وجهة نظر :
باسم الله.. والحمد لله.. والصلاة والسلام على رسول الله..
وبعد
فهذه هي الديمقراطية التي حلمنا بها، ودعونا إليها، وعملنا عليها
زهير سالم*
أن نقول فيعبر كلٌ منا على ما يعتقد ويرى، وهذا ما ظللنا نسميه حرية الرأي والتعبير، ومن قبله كنا نقول: حرية الاعتقاد وكان لنا فيها تأويل وتعبير.
كثيرون من الذين يظنون أنهم يحبونني اتصلوا بي بالأمس بعضهم يظن أنني أخطأت ويجب أن أسحب وأنسحب.. وبعضهم يظن أنني تورطت، ويجب أن أجد لنفسي مخرجا أو معاذا أو ألوذ ملاذا ..!!
لا أدري الغيرة كانت عليّ أو على الفكرة التي طرحتها، أو على سورية التي يجب أن نشترك في حبها...
بالنسبة لأسلوب بعض الأحباب الذي قام على التنديد والتشكيك وأحيانا تجاوزوا ذلك.. أقول: لا بد أن يتاح لهذا الفريق تجارب وتمرينات أكثر على الخطاب الديمقراطي.. وكيف إذا وجدناهم غدا وزراء أو أمراء يجب أن يتصرفوا فيقولوا قبولا ورفضا ..
نعم نتعلم كيف نناقش الفكرة دون الانحراف إلى النيل من الأشخاص...
في حياتي الأدبية في الجامعة قدمت بحثا عن الإمام ابن حزم الفقيه الظاهري صاحب المحلى "ابن حزم شاعرا" رسالتي في الماجستير التي لم أناقشها كانت بعنوان "الإمام الغزالي أديبا" تعلمت من الجليلين أشياء كثيرة منها ان لا أهتم كثيرا.. بما يقال. مع أنهم كانوا يقولون: لسان ابن حزم وسيف الحجاج.. ولكن ابن حزم الشاعر ظل دائما غير ابن حزم الأديب...
كانت تجربتي بالأمس جميلة ومؤثرة . قال لي عديدون وهم أصدقاء صدق، ألم تتعهد أن لا تتدخل في الشأن السوري!! قلت لهم لو كنت سأتدخل في الشأن السوري لعلقت على جوقة "المؤثرين" !! ثم أضفت: تأملوا أنا وأنتم أعني نحن، ليس بيننا "مؤثر" تعالوا ننشئ تحالف عديمي التأثير، أو إذا شئتم قليلي الأثر. والعرب تستخدم القليل في هذا السياق بمعنى العديم. قال سلامة بن جندل عن الرمح: قليلة الزيغ، قالوا المعنى لا تزيغ أبدا...
يا أنتم وأنا تجمعنا النحن الكبيرة، كما نقول عن أنفسنا بحلب مجرد عود وقشرو .. وما بحن على العود إلا قشرو....في طفولتنا الأصغر كنا نطلق على السائل أو السائلة يقفون بالباب: حنوا علينا...هل نعقد ميثاقا بيننا أحن عليكم وتحنون عليّ !!
أردت بالأمس أن أنادي على الرقيب العتيد أن يعد ... ثم خطر لي معنى قديم أنا وكل من يلم بصفحتي شبعانين قهر... ونقهر بعضنا أيضا.. لا هذا لا يليق.
صدقوني رأيت بالأمس على صفحتي في الأسماء أسماء أناس كانوا يزورونها في الزمان الأول... حتى لم يغيروا المستعار من أسمائهم!!
قالوا في أنفسهم: صارت وصارت . وزهير وقع وهيئوا السكاكين. وفي حلب منقول: العين صابتني والرب نجاني...!!
المهم رسالتي للرئيس أحمد الشرع عن نفسي: ناصح ولست معارضا. وهذه الرسالة أيضا لكل من ظنوا أنني خاصرة رخوة . ناصح صلب. أنا ما بلغت بي النرجسية أن أظن أن الرئيس أحمد الشرع قد بلغه بالأمس ما قلت وما قيل فيّ!! ولا أظن أن السيد وزير الداخلية بلغه ذلك. وإذا كان القوم يريدون تتبع مثل هذا ففي الفضاء العام من زخرف القول ما هو كثير...
السيد رئيس الجمهورية..: قال مسلم لابن الخطاب يوما: اتق الله.. فرد عمر لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها. أنا على يقين أنك لا تضيق بها.. ولكن أريد للذين ينكرونها علينا أن يعلموا حظهم منها... لا خير في رجل لم يقلها.. وعلى الله قصد السبيل..
سيدنا علي رضي الله عنه يقول لبطانته: لوددت أني لم أركم، ولم أعرفكم، معرفة والله جرت ندما وأعقبت سدما. قاتلكم الله ملأتم قلبي قيحا، وشحنتم صدري غيظا...
الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى كتب في مقدمة :
واستحقر من لا يحسد ولا يُقذف، واستصغر من بالكفر والضلال لا يعرف. فأي داع أكمل وأعقل من سيد المرسلين وقد قالوا عنه إنه مجنون من المجانين. وأي كلام أجل وأصدق من كلام رب العالمين وقد قالوا عنه أساطير الأولين..
وأقول لقد كان أنصاريا مسلما، الذي قال لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألأنه ابن عمتك!! ويرد سيدنا رسول الله صلى الله وسلم عليه: رحم الله أخي موسى لقد أوذي أكثر من ذلك فصبر...
الصبر على الأذى معلم من معالم الطريق...
لندن: 14/ ربيع الأول / 1447
5/ 9/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي