الرئيسة \  تقارير  \  موقع روسي : مفهوم الولايات المتحدة للمنافسة يفرض على روسيا وأصدقائها التحرك قبل فوات الأوان

موقع روسي : مفهوم الولايات المتحدة للمنافسة يفرض على روسيا وأصدقائها التحرك قبل فوات الأوان

19.04.2023
الجزيرة

موقع روسي : مفهوم الولايات المتحدة للمنافسة يفرض على روسيا وأصدقائها التحرك قبل فوات الأوان
الجزيرة
18/4/2023
فبراير/شباط العام الماضي، أعدّت الإدارة العسكرية الأميركية وثيقة بعنوان "مفهوم المنافسة المشتركة" تعكس حرفيًا الأفكار الرئيسية لإستراتيجية الحرب العالمية الهجينة، وهي وثيقة تدفع روسيا للتحرك لحماية مصالحها على المدى البعيد.
وقال العضو في أكاديمية العلوم العسكرية الروسية ألكسندر بارتوش، في تقرير نشرته صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية، إن كبار السياسيين والدبلوماسيين وقيادات الجيش شاركوا في إعداد الوثيقة.
وتقترح الوثيقة اعتماد نهج مغاير لتعزيز قدرة الجيش الأميركي على التعامل مع الشركاء الآخرين، ومع المؤسسات المختلفة المتعددة الجنسيات، لضمان التفوّق في المنافسة العالمية، التي تفرض تحديات وتهديدات جديدة.
وحسب التقرير، حاول الأميركيون الاستعاضة عن مفهوم "الحرب الهجينة" بصيغ أخرى مثل المنافسة، مع استناد البنتاغون إلى فرضية أن المنافسة الإستراتيجية صراع طويل الأمد يدور بين خصمين أو أكثر يسعى خلاله كل طرف وراء تحقيق مصالحه من دون الدخول في صراع مسلح مع الطرف الآخر.
وأضاف الكاتب أن خصوم الولايات المتحدة يستثمرون في التقنيات الرئيسية المصممة لمواجهة الأسلحة الأميركية الإستراتيجية منها والتقليدية، على غرار تطوير القدرات المتعلقة بالأسلحة النووية والهجمات السيبرانية، فضلا عن الذكاء الاصطناعي، والأسلحة الفرط صوتية.
ورأى أن السياسة الخارجية الأميركية تحاول تحميل روسيا والصين مسؤولية إدخال أشكال وأساليب هجينة في الشؤون السياسية والعسكرية العالمية.
ويشمل مفهوم الولايات المتحدة الجديد معاني متنوعة للحرب العالمية الهجينة وللمنافسة الإستراتيجية، من بينها الكفاح من أجل النفوذ والوصول إلى الموارد في المجال الجغرافي لأوراسيا الكبرى والشرق الأوسط الكبير وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وتدمير روسيا وتفكيكها وسيطرة الأطراف الخارجية عليها وفرض السيطرة على الصين والهند وبعض الدول الأخرى.
ويشير الكاتب إلى أن واشنطن تتهم خصوم الولايات المتحدة باتباع إستراتيجية الصراع الطويل الأمد من دون الاستخدام الإلزامي للقوة العسكرية النظامية، ومن ثم يكثف الجيش الأميركي مشاركته في العمليات والأنشطة القتالية غير النظامية لإلحاق خسائر إضافية بالخصوم من أجل حماية مصالحها الوطنية الإستراتيجية، بما في ذلك توجيه الرأي العام، وفقا لما يقتضيه الوضع.
وحسب الكاتب، تعد الوثيقة ركيزة للحرب الهجينة العالمية التي تشنها الولايات المتحدة على روسيا. وبالاعتماد على تجارب الحرب بالوكالة والعملية العسكرية الروسية، حاول الجيش الأميركي تطبيق نهج شامل للمواجهة في إطار إستراتيجية الحرب العالمية باستخدام الجوانب غير النظامية وغير العسكرية للتنافس لتحقيق المصالح والقيم الأميركية.
مناطق رمادية
وأوضح التقرير أن نطاق "فضاء المنافسة المشتركة" يشمل العالم بأسره، ومن ثم يدرك القادة السياسيون والعسكريون الأميركيون أن الحرب القادمة على الصين أو روسيا تهدد وجود الأمة الأميركية، وذلك على عكس الحروب التي شنتها الولايات المتحدة طيلة العقدين الماضيين، مثل الحرب على يوغوسلافيا ومحاربة الإرهابي الدولي والجماعات المتطرفة.
وإدراكا لمخاطر هذا النوع من الحرب، تدرس واشنطن الجوانب العسكرية والعقائدية والتكنولوجية لمشكلة استخدام القوة، وتكثف إنتاج أنظمة أسلحة جديدة وتعمل على تحديث الأنظمة الموجودة لديها، كما تشجع الحلفاء على زيادة الإنفاق العسكري وتجديد أسطول السلاح.
استنتاجات روسية
وحسب الكاتب، فإن ظهور هذه الوثيقة الأميركية يدفع الهياكل الروسية المسؤولة عن ضمان الأمن القومي إلى إيلاء مزيد من الاهتمام لتطوير تدابير مضادة مناسبة، والتعبئة وتوحيد المجتمع الروسي في مواجهة تصرفات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو).
في ظل هذا الوضع، تتمثل مهمة روسيا في اتخاذ تدابير لحماية مصالحها الحيوية، في المقام الأول في أراضي جيرانها التي تحولت إلى ساحات حرب مختلطة على روسيا ووضع إستراتيجية لمواجهة طويلة الأمد والبحث عن حلفاء مستعدين للمساهمة في تبني إستراتيجية طويلة الأمد للمواجهة المشتركة وتعزيز قدراتها الاستخباراتية.
وفي ظل الفوضى الراهنة، يتعين على كل من روسيا والصين ومنظمة شنغهاي للتعاون ودول البريكس توحيد الجهود للحفاظ على الاستقرار واستخدام إمكاناتهم في سبيل احتواء الاتجاهات السائدة في السياسة العالمية التي أثارتها الولايات المتحدة وحلف الناتو.
المصدر : الصحافة الروسية