الرئيسة \  مواقف  \  وجهة نظر : قول فصل ليس بالهزل.. كل ما يكتبه أي واحد منا يعبر عن وجهة نظره

وجهة نظر : قول فصل ليس بالهزل.. كل ما يكتبه أي واحد منا يعبر عن وجهة نظره

16.06.2025
زهير سالم



وجهة نظر :
قول فصل ليس بالهزل..
كل ما يكتبه أي واحد منا يعبر عن وجهة نظره

زهير سالم*
كل واحد منا قد يصيب وقد يخطئ
وجهة نظر الإنسان تتكون حصيلة معارف وتجارب.
ومن حقنا أن نتحاور أو نتجادل.. ولكن الولوج إلى عالم النيات والبواعث والدوافع ولوج محرم.
الله لم يعط أحدنا سلطانا على قلب الآخر ولا على عقله..
خصوصية ربانية مطلقة: (إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ). الله وحده هو الذي يعلم ما في الصدور.
لو التزم رواد المجموعات بهذا لساد الوئام..
شخصيا أحب أن أذكر بقول الله تعالى عن لعب الشيطان بأبوينا (فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ) وأن أنشد:
إن الأفاعي وإن لانت ملامسها .. عند التقلب، في أنيابها العطب.
وأحب أن أذكّر بقول العرب: من مأمنه يؤتى الحذر.
تابعت اليوم أن الباكستان تدس لإيران بعض … وقال المعلق إن الدافع إسلامي!! مستعد أسمع وأتعجب!! عشر سنوات وإيران تجند الباكستانيين الزينبيين في ذبح المسلمين في سورية، لم نسمع منهم كلمة.
أنا بنفسي أخذتني الغيرة وتفاعلت عندما اعتدت الهند على الباكستان.. نحن في جملتنا من أصحاب السلامة. كانوا يطلقون علينا "بهاليل" جمع بهلول. والبهلول في اللغة السيد، وفي رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن: إلى الأقيال البهاليل العباهلة..
مع الأسف صرنا نطلق اللفظ على الشخص البهلول المبروك الجذبة..
موقفي من النظام الإيراني الحاكم أصوغه على أساس موقفهم منا أعني من أهلنا وبلدنا فقط. الموقف الذي عانينا منه 45 عاما
أول زيارة لنا للخميني كانت منذ 1980 وكانت الأولى والأخيرة.. وأجابنا الخميني يوم كنا نذبح بالصمت المريب… لا مجزرة تدمر ولا مجزرة حماة حركت فيه الضمير.. وكان قادرا على أن يشفع فيشفع..
أول مقال نشر لي في مجلة الوطن العربي في بريد القراء: قلت على البساط الطائفي تربع الرجلان خميني والأسد على السواء.
موقفنا من الوجود الصهيوني في منطقتنا محفوظ معلوم. لا.. لأي كيان سياسي يفرض نفسه على المنطقة على طريقة الاستعمار والاغتصاب والهيمنة والنفوذ.. وفلسطين وطن لشعب، وليست فراغا على كوكب مجهول.
وموقفنا من إيران مختلف، هو موقف من نظام الملالي الكريه، كما كان موقفنا من بشار الأسد بالضبط.
موقفنا من نظام الملالي كزمرة سياسية محنطة، تملك مشروعا استكباريا للهيمنة والنفوذ، كما تملك قلوبا تنبض بالحقد والكراهية.. موقفنا من الزمرة المتمثلة في النظام، ليس هو نفس الموقف من إيران الإنسان والثقافة والتاريخ.
نحن نعلم أن الشعب الإيراني مكونات قومية ودينية ومدنية وثقافية، وليس لنا مشكلة مع هؤلاء.. غير الموسومين بهذه النعرة الكريهة من الاستعلاء والاستكبار والحقد..
أي نظام يقوم في إيران على قواعد احترام القانون الدولي وحسن الجوار.. لن تكون لنا مشكلة معه.. لن يهمنا إذا استمر بعض الإيرانيين يلطمون إلى يوم الدين. وإن كنا نقول: العقل زينة لبني آدم. ولكن لكل قوم خيارهم. ولكل قوم من الدين ما يختارون (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)
موقفنا اليوم مما يجري في منطقتنا، مشتق من تقديرنا للموقف على ضوء تجربتنا في التاريخ القريب.
إن دماءنا في العراق والشام واليمن لم تجف بعد… وعلى الذين يزاودون علينا بثقافة العناوين، أن يرعوا..
خمسة عشر عاما نقتل فيها على أيدي الميليشيات الطائفية الإيرانية ولا يبكي لنا في هذا العالم أحد..
نتمنى أن يسود الأمن والسلم في العالم، وأن لا يبقى على أي كرسي للقرار فيه قاتل طليق…
(إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ)
هل سمعتم هذه الآية تذكر دينا أو مذهبا أو عرقا أو جنسا..
فلنتأمل يا رعانا الله..
لندن: 19/ ذو الحجة/ 1446
15/ 6/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي