وجهة نظر :
نحن لا نستجدي أحدا
زهير سالم*
إن الحرب الكونية التي شنها على شعبنا الأبيض والأحمر والأصفر، على مدى خمسة عشر عاما، والتي أهلكت في وطننا الحبيب النسل والحرث وهدمت العمران، وذرت جهود قرون من الحضارة والبناء، كل هذا يقتضي من كل من شارك في الحرب على سورية الحبيبة أن يدفع ثمن ما جنت يداه..
من التحالف الأمريكي بدوله الستين، إلى كل الذين ظلوا يراهنون على بشار الأسد تحت عناوين الحل السياسي، أو عدم وجود البديل..
إن خمسة عشر عاما من الحرب المفتوحة التي حاربَنا فيها كل العالم،والتي أطلقت فيها غرائز نظام السارين والكلور والبراميل.. والطيران متعدد الجنسيات بقذائفه الارتجاجية والفراغية، وبعناوينه الأشد صفرة من وجوه المجرمين، الذين ما زلوا يتشرطون على ثورتنا، وعلى بلدنا..كل ذلك يقتضي منا أن نطالب هؤلاء أجمع، أن يتحملوا جزء من ثمن الجناية التي جنوها على دولتنا وعلى شعبنا..
لا شيء سيعوضنا عن قلفة حمامة طفل اغتالته يد الإثم العالمي..
دماء أحبابنا ليست للمقايضة ولا للبيع، دماء أحبابنا من رجل وامرأة وطفل، نحتسبها عند الله الذي لا تضيع ودائعه، لتبقى عزيزة كريمة مصانة في مقامها العلوي في حواصل الطير الخضر..
ولكننا نطالب كل الدول التي شاركت في تدمير وطننا إما بالمشاركة العملية، وإما بإمداد المدمر، أو الصمت عليه، بأن تدفع بعض الذي عليها لإعادة بناء وطن الحضارة والمجد..
وما نزال نسمع من الذين يتمننون علينا بنصرنا الذي حققناه، شروطا تعجيزية، وكأنهم هم الذين انتصروا، وليس هذا الشعب المسلم العربي المجاهد البطل!! وبعد أن سقطت كل رهاناتهم، وقد علموا بعد أن انجلى الغبار… أن الذي كان تحتهم لم يكن فرسا بل الحمار..
عليهم اليوم أن يتحملوا جريرة ما كسبوا، ويدفعوا كلفة بناء ما هدموا…
لا نطلب صدقة.. ولا مساعدة.. ولا عونا ..
وإنما نطلب بعض حقنا عندهم وعليهم.
في بنوك العالم أجمع، ومنها بنوك دول عربية تدعي محبتنا، وتريد أن تبيع سوقنا ماء الرجس والمصفر من نبته، ومنها دول وأوربية تلقب نفسها بالحرة..في بنوك تلك الدول وهذه مئات المليارات من الدولارات التي سرقها حافظ ومحفوظ وشاهر وماهر وإيما وليما من ثروات وطننا الخاصة..هم أعلم بدخلها وخرجها..
ولنا عند الدول التي ظاهرت علينا على مدى ستين عاما حقوق، يجب عليها أن تؤديها..
ولا يموت حق وراءه مطالب.. والخجل من الرجال مذموم ويورثهم الفقر، كذا قال أولنا..
اطلبوا الحق برفق.. أو بأخيه..
تحتاج سورية الحبيبة إلى تريليون دولار لإعادة بنائها..
انتصرت ثًورتنا نعم ولا يزال أطفالنا جياعا. ولا تزال خيامنا في العراء منصوبة، ولا تزال مدننا مدمرة.. وعلى الذين دمروا أو شاركوا في التدمير أن يدفعوا…
انقضى الصيف بحره، وجاء الشتاء بمطره وثلجه. ونريد أن نفرح هذا العام ببركة المطر والثلج..
ولايصلح أمر الناس إلا برجل صداع مناع..
صداع بطلب الحق ونرجو أن يكون قائد هذه الثورة عند حسن ظن ناسه به..
صداع بطلب الحق والدفاع عنه..
مناع إذا سيم خسفا..
إن سيم خسفا وجهه تربدا…
صلى الله وسلم على صاحب ذلك الوجه الأغر الكريم
لندن: 19/ ربيع الأول/ 1447
14/ 9/ 20/25
____________
*مدير مركز الشرق العربي