ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 20/09/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

ملف المهجرين القسريين

في ملف التغريب

تمرد على التغريب وارفض الاغتراب

مشاعر أولية تحاصرك، تشعرك أنك في وطن لا يحتاج إليك، أو في عالم غني عنك، إنه ضرب من إلغاء الذات. نحتاج إلى التوقف قليلاً لاستيعاب المعنى، أو تلمس الجرح الغائر في النفس، المطموس تحت ركام الآه. أن يشعروك أنك طفيلي على مأدبة الحياة!! في وطنك المنكوب ألغى المستبد الكل ليتفرد، أراد منك أن تكون الطاعم الكاسي، فكانت غربة بكى الزبرقان منها، وقضى حسان أنها مقولة أبلغ من الهجاء وأشنع. وفي رحاب العالم الفسيح حيث أنت مقطوع الأواصر، معطل الجسور تحاصرك العبثية من الوجود.

وبهذا المعنى كان في التغريب معنى الإعدام الرمزي. وبهذا المعنى أيضاً كان التغريب بعض عقوبات المسلمين التعزيرية، وبعض عقوبات العرب العشائرية (فالجلوة) أي الإجلاء عن الموطن هي عقوبة في عرف الجميع.

في عالم الاغتراب أو التغريب وبينهما فرقان جلي وخفي، يتوارى بعض الناس من انتمائه لا رغبة عنه وإنما يأساً منه، فيلجأ إلى (الأوطان الجاهزة) حيث شقي أقوام وضحوا وتعبوا لبناء أوطانهم، فيلتحق الرجل بهم ـ مولى لهم ـ يستمتع بعنب الكرم دون أن يغرس فيه دالية، يتجسد قول ابن الوردي في لاميته، وكم تثير لامية ابن الوردي في الصدر من شجن وتبعث من آه:

حبك الأوطان عجز ظاهر     فاغترب تلق عن الأهل بدل

ورجل لايزال يظن أنه يحمل إلى وطنه رسالة، فيأخذ على عاتقه محاربة مشخصات القهر والخوف والاستسلام، وينفخ دون كلل في وميض جمر البناء ليتوهج مشروع نهضوي يسلك وطنه في ناظمة أوطان المجد والرفاه.

إنه التمرد على التغريب والرفض للاغتراب، فهو وإن كان بعيداً، وإن رُحِّل عن الوطن بشخصه، فأثره الفاعل شمس تنير وتدفئ من بعيد. أيها المغترب المُغرَّب إنهم يريدون أن يعدموك فلا تصدق أن وطناً لا يحتاج أبناءه، وإن فعلت فاعلم أنهم قد نجحوا، وقديماً كان

الميت ميت الأحياء

 

أعلى الصفحةالصفحة الرئيسة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ