الرئيسة \  مواقف  \  وجهة نظر : ارفعوا أيديكم عن إسلامنا.. وعن عقائدنا.. وعن شريعتنا.. وعن أوقافنا

وجهة نظر : ارفعوا أيديكم عن إسلامنا.. وعن عقائدنا.. وعن شريعتنا.. وعن أوقافنا

02.07.2025
زهير سالم



وجهة نظر :
ارفعوا أيديكم عن إسلامنا.. وعن عقائدنا.. وعن شريعتنا.. وعن أوقافنا.. واتركوا لنا من الحرية ما تتركونه للكُنس والكنائس، والعاملين عليها وفيها.. وشكر الله سعيكم

زهير سالم*
خمسة وسبعون عاما عمر وزارة الأوقاف في سورية/ 1949 ، وقد وضعت يدها على ما كان يوصف بأنه أغنى ديوان في سورية، ومع ذلك فقد كانت مهمة هذه الوزارة بشكل عام التفريط والتضييع، والاستبداد على شروط الواقفين، وعزل الأولياء الشرعيين عن الولاية على أموال أجدادهم. وظل العاملون في ميدان الأوقاف، الخطباء والمدرسون والائمة والمؤذنون، وخدام المساجد، في أدنى درجات السلم الوظيفي.
وكم من إمام عُزل، وكم من صداع بالحق منع من المنبر ومن التوجيه حقدا من حاقد، وغيظا من حاسد..
وظل الأراذل بشكل عام -إلا ما رحم ربي- هم المتحكمين والمتصرفين. وأصحاب القرار.
ومنذ أقر قانون بيع الوقف خلاف وصية الواقف، أصبحت الأوقاف الإسلامية، نهبى، وأصبح من شروط أن ينال أحدهم وظيفة إمام مسجد أن يخرج للرقص في الساحات العامة تعبيرا عن فرح بنجاح المستبد.
يستوقفني يوما في أوائل السبعينات في حلب إمام مسجد الحي، وهو عالم فاضل متمكن صاحب دين وهو يبكي، كان عائدا من مديرية الأوقاف لتوه، ويحكي لي والدموع تطفر من عينيه، ودموع الرجال عزيزة، يقول لي: فلان .. ويسمي لي متنفذا عاملا في وزارة الأوقاف. يقول لي نحن نستثمر أموال الأوقاف في البنوك، ونطعمكم الربا الصرف… الربا الصرف وليس بخره!!
أنا أعرف الشيطان المسمى، وما زلت أحفظ اسمه واسم ابنه الأرذل منه. وأرجو أن لا يرى أحد في كلامي تعميما متجاوزا أو مخلا.. فنحن نعلم أن عالمنا لم يخلُ من الخيرين المحسنين أبدا..
نريد للوقف الإسلامي أن يعود لعهدة أهله. نريد لما تسمونها الطقوس الإسلامية، أن تدار من قبل رعيتها. نريد مثل حقوق النصارى وكنائسهم ومطارنتهم ومجالس كنسهم. نريد مثل حقوق مجالس العقل، لا نريد للسياسة أن تتدخل في تحديد إمام مسجدنا، وخطيب جمعتنا. كان إمام مسجدنا في الحي في فترة ما، يتحصل على راتب خمسة أوقات، ويرفض أن يفتح المسجد ليصلي بنا الفجر. وبعد نضال بيننا وبينه وبين الأوقاف وصلنا إلى حل، أن يعطينا نسخة من المفتاح، نفتح مسجدنا، ونصلي بأنفسنا!!
أقول لأهل السياسة ولا يهمني من هم:
أنتم لم تطيقوا جسما لطيفا جميلا عنوانه "المجلس الإسلامي" ، ولكنكم تعترفون بأربعة عشر جسما كنسيا لأربع عشرة طائفة مسيحية، وتعترفون بمرجعية الهجري وتفاوضونه وتعترفون…وتعترفون.. فلماذا لا تريدون الاعتراف بنا..؟؟ على أي خلفية تستضعفوننا؟؟ لا نهمكم لأن لا أمريكا ولا روسيا ولا الاتحاد الأوربي، ولا مجلس الكنائس العالمي يغضب عندما تضطهدوننا!!
أحرام على بلالــــــــــــــه الدوح
حلال للطير من كل جنس
نطالب بوضع حد للتغول على الإسلام والمسلمين. وبالحرية للأجسام الإسلامية، والحرية في تشكيلها، ورفع الجور والظلم عنها.. نحن لا نزاود على أحد لا من الطوائف ولا من المذاهب، ولكن لا أحد دفع ثمن انتصار هذه الثورة مثل المسلمين.. نحن لا نبحث عن حمّص السلطة، بل نبحث عن حقوق أولية. ونقدر أن الوضع القائم يدخل مضمار التباري للحصول على شهادات حسن السلوك، من حسابنا. نريد عدلا ، ولا نسألكم قربى ولا نخاطبكم زلفى. نعطي السواء من أنفسنا، ولا نقبل بحمل المدللين على رقابنا..
نطالب بأن يتمتع المسلمون بالحقوق نفسها التي يتمتع بها الآخرون..
ونطالب نقابات المحامين الأحرار أن يتحركوا لتشكيل لجان تفتيش وتدقيق ومحاسبة على التاريخ المالي المنقول وغير المنقول على مدى تأسيس هذه الوزارة، وزارة الأوقاف، التي نكبت بها شعوبنا من المحيط إلى الخليج..
أتذكر يوما كتب منكود: لماذا الحكومة السورية مطالبة بدفع فواتير الماء والكهرباء للمساجد؟؟!! ولماذا وزارة التعليم العالي تنفق من ميزانيتها على كلية الشريعة…؟؟!
ردوا علينا أوقافنا..
ارفعوا أيديكم عن مرجعياتنا.. أعطونا نفس الحقوق التي يتمتع بها حزب الطاشناق.. ونفس الحقوق التي يتكلم بها أي واعظ آشوري أو كلداني أو سرياني أو كاثوليكي أو بروتستانتي أو أرثوذكسي على منبر وعظه..
فكري وليس شكري..
لندن: 6/ محرم/ 1447
1/ 7/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي