وجهة نظر :
يا ويوحنا.. بل يا ويلنا.. إلى أين يُسار بنا؟؟
زهير سالم*
وأصبح الشعب السوري مثل الجمل الأنف.. فليعلم قائده إلى أين يقوده!!
وعلقت على لقاء باريس الأول، على لقائه مع الممثل الرسمي للعدو الصهيوني فكتبت تحت عنوان: "صمتنا ليس رضا…"
وأزيد اليوم عن اللقاء الذي أجروه بالأمس، وأعلنوا عنه رسميا، وربما متباهين، والذي جاء بعد تصريحات عدو الله والناس والمسلمين، عن إسرائيلهم الكبرى، وكأن اللقاء المستحدث الجديد اعتراف بذلك التصريح، وبصمة إقرار عليه..
إن الدين والإنسان والأرض والعرض أمانة..
و (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا) ومن إدراكنا للظرف الصعب ومقتضاياته ، لا نطالب أحدا بتحرير، وإنما نطالب الناس بحفاظ على ما حافظنا عليه على مدى سبعة وسبعين عاما…
نحن أبناء الشام، وشامنا من القامشلي وحلب حتى العريش…وغزة بالنسبة إلينا هي غزة هاشم والقدس والأقصى قبلة أولى، وهي مسرى النبي…
ولقد ظل حافظ وبشار الأسد يقتّلوننا ويعذبوننا ويشردوننا، خمسة وأربعين عاما لنعطي الدنية في هذه، وكنا نأبى من تدمر إلى صيدنايا ومن حماة إلى كل أخواتها في جسر الشغور وإدلب وحلب.. لم نعط الدنية، وأرجو أن أجيالنا القائمة والقادمة لا تعطي الدنية..أدعو كل مسلم كل عربي كل شامي أن لا يعطي يوما الدنية في دنيا أو في دين..
على مدى نصف قرن، لم يمد رجال مثلي، عينا، إلى برميل نفط..
وكل مليارات المستثمرين لا تطرف لها أعين الرجال الرجال.. ولا النساء النساء ..والشرفاء الشرفاء..
اسمعوا إباء الأمهات والأبناء والبنات في غزة…
لم تكن ثورة شعب الشام من أجل الخبز ولا من أجل الرفاه..ولا من أجل أبراج سدوم
وإن جيلا قضى في مخيمات اللجوء ومشتقاتها قريبا من ثمانية عقود لحري به وقد ظن أنه انتصر أن يصبر.. "والصبر على النصر أشد من الصبر على المحنة" (سيد قطب - هذا الدين)
زرت مضافة النيرب في حلب وعمري سبع سنوات.. ورأيت مصندقات الصفيح وبكيت…وما زلت أعيشها حتى رأيتنا جميعا فيها.
فلسطين العريش ورفح وعسقلان وغزة وحيفا ويافا واللد والرملة والخليل ونحن هناك عشرون مستحيل.. ولا عباس ولا دباس…
كلامي هذا لا بد له من حامل.. ولا بد للمرجعيات العربية والشآمية خصوصا أن تنطق…
عندما بكيت على حل المجلس الإسلامي كنت أدخره لمثل هذا الموقف… فمن يخلفه!! ولمثل هذا الموقف تجاوزوه.
الجماعات والأحزاب والحركات والتجمعات السورية ترجى لمثل هذا الموقف..وإلا فلا كانت ولا كان لها يوم..المواقف من القضايا الأكبر تحسب على أهلها كما تحسب لهم. وشر الداء العيّ..
اللهم أتمم لنا نورنا.. واهدنا رشدنا.. وجنبنا الفشل والزيغ وسوء التقدير. اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين.. غير المغضوب عليهم ولا الضالين، غير المغضوب عليهم ولا الضالين.. آمين آمين آمين حتى سبعين آمينا..
لندن: 26/ صفر الخير/ 1447
20/ 8/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي