ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 25/07/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الحملة الإنسانية من أجل المفقودين في وطنهم سورية

إلى الإخوة القائمين على مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية و الاستراتيجية

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مشاركة مني في حملتكم الإنسانية النبيلة أرسل هذه الرسالة الموجهة إلى أخي الدكتور أسامة الهاشمي ، الذي فجعنا باعتقاله منذ خمسة وعشرين عاماً و لم نعرف عنه شيئا منذ ذلك اليوم ، سائلاً المولى أن يفرج الكرب و يكشف الغمة و يجزيكم عن المعتقلين و ذويهم كل خير.

أخي الحبيب أسامة

اكتب لك هذه الرسالة وقد مضى على فراقنا خمسة وعشرون عاماً !!!

وهي ثاني رسالة اكتبها لك خلال هذه الغيبة الطويلة! ولو ظننت يوماً أن رسائلي يمكن أن تصلك حيث أنت أيها الحبيب لما توقفت عن الكتابة يوماً

أما الرسالة الأولى ، فكانت يوم رزقتُ ابناً قبل حوالي تسعة سنين ،سميته باسمك الحبيب ، ولم أطلع عليها أحد حتى هذه اللحظة ، لأني كنت ولازلت آمل أن تكون أنتَ أول من يقرؤها .

أخي الحبيب 

خمسة وعشرون عاماً مضت ،وابتسامتك المشرقة التي ما فارقتك مُذ عرفتك ترتسم أمام عيني ، وقد انطبعت في قلبي ، وأتساءل بلهفة حرى : ترى ماذا حلّ بك وبإخوانك ؟!

خمسة وعشرون عاماً مضت ، ثقيلة بطيئة علينا، ونحن (خارج السجن) فكيف تراها مرت عليك وعلى إخوانك وأنتم وراء القضبان في غياهب السجون ! كيف مرت عليكم وأنتم في أقبية مظلمة عفنة ، لا ترون الشمس ، ولا تعرفون الهواء النقي ؟! كيف مرت عليكم وأنتم في ملابسكم التي دخلتم بها السجن وقد بليت ورقعت ثم بليت ورقعت ثم بليت كما بليت أجسادكم كما أخبرنا من خرج من السجن من إخوانكم !

بل كيف مرت عليكم وقد سلبت منكم حريتكم ، وتحكم بكم جلادون ظلمة، بل قتلة فجرة ، لم يعرفوا الرحمة يوماً ولا الإنسانية أبداً .

كيف مرت عليكم ولم تروا أباً ولا أماً  ، ولا أخاً ولا أختاً ، ولا زوجة ولا ابناً ولم يركم أحد ممن تحبون منذ أن غبتم في غياهب السجون الظالمة

تسعة آلاف يوم مرت ! وطعامكم يقدمه لكم لصوص لئام ، يسرقون معظمه ويسممون ما بقي بلؤمهم وحقدهم ، وما سمعناه عن هذا كان عجباً أغرب من الخيال.

ربع قرن مضى عليكم أيها الأحبة ولا طبيب ولا دواء ! وقد غزا

 أجسامكم المرض ، وفتك بأجسادكم السل ، وسرى القمل في المهاجع يؤذيكم أيما إيذاء .

أخي الحبيب

لقد اشتقت والله إليك ،اشتقت إلى رؤيتك .. اشتقت إلى حديثك .. اشتقت إلى أنسك ووداعتك .

لقد كنت رفيقي قبل أي رفيق منذ أن نشأنا معاً في بيت الوالد يحفظه الله وما أذكر يوماً أخطأتَ فيه بحقي قط  .. أو بحق أحد من إخوانك  بل كنت دائماً واسع الصدر .. حليماً.. حنوناً .. تسارع إلى خدمة الصغير و الكبير من إخوانك ، لا تبتغي إلا رضوان الله .

وكنت تتحلى بالإيثار، الذي تجلى أكثر لما ابتعدنا عن بيتنا في حلب وعشنا في دمشق أيام الدراسة الجامعية مع ثلة من الإخوة الكرام ،  فكنت إذا رجعت من الجامعة دخلت المطبخ تهيئ الطعام وتنتظر إخوانك ، ولا تأكل حتى يلتئم شمل الجميع . وإذا مرض أحد من إخوانك سهرت إلى جانبه كالأم الرؤوم ، تداويه وتواسيه حتى يتعافى و يتماثل للشفاء .

وكنت خلال دراستك الجامعية قدوة حسنة لإخوانك و أترابك ، في دينك وخلقك ومعاملتك ، ومثلاً يحتذى في برك وإحسانك وانضباط مواعيدك ، بل وفي شأنك كله .

وبعد أن تخرجت بتفوق ، وبدأت عملك في عيادتك طبيبَ أسنان أثبتَّ كفاءة ومهارة  منذ الأيام الأولى ،  فكنت لا تعود إلى البيت إلا في وقت متأخر ، بعد أن تعطي مرضاك حقهم من العناية والرعاية والإتقان .              

وكنت باراً برحمك وإخوانك ، فلطالما اتصلت بأخوالك وخالاتك وعمك وعماتك ، وخواص إخوانك ،  تحثهم أن  يأتوا ليتعالجوا ، وتأبى أن تأخذ أجراً إلا ما ادخره الله لك من ثواب وأجر.

ولما اندلعت أحداث العنف الدامية في بلدنا الحبيب وخرج معظم الإخوان والدعاة فارين بدينهم وأنفسهم ، أبيتَ أن تخرج رغم إلحاح أمك يحفظها الله ، مستشعراً أمانة الدور الذي كنت تؤديه في بقائك على أرضك الحبيبة ، وبين إخوانك .

واعتقلت بعد ذلك مع أخويك ياسر وعمار ثم فرج الله عنكم ، ومع ذلك لم يتغير موقفك . وبقيت مصراً على أن لا تغادر وطنك الذي ولدت  وترعرعت فيه ، وتعلمت وعملت فيه ، لأنك تعلم يقيناً أنك لم تذنب ذنباً تحتاج معه إلى الفرار.   

أخي الحبيب ..إخوتي الأحبة

ربع قرن مضى عليكم وأنتم صابرون محتسبون ، موقنون بوعد الله ، ولن يخلف الله وعده أبداً : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) .

أخوك المحب

عبد اللطيف

 

اضف اسماً لمفقود تعرفه

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ