وجهة نظر :
في عصر الاصطفافات الصعبة
زهير سالم*
الاصطفاف في عصر حافظ وبشار الأسد كان واضحا لا غبش فيه، حاسما لا تردد فيه؛ ولكنه كان مكلفا. ولذلك تلكأ كثير من الناس فيه. وانتظر بعضهم أربعة عقود حتى أقدموا عليه...وبعضهم لم يكد!!
ولكوني من الذين يميلون إلى إعذار الناس، فأنا ألتمس العذر لكثير ممن حمحم وجمجم وما أقدم ...بل وأعتقد أن بعض من تأخر بنية صالحة، قد رابط على ثغرة، وأسأل الله له، وأرجوه فيه!!
نحن في هذه المرحلة الأكثر دقة في تاريخ شامنا الكبير، وقطرنا الذي هو قلب هذا الشام ودماغه، نعيش فترة الاصطفاف فيها هو الأشد صعوبة، من حيث الرؤية والتمييز.
ولذا يجب ان نؤكد دائما وبدون تراخٍ أننا مع الإدارة العامة لهذه الثورة، في الموقف العام، والتوجه العام، وضد كل المحاولات المريبة للنيل من المشروع بكليته وأبعاده وتفاصيله.
وهذا الإعلان الكلي المجمل، لا يعني أننا في فرق الأتباع، أو المتطلعين. وقد تكون حواراتنا أحيانا في تفضيل الأحسن على الحسن، ودفع الضرر الأكبر ولو باحتمال الأصغر، كما أننا بوصفنا من البشر من حقنا أن ندفع وأن نقتضي..
ثالثا- ورغم كل شيء فإن ثمة قضايا مفصلية لا نقبل عندنا جدلا فيها ومنها جوهر عقيدتنا، وكليات شريعتنا، وهوية ثقافتنا، وجغرافية أرضنا.
منذ ستين سنة نناضل ونحتمل ونقدم ونعلم أن من معركتنا في جبل المكبر وحول "صور باهر" في 1948 بدأت مشكلتنا.. ولنا القدس والأقصى وحيفا ويافا وغزة والعريش والخليل كما لنا القامشلي والحسكة وماء الجغجغ والخابور والبليخ..
لا ننازع على سلطان، ولا عن مصالح فئوية وشخصية. فإن تكن المواقف، فنحن أربابها : لا نقيل ولا نستقيل... اللهم ثبتنا بقولك الثابت في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ...
بطانة صالحة تنبه من غفل.. وتذكر من نسي.. وتعين ما أمكنها العون ما أتيح لها...
ونصد حلف الصادين الصهيوني والصفوي ولا نساوئ بينهما...
لندن: 6/ محرم / 1447
1/ 7/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي