الرئيسة \  مواقف  \  وجهة نظر: فلَولا نَصَرَهُمُ الذينَ اتَّخَذوا مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عنهُم

وجهة نظر: فلَولا نَصَرَهُمُ الذينَ اتَّخَذوا مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عنهُم

14.06.2025
زهير سالم



وجهة نظر :
(فلَولا نَصَرَهُمُ الذينَ اتَّخَذوا مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عنهُمْ ۚ وذلك إِفْكُهُمْ وما كانوا يَفْتَرون)

زهير سالم*
نتابع مع كل المهتمين بشؤون منطقتنا خبر العدوان الصهيوني، على دولة من دول المنطقة ذات سيادة..
وبغض النظر عن موقفنا النفسي -نحن المسلمين العرب ولاسيما في العراق وسورية ولبنان واليمن- من العدوان والغطرسة الإيرانية المنغلقة، والتي تجعل الكثيرين منا يرددون، اللهم أهلك الظالمين بالظالمين.نعم اللهم أهلك الظالمين..اللهم زدهم ولا تنقصهم. وقوّ بعضهم على بعض. وزدهم خبالا وخسارا..
 ونؤكد مرة ثانية أن هذه اللطمات المتتابعة على وجوه قتلة الأطفال ومنتهكي الأعراض في بلادنا ستجعل من الخيانة لدماء هذه الأمة ولوجودها أن يقوم فينا من ينسى ضجيج دماء الشهداء في العراق والشام واليمن…
إن التمكن الصهيوني من القفا الصفوي بهذه الطريقة المذلة، حتى الآن وهذه قيادات مشروع الجريمة تتهاوى..كما متوالية أجهزة البيجر؛ تجعلنا نضطرب بين مشاعر الظفر والفجيعة..
لقد عايشت في حياتي كثيرا من الكذب السياسي والاستراتيجي، عايشت عناوين صواريخ الظافر والقاهر منذ الستينات، ثم عايشنا تجربة الصواريخ الباليستية بمدى عشرة آلاف كيلو متر!! ثم ها نحن هذا الصباح نتابع انقماع هذه القوى الكرتونية، إلى اللجوء إلى مثل ألعاب الأطفال مما يسمى الطائرات المسيرة!!
ليست شماتة.. بل هذا رصد للحقيقة حتى الساعة.. هذا ليس موقفا سياسيا بل هو تعبير شعوري عن واقع يختلط به الشعوران شعور المظلوم الذي يرى الخسف ينظر بظالمه.. فيدعو اللهم زدهم ولا تنقصهم..
إن التعليق الأولي على الحدث حتى الآن فقد تقرر في علم الحرب الحديثة أن صاحب الضربة الأولى هو المنتصر!! بمعنى أن الحرب قد انتهت، وها هو ترامب يدعوهم إلى استئناف المفاوضات في عُمان غدا… وما أظنهم سيتخلفون.. في غرف نومهم في وسط عاصمتهم استهدفوهم!!
وأتذكر كم كان أعمدة الاستراتيجيين العرب، يتفاخرون فوق رؤوسنا بحنكة نساج السجاد الأصفهاني…!!
أظن أن الرد على طريقة الصواريخ من الهياكل الكرتونية.. لن تنفع الهياكل البشرية من مثلها..
نشعر بالنصفة، بكل ما وقع على قتلة الأطفال والنساء..
ولسنا فرحين بأي نصر يحققه الكيان المريب. بل يجب أن نعبر عن قلقنا من أن يكون في منطقتنا قاتل طليق يعربد كما يشاء. لا يغبط ولا يحسد أي صاحب قرار في الإقليم الذي نعيش فيه ينام ويستيقظ في عين هذا العدو، وفي متناول يده..
التحدي الصهيوني- الأمريكي بأبعاده يجعل كل شعوب منطقة وكأنها خرفان في زريبة يسيطر عليها قتلة ومجرمون وخريجو المحارق..
حين يتساقط كل أدعياء المقاومة الكذوب واحدا بعد الآخر على طريقة أحجار الدومينو التي رأينا في لبنان وفي بغداد وفي طهران… فإن الخيار الوحيد المتبقي للدول والحكومات والشعوب، التي تتوق إلى العيش بكرامة وأمن وسلام هو أن تتعلم الدرس، وأن تسعى إلى التحرر والخلاص…
إلى المرشد الإيراني الأعلى ولفيفه: شاهت وجوهكم مرتين..
شاهت وجوهكم وجوه القتلة والمجرمين التي لا تستعرض عضلاتها إلا على النساء والأطفال..
وشاهت وجوهكم لهذا الجبن وهذه الهشاشة الكرتونية التي أظهرتموها في لبنان وفي طهران..
جهلا علينا وجبنا عن عدوهم .. لبئست الخلتان الجهل والجبن..
ندعو لجميع شعوب منطقتنا بعيش عزيز كريم في ظل العدل والأمن والسلام..
 
لندن: 17/ ذو الحجة/ 1446
13/ 6/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي