الرئيسة \  مواقف  \  هذا يوم …

هذا يوم …

23.12.2025
زهير سالم

هذا يوم …
كانت من افتتاحيات خطب رئيس الجمهورية شكري القوتلي الملقب المواطن العربي الأول، رحمه الله تعالى، أدعو له دعاء وفاء و أمل ورجاء.. أنه يبدأ خطابه في كل مناسبة بعبارة..
"هذا يوم من أيام التاريخ الخالدة.. ثم يفيض بما شاء..
أحفظ هذه العبارة منه وأنا ابن سبع وثمان وتسع…لكثرة ما كان يرددها..
لو أدرك يومنا هذا في ذكرانا هذه.. ذكرى النصر والتحرير؛ كيف كان خطابه سيكون..؟؟!!
أتصوره هكذا
أيها السوريون جميعا هذا يوم للتسامح وللتغافر وللتحابب..
رحم الله مواطنا غسل قلبه من غل ومن حقد ومن حسد، واستشرف بعينيه أفقا لا ظلم فيه…
أما الجنة لمن خاف أن تضيّق عليه الجنة، فعرضها السموات والأرض..
وأما النار لمن خشي أن لا يجد مستحق لها مكانا فيها فهي، كلما قيل لها هل امتلأت تقول هل من مزيد..!! أعادني الله وإياكم من سماع حسيسها!!
بين الرجاء والخوف نمضي إلى بارئنا…ولا نتألى على الله في أحد من خلقه..
وقال بعض المفسرين أو جمهورهم في قوله تعالى "وذكرهم بأيام الله" أيام العذاب والنقمة.. وقال آخرون أيام الله يصح فيها ويصح فيها…
فيوم الفطر يوم الجائزة من أيام الله، ويوم النحر يوم الفداء م أيام الله، ويوم بدر إذ كنا قليلا مستضعفين فنصرنا الله من أيام الله..
ويوم الثامن من كانون الأول 2024 ، بالنسبة إلينا أبناءَ الشام الجميل يوم نصر وعز وتمكين بإذن الله، وعليه أقول متوكلا على الله، متفائلا بوعد الله..
هذا يوم من أيام الله… اللهم أتمم لنا نورنا، وبدل خوفنا أمنا، وذلنا عزا، وضعفنا قوة..
اللهم إن الذين قد بغوا علينا إن أرادوا فتنة أبينا..
إذا قيل قدمها عُريب تقدما…
تفاءلوا تجدوا، تراحموا تُرحموا ، تغافروا يُغفر لكم.،.لا تحجروا واسعا، ولا تضيقوا رحبا..
تقولون اللهم إنك تحب العفو فاعف عنا، من أحب العفو لنفسه أحبه لغيره.. لا تحسن ممن رام العلى المشاححة..
حضرت يوما مخالصة بين خاطب وولي مخطوبة يتخالصان بعد فسخ الخطبة.. يذكر الخاطب ما أنفق على المخطوبة..
فقال الخاطب والمحاسب في الطرف الآخر والد الفتاة..
قال الخاطب: وغديتها في يوم كذا في مطعم كذا وجبة وكان حسابها سبع ليرات…
فأجابه أبوها ولله دره: سجلوا علي أربع عشرة ليرة.  غداء ابنتي وغداؤه عليّ أيضا، الحمد الذي أراحنا منه!!
فكان الخاطب مثل القملة المفروكة..
أيها السوريون لا شيء يعوضنا عما لقينا غير جميل وعد ربنا…
وإذا كان كلامي لا يعجب بعضكم تصطفلو..
زهير سالم
الخميس 4/12/2025