الرئيسة \  مواقف  \  وجهة نظر : سوريتنا المستباحة.. 2-2

وجهة نظر : سوريتنا المستباحة.. 2-2

18.11.2024
زهير سالم



وجهة نظر :
‏سوريتنا المستباحة.. 2-2

زهير سالم*
حرام على بلابله الدوح .. حلال للطير من كل جنس..
‏الأريجاني مستشار الولي الفقيه.. يجوس خلال الديار..
‏ورابتني فيما رابني مما يجري على وطني، الزيارة التي قام بها علي الأريجاني المستشار للولي الفقيه "علي خمنئي".
‏ويقول الخبر: إن "علي الأريجاني" حمل رسالة خاصة أو سرية، من علي خمنئي إلى كل من بشار الأسد، ونبيه بري!! بروتوكوليا يجب أن تحمل الرسالة في لبنان إلى رئيس وزارة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي!! وأرجو إذا أشرت إلى الخلفية الطائفية لتجاوز ميقاتي إلى بري، أن لا يتهمني أحد بالطائفية، فأنا تربيت على كراهية المغمغة والطبطة، وإمساك العصا من الوسط...
‏وأنا أعتقد أن الإريجاني لم يجرؤ على دخول سورية أو إيران، إلا بعد أن حصل على إذن من نتنياهو أو مدير الموساد.. ذلك أن الشخص الإيراني بدون أمان، لن يستطيع أن يدخل سورية أو لبنان، ولو لساعة من الزمان...
‏في ثنايا الخبر وهو ما أريد أن أتحدث عنه، أن عليا الأريجاني، سلم الرسالتين للمعنيين، بشار ونبيه، وطلب من كل واحد منهما أن يطلع على رسالته، وأن يجيب عليها على طريقته الخاصة، وبطريقته الخاصة... ثم لم نسمع شيئا عن الجواب غير مغمغة أسدية، أن سورية أصل في محاربة الإرهاب، تستطيعون أن تسموا هذا نوعا من التلطي خلف العناوين والكلمات...
‏ثم سمعنا في تداعيات الخبر، أنه بعد زيارة الأريجاني لدمشق بيوم وبعض يوم، وصل وزير الدفاع الإيراني العميد "عزيز نصير زادة" إلى دمشق واستقبله نائب رئيس الأركان في المطار !! وهاتان ملاحظتان:
‏الأولى: استغرب أن يكون وزير الدفاع في جيش مثل الجيش الإيراني، وهو جيش مهما قلنا عريق، برتبة عميد!!!
‏الثانية: البرتوكول يقتضي حين تزور شخصية دبلوماسية أو سياسية أو عسكرية بلدا زيارة رسمية فالمقتضى أن يستقبله في المطار نظيره.. فأي قراءة تقرؤون في تخفيض مستوى الاستقبال درجتين، لم يستقبله وزير الدفاع، ولم يستقبله رئيس الأركان، بل نائب رئيس الأركان، وفي هذا ما فيه من الدلالة...
‏وما ذكر من حديث عن مقاومة وممانعة ودفاع عن سورية ولبنان فهو الذي يجب أن يثير ريبتنا نحن السوريين واللبنانيين!!
‏وعند هذا الحد يجب علينا جميعا أن نحذر وأن نخاف، وأن نبادر...
‏أبناء جيلي ما زالوا يحفظون البلاغ 66 / 1967 الذي صدر عن وزير الدفاع حافظ الأسد والذي أعلن سقوط القنيطرة قبل أن تسقط بأيام...
‏كنت يومها وأنا شاب في العشرين، أمشي في شوارع مدينتي حلب فأرى الرجال المكتهلين يبكون، بنحيب...
‏وأقول لبشار الأسد... ولكل القوبات التي معه: إن حفظ الأوطان أسهل من استرجاعها بعد أن تضيع أو أن تضيّع.. بمعنى أن قدرتنا على الدفاع عن الجولان في الأيام الستة في سنة / 1967 كان أسهل بمائة مرة من استرجاعها اليوم، لو كنتم جادين في استرجاعها، وأنا لا أحسب ولا إخال...
‏وبمعنى أن أي مغامرة غير محسوبة، وفي ظل سيطرة ميليشيات المكاسب العارضة على البلد، ستكون لها تداعيات مثل تداعيات الانتصار الكاذب الذي تحققه الخلايا السرطانية على الجسد الذي تدب فيه، فتسيطر عليه...
‏هل أشرح لكم، والخطاب لهذا العلق الذي ما يزال يمتص كل ما في سورية من خير وحق وجمال.. ماذا يعني أن تنتصر الخلية السرطانية على الجسم المدنف المريض..؟؟ ذاكم هو مصيركم إلا أن ...
‏في الشتات السوري خيل أصيلة تعلك اللجما... وليس غيرها يمكن أن يدفع، ولا غيرها يمكن أن يحمي..
‏في يدينا بقية من بلاد .. فاستقيلوا كي لا تضيع البقية
لندن: 16 جمادى الأولى/ 1446
17/ 11/ 2024
____________
*مدير مركز الشرق العربي