الرئيسة \  مواقف  \  وجهة نظر : ألا تجيبوه

وجهة نظر : ألا تجيبوه

13.09.2025
زهير سالم



وجهة نظر :
ألا تجيبوه...

زهير سالم*
منذ أيام لمزني أخ كريم من مكان بعيد، حين كتب معلقا على بعض ما أقول: الكتابة على الورق سهلة…
ما أحببت أن أسيء، لأنني رُبيت على تجنب الإساءة للناس. ولكنني أحب أن أقرر هنا، أن كثيرا من الكلمات الصعبة، أتلوم عليها قبل أن أتحمل مسؤوليتها، ولا سيما وأنا أقدر ثقلها، وأنها تحتاج أن يعلكها من هو أشد لحيين مني.
وحين أرى القوم قد أرّموا، وتواروا ولاذوا بالصمت أقول وأحتسب.. فألقى من تقريع المتوارين، مثل ما ألقى من كيد الكائدين
الرسول صلى الله عليه وسلم علمنا، وهذا من صميم علم السيرة في غزوة أحد.
فبعد أن انفضت المعركة، والمسلمون يعيشون في حالة الضعف والانكسار، وقف أبو سفيان، وهو يومئذ على شركه، فنادى: أعل هبل… يوم بيوم بدر!!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تجيبوه..
ومن هذه الكلمة تعلم أخوكم الضعيف فقها كثيرا، وأنه مهما كان ضعفنا، ومهما كان انكسارنا، ومهما كان حالنا؛ يجب أن لا نعجز عن جواب في موطن الجواب..
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مجروح الوجه، مكسور الرباعية:
ألا تجيبوه…، لم تمر هذه على كثير من أصحاب الفضيلة ولا من أصحاب المعالي..لم يستنبطوا منها فقها..ولا علما ولا سياسة ولا كياسة..
من طرق الباب يجب أن يسمع الجواب. والصمت في موطن البيان بيان، بيان عجز وعنوان إذعان…
يقول عمر رضي الله عن عمر: وماذا نقول يا رسول الله!!
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
قولوا الله أعلى وأجلّ .. لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار…!! لا سواء .. يا نتنياهو .. لا سواء..
منذ الأمس وأنا أسمع نتنياهو يستخف بهذه الأمة، يتوعدها ويتهددها: يقول اقرؤوا صحفنا المقدسة يقصد توراتهم وتلمودهم وكتاب الكابلاه عندهم بل برتوكولات حكمائهم أيضا... ويتوعد أنه سينفذ كلَّ ما فيها فينا!! يتوعد أنه سينفذ كلَّ ما فيها فينا، أخشى أنكم ما استوعبتم: يتوعد أنه سينفذ كلَّ ما فيها فينا!
في أطفالنا ونسائنا ورجالنا في أرضنا وبحرنا وهوائنا...
منذ يومين قالها نتنياهو الكالح على رؤوس الأشهاد، سمعها كل العالم، سمعتها منظمات حقوق الإنسان، وسمعها الساسة وسمعها أهل الكياسة وسمعها دعاة الإنسانية والعلمانية ورعاة المجتمعات المدنية!!
لم يسمعها ولم يسمعه، فقط أصحاب الفضيلة والنيافة، لم يسمعه أحد من منظمة التعاون الإسلامي، ولم يسمعه أحد من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ولم يسمعه أحد من الذين يدعون ويستأثرون ويبطرون الحق، ويغمطون الناس ويستخفون بهم…
ردوا على نتنياهو أيها المستخفون لواذا كلاما بكلام.. وجوابه في كلمتين من كتاب الله…
فمن يتحمل مسؤوليتهما أيها الخائفون الوجلون المترددون…؟؟
لندن: 19/ ربيع الأول/ 1447
12/ 9/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي