الرئيسة \  مواقف  \  وجهة نظر : خبراء التأتأة والفأفأة والرأرأة

وجهة نظر : خبراء التأتأة والفأفأة والرأرأة

24.06.2025
زهير سالم



وجهة نظر :
خبراء التأتأة والفأفأة والرأرأة

زهير سالم*
تمنيت بالأمس على القنوات العربية الرئيسية أن تعفينا من المعلقين على الأنباء بالعناوين، التي تشبه الألقاب والأوسمة العربية…بكل التواضع والصدق نحن أبناء هذه الشعوب بحاجة إلى التفقيه والترشيد التعليم والتثقيف…: رشدونا.. رشدونا..
ألقاب مثل "المحلل الاستراتيجي العسكري.." "الخبير بالقانون الدولي" "المحلل الاقتصادي"
ثم نستمع إلى رجال يتأتئون ويفأفئون..!!   
عندما تتصل بك قناة وتقول لك سنستضيفك للتعليق على..، من واجبك أن تبادر إلى لملمة أطراف الموضوع، خلفياته دلالاته ارتباطاته تداعياته…وما قال فيه المعلقون من سابقيك، ثم تشد ربطة عنقك إذا شئت!!
اليوم مثلا وصل الصاروخ الإيراني إلى مدينة "أشدود" الفلسطينية، أشدود بالشين حسب اسمها العربي وليس بالسين كما يطلق عليها المحتل الصهيوني؟؟وهذا لمعدي النشرات من العرب..
قد يسأل متابع عربي مثلي: وما أشدود؟؟ وما أهمية وصول الصاروخ الإيراني إليها؟؟ وما يترتب على ذلك..؟؟
فقط أنا ذهبت هذا الصباح إلى البحث، وهذا بعض ما وجدت: أشدود مدينة عربية فلسطينة، يسميها المحتلون أسدود.. هـجر معظم سكانها العرب منذ 1948.. وسكنها مهاجرون سوادهم من المغرب ومن جورجيا.. عدد سكان أشدود اليوم يقترب من ربع مليون نسمة هي سادس أو سابع مدينة، في فلسطين المحتلة من حيث عدد السكان.
تقع أشدود تاريخيا على الساحل الشرقي للمتوسط، جنوب عكا شمال غزة.. تبعد أشدود عرضا عن ديمونة قريبا من 120 كيلو متر، ديمونة في العمق، شرق أشدود وإلى الجنوب قليلا.. تفكر في هذا..
أشدود أكبر ميناء لفلسطين المحتلة على المتوسط، وأكبر حتى من مينا حيفا!!
ما هي الأهمية الاستراتيجية لوصول الصاروخ الإيراني إلى أشدود؟؟ لستُ خبيرا استراتيجيا، ولكن أعتقد أن الخبير الاستراتيجي يستطيع أن يقول الكثير هم الآن أقرب إلى غزة!! وأقرب إلى ما ذكرت لكم.
كل ما تحتاجه الصواريخ الإيرانية أن تتخلى عنه استراتيجية "يا ربي تجي بعينو" إلى الضربات المسددة…
في الأخبار أيضا.. صواريخ تقع في القدس.. لم أدر ما حجم هذا؟؟ ولكن هل للدعوة إلى تحييد القدس أمام هذه الصواريخ العشوائية معنى!!
هل لدينا في القدس ما نخاف عنه، من نيران صديقة، أو صاروخ ضل سبيله، حقيقة أو ادعاء!!
يبدو لي وهذا كلام استراتيجي أن الأصدقاء في غزة كانوا أقدر على حماية قادتهم في وسط حرب نتنياهو العمياء في غزة، المبصرة أكثر مما يجب في طهران..
نتنياهو يحارب في غزة بساطور الجزار، وفي طهران بمبضع الجراح. القصف في طهران قصف "مفتحين" كما يقول عميان الجامع الكبير في حلب، وهذه رسالة مخيفة وحقيقية لكل الشعب الإيراني.
ندائي لكل الفضائيات العربية، وللإخبارية السورية بشكل خاص: علمونا.. ثقفونا.. نورونا.. أعينونا..
نرجوكم
لندن: 27/ ذو الحجة/ 1446
23/ 6/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي