وماذا ستفعل إيران بنفوذها الضائع في سورية؟
17.09.2025
رشيد حوراني
وماذا ستفعل إيران بنفوذها الضائع في سورية؟
رشيد حوراني
العربي الجديد
الثلاثاء 16/9/2025
أدّت التطورات أخيراً إلى تقليص نفوذ النظام الإيراني في المنطقة. وفي مواجهة هذا التغيير، كثّفت طهران جهودها للحفاظ على دورها، من خلال حملات إعلامية، مبادرات دبلوماسية، ومحاولات تأثير عبر الفضاء الإلكتروني. وفي حين تحاول إيران إيجاد موطئ قدم جديد، يظلّ موقفها في سورية أضعف من أي وقت مضى.
تتناول المطالعة التالية موقف النظام الإيراني من خلال تصريحات مسؤوليه ومراقفهم، ووسائل الإعلام الإيرانية، بشأن الوضع في سورية والتطوّرات فيها، التي تراوحت بين الحذر والتفاؤل، في وقتٍ تحاول، مع سقوط حكومة بشّار الأسد وتشكيل حكومة جديدة في سورية، الحفاظ على دورها في هذا البلد.
اعتبرت صحيفة هممیهن، الحكومية الإيرانية، في تحليل مطوّل، أن إيران فقدت السيطرة الكاملة على سورية، وأن حزب الله، ذراعها الإقليمية الرئيسية، يعاني من تراجع كبير في قوته وتأثيره. وكتبت: "في الظروف الراهنة، تمتلك إيران أقل قدر من أدوات الضغط. وإذا قرّر ترامب تنفيذ سياسة الضغط القصوى، ستتعرّض إيران لمزيد من الضغوط أكثر من أي وقت مضى". وأضافت: "في ظل هذه التطورات، تحاول إيران تأمين نفوذها على الأقل في العراق، الذي يعدّ آخر معقل استراتيجي لها. إذا انتقلت الأزمة السورية إلى العراق، فإن استراتيجية إيران الأمنية التي استمرت 40 عاماً ستواجه خطراً وجودياً".
مسؤولي وزارة الخارجية الإيرانية في دول المنطقة ليسوا من الكوادر السياسية، بل هم من عناصر "فيلق القدس"
بينما حذّرت صحيفة جمهوري، الحكومية، من غياب الأولويات في مواجهة التهديدات. وانتقدت انشغال النخب السياسية الإيرانية بالصراعات الداخلية على حساب مواجهة التهديدات الخارجية. وأوضحت: "رغم التهديدات المتزايدة من الشرق والغرب، بما في ذلك التوتّرات في سورية وتأثيراتها المحتملة على الأمن القومي الإيراني، تساهم الصراعات السياسية الداخلية في تشتيت الانتباه عن المخاطر الحقيقية التي تهدد البلاد". وكتبت الصحيفة: "على بعد خطوة واحدة في دمشق، أعلن الجولاني، زعيم الجماعات التكفيرية الإرهابية المتمركزة في سورية، على خلاف وعوده وتصريحاته خلال الأيام والأسابيع الأولى من سيطرته على البلاد، عن تأجيل الانتخابات لمدة أربع سنوات. في الوقت نفسه، تتزايد التوترات في سورية ولبنان وفلسطين، بينما يستمر سباق الزعماء والشيوخ العرب لمصافحة الجولاني بوتيرة متسارعة. من جهة أخرى، قامت روسيا بتفعيل سفارتها في دمشق، وفي تطور لافت، أجرى وزير خارجية نظام طالبان، الذي يسيطر على أفغانستان، اتصالاً مع وزير خارجية الجولاني، وأعلن عن تضامنهم المشترك، رغم أن كليهما كانا أعضاء في جماعات تكفيرية إرهابية لسنوات". وأضافت الصحيفة: "المحافظة على الوحدة الوطنية والابتعاد عن النزاعات الداخلية هي السبيل الوحيد للتصدي لهذه التحديات".
كما نشرت قناة شبكة خبر الإيرانية مقابلة أجرتها مع محمد رضا باقري، نائب وزير الخارجية الإيراني السابق، من خلال موقع "باشگاه خبرنگاران جوان" التابع للحرس الثوري الإيراني في 26/12/2024، تناولت تحليل الأوضاع في سورية ودور العوامل الداخلية والخارجية في حالة الفوضى التي تعيشها البلاد، بالإضافة إلى السياسة الإيرانية في المنطقة وتأكيدات المرشد الأعلى الإيراني حول المقاومة ودور الشباب السوري. وجدير بالذكر أن مسؤولي وزارة الخارجية الإيرانية في دول المنطقة ليسوا من الكوادر السياسية، بل هم من عناصر "فيلق القدس". وتتلخّص أهم النقاط في المقابلة بأن مسؤولي وزارة الخارجية الإيرانية في المنطقة هم من عناصر فيلق القدس، ولا يحملون طابعاً دبلوماسياً سياسياً. وهدفت بشكل رئيسي كل من أميركا وإسرائيل من وراء ما حصل في سورية إلى إنهاء دورها عائقاً في المنطقة وإقامة قواعد عسكرية هناك.
واعتبر أن "وجود الجولاني في سورية مؤقت، وجزء من سيناريو الولايات المتحدة وإسرائيل للحفاظ على مصالحهما وإطالة أمد الفوضى في المنطقة". وأن "الأهداف الرئيسية من وجوده إبقاء سورية في حالة عدم استقرار طويل الأمد كما في ليبيا، وتعزيز مكانة إسرائيل مع ممارسة الضغط على روسيا". و"تفكّك سورية سيكون مكلفاً للغاية لدول مثل تركيا، خصوصاً مع المشاكل التي تواجهها بسبب القضية الكردية". ونقل أن المرشد الأعلى خامنئي أكد على "ضرورة رفض اليأس، وتعزيز المقاومة، ودعم الشباب السوري، مع وعد بتقديم الدعم الإيراني قدر الإمكان".
صرح عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أبو الفضل ظهره وند، في لقاء على تلفزيون قناة الرابعة: بأن "مسألة وقف إطلاق النار في غزّة تُستخدم لتصوير هزيمة إيران وعزلتها في المنطقة. يقف الغرب بالكامل للدفاع عن مصالحه أحادية الجانب، ويعمل على استنزاف مواردنا المالية والطاقة". وأضاف: "السكاكين التي تُشحذ ضدّنا في سورية ليست سوى بداية. يهدف الغرب إلى استخدام هذا الوضع لإثارة الاحتجاجات والضغوط الاجتماعية في البلدان المجاورة، بما في ذلك العراق وحتى إيران. إنهم يسعون إلى جعل هذا النموذج ملهماً للمعارضة ضدنا". وأشار إلى أن النظام يواجه تحدّيات متعددة الأوجه، محذراً من أن أي إهمالٍ أو تجاهلٍ لهذه التحدّيات سيؤدّي إلى تصعيد إضافي للضغوط على إيران، داخلياً وخارجياً.
وحذر الأستاذ الجامعي والنائب السابق في البرلمان الإيراني، حشمت الله قنبري، على التلفزيون الكرمانشاه؛ نظام إيران بقوله إنه "يجب أن نكون حذرين في التعامل مع هذا الصراع المعقد من جميع جوانبه. عبورنا من هذه المرحلة الحاسمة سيحدّد مصير البشرية ومستقبلها، الأمة الإسلامية، جبهة المقاومة وإيران. بالطبع، هذه الحرب مثل أي معركة أخرى تحتوي على انتصارات وهزائم، لكن يجب أن نتعلم من الهزائم". أضاف: "هناك من يشعرون باليأس ويعتقدون أن النهاية قد حانت، لكن الحقيقة أن الطريق ما زال طويلاً. الحذر واتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب بعيداً عن الهلع والتهور هو مفتاح الحياة والنجاة والعبور الكريم من هذه المرحلة التاريخية. الهلع مضر جداً للمجتمع ويمثل خطراً كبيراً. يجب ألا نسمح بتداول كلمات تؤدّي إلى اليأس والإحباط، لأنها أخطر من أي قنبلة استخدمها الطغاة الأميركيون والصهاينة في لبنان وغزّة. هذا عار، أن يتحوّل بعض الناس في داخل البلاد إلى لسان أميركا ويسعوا إلى إضعاف إيمان الشعب وإدراكه. هؤلاء يشكلون خطراً. بدأ بعض الأشخاص يردّدون أن حزب الله سقط، غزّة سقطت، حسن نصر الله سقط، بشّار الأسد سيسقط، ثم سيتوجهون إلى اليمن والعراق، وبعدها سيصلون إلى حدودكم. هذه هي أغرب الأقاويل وأكثرها بطلاناً في العالم. بشار الأسد وحافظ الأسد كانا حليفين لجبهة المقاومة وقدما خدمات لإيران، وخاصة حافظ الأسد. أما بشّار الأسد، فقد كان حليفاً لجبهة المقاومة... نعم، مع الظروف التي نشأت، فقدنا طريق ترانزيت آمناً، لكن هذا هو واقع الحرب، فلا أحد سيفرش لك السجاد الأحمر". وشدد: "الوضع في سورية لن يستمرّ كما هو الآن. شباب جبهة المقاومة في سورية قد تم تدريبهم، وهم شهود على أحداث تاريخية، ويجب أن تكونوا على يقين أن الوضع في سورية سيتغير بشكل جذري في المستقبل القريب. والذين يتحدثون عن أن إيران ستكون هدفاً، هذه الأقاويل لا أساس لها".
ممثل خامنئي في خطبة الجمعة: لقد هزمنا سورية أولاً في الفضاء الافتراضي
منابر الجمعة والفضاء الإلكتروني
-أطلق خطيب صلاة الجمعة في أكبر مساجد طهران، حاجي علي أكبري، 29 الشهر الماضي (أغسطس/ آب)، تصريحاتٍ تحمل بعداً واضحاً إزاء موقف النظام الإيراني من الحكومة السورية الجديدة، حيث جاء فيها تهديد صريح بسقوط هذه الحكومة تحت تأثير "قوات المقاومة وشباب سورية" المدعومين من إيران. تشكّل هذه الكلمات تجسيداً مباشراً لإصرار النظام الإيراني على التدخّل في الشؤون الداخلية السورية وعدم القبول بأي حكومة تتخذ مساراً بعيداً عن إرادته. وأشاد الخطيب بالمليشيات التابعة للنظام الإيراني والتي تنشط في المنطقة، من اليمن إلى حزب الله في لبنان وحركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى الحشد الشعبي، مفيداً بأن هذه الجماعات "توحدت حول هدف تحرير سورية" وأوضح أن قائد الثورة الإسلامية علي خامنئي أوصى بالحفاظ على هذا الاتحاد المقدس وتعزيزه.
ويعكس هذا القول السياسة الرسمية العليا في إيران التي تعتبر استمرار دعم هذه المليشيات دعامة أساسية لاستمرارها في سورية والمنطقة. في المقابل، أشار حاجي علي أكبري أيضاً إلى الأزمة الدائرية داخل النظام الإيراني نفسه وخلافات أجنحته المختلفة، محذّراً من أن تصاعد هذه الخلافات قد يؤدّي إلى سقوط النظام الإيراني، لكنه دعا، في الوقت نفسه، إلى توحيد الصفوف للحفاظ على السلطة. وتشير هذه النقطة إلى أن النظام يرى في التدخل الخارجي، وخصوصاً في سورية، عاملاً حاسماً لبقاء حكمه رغم الأزمات الداخلية المتصاعدة.
كما علّق آخوند نوري، إمام الجمعة وممثل المرشد خامنئي في بجنورد بأن على الناشطين الثقافيين والإعلاميين والشباب، ذكوراً وإناثاً، مواجهة أميركا والصهاينة والمنافقين في الفضاء الافتراضي. لقد هزمنا سورية أولاً في الفضاء الافتراضي، ثم في الواقع. أحياناً يُطرح السؤال لماذا تدخّلت إيران في محور المقاومة؟ لقد فعلنا ذلك للدفاع ليس فقط عن شعوب المنطقة، بل أيضاً عن أنفسنا. مَن اغتال علماءنا النوويين؟ مَن قتل 17 ألف شهيد إرهابي في بلادنا؟".
وتعمل إيران على تشويه الروايات الرسمية للحكومة السورية من خلال تنفيذ حملات معقدة في الفضاء الإلكتروني، وتكثيف الانقسام الديني. وتشمل هذه الإجراءات استخدام الملفات الشخصية المزيفة والشخصيات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي والروبوتات للتأثير على الرأي العام ضد الحكومة السورية الجديدة. وفي هذا الصدد، لم يتقبل وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، سقوط الأسد، وقال: "على من يظن أنه انتصر في سورية أن يعيد النظر في حكمه". ومن ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أنه لا ينبغي لإيران أن تتدخل في شؤون سورية الداخلية، وإذا استمرّت هذه التصرفات فإن طهران ستكون مسؤولة عن العواقب.
السفارة في دمشق
ذكرت تقارير أنه بعد خمسين يوما من سقوط حكومة بشّار الأسد راحت دولة عربية تتوسّط بين إيران والحكومة السورية الجديدة لإعادة فتح السفارة الإيرانية في دمشق. وأعلنت السلطات السورية رغبتها في إقامة علاقات "باردة" مع إيران لا تشمل سوى زيارة الأماكن المقدسة. وتماشياً مع هذه السياسة، جرى إيقاف أنشطة وسائل إعلام عديدة تابعة لإيران في سورية. وطلبت الحكومة من قناة الميادين الإخبارية إغلاق مكتبها، كما أوقفت قناة العالم السورية عملها لهذا السبب. وتُظهر هذه الإجراءات تراجع النفوذ الإعلامي الإيراني في سورية.
وأكد النائب الإيراني أردستاني على التعدّد الطائفي والقومي في سورية، متوقّعا المواجهة المسلحة مع الحكم الجديد. وبحسبه، تؤكّد "كل هذه المعطيات أن هناك مجالات عديدة لاستمرار التوترات العسكرية في سورية، في ظل تضارب المصالح الإقليمية والدولية حول مستقبل هذا البلد"، مشيرا إلى تظاهرات نظّمها سوريون علويون في سورية، وأوضح أن حكومة بشار الأسد، على الرغم من إعلانها أنها علمانية ولا تتدخل في شؤون الأديان المختلفة، إلا أنها منحت العلويين امتيازات واضحة على بقية الطوائف في سورية، ووضعتهم في مناصب عسكرية وسياسية بارزة. فإذا كانت الحكومة الجديدة في سورية تتسم بالحياد تجاه جميع المذاهب ولا تميز مجموعة على أخرى، فقد يتمكن العلويون وحتى الشيعة في سورية من التكيف مع هذه الحكومة. ولكن لا يمكن تجاهل أن القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، درّب نحو 130 ألف عنصر بوصفهم جزءاً من قوات المقاومة السورية، وهؤلاء ينتمون في الأساس إلى الشعب السوري، وغالبيتهم من أتباع المذهب الشيعي أو العلوي.
النظام الإيراني ما زال يراهن على التدخل العسكري والسياسي عبر أدواته الإقليمية في سورية
أخيراً
تظهر المواقف الإيرانية وأشكال التدخل بوضوح رسالة مركزية، مفادها بأن طهران لن تتخلّى عن محاولات استعادة نفوذها في سورية، وستعمل على إعادة فرض سيطرتها بأي ثمن. وتؤكّد هذه السياسة التي أعلنها إمام جمعة خامنئ أن إيران مستمرّة في لعب دور فاعل على المسرح السوري بعد سقوط الأسد، وأنها تعتمد على الدعم المباشر للمليشيات، وتوحيدها في "جبهة المقاومة" أداة رئيسية لمواصلة السيطرة والتأثير. كما تظهر تشديداً غير مسبوق من قيادات النظام الإيراني على الدور الإيراني في سورية، وتهديداً مباشراً للحكومة السورية الجديدة، ما يبرهن أن النظام الإيراني ما زال يراهن على التدخل العسكري والسياسي عبر أدواته الإقليمية في سورية رافعة استراتيجية لبقائه السياسي الداخلي والخارجي.
ومن جانب آخر، يفيد ما سبق أعلاه بأن إيران في ورطة في الداخل والخارج، وفي أقل من عام، فقدت رئيساً وثلاثة حلفاء (الأسد وحركة حماس وحزب الله) وجزءاً مهماً من قدراتها الدفاعية. ويسعى المرشد إلى ذر الرماد في العيون، حيث صرّح إمام الجمعة وممثل خامنئي في رشت، رسول فلاحتي، على شاشة شبكة باران بشأن المخاوف التي تسود داخل النظام بعد سقوط حكومة بشّار الأسد، وقال: "قبل أيام قليلة، اجتمعنا نحن ممثلي ولي الفقيه في المحافظات الـ 31 مع القائد خامنئي.
وقد أشار خامنئي إلى نقطتين: قال: أعطوا الناس الأمل وابتعدوا عن كل ما يسبّب اليأس. يسعى العدو جاهداً إلى إثارة اليأس بين الناس، ويحاول استخدام وسائل الإعلام الداخلية لزرع الإحباط. هناك أشخاصٌ فارغون في الداخل ما زالوا يثقون بأميركا والقوى الوهمية العالمية. يحاول العدو زرع الرعب، ويقول: كنتم في سورية سنوات طويلة، وانظروا ماذا حدث. أخذوا سورية منكم، انظروا إلى ما فعله الأميركيون والروس، قتلوا قادتكم وسيقتلونكم إذا أرادوا. هذا ليس صحيحاً".
وفي معرض تقييم السياسة الإيرانية في سورية بعد سقوط النظام لم يُستثن القادة والساسة الإيرانيون من انتقاد نظام الأسد وما آل إليه من ضعف، حيث قال محمد رضا نقدي، نائب منسق الحرس الثوري الإيراني، "فيما يتعلق بسورية، لماذا ذهبنا؟ كان قرارنا صواباً. كان الخيار الأكثر منطقية. الرئيس والحكومة هناك طلبوا مساعدتنا لأنهم لا يستطيعون مواجهة هذه الهجمات. حسناً، وقف مقاتلونا بجانبهم، وقدّموا المشورة، وشاركوا في خططهم، ووجدوا أنفسهم حيثما كانوا بحاجة للمشاركة. ولكن عندما يتخلى الجيش والدولة صاحبة الأرض عن الدفاع عن أراضيهما، لا يمكننا أن نوقف نشاطنا".