الرئيسة \  مواقف  \  ‏«لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف»

‏«لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف»

23.12.2025
Admin

‏«لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف»
‏للحافظ ابن رجب الحنبلي (ت 795هـ)
‏رحم الله شيخ اللطائف…
‏قال:
‏لم يثبت في شهر رجب عبادة مخصوصة. هذا ما قرره ابن رجب ، الحنبلي رحمه الله تعالى..
‏وأقول:
‏بل ثبت فيه ما ثبت في كل الشهور..كن قريبا ذاكرا شاكرا محافظا فطنا…
‏احذر أن تكون يوم القيامة المفلس الذي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وصدقة وقيام، يأتي وقد سفك دما، أو هتك عرضا، أو أكل مالا  أو بطر حقا، أو غمط إنسانا،  أو بهت مسلما أو اغتابه أو سعى في نميمة،أو أشاع فاحشة، أو  أنكر معروفا، أو سوّغ منكرا، أو جهر بسوء…
‏لا شيء ثابت في رجب
‏غير أنه شهر الله الحرام، رجب الفرد، والترجيب من التعظيم، ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب..
‏رجب شهر تتذكر فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة إلى الصلاة.. والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان..
‏رجب …
‏وهذا شهر يحرث فيه الزارع ويبذر، ليسقي في شعبان ويجني في رمضان، وينال جائزته يوم الجائزة..
‏ويسألني هل صح في شهر رجب شيء؟؟
‏وأقول وصح في كل الأشهر والأسابيع والأيام أمر الله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ *
‏وهل صح في الصوم في رجب شيء؟؟
‏صح الندب إلى التنفل بالصيام في كل شهر وفي كل أسبوع ..صح الندب إلى صيام الاثنين والخميس وصيام الأيام الثلاثة البيض.. وصوم النافلة غير محدود!!
‏وصح في رجب كما صح في غيره "﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ﴾…
‏وقرر سفيان بن عيينة كما في الحلية لابن نعيم: " الغيبة أشد من الزنا" هل نستوعبها.. يا ويلنا إذا كنا نغتاب كما نتنفس، ونظن السوء كلما هب علينا الهواء..
‏"الغيبة أشد من الزنا"
‏قررها ابن عيينة، وتابعة حجة الإسلام الغزالي، ونقلها الذهبي في الكبائر  وقال: الأول يصدق التوبة فيتوب، والثاني لا تقبل توبته حتى يغفر له صاحبه…!!
‏والذين قرروا أن الغيبة أشدُّ من الزنا لم يريدوا تهوين أمر الزنا، وهو الفاحشة الفاحشة، وإنما أرادوا تعظيم إثم الغيبة،،  تلك الوتوتة الخفية التي نمارسها كيفما التفتنا..وكلما تنفسنا!!
‏نقترفها وننسى ذينك القعيدين عن اليمين وعن الشمال، مهمتهما إحصاء اللفظ من القول:
‏"إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ. مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"
‏هذان ملازمان حتى على التوك توك وعلى صفحات الواتس…وعلى الهاتف المحمول؟؟
‏وقالوا؛ لم يثبت في رجب شيء…
‏هذا رجب مدخلنا إلى رمضان.. فكيف نعبر إليه ملطخين بالحدثين الكبير والأكبر…
‏ستون يوما تفصلنا عن رمضان.. عن شهر القرآن فهنيئا لمن ادكر ثم وعى
‏اللهم بلغنا رمضان.. واجعلنا من أهل رمضان…
‏واجعل خير أيامنا يوم نلقاك…
الاثنين 22/12/2025