الرئيسة \  مواقف  \  وجهة نظر : لا تختبئوا وراء الإسلام .. وتوقفوا عن تسطيح العقل المسلم

وجهة نظر : لا تختبئوا وراء الإسلام .. وتوقفوا عن تسطيح العقل المسلم

17.06.2025
زهير سالم



وجهة نظر :
لا تختبئوا وراء الإسلام .. وتوقفوا عن تسطيح العقل المسلم

زهير سالم*
وزير الدفاع الباكستاني يدعو الدول الإسلامية للنفير لمساعدة إيران، ويحذر هذه الدول من مصير مشابه!!
ألا أف وتف وجورب وخف، وبؤسا للمراوغين المخادعين المناورين..
فقط ثلاثة أيام وحرب تدور بين دولة ودولة. ونحن ضد الحرب، أصلا ومع السلم والسلام، يُستنفر الوزير الموصوف، ويُهرع لاستدعاء الإسلام..والمسلمين!!
فالإسلام في نظر هؤلاء هو صباب القهوة، الذي يرفعون له الفنجان تارة، ويهزونه أخرى..
أدعو شباب الأمة الأحرار أن يكونوا أكثر وعيا، وأرزن موقفا..
وإلا..
فأين كان وزير الدفاع الباكستاني، والباكستان من الدول الإسلامية ذات الثقل البشري، وهي الدولة الإسلامية النووية الوحيدة..!! أين كان هذا الوزير ونحن نذبح في غزة على مدى عشرين شهرا وهو ودولته ودبلوماسيته وشركاؤه في منظمة التعاون الإسلامي، مجرد يتفرجون، أو يتنحنحون!!
في غزة وعلى مدى عشرين شهرا تنمر على الأطفال والنساء والشيوخ مسمى جيش الدفاع الصهيوني المتوحش.. قتلوا ودمروا وحاصروا وجوعوا وقصفوا المساجد والمستشفيات والبيوت والمخيمات.. وأنا كاتب هذه السطور لا أشك لحظة أن وزير دفاع الباكستان ومن استنفرهم لو أرادوا أن يوقفوا هذا العدوان لأوقفوه…!!
الجانب الإيجابي الأول في فتح هذه الجبهة من الحرب بين دولة الكيان ودولة الولي، أن هذه الحرب بحجم بشاعتها وكلاحتها.. ولكنها خففت الضغط عن أطفالنا المنهكين قتلا وتشريدا وتجويعا في غزة..
أطفالنا في غزة الذين أدارت لهم دول المسلمين الظهر، ولم يرفع من أجلهم وزير الدفاع الباكستاني حاجبيه، في أي ناد دولي، ولو فعل هو ، ولو فعل الذين يسترعفهم دفاعا عن إيران لأخذوا على يد الصهاينة المجرمين منذ الأسبوع الأول..
يعترف الوزير الباكستاني أن السلاح الباكستاني قد وصل لدعم إيران.. ليس لنا تعليق على هذا؟؟ ولكنني أسأله وماذا وصل لغزة لدعم صمود أهل غزة، ودفع العدوان عنهم..
في سورية من قبل، وعلى مدى خمسة عشر عاما وإيران التي يستنفر دفاعا عنها بذريعة إسلامها، وزيرُ الدفاع المضطرب، المسلمين لنجدتها؛ إيران هذه ظلت تذبح أطفال سورية وتنتهك أعراض نسائها، وتدمر عمرانها.. وكان وزير الدفاع الباكستاني وفريقه مجرد يتفرجون..
جميلة الغيرة للدين والغيرة على الدين، والغيرة على الدم والعرض.. ولكن كل ذلك يبذل أولا للمستضعفين من المسلمين ..
حكاية وزير الدفاع الباكستاني الحقيقية أن باكستان تربطها مع إيران قرابة ألف كيلو متر من الحدود، في مناطق وعرة، وهي مراح لأنواع من الاضطراب البشري والقومي والطائفي..
وفي قراءة وزير الدفاع الباكستاني، أن الباكستان تبيع موقفا لإيران لعلها تستده في أي مشكلة لها مع جارتها الهند عن قريب!!
تحت عنوان تجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل تم تفكيك العراق، وكانت إيران هي إحدى الأدوات، وشاركت إيران في تدمير العراق، وأعدم معمموها الرئيس العراقي، وأسمع وزير خارجيتها وأنا أكتب هذا المقال، يستحضر البطولات الإيرانية في إعدام الطاغية صدام.. هكذا يلفظها عديم المروءة قليل الحياء.
وزير الدفاع الباكستاني لم يقلقه ولا دولته الفتك الذي فتكه الإيرانيون بشعب العراق وشعب سورية ولبنان واليمن…
ولم يقلقه أن يعلق دهماء إيرانيون رئيسا عربيا على المشنقة..!!
نكتب هذا تنبيها للوعي، وتنشيطا للذاكرة.. نحن مع موقف إسلامي جاد ضد العدو الصهيوني يحمل مشروعا لإعادة الحق في منطقتنا في نصابه . ونحن نقدر أن دولة قوية غنية مثل إيران قادرة بما تحققه أمام أعيننا من انتصارات على الدفاع عن نفسها..
ولكن الذين يستحقون المبادرة والمساعدة والنفرة هم أهلنا في غزة وأهلنا في فلسطين كل فلسطين.. ومسرى نبينا في الأقصى..
فهل ينفر ويستنفر وزير الدفاع الباكستاني؟؟
لندن: 20 ذو الحجة/ 1446
16/ 6/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي