وجهة نظر :
واجب الوقت بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين في سورية خصوصا، وفي بقية الأقطار عموما
زهير سالم*
منذ زمن غير قليل ما زال أعداد من إخوان الصف الأول في سورية، يخوضون مساقات من الحوار البيني، على الصعيد الفردي، تتباين فيها الآراء، حول دعوة للانسحاب من الجماعة، والانكفاء على الذات الفردية بعد عقود من المحنة المتطاولة.
أو دعوة إلى حل التنظيم ومغادرة المشهد العام، وترك الأمر لجيل قادم يتولاه بخبراته وقدراته. والرأي الثالث المعروض هو تغيير اسم الجماعة، والإعلان عن تشكيل حزب جديد، بعنوان جديد..!!
الذريعة الكبرى التي يعتمد عليها هؤلاء الاخوة الكرام المتحاورون، بعيدا عن العوامل الخارجية، والمواقف الدولية والإقليمية:
أولا حالة الترهل التي آل إليه أمر الجماعة في كثير من الأقطار.
ثانيا- حالة الخلافات السائدة بين أعضاء الصف الأول في عدد من الأقطار، وأهمها مصر. ثم المضي ثالثا في طريق تضارب المصالح بين الأقطار، والاختلافات العميقة، حول تقدير المواقف في العديد من القضايا المصيرية على مستوى الأمة..
يشعر السوريون بشكل خاص بالمرارة الشديدة باستخفاف إخوانهم في بقية الأقطار، ولا سيما ما يسمى تنظيم المركز، في مصر بدمائهم وأعراضهم، وهم ما زالوا يرصدون ذلك على مستوى نصف قرن..
وبعيدا عن أي مرجعية قطرية أو ما فوقها، فإن المخرج الأقل سوء في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ المنطقة والأقطار..
أن يصدر كل تنظيم بياناته، ويعلن عن مواقفه، بعنوان يميزه..
يتحدث إخوان سورية عن أنفسهم "الإخوان المسلمون- سورية" وإخوان العراق بالطريقة نفسها، وإخوان مصر "جماعة الإخوان المسلمين- مصر" فنخفف البلاء بعضنا عن بعض، ونرفع الحرج بعضنا عن بعض، وعندما يكون من مصلحة الإخوان في أي قطر، أن يباركوا لقاتل إخوانهم في قطر آخر، يفهم القارئ العام أن هذا موقف يخص أصحابه، ولا يتعداهم لسواهم. فلا يعقل أن يراجعهم الكثير المواطنين السوريين، هل أنتم تباركون حقا لمن قتل وانتهك ودمر ..!!
وتضطر الجماعة في كل قطر أن تشغل نفسها في معركة التبيين والبيان، من جديد إلى حكاية الحكاية المزمنة
حتى الخمر أم الخبائث كانت لها منافع، ولكن الله سبحانه وتعالى قال في حقها وحق الميسر: (وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا.) ولعلها قاعدة ماضية في كل أمر يصبح ضرره أكثر من نفعه.
لندن: 27/ ذو الحجة/ 1446
23/ 6/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي