الرئيسة \  مشاركات  \  مقارنة بين عهد الباستيل الملكي وعهد صيدنايا الأسدي

مقارنة بين عهد الباستيل الملكي وعهد صيدنايا الأسدي

13.09.2025
المهندس هشام نجار



مقارنة بين عهد الباستيل الملكي وعهد صيدنايا الأسدي

المهندس هشام نجار
أعزائي القراء ..
كثيرون يتعجلون إستقرار سوريا بعد أشهر قليلة من نجاح ثورتها، وهو مطلب مشروع نتمنى أن يتحقق سريعًا. غير أنّ مأساة السوريين في عهد الإجرام الأسدي فاقت في قسوتها ووحشيتها كل ما شهدته الأنظمة الديكتاتورية منذ القرون الوسطى و إلى اليوم، حتى باتت سوريا تحت حكم الأسد في صدارة الدول المنهارة مأساويًا.
ولكي ندرك حجم الفارق، يكفي أن نقارن بين رمز الإستبداد الفرنسي في العهد الملكي، وهو سجن الباستيل، وبين رمز الجحيم السوري الحديث، وهو سجن صيدنايا ويمثل هذا السجن واحد من مئات السجون الأسدية المنتشرة على الأرض السورية .
فالباستيل، الذي مثّل رمزًا لمأساة الفرنسيين، يبدو أمام صيدنايا وكأنه واحة غنّاء! فلم يُسجّل في الباستيل تعذيب وحشي ولا مقابر جماعية ولا محارق لجثث المعتقلين ولا مكابس بشرية ولا غرف الملح المجففة لجسم الانسان. ويوم سقوطه لم يتجاوز عدد نزلائه 1400 شخص، وكان معظمهم في مراحل مختلفة من التاريخ من النبلاء الذين أُودعوا السجن للتأديب، ثم من أتباع العقائد الدينية المخالفة، وأخيرًا من المعتقلين السياسيين. أما المشانق والمقاصل والمجازر التي ارتبطت بالثورة الفرنسية نفسها فلم تكن جزءًا من واقع الباستيل.
في المقابل، يقف صيدنايا شاهدًا على أبشع ما عرفته العصور القديمة و الوسطى والحديثة: عشرات الآلاف من المختفين قسريًا، مقابر جماعية، محارق لجثث الأبرياء، وعشرات الآلاف من الهياكل العظمية المجهولة المصير، ناهيك عن التعذيب المنهجي الذي حوّله إلى مصنع للموت البطيء.
وعند متابعة التطورات بعد سقوط الباستيل نجد أن فرنسا لم تدخل فورًا في مرحلة استقرار بعد ثورتها عام 1789، بل مرّت بعقد كامل من الاضطرابات:
 • 1789–1792: المرحلة الأولى وسقوط الملكية.
 • 1792–1794: مرحلة العنف والرعب في عهد روبسبير ولجنة السلامة العامة.
 • 1795–1799: مرحلة حكومة الإدارة التي تميزت بالفوضى والفساد والانقلابات.
 • 1799: جاء انقلاب نابليون بونابرت ليؤسس القنصلية ثم الإمبراطورية، فاحتاجت فرنسا لعشر سنوات كي تضع ثورتها على سكة الاستقرار. بفضل نظام مركزي قوي.
أما الثورة السورية، فلم يمضِ على نجاحها سوى أشهر معدودة، وهي ما تزال محاطة بالمؤامرات الداخلية والتدخلات الخارجية، فهل من المنطقي أن ننتظر استقرارًا سريعًا في ظل هذه الظروف العصيبة بتحقيق استقرار كامل لسوريا الجديدة؟، رغم ان هناك جهداً لايستهان به لتحقيق تقدم أمني واقتصادي وإداري.
واخيراً ، بقي لي رأي أود اضافته لمقالتي.
فمجلس الشعب في طريقه لياخذ مكانه قريباً في التخطيط واعتماد القوانين رغم ان هناك سلبيات في تشكيل هذا المجلس ، ولكن تبقى الخطوات الى حد ما مقبولة، وعليه ننتظر بعد هذه الخطوة دستور دائم ومعتمد شعبياً، وصدور قانون الاحزاب وهو أمر ضروري لبناء إستقرار دائم، فاعتماد حزبين او ثلاثة على الاكثر بمواصفات محددة بقانون الاحزاب ومن شروط التأسيس أن يكون الحزب وطنيا سورياً غير طائفي لايتلقى أوامره من الخارج يراعي العقيدة وعادات مجتمعنا الايجابية، ويمثل سوريا يتاريخها الناصع ومستقبلها المتقدم ، وبذلك نلغي اتجاهات البعض بمحاولة تشكيل هيئات هزيلة من عشرات الاشخاص الذين يستغلون جو الحرية ليعلنوا على مواقع التواصل "خطبهم العصماء" بينما كانوا صامتين خلال 14 عاماً من تاريخ الثورة
وأخيراً، نرجو لسوريا ولشعبها التقدم والاستقرار مادمنا موحدين ضد المؤامرات والله معنا .