الرئيسة \  مواقف  \  وجهة نظر : استراتيجيون... واذلنا يا بن الوليد

وجهة نظر : استراتيجيون... واذلنا يا بن الوليد

13.07.2025
زهير سالم



وجهة نظر :
استراتيجيون... واذلنا يا بن الوليد

زهير سالم*
رقعة الشطرنج العربية بمربعاتها الأربعة والستين إذا شئتم. موصوفة معروفة، متعددة المشكلات، كثيرة الأعباء، وكل منحنى فيها رسمي أو مجتمعي شعبي، أو عقدي أو فكري أو ثقافي أو اقتصادي؛ يئن.. وباللهجة الحلبية "يعن"
ورقعة الشطرنج العربية ، هذه مزروعة بالعشرات وربما بالمئات من المفكرين والدعاة والاستراتيجيين والسياسيين والمثقفين والأدباء الذين يشغلون الساحة العربية بضجيجهم وبقيلهم وقالهم، وبنصائحهم وبشورهم وبتصفيقهم وتنديدهم وتوزيعهم شهادات المسرة وحسن السيرة والسلوك على الآخرين أو حرمانهم منها…
المهم في الأمر أن الكثير من هؤلاء، بل الأكثر من هؤلاء، لا يقاربون ملفات أقطارهم بكلمة.. وكأن أقطارهم على الرغم من أحقيتها، لا تعنيهم، لا من قريب ولا من بعيد، وكأنهم قد مسحوها عن خارطة الجغرافيا الذهنية والجغرافيا السياسية..
سنين طويلة أتابع هؤلاء، وأراهم منخرطين في ملفات الآخرين، يدبجون المقالات عن قوم "تبع" وعن أهل الأحقاف، وجبل قاف، وعن كل البلاد التي "ينتثر حولها الحَبُّ" إلا أوطانهم..
والله إن قلوبنا تتنزى ألما لما يصيب أهلنا في غزة، ولما يقع على أهلنا في السودان، ولمعاناة شعوب من أمتنا من قسوة القساة، وفساد الفاسدين، واختلال المختلين. فإذا أردنا أن نترك لبعض هذه الثغرات جهدا أو وقتا، تذكرنا "مقامك حيث أقامك"
وبعض الاستراتيجيين المهمين، يحبون أن يكون أحدهم مثل المعلق الكروي على المباراة، سامحوني لا أحفظ من أسماء هؤلاء غير اسم السوري "عدنان بوظو" رحمه الله تعالى، وأحفظ منه عبارتين: الطابة ملعوبة، وأنا أعجبتني هذه العبارة، ونقلتها من عالم الرياضة إلى عالم السياسة، وأظل أقول لكم: الطابة في هذا الملعب دائما ملعوبة ولا تتوقف.. فتابعوها بأقدامكم، وليس بأبصاركم، من تابع كرة السياسة ببصره فقد فرط..
وهذا الفريق من الناس يحب التعليق على الجادين، ولا يحب أن يجد…
لا أريد أن أحرج أحدا ولكنني كلما تلقيت قولا لأحد القوالين تساءلت: وأين يقع هذا القول من عقدة سرته في وسط بطنه..
هذه السُّرة تجرنا دائما إلى الأم.. وفي البداية كانت الأم وكانت الأوطان…
ثم وعلى هامش هذا القول أريد أنا أنادي: واذلاه.. لما آل إليه حال المسلمين في الشام…
وتعثرت بالأمس بفيديو لشخص يصفونه بأنه "المتحدث الرسمي باسم لجنة انتخابات مجلس الشعب" في سورية… ينفي أي علاقة بين الثورة السورية والإسلام، يقول: "إن وصف الثورة السورية بالإسلامية، هو تهمة اتهم بها النظام البائد -البائد من عندي- الثورةَ والثوار،!! يقول:،"إن الثورة السورية اليوم هي رمز من رموز الثورة في العالم" يعني مثل ثورة "هوشي منة" الذي يضيء، وغيفارا…
ويضيف: "لا أحد يتحدث عن سورية الإسلامية غير الفلول والأعداء" وهكذا أعاد تصنيفنا على طريقة حافظ وبشار الأسد: الرجعيون عملاء الامبريالية والصهيونية!!
 وذكرني فيديو المذكور وهو شديد الاختلاط وذكرني باختلاطه باختلاط السيدة الوزيرة التي وصفت صرعى جيش القتلة والمجرمين بالشهداء، ذكرني كل هذا بما هذر به المرشح إبراهيم خلاص في مجلة "جيش الشعب" سنة 1966، هل تتذكرونه!!
"إن الله والأديان والإسلام والمسيحية دمى محنطة في متاحف التاريخ.. وأنه سيؤول إلى قبضة تراب تدور مع تراب الأرض"
يومها وكنت في العشرين من عمري، انقلبت سورية من أدناها إلى أقصاها تنادي: إسلامية .. إسلامية.. يخرب بيت البعثية…
من سوق "المدينة" في حلب إلى سوق الحميدية في دمشق مرورا بحماة وحمص هبوطا إلى حوران صعودا إلى الرقة ودير الزور والجزيرة العليا..
ومليون شهيد كلهم مسلم يشهدون أن سورية مسلمة، وأن ثورتها إسلامية
وشاهت الوجوه وقبح اللكع ومن يرجوه، وأقول للرئيس أحمد الشرع صونوا أسماعنا من سفاهة السفهاء، وبغي البغاة..
واذلاه.. لما آل إليه حال ثورة المليون شهيد كلهم محمد وأحمد وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعبد الرحمن وأبو عبيدة وطلحة والزبير وسعد وسعيد… وخالد ثم خالد ثم خالد.. رضي الله عن سيدي خالد
سيفه في القادسية وسيفه في اليرموك..
يا ابن الوليد….
لندن: 17/ محرم / 1447
12/ 7/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي