الرئيسة \
تقارير \ كيف صعدت الولايات المتحدة إلى إمبراطورية عالمية في القرن العشرين
كيف صعدت الولايات المتحدة إلى إمبراطورية عالمية في القرن العشرين
08.08.2023
باتريك مازا
كيف صعدت الولايات المتحدة إلى إمبراطورية عالمية في القرن العشرين
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
باتريك مازا* - (كاونتربنش) 2023/8/2
الغد الاردنية
الاثنين 7/8/2023
كانت الطريقة التي تطورت بها الإمبريالية العالمية الأميركية لتكون أقوى إمبراطورية في التاريخ محصورة في الرؤساء الثلاثة الأوائل في القرن العشرين، كما كتب ويليام أبلمان ويليامز في عمله الأخير الذي نشر في العام 1980، "الإمبراطورية كطريقة حياة: مقال عن أسباب وسمات المأزق الأميركي الحالي وبعض الأفكار عن بديل" Empire as a Way of Life: An Essay on the Causes and Character of America’s Present Predicament Along with a Few Thoughts About an Alternative.
يمكن القول إن ثيودور روزفلت، الرئيس من 1900 إلى 1909، كان أول شخص يشغل هذا المنصب مع رؤية للولايات المتحدة كقوة عالمية.
وقد اشتهر روزفلت بقوله: "تحدَّث بهدوء واحمل عصا كبيرة"، وكان هذا التصور تجسيدًا للولايات المتحدة كشرطي عالمي خيِّر، في نظر نفسها.
وفي العلاقات مع أميركا اللاتينية، قال روزفلت إن الدول "يجب أن يكون لها اعتبار كبير لالتزاماتها تجاه الخارجيين... قد تؤدي المخالفات المزمنة، أو عجز يؤدي إلى تحلُّل عام لروابط المجتمع المتحضر، إلى... إجبار الولايات المتحدة... على ممارسة دور سلطة شُرَطية دولية".
ولكن، كما يلاحظ ويليامز، أوضح ثيودور روزفلت أن هذا الدور يشمل أيضًا "قوى غنية ومتحضرة ظاهريًا". وسوف يتفاوض روزفلت على تسوية في الحرب الروسية اليابانية 1904-1905، ويتدخل في نزاع أوروبي حول المغرب، ويرسل أسطولاً أميركيًا متناميًا في جولة حول العالم.
وكتب ويليامز: "... أوضح الرئيس أنه يعتبر من الضروري الحفاظ على النظام داخل الأحياء الغنية مثلما في الأحياء الفقيرة... الحارس... يُظهر قيم مجتمعه... باعتبارها المعيار الوحيد لعالم".
وأعرب خليفته، ويليام هوارد تافت، الذي تولى المنصب من 1909-1913، عن دور الولايات المتحدة في السوق العالمية من خلال "دبلوماسية الدولار" (1). ويكتب ويليامز، "لقد انتهت السنوات الطويلة من اكتساب وتطوير الإمبراطورية القارية المحلية".
ويقتبس تافت: لقد راكمت الولايات المتحدة "فائضًا من رأس المال يتجاوز متطلبات التنمية الداخلية... بدأت طاقتنا الفائضة في النظر إلى ما وراء حدودنا، في جميع أنحاء العالم، لإيجاد فرصة للاستخدام المربح لفائض رأس المال لدينا...".
وكان دور الحكومة هو "الحفاظ على تلك الفرصة المجانية للشعب الأميركي في الأسواق الخارجية التي ستصبح قريبًا لا غنى عنها لازدهارنا...".
ثم جمع وودرو ويلسون، الرئيس من 1913-1921، هذين الخطّين في "رؤية كبرى للخير العالمي الذي تشرف عليه الولايات المتحدة"، كما كتب ويليامز.
ولهذا الغرض، قاد الأمة إلى دخول الحرب العالمية الأولى وفق قناعة تعتقد بالصلاح الذاتي بأن نشر القوة الشرطية الأميركية كان ضروريًا لدخول ألفية من التقدم الديمقراطي القائم على قبول ومراعاة مبادئ وممارسات اقتصاد السوق الأميركي".
ويقتبس ويليامز ويلسون، كان على الولايات المتحدة أن تدخل في ذلك الصراع لأن انتهاك تلك المبادئ "جعل حياة شعبنا مستحيلة ما لم يتم تصحيحها وتأمين العالم مرة واحدة وإلى الأبد ضد تكرارها".
وكتب ويليامز، "كان تركيزه على العالم الذي تتم صياغته على صورة أميركا". هذا هو "العالم الذي يتم جعله آمناً للديمقراطية" الذي ناضل ويلسون من أجله.
قدم ويلسون "توليفة مثيرة للإعجاب" من "النظرة الإمبريالية الجديدة... كان عليه أن يسيطر على الفقراء الساخطين (الذين ترمز إليهم الثورات المستمرة في الصين والمكسيك وروسيا)، بينما يراقب في الوقت نفسه جشع الأغنياء الذين تنافسوا مع الولايات المتحدة على ثروة العالم. كانت هذه المهمة الرهيبة هي النتيجة الحتمية للتعريف الأميركي للحرية والرفاهية والأمن عالميًا".
النظام يواجه تحديًا
احتاج هذا النظام إلى الحفاظ على سياسة "الباب المفتوح" (3) للاستثمار الرأسمالي في جميع أنحاء العالم. وتم التعبير عنها لأول مرة في "ملاحظات عن الباب المفتوح" لوزير الخارجية، جون هاي، في 1899-1900، التي أصر فيها للقوى الأخرى على أنه لا ينبغي أن تكون هناك قيود على التجارة والاستثمار في مجالات نفوذها في الصين.
ونظر ويليامز إلى هذه الملاحظات على أنها تعبيرات أساسية عما يُفترض أن تكون سياسة الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم. (سيتم شرح هذه الفكرة بالتفصيل وبمزيد من العمق في الجزء الثاني من هذه السلسلة).
وهكذا شكلت تلك الثورات تحديًا أساسيًا لنظام "الباب المفتوح". وكتب ويليامز أنه لا يمكن "النجاة بينما تُخرج البلدان نفسها من النظام"، سواء كان الدافع اشتراكيًا كما هو الحال في روسيا، أو قوميًا كما هو الحال في الصين والمكسيك. "شدد الإمبرياليون الأكثر تعصبًا على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية وقوية لمنع مثل هذه الانسحابات من النظام العالمي".
تحدى "الكساد الكبير" (4) الذي بدأ في العام 1929 هذا النظام بطرق غير مسبوقة. "... الإيمان بالنمو... انهار على الأرض. وأذهل هذا الفشل معظم الأميركيين. لقد ولدوا مع حقيقة أن ثقافتهم مبنية على النمو، والآن لم يعد هناك نمو. إنها حقًا تجربة مؤلمة".
وسيكون لذلك تأثير عميق على السياسة الخارجية للولايات المتحدة من ثلاثينيات القرن العشرين وخلال فترة ما بعد الحرب. وقد وضعت "الصفقة الجديدة" (5) التي قادها الرئيس فرانكلين روزفلت سياسات اجتماعية رئيسية وأنشأت بنية تحتية جديدة، لكنها لم تجلب الانتعاش الكامل للاقتصاد. وأدرك معظم الأميركيين، سرًا إن لم يكن علنًا، أن الاقتصاد انتعش فقط خلال الحرب العالمية الثانية. ونتيجة لذلك، كانوا غير مرتاحين على الإطلاق لاحتمال الانزلاق مرة أخرى إلى الكساد عند انتهاء الصراع".
فرض الكساد قيودًا على حريات السوق التي اعتقد معظم الأميركيين أنها أساس حريتهم الفردية الخاصة، مما عزز تلك الشكوك. "كان لدى الأميركيين القليل من التقارب النفسي... مع فلسفة تنظر إلى مثل هذه القيود كجزء من مجتمع متميز بالفوائد والالتزامات المتبادلة". كان كل ما يجعل هذه القيود مقبولة هو النمو الاقتصادي. "وفي الاقتصاد الأميركي كان هذا النمو مبنيًا على التوسع الإمبريالي".
تحديد مسار الحرب
وهكذا اعتُبرت الجهود التي تبذلها الدول الأخرى لمعالجة الكساد من خلال ضوابطها الخاصة "تهددًا بترك الولايات المتحدة جزيرةَ حرية محاصرة".
وشمل ذلك الجهود التي بذلتها فرنسا وبريطانيا للحفاظ على الأفضلية في إمبراطورياتهما الاستعمارية، وكذلك الجهود المبذولة لإنشاء أنظمة ذاتية الاكتفاء، في أوروبا من قبل ألمانيا النازية وفي شرق آسيا من قبل اليابان الفاشية.
وكتب ويليامز: "أكد القادة الأميركيون بشكل متزايد على مخاوفهم السابقة من أن العالم المنقسم إلى مثل هذه الكتل التجارية سيخلق ما أسماه والتر ليبمان ’حالة ثورية حقًا‘، يكون من شأنها أن تجبر الولايات المتحدة على إجراء تغييرات هيكلية ومؤسسية في الداخل".
وأضاف ويليامز: "لقد فهم فرانكلين روزفلت الحقيقة المطلقة عن الإمبراطورية كطريقة حياة: قم بإنهاء الإمبراطورية وقد يفلت الجحيم كله من عقاله: سوف تخرج لك آلهة الانتقام والعدالة".
وهكذا تم تحديد مسار الحرب العالمية الثانية. "... بين إنهاء المعاهدة التجارية مع اليابان في كانون الثاني (يناير) 1940 و’مبادلة المدمِّرات بالقواعد‘ مع بريطانيا العظمى في أيلول (سبتمبر) 1940، ألزم روزفلت الحكومة بخوض حرب من أجل طريقة الحياة الإمبريالية الأميركية".
وبطبيعة الحال، كانت الأنظمة في ألمانيا واليابان جديرة بالازدراء، لكن الأجندة الإمبريالية الكامنة وراء الحرب تشير إليها حقيقة أنه قد تم، بصرف النظر عن أبرز مجرمي الحرب، الإبقاء على القيادة السياسية والاقتصادية والعسكرية الحاكمة لتلك الدول في حقبة ما بعد الحرب.
وفي المقابل، سيقوم هؤلاء بدمج دولهم بالكامل في نظام "الباب المفتوح". وأجبر النفوذ المالي الأميركي بريطانيا التي تركتها الحرب مفلسة على فتح إمبراطوريتها. وسوف تبدأ الحرب الباردة بعد فترة وجيزة من الحرب العالمية الثانية مع الدول الكبرى الوحيدة التي بقيت "خارج النظام"، الاتحاد السوفياتي والصين.
في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية، تم وضع أساسيات النظام الأميركي المحلي التي ستسود في سنوات ما بعد الحرب. ويمكن تعقب أصول المجمع الصناعي العسكري الحديث في الولايات المتحدة إلى الإنفاق في ثلاثينيات القرن العشرين الذي هدف إلى الاستعداد للحرب وإنعاش الاقتصاد في الوقت نفسه.
ويلاحظ ويليامز أن 20 في المائة من إيصالات ضرائب السنوات 1935-1940 ذهبت إلى الإنفاق العسكري. كما عزز روزفلت "القوة المتأصلة للشركات العملاقة"، التي استحوذت على نصيب الأسد من العقود العسكرية. "... خلقت ’الصفقة الجديدة‘ رابطًا مؤسسيًا بين الشركات الضخمة والجيش".
بشكل عام، على الرغم من خطاب روزفلت حول "الأشرار ذوي الثروة العظيمة، كانت إدارته مهتمة بإنقاذ وإحياء الاقتصاد الرأسمالي القائم على الشركات الكبيرة إذا أمكن".
ولذلك عزز التوافق الوثيق بين الدولة والشركات. سوف تقدم الدولة الإعانات، وتخلق الأسواق، وتضمن الوصول إلى الموارد. "وهكذا عزز انهيار نظام رأسمالية السوق قوة أولئك الذين كانوا ملتزمين بالحفاظ على النظام".
والجميع، الكونغرس، وحكومات الولايات والحكومات المحلية، والمواطنون، "تم اختزالهم بشكل مطرد للاستجابة -أو ببساطة، تنفيذ- المقترحات والإجراءات التي تتخذها الإدارة التنفيذية والشركات".
الفواتير استحقت
نشأ النظام العالمي الذي نعرفه اليوم في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين. وهدف روزفلت في ذلك الوقت إلى تحقيق "الحلم العالمي للولايات المتحدة بإنشاء سوق عالمي مفتوح تهيمن عليه القوة الأميركية".
ولكن، كما كتب ويليامز: "كان ذلك وهمًا كبيرًا قائمًا على الفشل في فهم المعنى الكامل لـ’الكساد الكبير‘، وتأسس في الاعتقاد الساحر بأن الولايات المتحدة يمكن أن تجني ثمار الإمبراطورية من دون دفع تكاليف الإمبريالية ومن دون الاعتراف بأنها إمبراطورية".
وقد أصبحت تلك الفواتير مستحقة الدفع اليوم، في تجدد المنافسة بين القوى العظمى التي تهدد بإبادة نووية عالمية، وأزمة المناخ القائمة على افتراض النمو الاقتصادي غير المحدود.
وما تزال أسئلة ويليامز مقنعة كما كانت دائمًا: "هل نحن غير قادرين، فكريًا، على القيام بأي شيء أفضل من الوعظ حول ثيمة أن النمو اللانهائي هو أمر بالغ الأهمية لصحتنا الاجتماعية والنفسية؟ وهل نحن غير قادرين، أخلاقيًا، على تقاسم العالم مع الآخرين... على أساس منصف؟ إذا أجبتَ بـ"نعم" عن هذه الأسئلة، فابحث عما أسماه جيمس بالدوين "الحريق في المرة القادمة... سوف نختنق، ونئِز، ونُقلى".
خلص ويليامز في العام 1980 إلى أن "الإمبراطورية كطريقة للحياة ستؤدي إلى الموت النووي".
وإجابته: "استمروا في متابعة الأمور المهمة. ابتعدوا عن الإمبراطورية وابدأوا في إنشاء مجتمع".
في السنوات الـ43 التي مرت منذ أنجز ويليامز عمله الأخير، لم نستجب لدعوته، وعاد الخطر النووي الذي تصوره آنذاك بقوة غير مسبوقة، في حين أن أزمة المناخ التي كانت في ذلك الوقت ما تزال في الأفق البعيد تهدد الآن فعليًا بجعلنا نئز ونُقلى. لقد حان الوقت للتخلي عن الإمبريالية كطريقة للحياة والتحول إلى العمل الشاق المتمثل في إنشاء مجتمع، بدءًا من المكان الذي نعيش فيه.
*باتريك مازا Patrick Mazza: صحفي وباحث وناشط مستقل يركز على المناخ والطاقة النظيفة والاستدامة العالمية، ومؤلف مشارك للكتاب الجديد Solutionary Rail. شارك في قضايا الاستدامة كناشط وصحفي منذ ثمانينيات القرن العشرين، وركز على إيجاد حلول لاضطراب المناخ منذ أواخر تسعينيات القرن العشرين. في ثمانينيات القرن العشرين شارك في تحرير صحيفة تقدمية شعبية تسمى "تحالف بورتلاند". وفي العام 1980، بدأ أحد أقدم المواقع الإلكترونية، Cascadia Planet، لتركيز الجهود في الشمال الغربي. في أواخر تسعينيات القرن العشرين، ساعد في تأسيس منظمة غير حكومية مناخية رئيسية تركز على نقل مجموعات القيادة للعمل على المناخ.
*نشر هذا المقال تحت عنوان: How the US Ascended to Global Empire in the 20th Century
هوامش المترجم:
(1) "دبلوماسية الدولار" Dollar diplomacy: شكل من أشكال السياسة الخارجية الأميركية، برزت بشكل خاص خلال رئاسة ويليام هوارد تافت (1909-1913)، وسعت إلى تقليل استخدام القوة العسكرية أو التهديد بها، والعمل بدلاً من ذلك على تعزيز أهدافها في أميركا اللاتينية وشرق آسيا من خلال استخدام قوتها الاقتصادية عن طريق ضمان القروض الممنوحة للدول الأجنبية.
لخصها تافت في رسالته إلى الكونغرس في 3 كانون الأول (ديسمبر) 1912: "لقد سعت دبلوماسية الإدارة الحالية إلى الاستجابة للأفكار الحديثة للعلاقات التجارية. وتميزت باستبدال الرصاص بالدولارات. إنها واحدة تُناشد على حد سواء المشاعر الإنسانية المثالية، وإملاءات السياسة والاستراتيجية السليمة، والأهداف التجارية المشروعة".
(2) صفقة "المدمرات مقابل القواعد" Destroyers- for- Bases Deal: اتفاقية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، أبرمت في 2 أيلول (سبتمبر) 1940، وبموجبها تم نقل 50 مدمرة أميركية من طرازات "كالدويل"، و"ويكس"، و"فئة كليمسون" من البحرية الأميركية إلى البحرية الملكية مقابل حقوق في استخدام الأرض على الممتلكات البريطانية.
وأصبحت المدمرات تشكل "فئة المدينة" البريطانية وسميت على اسم المدن المشتركَة بين البلدين. استخدم الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت صفة الاتفاقية التنفيذية التي لا تتطلب موافقة الكونغرس.
ومع ذلك، تعرض لهجوم عنيف من الأميركيين المناهضين للحرب، الذين أشاروا إلى أن الاتفاقية انتهكت ’قوانين الحياد‘ الأميركية".
(3) سياسة الباب المفتوح Open Door: هي مبادرة أطلقتها الولايات المتحدة في العام 1899 وأسمتها (بيان المبادئ). هدفت إلى تأمين امتيازات متساوية بين الدول التي تتعامل تجاريًا مع الصين، ودعم الوحدة الصينية إقليميًا وإداريًا. وأصدر "البيان" وزير خارجية الولايات المتحدة جون هاي، وأرسل إلى كل من بريطانيا العظمى، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، واليابان، وروسيا. واستقبلت هذه السياسة في أغلبها بتأييد عالمي، وكانت لأكثر من 40 عامًا حجر الأساس في السياسات الخارجية الأميركية.
(4) "الكساد الكبير"، أو "الانهيار الكبير" أو "الكساد العظيم" Great Depression: هو كساد اقتصادي عالمي حاد حدث خلال ثلاثينيات القرن العشرين وبداية عقد الأربعينيات انطلاقًا من الولايات المتحدة.
واختلف توقيت الكساد الكبير في مختلف أنحاء العالم. في معظم البلدان، بدأ في العام 1929 واستمر حتى أواخر الثلاثينيات. وكان هذا الكساد هو الأطول والأعمق والأكثر انتشارًا في القرن العشرين.
ويعد أكبر وأشهر الأزمات الاقتصادية في القرن العشرين، ويقول المؤرخون إنه بدأ مع انهيار سوق الأسهم الأميركية في 29 تشرين الأول (أكتوبر) 1929 والمسمى بـ"الثلاثاء الأسود". يستخدم المصطلح للدلالة على مدى شدة تدهور الاقتصاد العالمي.
(5) "الصفقة الجديدة" أو "الاتفاق الجديد" New Deal: مجموعة من البرامج الاقتصادية التي أطلقت في الولايات المتحدة بين العامين 1933 و1936. تضمنت هذه البرامج مراسيم رئاسية أو قوانين قام بإعدادها الكونغرس الأميركي أثناء الفترة الرئاسية الأولى للرئيس فرانكلين روزفلت.
جاءت تلك البرامج استجابة لـ"الكساد الكبير" وتركزت على ما يسميه المؤرخون "الألفات الثلاثة"، وهي: "الإغاثة، والإنعاش، والإصلاح".
وتشير هذه النقاط الثلاث إلى إغاثة العاطلين والفقراء؛ وإنعاش الاقتصاد وإعادته إلى مستوياته الطبيعية؛ وإصلاح النظام المالي لمنع حدوث كساد مرة أخرى.