وجهة نظر :
الرئيس أحمد الشرع رئيس لكل السوريين
زهير سالم*
العلاقة الحيوية في صفوف الجماعات الإسلامية بشكل عام، والإخوان المسلمين بشكل خاص، ليست كما يكرر الآخرون علاقة مريدين بشيخ. ما أكثر ما قرأت هذا، وما أكثر ما ضحكت عندما كنت أقرؤه..
العلاقات الحوارية في سبيل الوصول إلى الأصوب، وصفتها حيوية، بكل ما تستحضره كلمة الحيوية، من حيث تعدد الآراء، في القضية الواحدة، وتباينها، والأخذ والرد، وكلما توسعت الثقافات، وتعددت مشارب الأفراد - الأعضاء، تكاثرت مدخلات الخلاف ومخرجاته أيضا، حتى يستقر الأمر على قرار.
حيوية الحوار أو حراراته وربما يحمى فيه الوطيس، وترتفع الأصوات، وتحمر الحدق، ويدر عرق في الجبين. وبعد القرار الكل وراء القرار. أو هكذا نحسب.
بعض الأحباب كان يغضب من هذا، فكتبت منذ سنوات ثلاث مقالا مفصلا عن حيوية البرلمانات الأكثر حيوية حول العالم، من البرلمان الأمريكي إلى البريطاني إلى جميع برلمانات العالم الحيوية، وما يحدث فيها من تلاسن ورفع أصوات وعراك بالأيدي وتضارب بالكراسي…جميل أن يحمى الإنسان دفاعا عن وجهة نظره.
وكتبت في ذلك المقال يومها فقط مجلس الشعب الأسدي ومشتقاته يسوده الوئام ويعمه الصمت، ولا يحدث نائبا فيه شيطانه بسوء.
أيها الموالون لسيادة الرئيس أحمد الشرع وإنما أخاطب في سوادكم نفسي.. لا تقيسوا الرئيس العدل على الرئيس المستبد المخلوع. وأيما رجل يكتب له: اتق الله يا أحمد.. تجعلكم تتزامرون الله أكبر انخرمت هيبة الدولة..
من هيبة الدولة ومن هيبة السيد الرئيس أنه يكون للجميع، فلا يحسب على فصيل ولا على حزب ولا على تيار..
لنا منه وفيه مثل الذي لكل السوريين منه وفيه. لا تلوحوا لغيركم ولغيرنا بالعصا..
سيدنا معاوية: أنا لا أحمل السوط على من لا عصا معه.
وإن لم تكن إلا كلمة يشتفي منها قائلها جعلتها دبرَ أذني…
معيار الديمقراطية الحقيقي في قدرتنا على الحوار، وأن ترتفع بيننا الأصوات. كان التعليم القرآني: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ). النهي عن الجهر بالقول خصوصية نبوية، وشطر الآية يجيز لنا أن يجهر بعضنا لبعض، فهو غير منكر ولا مستنكر…
رسالة الرئيس الشرع التي استودعها فريق من الإعلاميين ربما قالت كل هذا..
قال: أنا شخص ومدرسة ولا تحاولوا أن تحسبوني على أحد، ولا أقبل أن تحملوني مسؤولية قرار أحد، ولا طريقة أحد، بل زاد ما كان بالأمس كان على ما قضينا، ونحن اليوم على ما نقضي!! جميلة هذه، حظكم منها أن تتأملوها ثلاثة أيام ثم تفضون إليه.
الأحباب أو غيرهم من الذين يحاولون أن يهرزموا حولنا : منشكيكم لرئيسنا أحمد الشرع ها…
يعني هو كمان رئيسنا ونحن لنا فيه حصة.
لندن: 2 ربيع الأول: 1447
26/ 8/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي