اخر تحديث
الخميس-02/10/2025
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أسماء شهداء الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ هل كان فرعون أكثر "ديمقراطية" من الجزار بشار الأسد؟
هل كان فرعون أكثر "ديمقراطية" من الجزار بشار الأسد؟
20.09.2025
المهندس هشام نجار
هل كان فرعون أكثر "ديمقراطية" من الجزار بشار الأسد؟
بقلم : المهندس هشام نجار
أعزائي القراء …
حين يُستحضر اسم فرعون في الذاكرة الإنسانية، يتبادر إلى الأذهان رمز الإستبداد والجبروت والهيمنة المطلقة على البشر والأرض والموارد. ومع ذلك، فإن القرآن الكريم حين قصّ لنا قصة موسى عليه السلام مع فرعون، أشار إلى موقف بالغ الدلالة:
فعندما دعا موسى إلى التوحيد وإلى عبادة الله، لم يسارع فرعون مباشرة إلى ذبحه أو إخفائه كما فعل مع الأطفال من قبل، بل أعلن:
﴿قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى﴾ .. [طه: 59]
أي أنه قبل فكرة المناظرة العلنية وحدد يوم زينة حيث يجتمع الناس إليه ويتابعوا المناظرة.، وسمح لموسى بأن يأتي بحجته، ولجأ هو بدوره إلى إحضار السحرة ليواجهوه أمام الجماهير.
هذه الخطوة ــ مهما بدت لنا اليوم محكومة بسياق التحدي والكبرياء الفرعوني ــ تمثل في جوهرها مساحة من الحرية في طرح الرأي والحجة أمام الناس. لقد كان فرعون على جبروته وادعائه الألوهية أكثر “ديمقراطية” في لحظة من اللحظات، حينما سمح للناس أن يشهدوا المنافسة بين دعوة موسى ومعجزة ربه، وبين السحرة وسحرهم.
ولكن على النقيض تمامًا، جاء نظام بشار الأسد في سوريا مثالاً صارخًا للطغيان الذي لا يتيح حتى الحد الأدنى من الكلمة الحرة. فمنذ اللحظة الأولى التي رفع فيها السوريون أصواتهم مطالبين بالإصلاح والحرية، كان الرد: الرصاص والاعتقال والتعذيب.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تعدّاه إلى سياسة ممنهجة في القتل الجماعي، حرق الجثث، إلقاء الرماد في البادية أو البحر، وتدمير المدن فوق ساكنيها.
ففي حين أن فرعون ـــ بحسب النص القرآني ـــ لم يمد يده لقتل موسى حين أعلن دعوته، نرى بشار الأسد لا يحتمل أن يُسمع صوت مخالف، حتى وإن كان مجرد كلمة أو منشورًا صغيرًا، فمصيره القتل أو السجن أو الإخفاء القسري.
والمفارقة الكبرى أن الطغاة عبر التاريخ، رغم قسوتهم، كانوا يدركون أن المناظرة أمام الناس قد تكون وسيلة لإثبات حجتهم أو تعزيز سلطتهم، بينما في النظام الأسدي المعاصر نجد خوفًا عميقًا من أي كلمة حرة، حتى ولو كانت أضعف من أن تهدد كيان الدولة.
إن مقارنة بسيطة بين موقف فرعون وموقف بشار الأسد تكشف لنا أن:
- فرعون قبل بالحوار العلني (ولو تحديًا).
- بشار الأسد قتل كل إمكانية للحوار.
- فرعون جمع الناس ليروا الحقيقة بأعينهم.
- بشار الأسد أخفى الحقائق، ودفن الشهود مع جثثهم.
و أخيراً :
قد تبدو العبارة صادمة: “فرعون أكثر ديمقراطية من بشار الأسد”. لكنها تحمل بين طياتها حقيقة دامغة عن حجم الكارثة التي عاشها الشعب السوري. فإذا كان الطاغية الفرعوني قد منح فرصة للمناظرة، فإن الطاغية المعاصر حرم الناس حتى من مجرد التنفس خارج إطار الولاء الأعمى.
وهذا ما يجعل مأساة سوريا في عهد الأسد تتجاوز حدود السياسة لتصبح جرحًا إنسانيًا مفتوحًا على مصير وطن بأكمله.