارضة الأخرى، وسط قناعة دفينة بأن المجلس يتحكم فيه الأخوان المسلمين.

3- ان واشنطن تدرك ان سقوط النظام في هذا التوقيت يعني وصول الأخوان المسلمين إلى الحكم، وهذا أمر يؤرقها أكثر من بقاء النظام، وعليه يمكن فهم المبادرات الجديدة لتشكيل هيئة أوسع تمثل أطياف المعارضة السورية على شكل تطوير للاستراتيجية الامريكية في المستقبل في مواجهة الجماعات الجهادية والسلفية، فواشنطن لا تريد تكرار تجربة العراق مع هذه الجماعات في سوريا.

4- ان تشكيل هيئة معارضة أوسع تمثل معظم أطياف المعارضة السورية من شأنها فتح الطريق أمام موقف أمريكي حاسم من الأزمة السورية وحتى التدخل عسكريا، ويبدو ان مجمل ما سبق له علاقة بمرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

5- ان تطوير استراتيجية أمريكية إزاء الأزمة السورية على هذا النحو في المرحلة المقبلة يؤكد ان الحسابات الاستراتيجية للإدارة الأمريكية إزاء الأزمة السورية تختلف عن الحسابات التركية في النظر إلى سوريا المستقبل. دون شك، الحسابات الأمريكية السابقة قد تغير من طريقة التعاطي التركي مع الأزمة السورية بعد ان فتحت تركيا أراضيها للاجئين السوريين واحتضنت المجلس الوطني والجيش الحر وحولت أراضيها إلى ممر للجماعات الجهادية التي أتت من كل حدب وصوب لتقاتل في سوريا بعد ان قررت تركيا إسقاط النظام، وإذا كان لافتا بعد تصريحات كلينتون اختفاء التصريحات النارية لاردوغان وأوغلو بخصوص الأزمة السورية، فان مسار السياسة التركية يشي ربما بالتحول نحو روسيا أكثر وان تمسكت بالمجلس الوطني السوري. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف ستتعامل تركيا مع الأزمة السورية على الأرض بعد اليوم؟ وهل تشعر تركيا بخيبة عميقة من الموقف الأمريكي؟ وماذا لو كانت الاستراتيجية الامريكية المستقبلية تتضمن تسوية مع روسيا لحل الأزمة السورية؟ والأهم كيف ستكون تداعيات كل ذلك سبق على حكومة اردوغان التي تبدو وكأنها غير مدركة لحقيقة الصراع على الشرق الأوسط والاستراتيجية الأمريكية إزاءها؟

=================

بدون مؤاخذة- أوباما في ولايته الثانية

نشر الـيـوم الساعة 10:21

الكاتب: جميل السلحوت

وكالة معا الاخبارية

تختلف الانتخابات الرئاسية الأمريكية عن مثيلاتها في البلدان الأخرى، فهي ليست شأنا أمريكيا داخليا فحسب، بل لها علاقة باهتمامات وهموم الدول والشعوب الأخرى، كون الولايات المتحدة الأمريكية امبراطورية تحرث العالم بقرن واحد، وتتحكم بمصائر شعوب ودول، واذا كانت اهتمامات الناخب الأمريكي تنصب على برامج الرئيس فيما يتعلق بالشأن الداخلي، مثل الاقتصاد والتعليم والصحة وغيرها، فان السياسة الخارجية الأمريكية تحظى باهتمام الشعوب والدول الأخرى، وما يهمنا في إعادة انتخاب باراك أوباما لفترة رئاسية أخرى هو انعكاس ذلك على علاقته بالدول العربية ومنها فلسطين وشعبها، ومدى اهتمامه أو عدمه بالصراع العربي الاسرائيلي، خصوصا بعد وصول الاسلام السياسي للحكم في بعض الدول العربية، وفي مقدمتها مصر بما لها من تأثير اقليمي وافريقي وعالمي، مع التأكيد على أن الفوارق بين الرئيس المنتخب باراك أوباما والمرشح الخاسر ميت رومني هي فوارق في القشور ولا تمسّ الجوهر، كون الولايات المتحدة دولة مؤسسات، وهذه المؤسسات هي التي تخطط السياسات.

مع التنويه بأنه لو كانت نتائج الانتخابات معكوسة، لكان أكثر المحتفلين بها هو اليمين المتطرف الحاكم في اسرائيل بقيادة نتنياهو- ليبرمان، نظرا لالتقاء مصالحهم مع اليمين المحافظ في أمريكا الذي يمثله مرشح الرئاسة الخاسر رومني، ومن هنا كان تدخل نتنياهو لدى قادة اللوبي اليهودي في أمريكا لصالح رومني وضد باراك.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل سيغير أوباما سياساته الشرق أوسطية في ولايته الثانية؟ وهل سيعود الى ما طرحه في خطابه في جامعة القاهرة بعد فوزه في انتخابات الرئاسة في ولايته الأولى، والتي دعا فيها الى إقامة دولة فلسطينية بجانب اسرائيل، ودعا الى وقف الاستيطان؟ ثم ما لبث أن تراجع عن ذلك تحت ضغوط نتنياهو، مما فسره البعض بأنه خوف من خسارة أصوات الناخبين اليهود، وهل سيغير أوباما موقفه وتهديداته للسلطة الفلسطينية وللأمم المتحدة إن قبلت فلسطين كدولة غير كاملة العضوية؟ وهل موقف نتنياهو من أوباما سيدفع إدارة أوباما الجديدة للتأثير على الانتخابات الاسرائيلية القادمة والمقررة في كانون ثاني-يناير- القادم لابعاد نتنياهو وحليفه ليبرمان عن الحكم؟

وللإجابة على هذه الاسئلة علينا أن ننتبه الى أن حكومة نتنياهو-ليبرمان- نجحت في ابعاد حل القضية الفلسطينية عن أولويات الدول ذات التأثير في المنطقة، وحولتها الى الملف النووي الايراني، والى الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، والى تخويف العالم من الاسلام السياسي الذي وصل الى الحكم في مصر وغيرها، وتواصل حكومة نتنياهو تنفيذ سياساتها التوسعية من خلال الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية.

ولن تتغير السياسة الأمريكية في المنطقة، والمتمثلة بالانحياز الأعمى لاسرائيل في كافة المجالات، تماما مثلما لن تتغير السياسة الاسرائيلية القائمة على التوسع والمناهضة لأيّ حلول سلمية عادلة، ما لم يتغير الموقف العربي الرسمي من أمريكا واسرائيل، وقد أثبتت التجارب والسنون أن المصالح الأمريكية في البلدان العربية مضمونة ومحمية من"كنوز أمريكا واسرائيل الاستراتيجية" من خلال عرب ضعفاء واسرائيل قوية، فأمريكا تسيطر على منابع النفط العربي، ولها سبع عشرة قاعدة عسكرية في المشرق العربي وحده، والأسواق العربية رائجة بالبضائع الأمريكية، وأن اسرائيل تنفذ سياساتها بالقوة العسكرية، وما لم يُحل بالقوة يمكن حلّه بقوة أكبر، لكن يبقى هناك تساؤل حول إمكانية أن يقوم عقلاء أصدقاء اسرائيل في إدارة أوباما بالضغط على الحكومة الاسرائيلية القادمة لإنقاذ صديقتهم اسرائيل من شرور قادتها، وإجبارهم على القبول بحلّ عادل ودائم بناء على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وهذا سيضمن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة، بعاصمتها القدس الشريف، على حدود الرابع من حزيران 1967، والوصول الى حلّ عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين.

=================

أوباما في البيت الأبيض.. وملفات الشرق الأوسط تتكدس

ينتظره العديد من الملفات الداخلية فضلاً عن سوريا وإيران خارجياً

الأربعاء 22 ذو الحجة 1433هـ - 07 نوفمبر 2012م

العربية.نت

لم يكن فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بولاية ثانية محسوماً وإن كان مرجحاً، فسيد البيت الأبيض حقق في ولايته الأولى عدداً من الإنجازات لعل أقواها "اصطياد" زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بعد كر وفر وتعقب استمر سنوات.

إلا أن الولاية الثانية، لن تكون مسألة سهلة، داخلياً وخارجياً، فعلى الصعيد الداخلي سينشغل أوباما بالعديد من الملفات الحياتية والاقتصادية التي تلامس هموم الشعب الأمريكي، من البطالة إلى التأمينات الاجتماعية والجهاز التعليمي، وغيرها.

أما على الصعيد الخارجي، فلا يزال العديد من الملفات الشرق أوسطية معلقة دون قرار، وإن كان الثابت الوحيد فيها استمرار ما يُعرف بـ"الحرب على الإرهاب" مع ما يشمله من ساحات عمل وتعاون سواء في باكستان أو أفغانستان، بالإضافة إلى حماية أمن إسرائيل.

ويأتي في الدرجة الثانية من الاهتمامات منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، ففي هذا الملف بالذات لطالما تعامل الرئيس الديمقراطي مع النووي الإيراني انطلاقاً من الخيار السياسي أو الدبلوماسي واستمرار فرض برامج العقوبات، وفقاً لما أعاد التذكير به مؤخراً في مناظرته الأخيرة، إلا أنه كان حازماً بقوله إنه لن يسمح لإيران في عهده بامتلاك سلاح نووي.

أما ملف سوريا النازف حتى الآن، بسبب تردد الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، من اتخاذ موقف واضح وصارم، فلا يبدو أن أوباما حسم موقفه في ولايته الثانية، ولا يبدو أن دعم المعارضة عسكرياً يستميل هوى البيت الأبيض أقله حتى الساعة.

وقد كان أوباما صريحاً في مناظرته الأخيرة عند التحدث عن سوريا إذ لم يشر من قريب أو بعيد إلى إمكانية إسقاط النظام السوري أو دعم المعارضة عسكرياً، بل قال حرفياً: "إن الجهود الأمريكية منصبة لتنظيم المجتمع الدولي لمعالجة الشأن السوري"، مضيفاً "نحن ندعم المعارضة ونتأكد من أن أولئك الذين نساعدهم، سيصبحون أصدقاءنا في المستقبل".

يبقى أن نذكر أن المرشح الجمهوري، ميت رومني، حاز نسبة مقبولة جداً من الأرقام، كما حاز ما يقارب نصف الأصوات الشعبية، وهو أكد أنه ليس مستعداً للإقرار بالهزيمة. وهو وإن قبل النتيجة، فلا شك أن الجمهوريين لن يسهلوا المهمة على صاحب الولاية الثانية، بل سيضعون ما أمكنهم من عراقيل في طريقه ضمن الأطر المشروعة والمسموحة بها في اللعبة السياسية الديمقراطية، والتي ستكون ساحتها الأبرز مجلس النواب، مع توجه لسيطرة الجمهوريين عليه.

يذكر أن الجمهوريين فازوا بالأكثرية في مجلس النواب في انتخابات منتصف الولاية عام 2010، متقدمين على الديمقراطيين بـ25 نائبا من أصل 435 مقعدا.

في حين احتفظ الديمقراطيون بالغالبية في مجلس الشيوخ الأمريكي بعد الانتخابات التي جرت ليل الثلاثاء الأربعاء.

=================

 صحيفة أمريكية: «رومنى» حلم ثوار سوريا لإسقاط الأسد

قائد المجلس العسكرى بحلب: الانتخابات الأمريكية لا تعنينا ولا نصدق وعود المرشحين الجمهورى والديمقراطى

كتب : رغدة رأفت، ووكالات الأنباء الثلاثاء 06-11-2012 17:58

الوطن

تدريبات لمجموعة من مقاتلي الجيش السوري الحر بالقرب من أدلب (رويترز) تدريبات لمجموعة من مقاتلي الجيش السوري الحر بالقرب من أدلب (رويترز)

بينما تتابع الشعوب الانتخابات الأمريكية ترقباً لمعرفة من هو الرئيس الجديد الذى سيقود العالم، يترقب السوريون نتيجة الانتخابات بشغف أكبر، اعتقاداً من الكثيرين منهم أن وصول المرشح الجمهورى ميت رومنى للبيت الأبيض سيفتح الطريق أمامهم لإسقاط بشار الأسد، حسبما ذكرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية، وذلك لأن رومنى صرح ولمّح فى أكثر من مناسبة خلال حملته الانتخابية بعزمه تسليح المعارضة السورية لوقف مجازر الأسد.

إلا أن قائد المجلس العسكرى بحلب، عبدالجبار العكيدى، قال فى تصريحات لـ«الوطن» عبر الهاتف إن «الجيش الحر غير مهتم بالانتخابات الأمريكية، ولا يعوّل إلا على رب العالمين فى مواجهة بطش ووحشية الأسد».

وأضاف أن «ثوار سوريا لا يعنيهم فوز أوباما أو رومنى، لأن الولايات المتحدة تخلت عنهم وارتضت باستباحة دمائهم».

واتفق معه الناشط السورى من حمص قائلاً لـ«الوطن» عبر «سكايب» إن «الثوار لا يعولون على نتيجة الانتخابات الأمريكية أياً كان الفائز رومنى أم أوباما».

وأكد «نحن نعلم أن كلام رومنى عن تسليح المعارضة السورية مجرد كلام دعاية انتخابية»، مشيراً إلى أن «الشعب السورى يعتبر أمريكا شريكاً فى مجازر الأسد لأنها لم تحرك ساكناً لوقفها».

ودلل على عدم اهتمام السوريين بنتيجة الانتخابات بتسمية الثوار لمظاهرات الجمعة الماضى «أمريكا ألم يشبع حقدك من دمائنا».

وتتواصل جرائم الأسد بحق الشعب السورى، حيث ذكر المرصد السورى لحقوق الإنسان أن سيارة مفخخة انفجرت فجر أمس قرب دمشق مما أسفر عن سقوط جرحى بينما يقصف الطيران السورى ضاحية دوما قرب العاصمة غداة يوم سقط فيه 250 قتيلاً.

وصباح أمس بدأت مقاتلات سورية قصف مدينة دوما التى تبعد 13 كلم شمال شرق العاصمة مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى حسب المرصد الذى لم يتمكن من تقييم حصيلة دقيقة للضحايا، حتى مثول الجريدة للطبع.

=================

تسوية روسية أميركية على حل الأزمة السورية بعد الانتخابات الاميركية

ان سيريا

أعلنت مصادر مطلعة لـ«الخبر برس» أن روسيا واميركا اتفقتا على تسوية لحل الأزمة السورية بعد الانتخابات الاميركية، ولكن هذه التسوية تستثني لبنان نظراً لتركيبته السياسية.

2012-11-06

=================

 الانتخابات الأميركية والثورة السورية

أكرم البني

بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الأميركية، إن كان أوباما أم منافسه الجمهوري رومني، يبدو لافتاً انحسار آمال السوريين وانخفاض سقف توقعاتهم بشأن موقف حاسم للرئيس المنتخب من الحدث السوري، ربما بسبب شيوع إحساس بأن البيت الأبيض، الذي استمر في استرخائه المخزي وإحجامه لأكثر من عام ونصف العام عن حماية المدنيين السوريين واستهتر بما يحل بهم من فظائع ودمار وخراب، لن يكون وفياً إلا لمصالح نخبة أميركية أنانية وعاجزة أخلاقياً عن اتخاذ أي تدبير يساهم في وضع حد لهذه المأساة الإنسانية.

وربما بسبب عدم وجود فوارق جوهرية بين موقفي المرشحين من الوضع السوري، وتناوب كل منهما على تبني الحجج والذرائع ذاتها لتبرير سلبية واشنطن وتركها الجرح السوري مفتوحاً، مثل الإصرار على العمل من داخل مؤسسات المجتمع الدولي واحترام قرارات مجلس الأمن ودعم خططه ومبادراته في معالجة الوضع السوري، ومثل التذرع بتفكك العمل المعارض وتشتت رؤيته السياسية، أو الخشية من بديل قادم يهدد حقوق الأقليات، بما في ذلك المبالغة في خطر تسلل جماعات القاعدة إلى بلاد الشام وسعيها لقطف ثمار الحراك الشعبي.

ثمة أسباب ومصالح متضافرة وراء ما يصح تسميته بنهج خاص للسياسة الأميركية في التعاطي مع الحالة السورية وهي أشبه بمحددات موضوعية سوف تشكل الضابط العام لسياسة الرئيس المنتخب سواء كان أوباما أو رومني

ولا يغير في الأمر تفاوت حدة المرشحين في الهجوم على الفيتو الروسي، أو في وتيرة التصريحات التي تدين العنف المفرط وتطالب برحيل النظام، أو في الدعوات لتشديد العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية على أهم الشخصيات السلطوية ومحاسبتهم على ما ارتكبوه، أو في الإشادة اللفظية بالشعب السوري والتغني بشجاعته والوعود بتقديم الدعم العسكري للمعارضة المسلحة وأشكال من المساندة للحراك الثوري لتمكينه من تحقيق طموحه في العيش بحرية وكرامة.

والحقيقة، ثمة أسباب ومصالح متضافرة وراء ما يصح تسميته بنهج خاص للسياسة الأميركية في التعاطي مع الحالة السورية وهي أشبه بمحددات موضوعية سوف تشكل الضابط العام لسياسة الرئيس المنتخب إن كان أوباما أو رومني.

أولاً، اختلاف ترتيب الأولويات لدى الإدارة الأميركية واحتلال الوضع الداخلي والهموم الاقتصادية والاجتماعية مرتبة متقدمة على حساب تراجع ملموس للسياسة الخارجية وفق حسابات تتعلق بالرأي العام الذي ذاق مرارة الثمار في العراق وأفغانستان، وانقلب مزاجه ضد تفعيل الدور الخارجي لبلاده ومنحه أسبقية على حساب المشكلات الداخلية.

والقصد أن تجنب دور عالمي نشط والنزعة إلى الانكماش والانزواء لدى أكثرية الشعب الأميركي ستكبل بلا شك الرئيس المنتخب، وتشكل ضغطاً مستمراً عليه كي يتجنب أي مغامرة أو منزلق، وتكرهه تالياً على الاستمرار في أسلوب القيادة من الخلف لمعالجة بؤر التوتر وضمان استمرار الهيمنة الأميركية على العالم.

إن مزاج الشعب الأميركي اليوم لا يميل إلى تورط عسكري أينما كان ولأي سبب كان، والأميركيون الذين سارعوا لإنهاء حقبة الجمهوريين لأنهم يريدون إنهاء الحروب وسحب جنودهم من ميادين القتال، هم الآن ومع تفاقم مشكلاتهم الاجتماعية أكثر استعدادا للتخلي عن أحداث لا تمسهم مباشرة، وتجنب أي دور خارجي قد يدفعون ثمنه من شروط حياتهم وعافية اقتصادهم. وبعبارة أخرى فإن الإدارة الجديدة للبيت الأبيض، التي فقدت الكثير من حيويتها بسبب أزمتها الاقتصادية وما عانته في العراق وأفغانستان، لن تذهب بعيداً في تعاطيها مع الوضع السوري، ولن نشهد تحولاً دراماتيكياً في مواقفها بعد الانتخابات، خاصة مع حضور مصلحة عربية تحبذ دعم عوامل التغيير الداخلي تفادياً لآثار التدخل الخارجي ومخاطر تداعياته على الأمن العربي.

ثانياً، الخصوصية السورية وما تتطلبه من دقة في الحسابات، خصوصية تبدأ بطابع ارتباطات سوريا الإقليمية وتأثيرها على بعض الملفات الحساسة في المنطقة، مروراً بمصالح الجوار الإسرائيلي وانتهاءً بتنوع المجتمع السوري وتعدد مكوناته.

فمن جهة تتحسب واشنطن من خطر دفع الأمور إلى حدها الأقصى في سوريا خشية التورط في صراع مزمن قد تتعدد أطرافه ويطول زمنه وربما يكبّدها خسائر لا طاقة لها على احتمالها، ولا يخفى على أحد تهديد طهران الصريح باستعدادها وحلفائها للانخراط في حرب مفتوحة للحفاظ على النظام السوري كأهم حلقة من حلقات نفوذها الإقليمي. ليصح القول إن القيادة في واشنطن مجبرة ربما على تحمل مشاهد الفتك والتنكيل مهما اشتدت لكنها غير مجبرة على تحمل تكاليف التدخل المباشر، في قراءة للمسألة من زاوية النتائج والتكلفة وما يترتب على ذلك من خسائر مادية يصعب تعويضها من بلد فقير بثرواته كسوريا.

ومن جهة ثانية هناك أولوية في الحسابات الأميركية لخدمة مصالح إسرائيل وأمنها، وهذه الأخيرة لا تحبذ وصول سلطة جديدة إلى الحكم في سوريا بدلاً عن سلطة خبرتها جيداً ووفت بوعدها طيلة عقود بإبقاء جبهة الجولان مستقرة، وإذا تعذر ذلك، فما رشح إلى الآن، أن الأفضل والأجدى عند قادة تل أبيب حث الغرب على ترك الصراع السوري يستنزف أطرافه، حتى تصل البلاد إلى حالة من التعفن والاهتراء ويغدو المجتمع ضعيفاً ومفككاً كي تأمن جانبه لسنوات عديدة.

والمغزى أن لإسرائيل كلمة قوية ومؤثرة على مواقف الرئيس الأميركي، وعلى اتجاهات الرأي العام هناك، ويبدو من الصعب القفز فوق ما يسمى الأمن الإسرائيلي ورؤيته الإستراتيجية لمسار التغيير في سوريا، مما يفسر -على سبيل المثال لا الحصر- الانحسار المريب للحماسة الغربية والأميركية الداعية لتغيير سريع في سوريا بعد طلب إيهود باراك الفاقع والمثير من الحكومة الأميركية تخفيف الضغط على النظام وتركه وشأنه!

لا رهان على نقلة أميركية حاسمة في سوريا قبل أن يجري الاطمئنان على مصير الأقليات وعلى معالم مرحلة انتقالية تكرس قواعد الحياة الديمقراطية وحقوق المواطنة

من جهة ثالثة يبدو واضحاً أن أحد دوافع تردد وتريث البيت الأبيض هو جدية سعيه للحفاظ على التنوع والتعددية في المجتمع السوري وعلى شروط تعايش مكوناته المختلفة وحماية حقوقها، جدية تعززت بعد أحداث بنغازي ومقتل السفير الأميركي والاندفاعات العدوانية لجماعات سلفية ضد السفارات الغربية للتعبير عن رفضها لفيلم يسيء للرسول الكريم، وأيضاً بعد تكرار مظاهر الحصار والتضييق على بعض الأقليات وتواتر المطالبات المباشرة وغير المباشرة من قبلها لتوفير حماية مسبقة لأبنائها وحقوقها وممتلكاتها، مما يشجع على القول إنه لا رهان على نقلة أميركية حاسمة في سوريا قبل أن يجري الاطمئنان على مصير الأقليات وعلى معالم مرحلة انتقالية تكرس قواعد الحياة الديمقراطية وحقوق المواطنة.

ثالثاً، ثمة سبب يمكن النظر إليه من القناة التآمرية ويرتبط بمصلحة أميركية أمنية مزدوجة، تتقصد مرة الإفادة من مد زمن الصراع السوري وتأخير المعالجة الجذرية له لاستنزاف خصومها -روسيا وإيران- أطول مدة ممكنة، وإنهاكهما مادياً وسياسياً وتشويه سمعتهما أمام الشعوب العربية على حساب تحسين صورتها، التي وصلت حد الاحتراق أبان اجتياحها العراق، ومرة باستثمار الساحة السورية لتصفية الحساب مع تنظيم القاعدة وأشقائه من الجماعات الجهادية، فالجميع يدرك أن ما يحصل من فتك وتنكيل بحق الشعب السوري يجعل هذا البلد بؤرة جاذبة للقوى الإسلامية المتطرفة، وهناك أكثر من اجتهاد ونداء صادر عن تنظيمات جهادية تعتبر نصرة السوريين هي فرض على كل مسلم، مما يوفر فرصة ثمينة لتوجيه ضربة قوية لهذه التنظيمات بسلاح النظام السوري ذاته للحد من قدرتها على النمو والتجدد، خاصة وأن تنظيم القاعدة والتيارات الجهادية لا تزال العدو رقم واحد لدى واشنطن.

اد في الطنبور نغماً تلويح بعض السياسيين الأميركيين بمخاوفهم مع وضوح وزن الإسلاميين في الثورات العربية من أن يفضي سقوط النظام السوري إلى اتساع رقعة التربة الإسلامية الخصبة المواتية لنمو التطرف والعداء لواشنطن ومصالحها وحلفائها.

رابعاً، هناك ما يشي بموقف إستراتيجي، يندر الحديث عنه، حول وجود مصلحة أميركية خفية في الإبقاء على محور "الممانعة والمقاومة" لكن مفككاً وضعيفاً، كبعبع في مواجهة المحور العربي، لتطويع هذا الأخير وضمان استمرار حاجته لها، والدليل هو المفارقة بين سلبية أميركية مخجلة تجاه الحالة السورية مع أن نظامها هو الأشد عداءً لسياستها، وبين مسارعتها للتدخل الحاسم في بلدان كانت أنظمتها حليفة لها، الأمر الذي يصح سحبه على المرونة والمماطلة الأميركية في التعامل مع الملف الإيراني وجعل التهديد المستمر بقدرة طهران على امتلاك السلاح النووي أحد أهم العوامل الضاغطة على المحور العربي والحافزة لتعزيز علاقاته مع واشنطن وتمكين حضورها في المنطقة.

ولا يغير من هذه الحقيقة بل يؤكدها خمود الصراع المباشر بين إيران وتل أبيب طيلة عقود وحرص الطرفين على عدم تجاوز الخطوط الحمر وبقاء الهجمات السياسية المتبادلة بينهما في حيز التجييش الإعلامي فقط بما في ذلك تهديد إسرائيل المتواتر بضرب المفاعلات النووية الإيرانية.

خلال الشهور المنصرمة شكلت الانتخابات الرئاسية الأميركية ذريعة لتهرب المجتمع الدولي من الاستحقاقات في سوريا، واليوم تسقط هذه الذريعة ويقف العالم وجها لوجه أمام تحدٍ إنساني في وقف العنف المفرط وحماية المدنيين، الأمر الذي سيحاصر الرئيس المنتخب ويضّيق هامش مراوغته ومحاولات التفافه على مسؤوليته الأخلاقية كزعيم لدولة عظمى وقائدة للعالم تجاه ما يحصل في سوريا، والأهم أن واشنطن ربما هي خير من يدرك أن إطالة هذه المأساة ستكون مكلفة ليس فقط للشعب السوري وإنما لاحقاً للشعب الأميركي عندما ينمو التطرف جراء الشعور بالغبن والظلم ويطرق مجدداً أبواب الغرب وأميركا انتقاماً.

شكلت الانتخابات الرئاسية الأميركية ذريعة لتهرب المجتمع الدولي من الاستحقاقات في سوريا، واليوم تسقط هذه الذريعة ويقف العالم أمام تحدٍ إنساني في وقف العنف المفرط

والمعنى أن على واشنطن تجنب الوقوع في الفخ مرة أخرى وعليها معرفة أن ثمن ترددها في دعم التحول الديمقراطي في سوريا قد يكون أكبر بكثير من مضيها قدماً في درب التغيير، فالتردد ومقايضتها دعم الحراك الشعبي الثوري بمحاربة الإرهاب سوف يشجع على الطعن بصدقية ادعاءاتها بنشر الديموقراطية وحقوق الإنسان ويقوي معسكر الثورة المضادة والعوامل المعادية للتغيير، بما في ذلك تعزيز الثقافات والتقاليد والقيم الرافضة للحرية والديمقراطية، ويفضي في نهاية المطاف إلى توسيع الهوة بينها وبين الشعوب العربية، بما قد يؤلب هذه الأخيرة على كل ما هو أميركي على غرار ما جرى إبان احتلال العراق.

صحيح أن ثمة إشارات متنوعة تدل على جدية الخيار الأميركي خصوصا والغربي عموما لتغيير الحكم في سوريا، وأن زمن الصفقات والمساومات قد ولى، وسياسة الاحتواء ومنح الفرص والمهل قد انتهت، وأن واشنطن لن ترضى أو تسمح بعد ما جرى باستمرار النظام السوري أياً تكن الاعتبارات، لكن صحيح أيضاً أن ما هو مرجح أن تستمر الثورة السورية وحيدة في مواجهة أعتى وسائل الفتك والدمار، وتحاصر بتعقيدات لا تتعلق فقط بالحلف الداعم للنظام، أو بأن بلدها يجاور إسرائيل ويرتهن لأمنها الإستراتيجي، أو بذرائع المجتمع الدولي وخاصة حجج واشنطن وانتخاباتها الرئاسية، وإنما أيضاً بطريق إجبارية عنوانها المثابرة والمجالدة لكسب تعاطف الشعوب الأخلاقي معها لقاء ما تقدمه من الضحايا والجرحى والمعتقلين طلباً لحقوقها البسيطة والمشروعة، مما سيحرج السياسات العالمية ويكرهها على اجتراح مخرج عاجل لما يحصل!

=================

اوباما بين النمو والهاوية المالية داخليا وبين ايران وسوريا خارجيا

الأخبار | November 7, 2012

الجديدة – واشنطن: يواجه الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي فاز بولاية جديدة في انتخابات الثلاثاء مجموعة تحديات سيتوجب عليه التصدي لها وابرزها الازمة النووية الايراني والنزاع في سوريا على الصعيد الخارجي، والنمو الاقتصادي والبطالة والهاوية المالية على الصعيد الداخلي.

الهاوية المالية

يقول جيمس ليندسي نائب رئيس مجلس العلاقات الخارجية، مركز الدراسات في واشنطن، ان “اكبر تحدي امام الرئيس هو الهاوية المالية، وبصورة عامة الوضع المالي للولايات المتحدة”، كما يؤكد زميله في معهد بروكينغز جاستين فايس ان “الملف المالي يهيمن على جميع الملفات الاخرى”.

وتواجه الولايات المتحدة خطر “الهاوية المالية” في حال لم يتوصل الديموقراطيون والجمهوريون الى اتفاق في الكونغرس بحلول 31 كانون الاول/ديسمبر، ما سيؤدي الى دخول خطة تلقائية من الاقتطاعات في الميزانية والزيادات في الضرائب حيز التنفيذ بهدف خفض العجز في الميزانية العامة، ما يهدد بتقويض الانتعاش الاقتصادي الهش في القوة الاولى في العالم.

وسيترتب ايضا على الكونغرس الاتفاق على رفع سقف الدين الذي قد يتم بلوغه بحلول نهاية السنة، لمنع تعثر الولايات المتحدة في تسديد مدفوعاتها.

وبلغ حجم الدين العام في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر 16209 مليار دولار ما يساوي 107% من اجمال الناتج الداخلي للبلاد.

النمو والبطالة

يؤكد العديد من المحللين ان وضع الاقتصاد الاميركي هو في صلب الرهانات والتحديات التي يواجهها الرئيس اوباما. وان كانت وتيرة نمو اجمالي الناتج الداخلي الاميركي تسارعت في الفصل الثالث من السنة (+2% بوتيرة سنوية)، الا انها لا تزال غير كافية لخفض نسبة البطالة. وبلغت نسبة البطالة 7,9% في تشرين الاول/اكتوبر بعدما تراجعت الى 7,8% في ايلول/سبتمبر في ادنى مستوياتها منذ وصول اوباما الى البيت الابيض في كانون الثاني/يناير 2009.

ايران

يرى فايس ان الازمة النووية الايرانية ستكون “الملف الاكثر سخونة” المطروح على اوباما “لانه قطع وعدا صريحا باسم الولايات المتحدة امام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بان ايران لن تحصل على القنبلة”.

ويشتبه الغربيون واسرائيل بسعي ايران لحيازة القنبلة الذرية تحت ستار برنامجها النووي المدني، الامر الذي تنفيه طهران.

وعشية الانتخابات الاميركية اعلن نتانياهو انه “مستعد اذا لزم الامر” لشن هجوم على المنشآت النووية الايرانية. وحض نتانياهو عبثا خلال الاسابيع الماضية ادارة اوباما على تحديد “خط احمر” لطهران لمنعها من انتاج السلاح النووي.

كذلك يعتقد السفير الاميركي السابق في اسرائيل مارتن انديك ان ايران هي “تحدي العام 2013. وقال ليندسي “اما ان يتوقف الايرانيون او سيترتب على الولايات المتحدة اتخاذ القرارات الواجبة”.

اقرت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي مجموعة عقوبات شديدة على ايران لحملها على وقف نشاطاتها النووية الحساسة، غير ان الهدف الرئيسي هو “تجنب ضربة اسرائيلية” بنظر فايس.

وقال الخبير الفرنسي انه “اذا ما اثارت العقوبات وبداية انهيار للنظام الايراني سباقا لحيازة القنبلة، عندها قد يواجه الرئيس الاميركي قرارا بالدخول في حرب في 2013 او 2014.

سوريا

يرى فايس ان “عدم التدخل عسكريا في سوريا ادى الى اتخاذ الصراع ضد النظام منحى راديكاليا، وهو ما يفسح لدخول الجهاديين والقاعدة ولنشوب حرب اهلية ستكون لها تبعات على الاردن والعراق وعلى التوازنات في لبنان”. كما يخشى انديك نشوب “حرب طائفية” بين المسلمين الشيعة والسنة قد تنتشر الى بلدان الخليج النفطية حليفة الولايات المتحدة.

وراى فايس انه سيترتب على اوباما الاكتفاء باستخدام “مجموعة خيارات للحد من الاضرار”.

=================

ماذا ينتظر كل من النظام السوري والمعارضة من الانتخابات الاميركية ؟

اشارت مصادر صحافية ، وفي موضوع الانتخابات الرئاسية الاميركية الى ان الرئيس السوري بشار الاسد يراهن على بقاء الرئيس الحالي باراك اوباما فيما تأمل المعارضة السورية فوز المرشح ميت رومني.

وقالت المعلومات ان النظام السوري يأمل اليوم بقاء اوباما، اذ ان ذلك الاخير ما زال مترددا وفق تصريحاته الاخيرة في ارسال الاسلحة الثقيلة الى المقاتلين المعارضين، وهو العامل الكافي لقلب المقاييس في سوريا.

وفي الجهة الثانية، يأمل المعارضون فوز منافس اوباما المرشح الجمهوري ميت رومني، الذي سبق واعلن في مناظرته الاخيرة ضرورة ارسال الاسلحة الثقيلة الى المقاتلين المعارضين في سوريا لوقف ما سماه بنزيف الدم.

=================

الأزمة السورية رهينة الحسابات الأميركية

الثلاثاء, 06 تشرين2/نوفمبر 2012 23:11 | الكاتب: الدكتور خطار أبو دياب/ جريدة الجمهورية | PDF | طباعة |

يعيش العالم وخاصة مناطقه الملتهبة على وقع الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وكأن العالم ينتخب زعيمه كل اربع سنوات... على خلاف انتظار غودو بطل مسرحية بيكيت، الغائب الذي ينتظره الجميع ولا يأتي ابداً، يعوّل الكثيرون على مفاجآت أو أوامر عمليات ستأتي من وراء الأطلسي تعيد ترتيب الاوراق أو تغير موازين القوى في بعض الملفات الدولية حتى لو بقي اوباما سيّد البيت الأبيض.

حيال الصراع داخل سوريا وحولها تعطلت المجموعة الدولية بالفيتو المتكرّر للثنائي الروسي ـ الصيني، أما "غودو" الامريكي فقد أمعن في تردده وملاحظاته وأولوياته في مواجهة ما يشبه الحرب الباردة المتجددة.

إزاء الحصيلة المروِّعة للمأساة السورية من حيث عدد الضحايا والجرحى والمعاقين والمفقودين ومئات ألوف اللاجئين داخل الديار وخارجها، ناهيك عن حجم التدمير للبنية التحتية والنسيج الاجتماعي، تبدو الحسابات الاميركية والدولية لا صلة لها بحق الانسان في الحياة وأحقية مقاومته لطبائع الاستبداد وممارساته. ومن هنا اصبح الانتظار ثقيل الثمن وأخذ النزاع يتخطى الحدود السورية وغداً الاهتراء ينذر بمزيد من التفتيت والتدمير والحرب الطويلة.

من أجل فهم السياسة السورية لواشنطن لا بد من الاحاطة بالكثير من العوامل بدءاً من المصلحة العليا للولايات المتحدة التي تفضل أن تطبق نظرية التدخل الإنساني و تحمل المسؤولية الاخلاقية تحت سقف الشرعية الدولية، ولذا فإنها لا تريد الانغماس في حرب جديدة بعد حربي العراق وافغانستان حيث يبقى الانخراط في ليبيا الاستثناء وليس القاعدة.

ويأتي العامل الاسرائيلي في المقام الثاني. بالنسبة لإسرائيل لا تعد خسارة "الكنز الاستراتيجي" خسارة النظام المصري السابق لوحده، بل يأتي القلق الاساسي من احتمال سقوط النظام السوري بسبب الواقع الجديد والغامض في مجمل المنظومة الاقليمية وتغير الوضع على الحدود الشرقية مع إمكانية تواجد قوى راديكالية متشددة

أو قيام انظمة تحسن الدفاع عن مصالحها بشكل أفضل وأجدى. تبعاً لذلك، نفهم سبب عدم تسريع الجهد الأمريكي لإسقاط نظام الاسد، وعدم السماح بوصول أسلحة نوعية للقوى الثائرة حتى لا تتغير المعادلات قبل اتضاح صورة البديل في دمشق.

بالطبع تطول لائحة الموجبات أو الذرائع التي ردعت أو أخرت الانخراط الأميركي وأولها عدم وحدة المعارضة وثانيها الخوف على الأقليات وثالثها مخاطر صعود التطرف على ضوء التجربة الليبية وغيرها. لكن القطبة المخفية في الأداء الأميركي توجد في تطورات المسألة الايرانية ورغبة واشنطن في عدم حرق المراكب مع موسكو فيما يخص الأزمة السورية، بحيث تبقى روسيا لاعباً غير صدامي في موضوع الملف النووي الإيراني.

وفق ذلك ستكون الشهور القادمة حتى صيف 2013 شهوراً ترسم المشهد الاقليمي وربما تكون حاسمة لناحية الفوز في لعبة الصراع الاقليمي أو لجهة الدخول في لعبة امم معقدة ومفتوحة على كل الاحتمالات من طرطوس إلى انطاكية واصفهان.

ليس من الوارد تسليم واشنطن بخسارة اختبار القوة، والتضحية بمصالحها الكثيرة في الاقليم، ومنها صلاتها الحيوية مع تركيا ودول عربية في الخليج.

أياً كان الفائز في السباق إلى سدة الرئاسة في واشنطن، علمتنا التجارب تأرجح السياسة الأميركية بين الرغبة في التدخل والرغبة في الابتعاد أو عدم التأثير في مشكلات دولية معينة.

إلا أن لعبة المصالح سرعان ما تفرض منطقها، فتدخل اميركا الصراعات من بابها الواسع، وسيطاً أو شريكاً أو طرفاً بمعنى ترك الخيارات مفتوحة وفق برغماتية فلسفية تربط النظرية بالممارسة العملية.

انطلاقاً من هذه المراقبة التاريخية ومن جردة الحسابات الحالية إزاء الوضع السوري، يمكن القول إنّ الكلام الأخير لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عن تنظيم المعارضة السورية، يُعدّ بالفعل تدشيناً لمرحلة سيتسارع فيها الدور الأميركي في الاسابيع القادمة.

بغض النظر عن التنبيه الموجّه ضد التطرف أو أمر العمليات في خصوص المجلس الوطني السوري والحكومة المؤقتة، يبدو ان واشنطن ترتب أوراقها وتعيد توزيعها كي تتعامل بشكل فعال مع الملف السوري.

في جلسة خاصة له مع معارضين سوريين قال السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد إن "الحسم ضد نظام الاسد سيكون أما عسكرياً بعد حرب استنزاف أو سياسياً في حال فرض الحل السياسي الملائم بعد استكمال حصار النظام واضعافه". لكن مصدراً اوروبياً يعتقد أن الافضلية الاميركية هي "لتغيير موازين القوى كي يتم ارغام النظام على التفاوض".

يرتبط الدفع الاميركي نحو تفاوض المعارضة مع جزء من النظام في سياق استخلاص للدرس العراقي فيما يخص الحفاظ على ما أمكن من مؤسسات الدولة. بيد ان هذه القراءة لا تعبر عن فهم دقيق لطبيعة النظام السوري وتركيبته، وربما يتم تسويقها لمراعاة الطرف الروسي أو للتحكم بالبدائل الممكنة.

في انتظار التفاوض او الحسم، تبقى المسألة السورية أسيرة الحسابات الاميركية حيث ان القرار الجدي بأسقاط النظام لم يصدر بعد على رغم كل الكلام المسال منذ اغسطس ـ آب 2011 .

لن تحصل المعجزة غداة الانتخابات الاميركية، لكنّ بداية الخروج من المأزق اخذت ترتسم في موازاة غزارة شلال الدماء.

=================

ماذا تَحْمِل الانتخابات الأمريكية للشرق الأوسط؟

د‏.‏ وحيد عبد المجيد

ليس واضحًا بعدُ هل سيحدث تغيير فى السياسة الخارجية الأمريكية بعد الانتخابات الرئاسية وإلى أي مدى؟.

فرغم أنَّ المرشح الجمهوري "ميت رومني" يُكثر في الحديث عن تغيير مسار هذه السياسة في الشرق الأوسط- فهو ليس واضحًا بدرجة كافية أو حتى معقولة بشأن هذا التغيير والمدى الذي يمكن أنْ يبلغه إذا فاز بالرئاسة، مثلما لا يبدو الرئيس المرشح الديمقراطي "باراك أوباما" وافيًا في خطابه حول مدى الاستمرار أو التغيير في هذه السياسة حال فوزه بفترة ثانية.

وأهم ما يُعنى به رومني هو نقد سياسة أوباما، واتهامه بالسلبية، والعجز عن حماية أصدقاء الولايات المتحدة ومواجهة أعدائها، وتوجيه رسالة تفيد تغيير المسار.

لكنَّ المسار الجديد أو المختلف ليس واضحًا في خطابه الانتخابي العام، الذي يفيد ما يمكن استخلاصه منه أنَّه قد لا يحمل تغييرًا جوهريًّا أو تحولًا رئيسًا بشأن قضايا الشرق الأوسط.

وربَّما يكون اتجاه رومني أقرب إلى ما يطالب به رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ولكن هذا يظل استنتاجًا لا يؤكِّده التزام صريح من جانب رومني.

ورغم عدم وجود اختلاف جوهري في الاتجاهين السائدين في حملتي أوباما ورومني بشأن إسرائيل- يبدو خطاب المرشح الجمهوري أكثر حميمية حتى بعد أنْ كثَّف منافسه الديمقراطي مساعيه وجهود حملته لكسب وُدِّها والحصول على دعم أنصارها في الولايات المتحدة.

فالمرشحان يتنافسان في تأكيد التزامهما بأمن إسرائيل وتعهدهما بحمايته، ولا يختلفان في خطابهما المعلن بشأن أهمية قيام دولة فلسطينية ديمقراطية، وربَّما لا يختلف خطاب رومني إلَّا في إشارات من وقت إلى آخر إلى زيادة المساعدات العسكرية لإسرائيل!.

ولذلك ربَّما يكون التغيير الأساسي الذي يمكن أنْ يترتب على فوز رومني هو إعادة الدفء الذي افتقدته العَلَاقات الأمريكية الإسرائيلية نسبيًّا في ظل إدارة أوباما الأولى!.

وبالنسبة لسوريا، فالاختلاف الوحيد الذي يمكن استخلاصه- حتى الآن- هو أنَّ رومني يتجه إلى موقف أكثر صرامةً ضد نظام الأسد، وأشد دعمًا للمعارضة.

فهو يلتزم بأنْ تحصل هذه المعارضة على الأسلحة الكافية (استخدم مرة تعبير الأسلحة الثقيلة) لمواجهة دبابات الأسد ومروحياته ومقاتلاته، كما أشار بشكل عابر إلى مسألة إقامة المناطق الآمنة التي لايزال أوباما حَذِرًا بشأنها.

ورغم أنَّ رومني يستطيع أنْ يجد في سياسة أوباما تجاه "الربيع العربي" أكثرَ من مدخلٍ لشنِّ حملة عليها تُشكِّك في قدرته على التعامل مع المتغيرات غير المتوقَّعة والتحولات المفاجئة- يبدو أنَّه يفضل عدم الخوض تفصيلًا في قضية لاتزال السيولة غالبة فيها، وعدم الالتزام بموقف قد يصبح عبئًا عليه في حال فوزه ووصوله إلى البيت الأبيض.

ولذلك اكتفي- حتى الآن- بما يخص إسرائيل في هذا المجال، وهو العَلَاقات التي تربطها بمصر؛ فحرص على تأكيد أنَّه سيربط المعونة الأمريكية لمصر باحترامها لمعاهدة السلام، وسيضغط عليها لتدعيم العَلاقات مع إسرائيل، وزيادة التعاون بين البلدين.

ولذلك تجد تل أبيب في موقف رومني- الأكثر حرصًا على تدعيم العَلَاقات، وزيادة مستوى التعاون بين مصر وإسرائيل- دافعًا إضافيًّا إلى تفضيل فوزه بعد أنْ سَرَى شيءٌ من البرودة في أوصال عَلَاقاتها مع واشنطن منذ أنْ دخل أوباما البيت الأبيض.

=================

سوريا كما تريدها أميركا!

الكاتب طارق الحميد 04 نوفمبر-تشرين الثاني, 2012, 12:58 pm

من الصعب القول بأن هناك توضيحات، وشروحا، مقنعة لما يقصده الأميركيون في مطالبتهم بتجاوز المجلس الوطني السوري، ولا في خفايا مؤتمر الدوحة، أو في التحركات الأردنية، خصوصا ما يتعلق برئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب، وبالطبع لا وضوح للآن بشأن مواقف الأكراد، أو الإخوان المسلمين. الأمر الوحيد الواضح هو الرغبة في إسقاط بشار الأسد.

هذا هو المشهد اليوم في الحالة السورية، دولياً، وعربياً، وبالطبع سورياً، فالجميع يقدم مبادرات، ورؤى، والواضح أنها محاولات لتدارك ما بعد يوم السادس من نوفمبر (تشرين الثاني)، أي اليوم التالي للانتخابات الأميركية، وهو ما يفعله أيضا المقاتلون من الثوار السوريين على الأرض، فالواضح أنهم يحاولون فرض واقع على الأرض استعدادا لما هو قادم.

الأمر الوحيد الجيد في كل ذلك هو أن هناك حراكا حقيقيا يوحي بأن الجميع، بما فيهم الصين التي قدمت مبادرة هي أيضا، قد أدركوا أن عجلة التغيير ستتحرك قريبا بسوريا، وأن أيام الأسد معدودة، لكن الأمور ليست بتلك السهولة بالطبع، وهنا بيت القصيد؛ فردود فعل بعض من المعارضة السورية، وتحديدا المحسوبين على المجلس الوطني، حول التعليقات الأميركية الأخيرة على دور المجلس الوطني، توحي بالتوتر والانفعال، وبها استخدام لافت للغة التخوين، بمعنى أن كل انتقاد بحق المجلس يعني أن هناك من يريد منح البعثيين دورا في سوريا الجديدة، وهذه اللغة لم تنفع لا العراقيين، ولا المصريين بقصة الفلول، وغيرها من عبارات التخويف والاغتيال المعنوي. ولذا فإنه على المعارضة السورية اليوم عدم اللجوء لهذا الأسلوب الذي لم يثمر شيئا في الدول العربية التي خاضت مخاض التغيير، سلميا كان أو عسكريا.

المفترض بالسوريين، جميعا، اليوم أن يستفيدوا من أخطاء دول الربيع العربي، وقبلها عراق ما بعد صدام حسين، وذلك لتفادي الأخطاء الفادحة، والصعوبات، التي تواجه تلك الدول. فإقصاء ديكتاتور يجب ألا يأتي بديكتاتورية الأغلبية، أو الأقوى على الأرض، أو الأكثر حظوة عربيا، أو دوليا، كما يجب إفساد أي محاولة، وتحت أي ذريعة كانت، من أجل أخذ سوريا المستقبل على طريقة العراق أو لبنان من حيث المحاصصة الطائفية، فسوريا دولة موحدة، ويجب أن تبقى كذلك.

بوسع المعارضة السورية قول ما تريده بحق الأميركيين أو غيرهم، لكن الأفضل أن تتذكر المعارضة أن الجميع قد تشربوا تجارب المنطقة الأخيرة، من العراق لليبيا، مرورا بمصر، وقبلها تونس، وكذلك اليمن، ولا أعتقد أن الأمور ستكون سهلة لطرف مقابل الآخر، سواء «الإخوان»، أو الأكراد، أو غيرهم. فواجب المعارضة السورية أن تسعى لإفساد أي تدخل، أو نفوذ، أجنبي في سوريا المستقبل، لكي تكون سوريا مستقلة، ومحمية من كل جيرانها، والأهم من كل ذلك لئلا تكون دمشق غدا مرتهنة لأي طرف كما هي مرتهنة لإيران في عهد الأسد، الأب والابن. وكل ذلك لن يتحقق إلا برؤية واقعية لسوريا الغد، وتكمن واقعيتها في تمثيل الجميع، ونبذ الإقصاء والاستقواء والطائفية والرغبة في الانتقام، فالانتقام لا يبني الأوطان.

إذا ما تذكر السوريون ما سبق جيدا، وتفادوا أخطاء غيرهم، وهو ما لا يتم إلا بوحدة الصف، فحينها سيكون مصير سوريا المستقبل بيد السوريين وليس أميركا أو غيرها.

المصدر: صحيفة الشرق الاوسط اللندنية

=================

الانتخابات الأميركية.. من عبد الناصر إلى الأسد

عادل الطريفي

في حوار تلفزيوني جرى عشية الانتخابات الأميركية عام 1968، تعمّد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مغازلة الحزب الجمهوري في أميركا، حيث قال إن المصريين كغيرهم يحترمون الشعب الأميركي، ومعجبون بنموذجه الحضاري، ولكنهم مستاءون من سياسة الرئيس ليندون جونسون (من الحزب الديمقراطي) الذي وقف إلى جوار إسرائيل في حرب 1967.

مضيفا أن «مشكلة السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، أنها مبنية على عناصر غير أميركية، مثل الحسابات الانتخابية». ما من شك في أن عبد الناصر كان يقصد في حديثه هذا، ما اصطلح على تسميته لاحقا «اللوبي الصهيوني». وتظهر بعض الوثائق التي أفرج عنها فيما بعد في بعض العواصم الغربية، أن الرئيس المصري تجاهل مفاوضات السلام مع الرئيس جونسون، التي كان بإمكانها آنذاك، المساهمة في الانسحاب الإسرائيلي من شبه جزيرة سيناء، ولكن عبد الناصر فضل انتظار الانتخابات الأميركية، وما ستسفر عنه، متوهما أن الرئيس القادم سيعطيه ما لم يوفره سلفه، مما كبّد مصر خسارة استراتيجية كبيرة، وحرب استنزاف مكلفة.

في عام 1969، حين انتخب ريتشارد نيكسون رئيسا أميركيا جديدا، كتب عبد الناصر برقية تودّد لنظيره يقول فيها: «ما أتذكره منذ لقائي بك في القاهرة عام 1963، يجعلني مقتنعا بأن الثقة التي أولاها إياك الشعب الأميركي، ستخلق فرصة لها أهمية بالنسبة للوضع العالمي». من الواضح أن عبد الناصر، الذي كان يجاهر بخطاب ديماغوجي قومي، وراديكالي معاد للغرب، كان في الخفاء لا يدخر وسعا في استعطاف القادة الأميركيين. ولكن المشكلة لم تكن في محاولته التقرب من أميركا والابتعاد عن حليفه الاتحاد السوفياتي، بل لأنه كان يعتقد أن المشكلة ليست فيه، أي في سياساته الداخلية والإقليمية، بل في الخارج، وأن بوسع حدث مثل الانتخابات الأميركية أن يغير من مجرى حظه العاثر. موقف عبد الناصر هذا أضحى منهاجا سيئا، وأسس لمواقف عربية سلبية لعقود، حيث ظن - وما زال هناك من يظن من بعض الرؤساء والقادة العرب - أن المشكلة ليست في سياساتهم، ولكن في سوء سياسات الإدارات الأميركية التي عايشوها، أو يعايشونها.

ليس هذا التحليل تبرئة للسياسة الأميركية، التي لها سقطاتها الكثيرة، ولكن ثمة فرق بين الاعتراف بالخطأ، ومحاولة تحميل هذا الإخفاق للخارج.

من يراجع الوثائق التي تفرج عنها وزارة الخارجية الأميركية، أو ما تصدره المحفوظات الوطنية البريطانية من مراسلات السفراء، أو حتى تسجيلات صدام التي نشرتها جامعة كمبريدج السنة الماضية، يلاحظ أن كل رئيس عربي، يظن أنه يفهم السياسة الأميركية، ولكنه في الحقيقة، ربما يفهم بعضا من آلياتها وخطوطها، وله علاقة ببعض سياسييها. بيد أن في الأمر وهما أو قل «يوتوبيا» يخلقها هذا المسؤول - أو مستشاروه - في الذهن، بعيدا عن طبيعة السياسة الداخلية لأميركا.

بعيد الانتخابات الأميركية في عام 2008، نقل عن عبد الرحمن شلقم - وزير خارجية ليبيا السابق - استياء العقيد القذافي من الإدارة الأميركية، لأنها لم تكافئه على التخلي عن نشاطاته الإرهابية، أو تخليه عن مشروعه النووي السري، قائلا لإدارة أوباما: «لقد قدمنا بعض المعدات، وبعض أجهزة الطرد المركزي، على سبيل المثال لأميركا، لكن ماذا أعطيتمونا؟». وينقل مسؤول آخر عن القذافي قوله: «عندما كنتم أعداءنا، لم نكن نهتم، لكن الآن، من المفترض أن تكونوا أصدقاء لنا. نحن مندهشون».

كان القذافي يعتقد مهووسا، أن المشكلة ليست فيه، بل في الأميركيين. هذا الحديث ليس انتقائيا، بل هو مرتبط بالجدل الدائر حول الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث اتجه أول من أمس الأميركيون للإدلاء بأصواتهم، والتي لم تظهر، حتى كتابة هذا المقال، نتائجها بعد، ولكن كما كان الحال عليه أيام عبد الناصر، هناك بعض من التعويل في منطقة الشرق الأوسط على نتائج الانتخابات الراهنة، حيث يجادل البعض على أن فوز الرئيس الحالي باراك أوباما بولاية ثانية، سيجعله أكثر قدرة على مواجهة مسائل ملحة، مثل دعم المتمردين السوريين ضد نظام الرئيس الأسد المتورط في جرائم حرب، والتشدد ضد مساعي طهران النووية، أو حتى استعادة عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولكن هناك من يرى أن فوز المرشح الجمهوري ميت رومني هو أفضل للمنطقة، لأن أوباما لا يملك استراتيجية واضحة وحازمة، على الأقل بالنسبة لحلفاء أميركا، بل إن تحمسه لرحيل الرئيس المصري السابق حسني مبارك عن السلطة، والترحيب بما يسمى «الربيع العربي» الذي أدى بالضرورة إلى انتخاب الإسلاميين، يعكسان مدى جهله أو تجاهله - كما يقول البعض - لظروف المنطقة وطبيعتها. نقاد إدارة الرئيس أوباما يرون أنه أظهر ترددا كبيرا في الشأن السوري، مما قاد – عمليا - إلى حرب أهلية مدعومة من القوى الإقليمية والدولية - لا سيما إيران والروس - وإلى ازدياد نشاط الحرس الثوري الإيراني في دول الخليج، وبروز حركة الإخوان - والجماعات المماثلة لها - كتحد لسياسة الاعتدال في المنطقة. أما فيما يخص المرشح الجمهوري ميت رومني، فهناك حالة من الانقسام، حيث يرى البعض أنه لا يملك التجربة، علاوة على محدودية ثقافته، وليست لديه آراء ثابتة أو بالكاد مختلفة عن منافسه، فيما يتعلق بالشرق الأوسط، فيما يرى البعض أن كون رومني من تيار الوسط في الحزب الجمهوري، فهذا يعد باستعادة نموذج الرئيس رونالد ريغان، أي دعم حلفاء أميركا، والتركيز على القوى التي تهدد الأمن الإقليمي. برأيي، إن التعويل على الانتخابات الأميركية غير مجد، ليس لأن أميركا غير مهمة كقوة دولية، بل لأن دول الاعتدال في المنطقة عليها أن تقود السياسات الإقليمية لتحقيق مصالحها، لا أن تترقب نتائج الانتخابات في بلد أجنبي. خذ على سبيل المثال الموضوع السوري، ذهبت دول مثل تركيا وبعض دول الخليج إلى حد كبير في تحدي ممارسات النظام السوري بحق مواطنيه، وتم الحديث عن تمويل المنشقين العسكريين، وإقامة حكومة انتقالية، ولكن منذ ذلك الحين شهدنا ترددا في المواقف، حيث لم يتم توفير السلاح النوعي للمتمردين السوريين، ولم تنجح حتى الآن الجهود في جمع كلمة المعارضة السورية - نتائج قمة الدوحة لم تظهر حتى كتابة المقال - بعض المعلقين حملوا الإدارة الأميركية، التي ترددت في توفير السلاح، مستشهدين بمقتل السفير الأميركي في ليبيا، رغم أن هذا التردد سبق مقتل السفير بعام كامل. أيضا، هناك من استشهد بموقف الإدارة الرافض للمجلس الوطني السوري مؤخرا، كدليل على عدم جدية إدارة أوباما في إسقاط نظام الأسد. مشكلة تركيا ودول الخليج أنها متكلة على الإدارة الأميركية، ولم تخطط مسبقا لتداعيات قرارها أو توفر الوسائل والتجهيزات اللازمة، ليس فقط لإسقاط نظام سيئ مثل نظام الأسد، بل لبناء دولة مؤسسات ديمقراطية لتحل مكان هذا النظام المتطرف. إن مجيء رومني أو بقاء أوباما، قد لا يغيران من الظروف الواقعية شيئا. ليس هذا تقليلا من دور أميركا وأهميتها، ولكن كان على الدول التي تسعى لمواجهة تهديدات المحور السوري/ الإيراني، أن تتخذ خطوات عملية وشجاعة لإفشال تلك المخططات، لا أن تعتمد على التعاطف الغربي الإنساني – المحتمل - مع الكارثة الإنسانية في سوريا.

الدول غالبا ما تتحرك لمصالحها، وتركيا ودول الخليج كان عليها أن تبني تحالفا دوليا مبنيا على إثبات مصلحة المجتمع الدولي في التدخل، لإسقاط نظام ينتهج دعم الإرهاب، وسياسة الترويع بحق مواطنيه، وأن تقوم قبل غيرها بتهيئة السوريين لمرحلة انتقالية. في لقاء جمع بين الرئيس بشار الأسد وجون كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ (فبراير/ شباط 2009)، أبلغ الأسد ضيفه بأنه كان يتطلع لانتخاب الرئيس أوباما، لخطابه العالمي المتسامح، ولعدم هجومه على سوريا، وفي مقابل ذلك وعده ضيفه بأن الرئيس أوباما سيعمل على سحب جنوده من العراق لطمأنة سوريا. وفيما بدا أنه اعتداد بالذات كبير، لما رآه ضعفا من قبل الرئيس الأميركي الجديد، رد الأسد قائلا: «ليس من أهدافنا أن يتم إهانة الولايات المتحدة». لا بد أن الأسد اليوم يدرك ما أدركه عبد الناصر متأخرا، أن الحل لا يأتي - بالضرورة - عن طريق الانتخابات الأميركية، بل في تغيير السلوك السياسي للنظام نفسه

منقول عن "الشرق الأوسط" السعودية

=================

البلدان الأشد تأثرًا بنتيجة الانتخابات الأميركية

بواسطة وكالات 20 ساعات 9 دقيقة مضت

خاض سوبرباريو غوميز حملة لم تحظَ بتغطية إعلامية تُذكر في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 1996. وحضر المصارع المكسيكي المقنَّع قبل أن يصبح ناشطًا اجتماعيًا إلى ولاية نيو هامشير خلال موسم الانتخابات التمهيدية وأعلن نفسه مرشحًا رغم أن جنسيته الأجنبية لا تؤهله لذلك. وقال في معرض شرحه الأسباب إن القرارات التي تؤثر في حياة المكسيكيين تُتخذ في البيت الأبيض، وبالتالي يجب أن تكون للمكسيكيين كلمة في اختيار نزيله. وهذا موقف يشاطره فيه كثيرون. فإن ثلثي المشاركين في استطلاع أُجري مؤخرًا بين 26 الف شخص من 32 بلدًا يعتقدون أنهم يجب أن يدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وتبين جميع الاستطلاعات تقريباً أن الرئيس باراك اوباما سيفوز بسهولة لو حدث ذلك، بحسب مجلة تايم.

 

ولكن مستوى الاهتمام بالانتخابات الأميركية هذه المرة أدنى بكثير منه في عام 2008. وقد يكون أحد الأسباب أن أي مواطن في العالم لو استمع إلى مناظرة المرشحين حول السياسة الخارجية، كان سيجد صعوبة في العثور على اختلافات جوهرية بين ما يدعو اليه المرشح الجمهوري ميت رومني، وما يمارسه البيت الأبيض اصلاً. وهناك أيضًا احساس بالانحسار النسبي لقوة الولايات المتحدة في العالم. إذ تبقى الولايات المتحدة أقوى بلد في العالم عسكريًا، واقتصادها أكبر اقتصادات العالم، ولكن قدرتها على تحديد شكل الأحداث الاقتصادية والجيوسياسية في مناطق بعيدة تراجعت باطراد خلال العقد الماضي، سواء في افغانستان أو العراق، أو العالم العربي الأوسع بما يشهده من تغيّرات متسارعة أو أزمة اوروبا المالية. ففي كل هذه المناطق تلاقي واشنطن مشقة في فرض مشيئتها.

ولكن المكتب البيضاوي يبقى رغم ذلك أقوى مراكز القوة في العالم وستكون نتيجة انتخابات الثلاثاء موضع اهتمام واسع في أنحاء العالم. وتحظى الانتخابات باهتمام كبير في خمسة اماكن محددة، الرهانات فيها رهانات عالية بصفة خاصة على النتيجة.

 

1 ـ سوريا: كسر الجمود والخروج من الطريق المسدود

 

أسفرت الحرب الأهلية في سوريا عن مقتل نحو 20 ألف شخص، ولكن النزاع دخل طريقاً مسدودًا وحالة من التعادل حيث يعجز نظام الرئيس بشار الأسد على إنهاء الانتفاضة وقوى المعارضة ليست قادرة على إسقاط النظام. وإزاء الأبعاد الطائفية للنزاع، وخطر إشعاله حريقاً اقليميًا أكبر، فضلاً عن مخاوف الغرب من تنامي نفوذ العناصر الاسلامية المتطرفة بين فصائل المعارضة المسلحة، فإن الولايات المتحدة امتنعت عن التدخل المباشر، وحتى عن تمكين المعارضة المسلحة من تلقي اسلحة ثقيلة يمكن أن تلغي بعض افضليات النظام العسكرية. ويقول اوباما ورومني إنهما يعارضان أي دور أميركي مباشر باستخدام القوة العسكرية حتى إذا اقتصر استخدامها على فرض حظر جوي لحماية المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وهو موقف اثار حنق حلفاء مثل فرنسا وتركيا. وتركز إدارة اوباما جهودها حاليًا على بناء قيادة موحدة للمعارضة السورية، تستند إلى توافق قوى معتدلة بما يتيح زيادة الدعم الخارجي لقضية المعارضة. وأعرب كثير من ناشطي المعارضة وقادتها الميدانيين عن سخطهم وغضبهم على ما يبدو لهم تقاعسًا من جانب إدارة اوباما في مواجهة طريق مسدود يكلف استمراره مزيداً من الدماء. ونتيجة لذلك، فإن الحقيقة الماثلة في أن رومني أعلن قدرًا أكبر من الاستعداد للتفكير في تسليح المعارضة وأن بعض مستشاريه اعربوا عن سياسات أكثر تشددًا تجاه الأسد وحليفيه الرئيسيين، ايران وتركيا، يمكن أن تعطي كثيرين في صفوف المعارضة السورية سببًا لرهان على فوز المرشح الجمهوري.

 

2 ـ اسرائيل: ولاية يهودية جمهورية

 

فاز الرئيس أوباما بنسبة 78 في المئة من أصوات الأميركيين اليهود في انتخابات 2008، ورغم كل ما بذله الحزب الجمهوري من جهود للنيل من هذه الأفضلية بتصوير الرئيس معاديًا لدولة اسرائيل، وهي تهمة ينفيها الديمقراطيون بشدة ومعهم عدد من كبار المسؤولين الاسرائيليين، فإن الاستطلاعات تبين أن أوباما سيحصل مرة أخرى على قرابة 70 في المئة من اصوات الناخبين اليهود بالمقارنة مع نحو 25 في المئة لمنافسه الجمهوري. وتشير هذه الأرقام إلى أن اسرائيل ليست القضية الرئيسية التي يصوت غالبية الأميركيين اليهود من أجلها في حين أن الاستطلاعات تبين أن غالبية كبيرة من الاسرائيليين (زهاء 52 في المئة) تفضل فوز رومني بالمقارنة مع 25 في المئة مع اوباما.

 

ورغم ذلك، تبدو اسرائيل بين الدول القليلة في العالم التي يفضل مواطنوها فوز رومني ربما بسبب التوتر الذي اعترى العلاقة بين اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن محاولات الرئيس الأميركي عام 2009 لإحياء عملية السلام مع الفلسطينيين. ومن المؤكد أن ما قاله رومني في كلمة سُجلت بصورة سرية أمام حشد من المتبرعين لحملته هذا العام، يتفق مع التفكير السائد في اسرائيل. فهو شكك في ايجاد حل قريب للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، واتهم الفلسطينيين بالمسؤولية عن الطريق المسدود وتعهد بدعم اسرائيل على طول الخط. ولكن رومني أعرب لاحقًا عن تأييده لحل الدولتين عن طريق المفاوضات بين الجانبين. ويبقى من غير المعروف ما الذي سيفعله أي من المرشحين لإحياء عملية السلام في حال انتخابه.

واستخدم رومني لغة أقوى بشأن إيران التي تشكل مبعث القلق الرئيسي بالنسبة لاسرائيل، ولكن التزاماته السياسية الفعلية، بما في ذلك فرض عقوبات مدعومة بالتلويح بالعمل العسكري، تبدو عموماً مماثلة لسياسة اوباما. ومع ذلك، فإن تهديد رومني بالتحرك اذا امتلكت ايران "القدرة" على انتاج اسلحة نووية بدلاً من التحرك إذا بدأت عملية انتاجها، وتصريح احد مساعديه الكبار بأن الحزب الجمهوري سيحترم قرار اسرائيل استخدام القوة ضد ايران، يعتبران اقرب إلى إرضاء الصقور الاسرائيليين. ولكن ما تعرفه المؤسسة الاستراتيجية الاسرائيلية عموماً أن السيناريو الأمثل عند اسرائيل، هو ليس الضوء الأخضر الذي تعطيه الولايات المتحدة لهجوم اسرائيلي على ايران، بل أن تنهض الولايات المتحدة نفسها بالمهمة نيابة عن اسرائيل. وفي هذه النقطة تحديدًا أوضح رومني أنه لا يعتقد بأنه سيتعين على الولايات المتحدة أن تستخدم العمل العسكري ضد ايران.

 

ولكن المفترض على نطاق واسع أن المساعي الرامية إلى ايجاد حل دبلوماسي لقضية الملف النووي الايراني التي تزداد خطورة ستُستأنف بعد الانتخابات الأميركية، وأن حكومة اسرائيل اليمينية تعتبر على الأرجح أن فوز رومني سيأتي بادارة أميركية اكثر تقبلاً لدعوات اسرائيل إلى اتخاذ موقف متشدد في أي محادثات مع ايران.

 

3 ـ الصين ـ تغيير كبير؟ شكرًا ، لا نريد

 

تعهد رومني بأنه سيعلن في اليوم الأول من دخوله البيت الأبيض أن الصين "مضارب بالعملة" ملوحًا بامكانية اشعال حرب تجارية. وحاولت ادارة اوباما من جهتها أن تتخذ من احتواء الصين اولوية استراتيجية عليا. ولكن القيادة الصينية ليست خائفة ولا متوجسة. وفي حين أن الاستطلاعات تبين أن نسبة عالية من الصينيين يفضلون فوز أوباما، فإن القيادة اكتفت بالتنديد بالمرشحين على السواء لتهجماتهما على الصين خلال الحملة الانتخابية. ولا تأخذ بكين تهديد رومني بشأن العملة على محمل الجد.

وقال المحلل الصيني جيا كينغو لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي مؤخرًا "إن قطاعات مهمة من الاقتصاد الأميركي في أزمة وانتم بحاجة إلى كبش محرقة، فكانت الصين هذا الكبش. ولكن إذا كانت الخبرة الماضية تصلح دليلاً، فإنها تشير إلى أن الرئيس الجديد لن يجري تغييرًا كبيرًا في السياسة الأميركية تجاه الصين، لأن العلاقة بين البلدين أصبحت متينة والمصالح متشابكة بحيث يصعب على أي ادارة جديدة أن تغيّر سياستها تجاه الصين تغييرًا كبيرًا من دون إلحاق ضرر كبير بالاقتصاد الأميركي والمصلحة الوطنية الأميركية".

 

وقد يعني تطلع بكين إلى الاستقرار، أنها تراهن على فوز أوباما لأن العلاقات مع أي ادارة جديدة تبدأ عادة بداية صعبة. ومن الجهة الأخرى نقلت مجلة تايم عن الباحث شين دينغلي من جامعة فودان الصينية، أن فوز رومني سيفضي على الأرجح إلى مصافحة بينه وبين شي جن بنغ، ونسيان ما قاله المرشح الجمهوري حتى الآن كما فعلت بكين وواشنطن عندما تجاوزتا الخطابيات العنترية خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2008. لكنّ لدى الصين سبباً للقلق من أن فوز اوباما بولاية ثانية واستمرار السياسات الحالية سيواجه العلاقة الثنائية بتحديات متواصلة في حين أن رئيسًا جديدًا قد يعني فتح صفحة جديدة. وأضاف الباحث شين انه "إذا قرر رومني، في حال فوزه، الحاق أذى بالمصالح الصينية على نحو لا عقلاني، فمن المستبعد أن يتمكن من القيام بذلك من دون إلحاق ضرر بالولايات المتحدة نفسها بأفعاله".

وبصرف النظر عما قاله المرشحان خلال الحملة فإن بكين لا تبدو قلقة بشأن ترجمة اللغة الخطابية إلى قرارات رسمية.

 

4 ـ اوروبا: تقشف أم محفز

 

الجميع يعرف أن الاتحاد الاوروبي ليس دولة. ولكن الأزمات المالية وازمات المديونية المتشابكة معها خلال السنوات الأربع الماضية أظهرت قوة ارتباط مصائر دول الاتحاد السبع والعشرين الأعضاء، وكذلك قوة ارتباط مصيرها الاقتصادي الجمعي بالاقتصاد العالمي الأكبر، وخاصة الولايات المتحدة، لاعبه الرئيسي ومستهلكه الأكبر. فإن ضعف الطلب الاستهلاكي في الولايات المتحدة يمثل مشكلة كبيرة للاقتصادات الاوروبية، التي تريد انعاش النمو من خلال الصادرات في حين تؤثر مديونية الولايات المتحدة في اسواق المال في سائر انحاء العالم.

 

إن اوباما هو المرشح المفضل بنسبة ساحقة بين الناخبين الاوروبيين وأن قادة اوروبيين مثل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يعتبرونه حليفًا ضروريًا في المناظرة الاوروبية الكبرى بين سياسات يسار الوسط الكينزية الموجهة نحو دفع عجلة النمو، وسياسات يمين الوسط الموجهة نحو التقشف بقيادة المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.

ولعل موقف رومني الداعي إلى اطلاق قوى السوق بلا ضوابط في مواجهة التحديات الاقتصادية تضعه حتى إلى يمين ميركل. ويرى مسؤولون في برلين وعواصم اوروبية أخرى أن المرشح الجمهوري كمية مجهولة خياراته السياسية ليست واضحة. وأن التصريحات المتشددة عن روسيا وايران لا تبعث على الاطمئنان بنظر غالبية الحكومات الاوروبيةـ في حين من المستبعد أن تلقى مقاومته لفرض ضوابط على أسواق المال ترحيبًا حارًا بين اللاعبين الكبار في الاتحاد الاوروبي.

 

وبالطبع، فإن تراجع دور الولايات المتحدة نسبيًا يعني أن اوروبا لم تعد مستعدة لمسايرة واشنطن في قضايا تمتد من حجم الميزانية العسكرية ومساهمتها في التزامات حلف الأطلسي إلى ادارة اقتصاداتها. وهذا ما اكتشفه وزير الخزانة الأميركي تيم غايتنر العام الماضي عندما تجاهل وزراء المالية الأوروبيون دعواته إلى التحرك بصورة اشد حسماً لمعالجة ازمة الديون. وما يهم اوروبا، كما الناخب الأميركي، أن ترتب الولايات المتحدة بيتها الاقتصادي اولاً بأسرع وقت ممكن. فإن متانة الاقتصاد الأميركي ضرورية لانتعاش الاقتصاد العالمي، برأي الاوروبيين.

 

5 ـ القطب الشمالي المنكمش بوتائر متسارعة

 

إذا كان الاتحاد الاوروبي ليس دولة، فإن القطب الشمالي حتى أبعد من هذه الصفة لكنّ غطاءه الجليدي المنكمش بوتائر متسارعة، قد يربط مصيره على نحو أشد الحاحًا بنتيجة الانتخابات الأميركية من أي رقعة اقليمية أخرى على كوكب الأرض.  فإن انكماش الغطاء الجليدي مؤشر إلى ارتفاع حرارة الأرض بسبب انبعاثات ثاني اوكسيد الكاربون من جراء نشاطات بشرية، كما يتفق غالبية العلماء. ولكن تحديد كمية هذه الانبعاثات لم يكن قضية يمكن استثمارها لكسب أصوات، بنظر أي من المرشحين في حملة تركزت بقوة على توفير فرص العمل، إلى أن تدخل الاعصار ساندي لقطعها بصورة مدمرة.

 

ويحذر العلماء من اختزال الاعصار ساندي إلى عَرَض من اعراض ارتفاع حرارة الأرض، ولكنهم يؤكدون في الوقت نفسه أن التغيّر المناخي ظاهرة خطيرة لا يبدي القادة السياسيون اهتمامًا بمعالجتها، لأنها تعني تقييد وتغيير أنماط من السلوك البشري بما يؤدي إلى تفاقم المعضلة، وتعني ايضاً تطوير استراتيجيات للتخفيف من الآثار الضارة بسبب التغيّرات الحاصلة في مناخات العالم.

وفي الاسبوع الماضي أعلن عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ الذي انتُخب جمهوريًا في الأصل، تأييده لانتخاب اوباما على أساس انه اتخذ خطوات مهمة نحو الحد من الانبعاثات الكاربونية، في حين تراجع رومني عن مواقفه السابقة إلى جانب التحرك بشأن الآثار المترتبة على التغيّر المناخي. وأيد بلومبرغ انتخاب اوباما لولاية ثانية على اساس أنه سيقوم بالتحرك المطلوب رغم أن الرئيس خيّب آمال الكثير من انصار البيئة. ولو تسنى للدببة القطبية أن تصوت، فإن القطب الشمالي لن يجد خيارات جذابة بين المرشحين ولكن الدببة، مثلها مثل بلومبرغ، ستختار على الأرجح المرشح الذي احتمالات أن يتجاهل محنتها اقل منها مع المرشح الآخر.

 

=================

 إنتخابات الرئاسة الأميركية *طارق مصاروة

لا يصوت الأميركيون للرئيس فقط، وإنما للكونغرس أيضاً. والقانون الانتخابي الأميركي يختلف عن كل القوانين المعروفة. فالمجمع الانتخابي، يساوي عدد أعضاء النواب والشيوخ.. هو الذي ينتخب الرئيس عملياً رغم أن ملايين الأميركيين يصوتون. وتبدو الملاحظة أكثر خطورة حين يحوز الرئيس المرشح في انتخابات عام 2000 مثلا على اكثرية محدودة من أصوات المجمع الانتخابي، ويكون لنصف مليون صوت مع خصمه بلا قيمة. وهذا ما حدث بفوز جورج بوش الابن على آل غور.. وحسمت المحكمة بقرارها الأولي تنصيب بوش رئيساً، ,.. فكان يقال إن بوش فاز بقرار محكمة وليس بأصوات الناخبين الأميركيين!!.

في آخر يوم من أيام الدعاية اجمع المحللون أن أوباما يمكن أن يفوز بنقطة أو نقطتين على رومني، وأن الجمهوريين سيحصلون على أكثرية في مجلس النواب، وأن الديمقراطيين سيحصلون على الأكثرية في مجلس الشيوخ!!.

بالنسبة للسياسات، فقد بدأ رومني حملته قبل سنة ونصف السنة بموقف يميني متطرف كان هدفه استقطاب «نادي الشاي», وانتهى في الوسط بحيث لم يختلف عن اوباما في السياسة الخارجية, فهو يؤيد انسحاب الجيش الاميركي من افغانستان عام 2014, وهو لا يؤيد تدخلاً عسكرياً في سوريا, كما لا يؤيد هجوماً اميركياً أو اسرائيلياً على المنشآت النووية الايرانية!!

بالنسبة للاصلاحات الداخلية, فإن رومني يلعب بالارقام لعبة مكشوفة. فهو بدأ معارضاً حاداً لتوسيع مظلة التأمين الصحي, وانتهى الى القول أن كلفة هذا التوسع ستكون باقتطاع مخصصات الشيخوخة.. وقد ثبت أن لعبة الزحلقة هذه ليست مجدية.

اذا سقطت شعارات رومني اليمينية المتطرفة, وأخذ موقع الاعتدال والوسطية, كما هي شعارات اوباما, فلماذا احتمال فوزه؟؟

كثير من المراقبين يقول: إن رومني يلعب ورقته الاخيرة, فاذا وصل باعتداله الى موقع اوباما وفاز عليه, فإنما يكون فوزه نتيجة حملات عنصرية طاولت الرئيس كشعار «حسين في البيت الابيض» أي مسلم وأسود, وشعار باراك ليس اميركيا بالشك في جنسية والدته الاميركية. فوالده بالفعل ليس اميركياً!!

العالم يتغير في العمق, ونحن ما زلنا نرفض التغيير الحقيقي!!

=================

 السياسة الاميركية لن تتغير بعد الانتخابات

2012, November 6 - 09:09

القاهرة ( العالم ) 5/11/2012 – قال خبير النظم السياسية الدولية في مركز الاهرام في القاهرة السيد عمرو الشوبكي ان المشهد السياسي الاميركي لن يشهد تغيرا جذريا بعد الانتخابات الرئاسية سواء فاز الديمقراطي اوباما او الجمهوري رومني .

وفي حديث مع قناة العالم مساء الاثنين قال الشوبكي ان الانتخابات السابقة التي جاءت باوباما اعتُبرت حدثا تاريخيا لانها جاءت برئيس من اصل افريقي وبعض افراد اسرته مسلمون ، أما في هذه المرة ومع وجود قدر من الاحباط من بعض سياسات اوباما فان مساحته للتحرك قد ضاقت وخاصة فيما يتعلق بقضايا العالم العربي .

واضاف قائلا : ان التحدي الان فيما يتعلق بهذه الانتخابات ان اوباما سيظل بلا شك اكثر قربا لقطاعات اوسع من العرب والمسلمين والمهاجرين والاقليات العرقية دون ان يعني ذلك انه سيحصد اصوات كل هؤلاء وذلك لان تعاطيه مع القضايا العربية والاسلامية اختلف عن سابقه جورج بوش ولو بشكل غير اساسي كما ان منافسه رومني لا يحضى بترحيب هذه القطاعات .

واشار الشوبكي الى ان الناخب الاميركي لا يهتم كثيرا بالسياسة الخارجية  الخارجية وهذا الامر ربما يبرز بشكل اكبر في هذه الانتخابات خاصة بعد ان انسحبت اميركا من العراق وتستعد للانسحاب من افغانستان ، كما ان القضية الفلسطينية هي الاخرى لا تثير اهتمام الناخب الاميركي عدا الدعم الذي يقدمه اللوبي اليهودي لاثارة المرشحين باعلان التأييد والمساندة للكيان الصهيوني ، وبالتالي فان الناخب الاميركي مهتم هذه المرة بشكل خاص بالوضع الداخلي بحثا عن المرشح الذي يقدم حلولا تلامس هواجس المواطن الاميركي من تدهور الوضع الاقتصادي .

وحول سؤال عن افضل المرشحين للمنطقة اذا اردنا القيام بمفاضلة قال خبير النظم السياسية الدولية ان اوباما سيكون افضل الى منطقتنا بالمعنى النسبي لان خلفيته وقرائته السياسية تجعله يتعامل مع قضايا المنطقة بشكل اكثر انفتاحا وتفهما من رومني معتبرا ان خبرة الديمقراطيين عموما بالقضايا العربية اكثر من خبرة الجمهوريين .

====================

"كريستيان ساينس مونتر": مقاتلو المعارضة في حلب يدعمون فوز رومني بالأنتخابات الأمريكية

الاربعاء - 7 تشرين الثاني - 2012 - 8:36:57

يدعم المقاتلون السوريون المعارضون للنظام، فوز المرشح للرئاسة الأميركية ميت رومني، سعيا منهم إلى إنهاء الأزمة المستمرة منذ حوالي السنتين، عبر تدخل عسكري يسقط نظام الأسد.

و يلاحظ مراقبون غربيون أنهم نادرا ما يجدون عربا في الشرق الأوسط أيدوا حرب الولايات المتحدة في العراق، وخاصة بين السوريين حيث شارك كثيرون في دعم المقاومة المسلحة ضد القوات الأميركية في العراق.

ولكن مع اقتراب الانتفاضة السورية من دخول عامها الثالث، فإن المراقبين الغربيين أنفسهم يلاحظون أن كثيرين في سوريا ممن يتطلعون إلى تدخل أجنبي لانهاء الأزمة، يتحدثون الآن عن العراق بوصفه مثالا ايجابياً يجب أن يشجع الولايات المتحدة على حسم قرارها بمساعدة المعارضة السورية المسلحة. ويقول هؤلاء في مجرى متابعتهم الانتخابات الأميركية أنهم يأملون بأن الحزب الذي أشعل حرب العراق قد يأتي بالولايات المتحدة إلى سوريا أيضا.

ونقلت صحيفة "كريستيان ساينس مونتر" عن مصطفى أبو عبدو الذي كان طالبا يدرس علم النفس قبل الانتفاضة "أن الجمهوريين يفضلون استخدام القوة العسكرية.  خذوا بوش مثلا ، فهو دخل العراق وأفغانستان".

 وأضاف أبو عبدو أن الجمهوريين "يستخدمون الجيش في كل الحالات وبالتالي فهم قد يحاولون التدخل هنا أيضا".  وقال أبو عبدو إن اوباما في حال فوزه بولاية ثانية "سيواصل الكلام بأن على بشار الأسد أن يتوقف وان أميركا تأسف لموت مدنيين ولكنه لن يفعل شيئا للمساعدة هنا".

ويقول عدد من السوريين مثل الطالب مصطفى أبو عبدو إنهم يأملون بأن تأتي انتخابات الثلاثاء بالمرشح الجمهوري ميت رومني إلى المكتب البيضاوي لأنه سيغير السياسة الأميركية لصالح التدخل في سوريا.

ورغم أنه من المستبعد أن يؤيد عرب يعادون إسرائيل التي تحتل الأراضي الفلسطينية وهضبة الجولان، مرشحا مثل رومني الذي تربطه علاقات وثيقة مع إسرائيل وتعهد بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، فإن إمكانية إقدامه على عمل عسكري ضد نظام الأسد تطغى على أي مواقف أخرى يتخذها من القضايا العربية برأي كثير من السوريين، كما أفادت صحيفة "كريستيان ساينس مونتر" في تقرير من مدينة حلب.

وقال عبد الكريم اسلامي، الذي يملك متجرا لبيع البلاط في حلب "كان لدى اوباما نحو عامين للمساعدة هنا، ولكنه لم يساعدنا ولعل رومني سيكون رئيسا أحسن".

يقول رومني على موقعه الإلكتروني إن على الولايات المتحدة أن تنظم المقاومة ضد نظام الأسد وتعمل مع الحلفاء لتسليح المقاتلين ضد بشار الأسد "ممن يشاركوننا مصالحنا وقيمنا". ولكنه خلال المناظرة الثالثة حول السياسة الخارجية مع اوباما شدد على انه لا يطالب بتدخل قوات برية عسكرية أميركية على الأرض. وقال رومني إن رحيل الأسد "أولوية عليا بالنسبة لنا" ثم أضاف "نحن لا نريد أن نتدخل عسكريا هناك ولا نريد الانجرار إلى نزاع عسكري".

 وكان كثير من السوريين عقدوا الآمال على تحرك الولايات المتحدة تحركاً أشد فاعلية في عهد أوباما لتغيير ميزان القوى في نضالهم ضد نظام الأسد. وبعد فترة وجيزة على فوزه بالرئاسة، كان أوباما يعتبر في عموم الشرق الأوسط دليل تحول منشود في السياسة الأميركية تجاه المنطقة. وفي سوريا يُشار إلى اسمه الوسطي حسين والفترة التي أمضاها في اندونيسيا المسلمة خلال طفولته على أنها جوانب ايجابية فيه.

ولكن اوباما لم يفعل شيئا يُذكر خلال العامين الماضيين لإرضاء المناضلين ضد نظام الأسد. وفي حين أن ادارته دانت حملة البطش التي يشنها نظامه ودعته إلى التنحي، فان اوباما لم يذهب إلى حد تقديم معونة عسكرية مباشرة لمقاتلي المعارضة المسلحة وخاصة في مواجهة طيران النظام الحربي.

وقال المقاتل في الجيش السوري زكريا حسن عيسوي "نحن نعرف كيف يتعامل اوباما معنا ونأمل بأن يكون رومني مختلفا. فإذا فاز اوباما سيبقى الوضع كما هو ولن يتغير شيء معه".

ولكن يستبعد كثيرون آخرون أن تتغير السياسة الأميركية بصرف النظر عن الفائز يوم الثلاثاء.

وقال محمود ناظوم الذي يقود وحدة تابعة للجيش السوري الحر في حلب "لا اعتقد أنها تفرق سواء جاء هذا أو ذاك. ونحن لا يهمنا من يكون رئيسا. إذا كان اوباما أو رومني فهو سيكون مثل الأسد، يطيع الأوامر فقط. فالرئيس الأميركي ينفذ سياسة مرسومة لا أكثر".

عكس السير

===============

ماهي معالم السياسة الخارجية لأوباما خلال ولايته الرئاسية الثانية؟

كيف ستؤثر نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية على السياسة الخارجية لواشنطن؟ ماذا سيتغير في السياسة الخارجية للرئيس أوباما خلال ولايته الثانية؟

سفيان فجري (نص)

ولاية ثانية للديمقراطي أوباما أم عودة للجمهوريين مع رومني؟

تعتبر الولاية الثانية بالنسبة لرئيس الدولة فرصة لتدارك أوجه النقص التي تكون قد شابت عهدته الرئاسية الأولى. وبذلك غالبا ما تتجه الولاية الثانية إلى تعميق المقاربات المعتدلة في السياسة الخارجية، مع الحرص على تحقيق "الإنجازات الدبلوماسية" التي يمتد ذكرها في الزمن وتخلد اسم الرئيس.

فإذا كانت الولاية الرئاسية الأولى محكومة بمنطق الجزاء الانتخابي، الذي قد يقيد حركة الرئيس ويتحكم في سياساته، فإن الولاية الثانية غالبا ما تكون أكثر تحررا في تعاطيها مع ملفات السياسة الخارجية، وتمنح الرئيس وإدارته مساحات أكبر للفعل.

وقد استطاع الرئيس أوباما أن يرسم، خلال الأربع سنوات الأولى التي قضاها في البيت الأبيض، صورة الاعتدال في سياسته الخارجية، بإعلانه القطع مع النهج الذي سار عليه سلفه الجمهوري جورج بوش في عدد من الملفات أبرزها الملف الأفغاني والعلاقة مع العالم العربي.

وعلى امتداد أسابيع الحملة الانتخابية مافتئ الرئيس الأمريكي يؤكد على إنجازات إدارته في مجال السياسة الخارجية، ويعتبر ذلك نقاط قوة تمنحه التفوق أمام منافسه الجمهوري الذي كثيرا ما وصف من قبل الديمقراطيين بأنه قليل التجربة في مجال السياسة الخارجية، وأنه إما مردد لنفس خطاب الرئيس أوباما، أو أنه يطمح في أحسن الحالات إلى العودة إلى سياسة الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش الابن.

في السياسة الخارجية يتوقع أن يواصل الرئيس أوباما سياسته بسماتها الأساسية التي تحكمت في الولاية الأولى. هكذا سيتواصل مسلسل الانسحاب من أفغانستان وفق ما رسمته إدارة الرئيس بجدول زمني يجد نهايته في سنة 2014، حيث من المقرر أن تنقل كامل المسؤولية الأمنية للقوات الأفغانية بحلول عام 2014.

في المجال العربي من المنتظر أن تحافظ الولايات المتحدة الأمريكية على سياستها في مراقبة تقلبات رياح الربيع العربي، في مقاربة توازي بين تحقيق مطلب الديمقراطية وتشجيع التحولات مع الحفاظ على مصالح واشنطن والحرص على عدم التدخل المباشر.

وقد يعكس الملف السوري هذه المقاربة البراغماتية في التعاطي مع الربيع العربي بالتعويل على مواصلة الضغط على النظام وإحداث القدر الأكبر من التشققات داخله لإسقاطه.

ولن تبتعد سياسة واشنطن تجاه إيران عن هذا المنطق حيث من المنتظر أن تواصل سياسة العقوبات مع انتظار تصدعات النظام الإيراني ومراقبة كل التطورات التقنية التي ينجزها الملف النووي الإيراني للتدخل في أي لحظة لتعطيله.

وفي هذا الملف ستكون إدارة أوباما مرة أخرى تحت ضغط الحكومة الإسرائيلية، التي من المتوقع أن تكتسب قوة أكبر بالتحالف الذي وقعه حزبا اليمين الإسرائيلي الليكود و"إسرائيل بيتنا". وسيصب الضغط الإسرائيلي في اتجاه دفع الطرف الأمريكي إلى المشاركة في عمل عسكري ضد إيران، أو ضمان دعمه إن قامت إسرائيل بالهجوم على المنشآت النووية ونجم عن ذلك رد إيراني.

وفي جميع الحالات لا شك أن علاقة واشنطن بإسرائيل في حال فاز أوباما بولاية رئاسية ثانية، ستكون علاقة متوترة، على الأقل في أسابيعها الأولى، نظرا للتضايق الكبير الذي أظهره أوباما وفريقه من تدخل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في حملة الانتخابات الأمريكية لصالح رومني، وفرضه للملف الإيراني كموضوع مركزي في الحملة.

كما أن حرص إسرائيل المعلن في الاستمرار في سياستها في موضوع الشرق الأوسط والسلام والعلاقة مع الفلسطينيين من شأنها أن تولد صدامات جديدة مع إدارة أوباما الساعية في ولايتها الثانية إلى الظهور بمظهر الراعي للسلام، وقد يزيد من حدة هذا الطابع الصدامي إن منحت حقيبة الخارجية لممثلة واشنطن الحالية في مجلس الأمن سوزان رايس التي لا تلقى الترحاب الكافي في إسرائيل.

لا شك أن سياسة أوباما الخارجية طيلة الأربع سنوات التي قضاها في البيت الأبيض كانت عرضة لعدد من الانتقادات، من جهة الجمهوريين والديمقراطيين كذلك: من جهة الجمهوريين الذين اعتبروا أن الرئيس أوباما افتقد الجانب "الإرادوي" والفاعل في السياسة الخارجية عكس سلفه بوش، وهو ما انعكس على موقع أمريكا في العالم وشجع منافسيها على الظهور.

فما يرى بعض الديمقراطيين أن السياسة الخارجية للرئيس أوباما في ولايته الأولى كانت شبيهة إلى حد كبير بالسياسة الخارجية لبوش الابن خلال ولايته الثانية: فمعتقل "غوانتانامو" ما زال مفتوحا، والحرب في أفغانستان تمتد في الزمن وتقاوم دعوات الإنهاء وعمليات التصفية بواسطة الطائرات بدون طيار تسجل ارتفاعا متزايدا..

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ