وجهة نظر :
غير شكل
زهير سالم*
يقول العرب إن أصول آدابهم وفنونهم في أربعة كتب.
ويقول الغربيون: إن أصول آدابهم وفنونهم في أربعة كتب.
التوافق غير الاتفاق. وهاهم قد توافقوا عن بعد.. لعلك تتطلع لتعلم لن أطيل عليك، أصدق كلمة كان يقولها لنا اللادينيون: إن السياسة لعبة قذرة، وأنها لا تليق بالمتدينين، يعنون أنها تليق فقط بالقذرين..
كتب العرب الأربعة:
البيان والتبيين للجاحظ..
الكامل في اللغة والأدب للمبرد
الأمالي لأبي علي القالي
عيون الأخبار لابن قتيبة.
ويقولون عن ابن قتيبة إنه كان لأهل السنة، كما الجاحظ للمعتزلة، والجاحظ رأس من رؤوس المعتزلة، وله فيهم فرقة تسمى الجاحظية. وهو رأس من المدافعين عن العرب ضد الشعوبية..
أما الأربعة التي اعتمدها الغربيون وتأمل:
ملحمة الإلياذة لهوميروس..سجل شعري بطولي في تاريخ اليونان.
الكوميديا الإلهية لدانتي الإيطالي. فكرتها مقتبسة من رسالة الغفران لأبي العلاء المعري.
ورسالة أبي العلاء المعري هي رسالة جوابية لأديب حلبي اسمه ابن القارح وجهها لحكيم المعرة. البذرة من حلب والشجرة في المعرة والصدى في إيطاليا…
والثالث: الدون كيخوتة لثربانتيس الاسباني
كتبت في عصر سقوط الأندلس..
والأخيرة فاوست لغوتة..
قلت فتأمل، تأمل أن الغربيين وزعوا أصول آدابهم على تاريخهم الممتد. العرب حصروها في عصر واحد!!
فاوست يمكن أن يكتب فيه بحجمه دروسا وفوائد..
الأصول العربية قرأها بل درسها صاحبكم مرات، وحفظ متونا وشروحا..
الأصول الغربية قرأها صاحبكم وقرأ عنها وحفظ منها..
أخ يعترض علي فيقول: وما أدرانا ما دون كيخوتة وما فاوست..
يا أخي تسمعها لأول مرة فإذا سمعتها مرة أخرى لا تسأل عنها: بما؟؟
وإذا كنت صاحب فضول معرفي تغدو فتتعلم
لو ذهبت إلى سوق المدينة بحلب لسألت عن مشط القرعة
لندن: 28/ ذو الحجة/ 1446
24/ 6/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي