وجهة نظر :
الخبر الذي مر أمام أعين السوريين مرور الذباب..
التحذير الرسمي الأمريكي من محاولة اغتيال للرئيس الشرع!!
زهير سالم*
في مقابلة مع موقع المونتيور، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سورية توم باراك: إن إدارة الرئيس الأمريكي ترامب، قلقة من أن يصبح الرئيس السوري أحمد الشرع هدفا لعملية اغتيال…
ووجه المبعوث الأمريكي بوصلة التخوف نحو ما سماه المتشددون "الساخطون"..ولم ينس أن يغمز من جانب المقاتلين الأجانب..
وعرض مبعوث الرئيس ترامب إلى سورية، والسفير الأمريكي السابق في تركية إلى تنسيق منظومة حماية حول الرئيس الشرع..وقال إن ذلك يمكن أن يتم عبر تبادل المعلومات..
التصريح يستحق منا نحن جمهور الثورة السورية إلى الكثير من التأمل الحقيقي، ولكن ليس فقط على الطريقة الأمريكية…
وأبدأ بالدعاء "وحيّ الله" من أمّن على دعائي: أسأل الله للرئيس أحمد الشرع السلامة والحفظ والعون، وأن يجري الخير على يديه..
في وقوفنا أمام تحذير السيد توم باراك المبعوث الأمريكي للرئيس ترامب، نطرح السؤال الأول والأهم: هل تحذيرات السيد باراك في مبعثها: أمنية أو سياسية..؟؟
وأظن أن الاسترسال مع أي جواب ستكون له تداعيات ونتائج..
إن محاولة السيد بارك توجيه الأنظار إلى بعض الساخطين من المتشددين بمن فيهم بعض المقاتلين الأجانب محاولة يتداخل فيها البعدان الأمني والسياسي، بدون شك..
ولكن هل حقا أن هذه الجهة التي حذر منها توم باراك، هي التي تمثل ثغرة الخطر الأكبر، أو الخطر الوحيد!!
إن قضية "أمن الرئيس" أي رئيس؛ هي من قضايا الأمن الأساسية لدى جميع الدول، كبيرها وصغيرها على السواء…
ولكن محاولة السيد بارك لفت النظر عن المهدد الحقيقي، هو بحد ذاته عمل سياسي مقصود، يدخل الريبة في قلوب السوريين..
إن المهدد الأول لسورية الدولة والرئيس والإنسان
هو الكيان المحتل المغروس قريبا، والذي ما زال يقصف، وما زال يهدد، والذي سبق أن قصف محيط القصر الجمهوري في قلب دمشق، في رسالة واضحة.. وكلنا يعلم أن خطام هذا الثور الجامح هي بيد الولايات المتحدة نفسها. وأن معادلة ترامب- نتنياهو؛ منضبطة بضابط: الكلب…وذيله
ثم لدينا في المنطقة دولة الولي الفقيه بعصاباتها وعصائبها.. وأكثر هذه القوى تتحرك تحت السطوة الأمريكية أيضا، وامتلاك الأمريكيين لناصية هؤلاء الأجراء لا يخفى، كيف وهم كانوا يوم انعقدت القمة العربية في بغداد، يطلقون التهديدات ضد الرئيس المدعو رسميا، فيما لو زار بغداد..
والفريق الثالث المهدد لحياة الرئيس الشرع مهما قيل، ومهما حاول السيد حسن صوفان، هو فريق الشبيحة من بقايا الفلول، الذين تعقد معهم لجنة السلم الأهلي الصفقات..
سامحوني أنا كنت في المدرسة الثانوية عندما كنت أستمع إلى وجهة نظر رئيس "خسوا .. عيب يا شباب" ولامني بعض الأحباب لأنني أضخم مسؤوليته.. وأنا أعتقد أن صاحب حفرة التضامن، لو وجد الفرصة، وتهيأ له الظرف، لفعل ما هو أكبر..
ويشهد لي قوله تعالى (وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ)
ومع ذلك فيمكن أن نضم إلى قائمة الناقمين، الذين تصل بهم نقمتهم إلى حد أن يتجرؤوا على العمل النكر، لو وجدوا الفرصة.. طبقات من أهل النقمة الذين لا حاجة لذكر أسمائهم، بل لأنني أخاف من ذكر اسمائهم كما لم أخف من قبل..
هذه الفرق طبقا عن طبق، تتقدم في العداوة للشعب السوري، وللثورة السورية، متمثلة في الرئيس أحمد الشرع، قبل الفريق، الذي توجس منه ممثل الرئيس الأمريكي..
ورغم كل ذلك يبقى تصريح ممثل الرئيس ترامب، مستحقا للدراسة والتأمل. والتعامل معه بالجدية الذي يستحق..
ولكنّ رجلا مثلي، لا يملك المعلومات التقديرية التي تساعد على تقدير موقف في مثل هذه القرار..
وليتنا سلمنا منهم لا علينا ولا لنا..
لندن: 15/ ذو الحجة/ 1446
11/ 6/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي