اخر تحديث
السبت-13/09/2025
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أسماء شهداء الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
من الصحافة العالمية
\ مختارات من الصحافة العالمية 6-8-2025
مختارات من الصحافة العالمية 6-8-2025
07.08.2025
Admin
مختارات من الصحافة العالمية 6-8-2025
إعداد مركز الشرق العربي
عناوين المختارات :
اسرائيل اليوم :الأدبيات المجانية والأئمة الجدد يغذّون الإسلام المتطرف في سوريا
ناشونال :القصة الكاملة لعملية السويداء: كيف تحولت الهجمة الخاطفة إلى حرب شاملة
المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي :النص الكامل: الندوة الإلكترونية – الصراع في سوريا: التهديد للدروز السوريين
الاسبوع الامريكية :الحرب الأهلية الثانية في سوريا: الصراع الاستراتيجي بين تركيا وإسرائيل على النفوذ
موقع
"
اللآلئ والمثيرات
"
الاسترالي :الأقليات في سوريا تحت الحصار
المنصة الهندية المتخصصة في الشؤون الدفاعية بهارات شاكتي :الجيش السوري الجديد: قوة هشة تغذيها إعادة تصنيف جهادية ودعم تركي
اطباء بلا حدود :لا طريق للعودة: ندوب الحرب في سوريا لا تزال باقية
مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات
:
قطر تزود سوريا بالطاقة
===================
اسرائيل اليوم :الأدبيات المجانية والأئمة الجدد يغذّون الإسلام المتطرف في سوريا
بقلم
:
شاحار كلايمان
تاريخ النشر
:
6
أغسطس 2025
رابط المقال الأصلي
في الصورة
:
دروز من سوريا وإسرائيل يتظاهرون على الحدود الإسرائيلية السورية في مجدل شمس، في الجولان الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، يوم الأربعاء 16 يوليو 2025، وسط اشتباكات مستمرة بين قوات النظام السوري والجماعات المسلحة الدرزية في مدينة السويداء جنوب سوريا. | تصوير
: AP/Leo Correa
حملة منهجية لنشر الفكر المتطرف
أفادت مصادر سورية لصحيفة
إسرائيل هيوم
بأن الحكومة الإسلامية في سوريا تسهّل انتشار الفكر الإسلامي المتشدد من خلال حملات منظمة لتوزيع الكتب وتنصيب أئمة جدد في المساجد بمختلف أنحاء البلاد
.
تتضمن هذه المبادرة توزيعًا واسعًا لكتب العالم الإسلامي المثير للجدل
ابن تيمية
، إلى جانب نصوص تدعو إلى العنف ضد اليهود والمسيحيين وغيرهم من الأقليات، سواء في الشوارع أو داخل المؤسسات الدينية السورية
.
ابن تيمية، وهو فقيه عاش في القرن الثالث عشر، دعا إلى الجهاد وشن الحروب حتى على المدنيين، كما اعتبر الشيعة مرتدين. وتُعدّ كتاباته مصدر إلهام رئيسي لأنصار تنظيمي
داعش
و
القاعدة
، نظراً لتركيزه على التفسير الحرفي الصارم للقرآن والحديث
.
الرقابة السابقة تتلاشى
وفقًا لوثائق حصلت عليها الصحيفة، فإن أصحاب المكتبات المرتبطين بشبكات إسلامية متطرفة يحتفلون الآن بحرية توزيع هذه المواد، التي كانت محظورة في عهد بشار الأسد
.
ورغم أن نظام الأسد السابق دعم تنظيمات إرهابية، إلا أن هذا الدعم كان مدفوعًا بأهداف سياسية وتحالفات إقليمية، خصوصًا مع
إيران
، وليس لنشر الفكر الجهادي بالمعنى الديني
.
استبدال الأئمة والتلقين عبر المساجد
تشير المصادر إلى أن هذه المنشورات تُوزع من خلال شبكات المساجد، وتُدمج في مناهج تعليم رجال الدين. كما تم استبدال عدد كبير من الأئمة بأشخاص يروجون بشكل مباشر للفكر الجهادي
.
وتُظهر خطب مسجّلة أن بعض المساجد السورية تمجّد المقاتلين الأجانب الذين شاركوا في التمرد على نظام الأسد، وتُبثّ هذه الخطب عبر وسائل الإعلام الرسمية التابعة للحكومة السورية
.
خطب علنية تحرّض على الجهاد
في إحدى خطب الجمعة بمدينة حمص، صرّح أحد الخطباء قائلاً
:
"
الأعداء يحيطون بنا من كل جانب. في الداخل نواجه الأقليات، والانفصاليين، وبقايا نظام الأسد، ومن يكرهون القيادة الإسلامية. أما في الخارج، فخصومنا لا يقلّون خطرًا. يحاولون منعنا من تحقيق الحرية والكرامة، ويدعمون الاستبداد والسجن والنفي ونهب الموارد. لا خيار لنا سوى التمسك بالوحدة والصبر والتضامن مع الدولة والقيادة. أعظم الأخطار هو الفوضى الداخلية؛ فالعصيان والانتقادات المفرطة تؤدي إلى التمرد، وتضعف شرعية الدولة، مما يفتح الباب للانقلابات والخراب
."
تحذيرات من خطر إقليمي
وفي تعليق على هذه التطورات، عبّر مصدر سوري عن قلق بالغ، قائلاً
:
"
استمرار هذا المشروع سيؤدي حتماً إلى ظهور تنظيمات مسلّحة تتبنى الفكر المتطرف، وهو ما يهدد ليس فقط مستقبل سوريا، بل يشكّل خطرًا حقيقيًا على الدول المجاورة وعلى استقرار المنطقة بأكملها
."
وأضاف المصدر محذرًا من سياسات
الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع
:
"
صنّاع القرار في إسرائيل والولايات المتحدة قد لا يدركون بعد حجم الخطر في السياسات التي تُنفذ تحت حكم الجولاني. هذه المبادرات تخلق أجيالًا جهادية ستمثل تهديدًا مباشرًا على الأمن القومي الإسرائيلي
."
====================
المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي :النص الكامل: الندوة الإلكترونية – الصراع في سوريا: التهديد للدروز السوريين
المقدّمون
اللواء احتياط ياكوف إميدْرور
باحث مميز في
JINSA
مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي؛ مدير سابق لشعبة التحليل الاستخباراتي في جيش الدفاع الإسرائيلي
أليكس مكْلِد
المدير التنفيذي في
Accenture
؛ عضو في الجمعية الأمريكية الدرزية
(American Druze Society)
أندرو تابْلِر
زميل أول كبير في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى
المدير السابق لقضايا سوريا في مجلس الأمن القومي الأمريكي
جوناثان روه
مدير السياسات الخارجية في
JINSA
نص الحوار
**
جوناثان روه
**
أليكس، لنبدأ معك من البداية على المستوى المحلي. هل يمكنك أن توضّح للمشاهدين ما الذي سبّب حادثة الهجوم البدوي على الطريق السريع؟ كيف وصلنا إلى هذه النقطة؟
**
أليكس مكْلِد
**
بدأ الأمر فعلًا في 2010–2011 عندما ثار غالبية السوريين ضد نظام الأسد، وتشكلت فصائل عديدة، بينما اختارت الأقلية الدرزية الحياد. توقّفوا عن تجنيد شبانهم في صفوف النظام، لأنهم رفضوا قتل السوريين. ظلّوا محايدين حتى آخر عامين أو ثلاثة، عندما أصبحوا يتحدّثون علنًا ضد النظام، نظرًا لتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. بعد سقوط النظام في ديسمبر، بادر الدروز بإرسال وفود إلى دمشق للعمل مع الحكومة الانتقالية الجديدة، لكنهم وجدوا أن هذه الحكومة لا ترعى مكانًا للأقليات، خصوصًا الدروز. بدأت تنطلق إشارات خطيرة لمهاجمة مجموعات الأقليات مثل العلويين والأكراد، وأصبح الطريق بين دمشق والسويداء خطيرًا جدًا من اختطاف وقتل وسرقة بدعم خفي من فصائل لا تنتمي للدروز
.
حادثة الهجوم البدوي كانت الشرارة؛ فهي دلالة على أن الهدف هو القضاء على الأقليات، بما فيها الدروز، وأن هناك رؤية جديدة لتأسيس دولة متطرفة لا تكتفي بسوريا فقط بل تتعداها. هذه هي الخلفية
.
**
جوناثان روه
**
شكراً، أريد أن أنتقل للواء إميدْرور: قيل إن إسرائيل تدخلّت عبر ضربات جوية ضد قوات النظام. هل كان ذلك منعًا لتهديد على الحدود الإسرائيلية بسبب الفراغ الأمني؟ أم هو جزء من استراتيجية أوسع لتعزيز موقف إسرائيل تجاه الدروز؟
**
لواء احتياط ياكوف إميدْرور
**
إسرائيل لا تتدخل في الشؤون الداخلية السورية إلا في حالات محددة
:
أمن إسرائيل
:
لن نسمح لأي قوة عسكرية أو إرهابية بالتمركز جنوب سوريا لتشكل تهديدًا على الحدود
.
الدروز
:
لدينا التزام تجاه الأقلية الدرزية جنوب دمشق وفي الجولان. لا نسمح للنظام بسفك دمائهم. لقد وضعنا خطوطًا حمراء، وأبلغنا النظام وتركيا. عندما أدركنا إرسال دبابات وآليات إلى مناطق الدروز، اضطلعنا على ضربها، وأرسلنا إشارة واضحة بعدم السماح بتجاوز هذه الخطوط
.
نجري محادثات سرية، بعضها في أذربيجان، لعقد تفاهمات مع النظام تضمن الحفاظ على دور الشرطة كقوات فصل بين الدروز والبدو، لكننا لا ننفذ المهمة نيابة عنهم. هم من يعرفون كيف يدافعون عن أنفسهم. إسرائيل يمكن أن تساعد، لكنها لا تقوم بالعمل بدلاً عنهم
.
**
جوناثان روه
**
أندرو، ما كان موقف الولايات المتحدة من الحكومة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع، وهل تغير بعد أحداث السويداء؟
أندرو تابْلِر
بعد سقوط النظام في ديسمبر نتيجة السياسات الأمريكية والعقوبات، واجهت إدارة بايدن واقعًا مفاجئًا؛ فلم يتوقع أحد الإطاحة المفاجئة. صدر ترخيص عام للسماح بعودة بعض المساعدات عبر "الترخيص العام 24". مع تغيير الإدارة، أخبرت إدارة ترامب أن "سوريا ليست أولوية"، لكن سرعان ما تفاعلنا مع الواقع الجديد من خلال تخفيف عقوبات لتشجيع الاستثمار وإعادة الإعمار — خصوصًا بعد رفع بعض قيود قانون قيصر في 30 يونيو (مع استمرار الجزء التشريعي للحظر حتى يصدر الكونغرس قرارًا بتغييره). رغم ذلك، واجهت الحكومة الجديدة صعوبات في دمج الأقليات مثل الدروز والأكراد ضمن الجيش بترتيب يراعي هويتهم الجماعية، إذ كان الطلب هو الاندماج كأفراد، ما أثار القلق لديهم، خاصة في السويداء
.
السياسة الأميركية ركّزت على استقرار الحكومة المركزية الشرعية، لكن تصاعد العنف وغياب عمليات سياسية حقيقية يجعل جهود إعادة بناء سوريا تحديًا كبيرًا ومرهقًا. مزيد من التجنّبات سيزيد من صعوبة مساعدة السوريين بشكل فعّال
.
**
جوناثان روه
**
أليكس، هل قد يفكر الدروز في سوريا بالهجرة إلى إسرائيل؟ وهل يمكن أن يُسلّحوا من إسرائيل كما حدث مع الجيش اللبناني الجنوبي؟
**
أليكس مكْلِد
**
الدروز يبحثون عن السلام، الحرية، الديمقراطية، ومستقبل لأبنائهم. إن كانوا جزءًا من إسرائيل، أو سوريا إن أصبحت دولة عادلة، أو لبنان أو الأردن، فذلك مقبول. لكن في الوضع الحالي، إسرائيل هي الخيار الأفضل. أقلية الدروز تدرك قربها من إسرائيل والدروز في لبنان والأردن، وهم عادة لا يبادرون بالهجوم، فقط يطلبون العيش بسلام
.
أما بخصوص تسليحهم، فقد يكون حلًا مرحليًا، لكنه ليس طويل الأمد. التركيز يجب أن يكون على كونهم جزءًا من نظام مستقر ومستقبلي، وليس معزولين في جيش مدعوم
.
**
لواء احتياط ياكوف إميدْرور
**
الاستيطان داخل إسرائيل ليس خيارًا مقبولًا أو عمليًا بالنسبة للدروز. عليهم أن يدافعوا عن أنفسهم في جبل الدروز شرق درعا. نحن نشجّعهم ونسعد بمساعدتهم إذا ساءت الأمور، لكن إسرائيل لا تؤدي العمل نيابة عنهم. التواصل مع النظام ضروري لضمان فهم الخطوط الحمراء التي لن يُسمح بعبورها. ذلك من شأنه أن يوفر الدروز مساحة للدفاع عن أنفسهم
.
**
جوناثان روه
**
هل كانت هناك محادثات سابقة من أجل هدنة أو اتفاق عدم اعتداء بين إسرائيل وسوريا؟ وهل تغيرت آراؤك حيالها بعد الأحداث الأخيرة؟
**
لواء احتياط ياكوف إميدْرور
**
نعتقد بضرورة استمرار الحوار مع النظام السوري، لأنه قرار استراتيجي لتثبيت الجبهة ضد حزب الله وإيران. اتفاق حول تهدئة الحدود وتحقيق قدرة الدروز على الدفاع عن أنفسهم سيكون ذا قيمة كبيرة. طالما الحدود الحمراء واضحة، فذلك يعزز مصالحنا ومصالح الدروز معًا
.
**
جوناثان روه
**
وأخيرًا، ما التوقعات من المجتمع الدولي لجعل حكومة أحمد الشرع أكثر انفتاحًا ومسؤولية تجاه جميع السوريين، بمن فيهم الدروز والأكراد؟
**
أندرو تابْلِر
**
الولايات المتحدة ودول خليجية تسعى لتقديم الحوافز عبر تخفيف العقوبات والاستثمار. لكنها تعتمد على قبول الحكومة الانتقالية دمج الأقليات في عملية سياسية شاملة. حتى الآن لم نر تجاوبًا فعليًا. السياسة الأميركية لا تتجه نحو تغيير النظام، بل نحو استمرار استقرار الدولة وإيجاد تسوية تفيد الجميع. ولكن، التعقيدات القائمة—ولاسيما غياب حوار سياسي حقيقي—قد تضلّل جهود إعادة بناء سوريا على نحو فعّال وسريع
.
أليكس مكْلِد
الدروز في سوريا منقسمة ظاهرًا، ولكنهم متحدون تحت السطح في رغبتهم في البقاء جزءًا من وطن مستقر، يقدّرهم ويضمن حقوقهم
.
—
انتهى النص
—
=================
الاسبوع الامريكية :الحرب الأهلية الثانية في سوريا: الصراع الاستراتيجي بين تركيا وإسرائيل على النفوذ
بقلم: فيرا يعقوبيان – 5 أغسطس 2025
الاسبوع الامريكي :تحركات عسكرية تركية في شمال سوريا خلال تدخلها في مارس 2025
لم تكن نهاية حكم بشار الأسد أواخر عام 2024 إيذانًا بانتهاء تفكك سوريا، بل كانت بداية لدورة جديدة من الفوضى اللامركزية. سرعان ما تبخرت آمال التعافي مع انهيار مؤسسات الدولة البيروقراطية والأمنية، مما زاد من تفكك البلاد بدلًا من معالجته
.
ما تبقى من التمثيل السياسي الموحد انقسم إلى تكتلات متنافسة من الطوائف والميليشيات والجهات الدولية الراعية، كل منها يعمل وفق منطقه الأمني الخاص. وفي هذا الفراغ الفوضوي، أعادت تركيا وإسرائيل انخراطهما، محوّلتين فراغ السلطة في سوريا إلى ساحة تنافس على السيادة المغتصبة، تُغطّى بخطاب "مكافحة الإرهاب" و"الجهود الإنسانية
".
أجندات خارجية متنافسة
في المشهد الاستراتيجي المتغير لما بعد الأسد، عززت كل من تركيا وإسرائيل مواقعهما فيما بات يُطلق عليه "الحرب الأهلية الثانية في سوريا" — إعادة تشكيل للعنف، أصبحت فيه القوى المحلية خاضعة لتصميمات إقليمية متنافسة
.
ورغم اختلاف الأساليب والأهداف الاستراتيجية، برزت تركيا وإسرائيل كأبرز قوتين خارجيتين تؤثران في إعادة رسم الحدود وتشكيل المؤسسات في النظام السوري الجديد
.
تركيا: سيطرة شبه رسمية شمالًا
تدخل تركيا واسع ومنهجي. من خلال دمج القوات العسكرية، والهياكل الإدارية، ودعم الميليشيات، حوّلت أنقرة مناطق شمال سوريا إلى ما يشبه "الولايات التابعة
".
أهدافها الأساسية ثلاثة
:
منع قيام كيان كردي ذاتي الحكم على حدودها الجنوبية
.
تنظيم عودة اللاجئين السوريين بشكل انتقائي وتحت إشراف تركي
.
ترسيخ تسوية سورية بعد الأسد بما يتماشى مع حساباتها الاستراتيجية ورؤيتها العثمانية/الإسلامية للنظام الإقليمي
.
داخل هذه المناطق، أنشأت تركيا شبكات حكم بديلة، تشمل قوات شرطة، محاكم، وهيئات بلدية، مدعومة من البرلمان التركي. كما أن تداول الليرة التركية واعتماد المناهج الدراسية باللغة التركية يشيران إلى اندماج يتجاوز النفوذ المؤقت، ليشبه ممارسة فعلية لسلطة الدولة
.
إسرائيل: احتواء غير مباشر للتهديدات
على النقيض، تعتمد إسرائيل سياسة التدخل غير المباشر، وهدفها الأساسي ليس السيطرة على الأرض، بل احتواء التهديدات
.
تركز استراتيجيتها على دعم خفي للوكلاء غير الحكوميين — خصوصًا ميليشيات درزية في الجنوب ووحدات كردية منتقاة في الشمال الشرقي — لمنع استعادة الجيش السوري أو إيران لسيطرة شاملة
.
وتواصل إسرائيل ضرباتها الجوية ضد مواقع إيرانية، بالتوازي مع اتصالات دبلوماسية سرية مع أطراف سورية وإقليمية تتفق أمنيًا مع مصالحها
.
النتيجة: استراتيجية "اللامركزية المدارة" – أي تفتيت السلطة الإقليمية عمدًا للحد من التهديدات المتزامنة على حدودها
.
مشهد سياسي ممزق
رغم عدم وجود إعلان رسمي لتقسيم سوريا، إلا أنها فعليًا باتت منقسمة إلى عدة مناطق حكم شبه ذاتي
:
الشمال الشرقي
:
تحت إدارة كردية
.
الشمال الغربي
:
تسيطر عليه ميليشيات مدعومة من تركيا
.
الجنوب (محيط السويداء)
:
بات شبه مستقل بدعم إسرائيلي غير معلن
.
الساحل (المنطقة العلوية)
:
في حالة خمول سياسي وعزلة اقتصادية
.
لكل منطقة هيكلها الإداري وأمنها الداخلي واقتصادها. الحدود ترسخت بفعل ممارسات إدارية وأولويات طائفية، لا بمعاهدات دولية. أما "الحكومة" في دمشق، فلا تمارس سوى سلطة شكلية ضمن العاصمة ومحيطها
.
رغم استمرار التأثير الخارجي، تظل الديناميات المحلية لاعبًا مهمًا. فقد توسع الحكم المحلي في المناطق الكردية والدرزية والسنية، بينما لا تزال الجماعات القبلية نشطة في دير الزور، والتحالفات الإسلامية قائمة في إدلب، وبقايا المعارضة تُعبّر عن طموحات سياسية في الجنوب
.
بعض هذه الجماعات تتعاون مع قوى خارجية، وأخرى ترفض أي وصاية
.
السمة المميزة لهذه المرحلة من الصراع هي أن الأطراف السورية لم تعد أدوات حيادية أو وكلاء موحدين، بل باتت تستخدم استراتيجيات متعددة للتنقل بين شبكات الدعم والهويات العقائدية والعرقية
.
وبالتالي، فإن إعادة تشكيل النظام السياسي في سوريا تعتمد على القوى المحلية بقدر ما تعتمد على القوى الخارجية
.
إعادة تموضع الفاعلين التقليديين
رغم بروز تركيا وإسرائيل، لم تختفِ تمامًا تأثيرات روسيا وإيران، وهما الحليفان الأساسيان للأسد سابقًا
.
روسيا
ما تزال تحتفظ بموطئ قدم استراتيجي في اللاذقية، وتدير قاعدتي حميميم وطرطوس، لكن انشغالها في أوكرانيا وأفريقيا قلّل من قدرتها على التأثير طويل الأمد في سوريا
.
إيران
تراجعت مكانتها بعد الضربات الإسرائيلية المتكررة، وسحب بعض ميليشياتها الشيعية. ورغم ذلك، ما تزال تدير شبكة من الوكلاء، تشمل عناصر من "حزب الله" ومقاتلين أجانب من العراق وأفغانستان، قادرين على عرقلة جهود الاستقرار أو إعادة الانتشار في حال تغيرت الظروف الإقليمية
.
التطبيع العربي والدبلوماسية الهادئة
عامل مهم لكنه غالبًا ما يُغفل هو موقف الدول العربية، خصوصًا دول الخليج. فقد أعادت الإمارات والسعودية العلاقات الرسمية مع النظام الانتقالي في دمشق، في محاولة لمواجهة النفوذ الإيراني والتركي، وإعادة تفعيل الحضور العربي في بلاد الشام
.
في المقابل، تبنّت
الأردن
سياسة تهدئة سرية على الحدود الجنوبية، وتشارك في وساطات سرية بين إسرائيل، والقيادات الدرزية، وبقايا المؤسسة العسكرية السورية
.
رغم أن هذه التحركات لم تُنهِ التفتت السوري، إلا أنها قد تشكّل أساسًا لمبادرات استقرار مستقبلية، أو على الأقل، تُبطئ الانهيار الكامل للدولة
.
هندسة ديموغرافية وسياسات العودة
أحد النتائج الأكثر حسمًا للحرب هو
تغيير التركيبة السكانية في سوريا
.
فقد أعادت تركيا توطين لاجئين سوريين في مناطق شمال سوريا، ما يُعد -بحسب منتقدين- نوعًا من "الهندسة الديموغرافية"، حيث يتم استبدال السكان الأكراد بمجموعات سنية عربية موالية لأنقرة
.
وتحدث تغييرات مماثلة في مناطق أخرى، غالبًا بموافقة ضمنية - إن لم تكن بدعم مباشر - من القوى الخارجية
.
هذه العمليات تُنتج سوريا ليست فقط منقسمة سياسيًا، بل أيضًا مُعاد تشكيلها طائفيًا وعرقيًا عن قصد
.
وهذا يُعقّد فرص المصالحة والعودة، ويضعف إمكانية قيام كيان سوري موحد في المستقبل
.
الانهيار البطيء للسيادة
يتجاوز التفكك السوري حدودها الجغرافية، ليعكس انهيارًا تدريجيًا في النظام العالمي لما بعد "وستفاليا"، خصوصًا في الهلال الخصيب
.
فمبدأ السيادة الوطنية، الذي تقوّض بفعل التدخلات الأجنبية، يُستبدل اليوم بشكل جديد من السيطرة غير المباشرة: حكم عبر وكلاء دون ضم رسمي
.
تركيا وإسرائيل تمارسان سلطة فعلية على أراضٍ دون إعلان سيادة، في نموذج أقرب إلى "الانتدابات الحديثة" من الاحتلالات العسكرية التقليدية، مما يعيد تشكيل الحدود السياسية والدستورية للمنطقة دون تغيير خرائطها رسميًا
.
خاتمة: التفكك الممنهج كاستراتيجية
إذا ما تم تطبيق النموذج السوري في أماكن أخرى، فقد نشهد عصرًا جديدًا تصبح فيه الدول الضعيفة مختبرات للإمبراطوريات غير الرسمية، حيث تُستبدل الدبلوماسية التقليدية بتصنيف استراتيجي
.
تقف سوريا الآن كمثال تحذيري وتجريبي في آنٍ واحد
.
الحرب الأهلية الثانية في سوريا تكشف حقيقة جيوسياسية راسخة
:
إن فشل الدول الهشة تحت الضغط الخارجي لا يؤدي إلى نهاية العنف، بل إلى ترسيخ الفوضى
.
التنافس بين تركيا وإسرائيل يعكس نمطًا أوسع، حيث تتلاشى السيادة لصالح الأمن، ويُرسَّخ النفوذ عبر وكلاء
.
ما هو واضح أن سوريا دخلت فصلًا جديدًا من أزمتها — فصلٌ لا تُحدده الثورة ولا الثورة المضادة، بل هندسة التفكك البطيئة والمقصودة
.
==================
ناشونال :القصة الكاملة لعملية السويداء: كيف تحولت الهجمة الخاطفة إلى حرب شاملة
ترجمة عن: خالد يعقوب عويس، عدلى مسعود – نيويورك، عمّان – 6 أغسطس 2025
نقلاً عن صحيفة
The National
معلومات استخباراتية: المسؤولون السوريون قلّلوا من العواقب، مما مهّد لتدخل إسرائيلي ومجازر جماعية
عندما كان الرئيس السوري
أحمد الشرع
يفكّر في إرسال الدبابات والقوات إلى محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية الشهر الماضي وسط اضطرابات متزايدة، طمأنه وزير الداخلية
أنس خطاب
بأن "الوضع سيتم احتواؤه خلال ساعات
".
الرئيس الشرع قرّر الاعتماد على نصيحة خطاب، متجاهلًا تحذيرات وزير الخارجية
أسعد الشيباني
، الذي كان أكثر حذرًا بسبب خطر التصعيد مع الطائفة الدرزية، وما قد يترتب عليه من
ضربات إسرائيلية
.
وكانت إسرائيل قد قصفت مواقع في سوريا في أبريل الماضي، مدعيةً أنها تتحرك دفاعًا عن الدروز
.
هذه التفاصيل وردت من مصدر داخل
هيئة تحرير الشام
(HTS)
، التي ينتمي إليها الرجال الثلاثة. وقد قادت الهيئة الهجوم الذي أدى إلى
سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024
.
❝
"
بدلًا من نزهة، خسرنا مئات من رجالنا، وطردتنا إسرائيل من السويداء"، قال المصدر
.
وأضاف: "أتوقع أن تحاول إسرائيل توسيع نفوذها من خلال إنشاء ممر بري مباشر إلى السويداء. وإن حدث ذلك، فسيعني خسارة الجنوب بأكمله
".
❞
عملية السويداء: أعنف المواجهات منذ سقوط الأسد
شهدت العملية في السويداء مواجهات عنيفة بين
مقاتلين دروز، مسلحين من البدو، وقوات الأمن
، وكانت
أعنف حلقة من العنف تواجهها الحكومة الجديدة منذ توليها السلطة
.
كما أثارت العملية مخاوف لدى الأقليات الأخرى، خاصة بعد
مجازر جماعية استهدفت المدنيين العلويين في مارس
، مما شكك في قدرة الشرع على توحيد البلاد بعد 13 عامًا من الحرب الأهلية في عهد الأسد
.
تدخل إسرائيلي: ضربة استباقية أم سوء فهم؟
قبل الضربات الجوية الإسرائيلية، أفادت تقارير أن
مسؤولين سوريين وإسرائيليين التقوا في باكو، أذربيجان
، ضمن مسار دبلوماسي برعاية
الولايات المتحدة وتركيا
لإنهاء حالة الحرب المستمرة منذ سبعة عقود
.
وزير الخارجية الأمريكي
ماركو روبيو
صرّح بأن الضربات "ربما كانت نتيجة سوء تفاهم" بين دمشق وتل أبيب
.
وفي مايو، قصفت إسرائيل ميليشيات موالية للنظام قرب دمشق، ومنطقة قريبة من القصر الرئاسي، مدعية أن الضربات
جاءت دفاعًا عن دروز السويداء
، وهم طائفة منتشرة في الأردن وإسرائيل أيضًا
.
رهانات أنس خطاب وأخطاء الحسابات
قدّم وزير الداخلية خطاب العملية على أنها "مسيرة سلمية"، مدعومة من قائد ميليشيا درزية محلية يُدعى
ليث البلعوس
، زاعمًا أن الأخير يقود قوة قوامها 5000 مقاتل، وهو ما قُدم كدليل على أن
لا حاجة لتدخل إسرائيل
.
لكن تبين أن البلعوس
لم يكن بالقوة التي زعمها خطاب
.
كما أن البلعوس كان على خلاف مع الزعيم الروحي للدروز
الشيخ حكمت الهجري
، الذي اتهم الحكومة بالتطرف ورفض السماح لها بإرسال قوات أمن إلى السويداء
ما لم يكونوا من أبنائها وبأسماء مُتفق عليها مسبقًا
.
❝
"
البلعوس طلع وهم، وخطاب بالغ في تقدير قوته"، قال المصدر
.
وأشار إلى أن
العنف، وعمليات الإعدام، وحلق شوارب الرجال الدروز — وهي رمز فخر — أضعفت دعم المجتمع للبلعوس
.
❞
أنس خطاب: الرجل الحديدي لهيئة تحرير الشام
كان خطاب يُعتبر اليد الحديدية للهيئة، حيث قاد بنفسه
هجومًا استمر 11 يومًا انطلق من إدلب
، وأسفر في نهايته عن إسقاط الأسد
.
وقد تولى خلالها
تصفية الفصائل المنافسة
وتأسيس "دولة مصغرة" بحكم الأمر الواقع في إدلب
.
❝
"
خطاب هو اليد الضاربة. من قلائل صناع القرار الحقيقيين في النظام"، حسب ما قال المصدر
.
❞
محاولة تكرار "نموذج إدلب" في بقية سوريا
كريم بيطار
، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القديس يوسف في بيروت، قال إن الشرع ومستشاريه
يحاولون استنساخ تجربة إدلب في باقي مناطق سوريا
، لكنه يرى أن هذا "نهج غير واقعي" نظرًا إلى
التنوع الكبير في سوريا
، مضيفًا أن
:
❝
"
التحالف غير المقدس بين إسرائيل وفلول النظام السابق استغلّ مخاوف الدروز، مما يهدد بتفكك عرقي أوسع، سيكون كارثيًا على سوريا، وقد يزعزع استقرار لبنان أيضًا
".
❞
حرب منخفضة الحدة ومستقبل مجهول
تحوّلت الاشتباكات في السويداء إلى حرب منخفضة الحدة بين
مدافعين دروز
وقوات أمن ومليشيات مساندة
تطوّق المدينة
.
من ضمن تلك الميليشيات،
عناصر من قبائل شرقية لها امتدادات داخل الأردن
، ما
أثار قلق عمّان
.
❝
"
هذا يتعارض مع تعهد الشرع بتحقيق الاستقرار الإقليمي"، حسب مصدر أردني
.
ورغم ذلك، أدانت الأردن والدول العربية وتركيا الضربات الإسرائيلية، وأعربت عن دعمها لالتزام الشرع بـ"الأمن وسيادة القانون في عموم سوريا
".
❞
اللاجئون والغرب: تداعيات دبلوماسية خطيرة
قد تؤثر الأزمة في السويداء سلبًا على
مساعي الدول الأوروبية لإعادة اللاجئين السوريين
، وهي هدف أساسي ضمن جهود الانفتاح على النظام الجديد وتمويل مشاريع إعادة الإعمار
.
مسؤول أوروبي زار المنطقة مؤخرًا قال إن عودة اللاجئين ستظل "محدودة"، رغم الضغوط المتزايدة من بعض الحكومات المضيفة
.
❝
"
أزمة السويداء منحت اللاجئين ذريعة أقوى للذهاب إلى المحاكم والقول إن سوريا ليست آمنة"، حسب المسؤول
.
❞
البدائل السياسية: غائبة حتى الآن
دبلوماسي في الأمم المتحدة قال إنه
لا يوجد بديل حقيقي للشرع
في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن الوسط السياسي السوري
يفتقر إلى البنية والتنظيم
:
❝
"
هل يستطيع الوسطيون قيادة البلاد سياسيًا؟ لا أعتقد ذلك"، حسب قوله
.
❞
التحدي الأمريكي: التوازن بين السنة والأقليات
تشارلز ليستر
، مدير برنامج سوريا ومكافحة الإرهاب في "معهد الشرق الأوسط"، قال إن الدعم الدولي لا يزال قائمًا، لأن القوى الخارجية
تدرك أن الشرع مطالب بتحقيق توازن بين قاعدته السنية، ودمج الأقليات، وتلبية التوقعات الأمريكية فيما يتعلق باتفاق أمني مع إسرائيل
.
❝
"
احتضان الأقليات هو سلاح ذو حدين"، قال ليستر، مشيرًا إلى أن السنة يتوقعون مكاسب بعد عقود من التهميش في ظل حكم الأسد العلوي
.
❞
قانون قيصر وعقبات في الكونغرس
في الوقت ذاته، تواجه إدارة الشرع تحديات في واشنطن بعد
مقتل مواطن أمريكي درزي في السويداء
، مما أعاد فتح النقاش حول
إلغاء قانون قيصر لعام 2019
—
وهو مصدر رئيسي للعقوبات على سوريا
.
سياسي سوري التقى مؤخرًا بعدد من أعضاء الكونغرس كشف أن
اللوبي المؤيد لإسرائيل
بدأ بالتحرك لإفشال جهود الإدارة الأمريكية في دعم الشرع، ومنع إلغاء القانون
.
❝
"
الكونغرس يدرك أن عليه التعامل مع الحكومة الجديدة لأنها تمثل الأغلبية،
لكنهم لم يروا أي تقدم في مسألة دمج الأقليات
.
كل قوات الأمن الجديدة من السنة، وهم الآن يهاجمون الأقليات"، حسب ما قاله السياسي السوري
.
❞
========================
موقع
"
اللآلئ والمثيرات
"
الاسترالي :الأقليات في سوريا تحت الحصار
6
أغسطس 2025 – بقلم: كريس راي
محاولة حكّام سوريا السنّة الإسلاميين لبسط سلطتهم على الأقليات الدينية والعرقية تصطدم بعقبة كبيرة في محافظة السويداء جنوب البلاد
.
في يوليو، صمد دروز السويداء أمام هجوم استمر 10 أيام شنّه
مقاتلون بدو سنّة
مدعومون من قوات وشرطة الحكومة السورية "الانتقالية
".
الهجوم تخلله
إعدامات ميدانية للمدنيين، وحرق ونهب للقرى، واختطاف نساء
.
وقد شاهدت شخصيًا
مشاهد مروعة لقطع رؤوس ثلاثة رجال تم التعرف عليهم على أنهم دروز
.
مقاومة عنيفة من ميليشيات درزية، إلى جانب تدخل إسرائيلي، أجبر القوات الحكومية والمهاجمين البدو على
الانسحاب من معظم مناطق السويداء، بما في ذلك عاصمتها
.
وقد خلّف القتال
آلاف القتلى والجرحى، وعشرات الآلاف من المشردين والمكلومين والفقراء
.
شهادة شخصية: "والدي نجا بأعجوبة
"
قالت
مروى
*
، وهي درزية أسترالية من أصل سوري، إن والدها البالغ من العمر 80 عامًا
فر من قريته "حزم" واختبأ في الجبال 3 أيام
.
❝
"
قال لي إن القرية تحولت إلى فحم؛ لقد أحرقوا كل شيء. لديه بيت آخر في مدينة السويداء وقرر البقاء فيه للدفاع عنه حتى لو مات هناك. كانت محادثة مفجعة
."
❞
نهاية سوريا التعددية؟
مهما كانت نتائج المعركة، فهي ترمز إلى
نهاية سوريا كدولة تعددية ومتسامحة ثقافيًا
كانت يومًا ما تحتفي بتنوعها الفريد
.
حوالي
90%
من سكان السويداء البالغ عددهم 700,000 يتبعون الديانة الدرزية
، وهي فرع من التشيع. وتُعتبر هذه الطائفة
مرتدة و"مشركة
"
بحسب
هيئة تحرير الشام
(HTS)
، التحالف الإسلامي المتشدد الذي تولى السلطة بعد
رحيل بشار الأسد المفاجئ في ديسمبر 2024
.
رغم قمعه السياسي، كان الأسد
يدافع عن التعددية الدينية
واعتمد على الأقليات والمتدينين السنّة المعتدلين لمواجهة حرب تغيير النظام المدعومة غربيًا، إلى جانب العقوبات الاقتصادية التي استمرت 14 عامًا
.
الحكام الجدد.. دعم غربي لجبهة إرهابية سابقة
الغرب دعم الحكّام الجدد لأسباب جيوسياسية، رغم جذورهم المرتبطة بـ
القاعدة وتنظيم داعش
.
أحمد الشرع
، الذي يسمّي نفسه الآن رئيس سوريا الانتقالي، معروف باسمه الحركي
"
أبو محمد الجولاني
"
–
قائد سابق في داعش ومؤسس
جبهة النصرة
عام 2012. وقد غيّر اسمها لاحقًا إلى "هيئة تحرير الشام
".
الجولاني تدرّب على يد مستشارين بريطانيين سياسيين منذ عام 2023 على الأقل، وساعدوه في
الانتقال من عالم الإرهاب إلى "السياسة الطبيعية
"
، وفقًا للدبلوماسي الأمريكي السابق
روبرت فورد
.
شركة الاستشارات التي صقلت صورته مرتبطة بالاستخبارات البريطانية، ولها
مكتب داخل القصر الرئاسي بدمشق
.
وكما قال
جيك سوليفان
، مستشار هيلاري كلينتون، في 2012
:
❝
"
القاعدة تقف إلى جانبنا في سوريا
."
❞
مذابح ضد العلويين والدروز
في مارس، ارتكب نظام الجولاني
مجزرة بحق آلاف المدنيين العلويين
على الساحل السوري. العلويون، الذين يشكلون حوالي 12% من السكان، يُعتبرون أيضًا "كفّارًا" من قبل المتشددين
.
تحقيق أجرته رويترز أكّد أن القتلة
ينتمون لقوات النظام الجديدة
.
التحقيق الذي أمرت به الحكومة برّأ القيادات العسكرية، فيما تجاهلت الحكومات الغربية التستر الواضح أو رحبت به
.
وفي أبريل، قُتل أكثر من 100 درزي في
ضواحي دمشق
على يد قوات مرتبطة بالحكومة، بدعوى نشر مقطع صوتي يسيء للنبي محمد ﷺ
.
السويداء تشتعل: من الاختطاف إلى المجازر
بدأ الهجوم الواسع على السويداء في
13
يوليو
، بعد أن أشعل
اختطاف رجل درزي من قبل بدو
فتيل التوتر الطائفي
.
استغل الجولاني هذا الحدث
لقمع مجتمع السويداء الرافض لتسليم أسلحته
في ظل غياب دستور يكفل المساواة
.
الدروز يشكّلون نحو
3%
من سكان سوريا
، واحتفظوا بنوع من
الحكم الذاتي غير الرسمي
تحت الأسد، كما رفضوا الخدمة العسكرية، وشكّلوا ميليشيات محلية للدفاع عن مناطقهم
.
الدعم الغربي للجولاني شجّعه على التحرك
يبدو أن
رفع العقوبات والدعم الدولي
شجع الجولاني على مهاجمة الدروز
.
أرسلت
وزارتا الدفاع والداخلية
قوات مدعّمة بالدبابات، بزعم "فض الاشتباك"، لكنهم
انحازوا للبدو السنّة
، واصفًا الجولاني أفعالهم لاحقًا بأنها "بطولية
".
قامت قوات النظام بـ
استجواب السكان حول انتماءاتهم الدينية ثم ذبح عائلات درزية بالكامل
في منازلهم وسياراتهم
.
شهود عيان وصفوا
جثثًا مكدّسة على الأبواب، مدنيين أُعدموا عشوائيًا، وقرى بكاملها أُحرقت
.
فظائع موثقة: مستشفيات، اغتصاب، إذلال جماعي
المرصد السوري لحقوق الإنسان
أكد الإعدامات الميدانية
.
ثلاثة شبان دروز أُجبروا على القفز من شرفة عالية تحت تهديد السلاح
.
في مستشفى السويداء الرئيسي، تم
قتل عشرات المرضى في أسرتهم
بحسب تقرير لـ
BBC
.
وثقت الأمم المتحدة حالات
إذلال علني
، منها
حلق شوارب الرجال الدروز
–
رمز ثقافي بالغ الأهمية للطائفة
.
اختُطفت 79 امرأة وفتاة درزية
على الأقل. وظهرت مقابلة على التلفزيون الرسمي مع أحد الخاطفين، يجلس إلى جانبه نساء مخطوفات داخل سيارته
.
قالت مروى إن الوضع الإنساني كارثي
:
❝
"
السويداء تحت الحصار، بلا كهرباء ولا ماء، وأدوية وطعام شبه معدومين. الناس تطالب بممر إنساني عبر الأردن
."
❞
وأضافت
:
❝
"
والدي قضى اليوم يبحث عن بنزين. الطرقات مليئة بالجثث المتعفنة. الناس يدفنون قتلاهم على جوانب الطرق
".
❞
قالت إن قريباتها أخبروها عن
اغتصاب نساء درزيات
أثناء الهجوم، لكن المجتمع لا يتحدث علنًا عن ذلك بسبب الشرف
.
الاحتفال بالمذبحة: دمشق، إدلب، وأصوات الإعلام
❝
"
المقاتلون البدو مرّوا عبر دمشق في طريقهم للسويداء، والناس في ريف دمشق
صفقوا ورقصوا
لهم
.
في إدلب وحلب، عرضوا توصيلهم مجانًا. كل محافظة أرسلت مقاتلين – ما عدا الساحل
."
❞
تنتقد مروى التغطية الطائفية لوسائل الإعلام
:
❝
"
الجزيرة والعربية نشرتا الكراهية والكذب عن السويداء، أكثر مما حدث في الحرب كلها
."
❞
التدخل الإسرائيلي: المنقذ أو الغطاء؟
استغلت إسرائيل ضعف سوريا ما بعد الأسد لتدمير بنية عسكرية و
احتلال مناطق بين الجولان والسويداء
، محذّرة الجولاني من التقدّم جنوب دمشق
.
عندما تجاهل التحذير، قصفت إسرائيل قواته وطوابير جيشه ومراكز تابعة لوزارة الدفاع، مدعية الدفاع عن الدروز
.
رغم أن التدخل
أنقذ الدروز من مذبحة أوسع
، إلا أنه استخدم لاتهامهم بالخيانة، وأدى لمزيد من
الاعتداءات الطائفية على دروز خارج السويداء
.
من المفارقات أن
إسرائيل دعمت الجولاني لسنوات
ضد الأسد عبر ضربات جوية، نقل سلاح، تمويل، وحتى مساعدات طبية
.
الجولاني نفسه
عبّر علنًا عن رغبته في التعاون مع إسرائيل ضد "أعداء مشتركين
"
كحزب الله وإيران
.
دستور جديد يقصي الأقليات
الدستور الانتقالي الجديد
يكرّس السلطة في يد الجولاني، ويعتمد الشريعة الإسلامية كمصدر أساسي للتشريع
، ويعترف فقط بـ"الديانات السماوية الثلاث" – الإسلام، اليهودية، والمسيحية
.
ما يعني أن طوائف مثل
الدروز، العلويين، الشيعة، والإسماعيليين
سيتحولون إلى
مواطنين من الدرجة الثانية
.
انعكاسات على الأكراد وسوريا الموحدة
الهيمنة الإسلامية ومقاومة الدروز لها
تؤثر على العلاقة مع الأكراد
، الذين يسيطرون على ربع البلاد، ويملكون سلاحًا أقوى، ويطالبون بالحكم الذاتي
.
*
الاسم مستعار حفاظًا على الخصوصية
.
المصدر
: Pearls and Irritations
==========================
المنصة الهندية المتخصصة في الشؤون الدفاعية بهارات شاكتي :الجيش السوري الجديد: قوة هشة تغذيها إعادة تصنيف جهادية ودعم تركي
بقلم
:
راماناندا سينغوبتا
5
أغسطس 2025
بعد الإطاحة ببشار الأسد، أطلق النظام السوري الجديد بقيادة أحمد الش
araa
جهودًا واسعة لإعادة بناء الجيش السوري — تجربة طموحة لكنها مثيرة للجدل أثارت مخاوف على الصعيدين الإقليمي والدولي
.
في تقرير صدر في يوليو 2025 من مركز ألما للبحوث والتعليم وأعدّه بواز شابيرا، تم توضيح كيف ظهر هذا "الجيش السوري الجديد" كتحالف مفكك من فصائل متمردة سابقة، كثير منها مرتبط بجماعات إسلامية أو جهادية سلفية، تم جمعها تحت غطاء ضحل من الوحدة الوطنية
.
بدأ إعادة الهيكلة بعد أسابيع قليلة من استيلاء الش
araa
على دمشق في ديسمبر 2024، وبحلول يناير 2025، أطلقت إدارته دعوات مفتوحة لمختلف الميليشيات والفصائل المسلحة للاندماج في قيادة عسكرية مركزية. انضمت حوالي 130 مجموعة إلى هذا الجهد، مع احتفاظ كثير منها بهيكلها الداخلي واستقلالية العمليات، رغم التسمية الرسمية الجديدة تحت أقسام الجيش
.
هيكل القيادة يضم متمردين سابقين من جماعات مثل هيئة تحرير الشام
(HTS)
، الجيش الوطني السوري
(SNA)
، وأحرار الشام، إلى جانب منشقين من جيش الأسد السابق. ويعمل وزارة الدفاع على توحيد السجلات، جرد الأسلحة، والكوادر، مع حملة تجنيد واسعة لبناء قوة من 300,000 جندي مقسمة إلى 20 فرقة. لكن التنسيق لا يزال فوضويًا وغير منتظم، مع تفاوت كبير في الأعداد وتداخل في سلاسل القيادة
.
هناك اتهامات واسعة بالتحيز الطائفي والمحسوبية، حيث يشغل المقربون من الش
araa
، بمن فيهم بعض غير السوريين، مناصب رئيسية مثل الاستخبارات العسكرية، سلاح الجو، والحرس الجمهوري. بعض القادة مثل عبد الرحمن حسين الخطيب وعاصم رشيد الحواري لهم ماض جهادي معروف وصلات خارجية
.
الجيش يعاني من نقص في المعدات، بسبب الضربات الجوية الإسرائيلية المستمرة التي استهدفت البنية التحتية للأسلحة السورية بعد سقوط الأسد، حيث دمرت أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ الباليستية والطائرات. إلا أن الوضع قد يكون مؤقتًا، إذ تدخلت تركيا كمورد رئيسي، حيث زودت الجيش بأسلحة أساسية، وهناك تقارير عن تجهيزات متقدمة قيد الإعداد. الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري التركي للش
araa
متزايد وواضح، مما يثير قلقًا من تعمق النفوذ التركي
.
من أكثر نتائج التقرير إثارة للقلق هو التركيبة الأيديولوجية للجيش الجديد. العديد من الوحدات يهيمن عليها جهاديون سلفيون، بعضهم متشابه فكريًا مع تنظيم داعش والقاعدة، بالإضافة إلى عدد كبير من المقاتلين الأجانب، بمن فيهم الأويغور، الشيشان، وآسيويون من وسط آسيا. بعض هؤلاء ممن حصلوا على الجنسية السورية يظهرون انتماءاتهم المتطرفة بوضوح، وفي حادثة واحدة ارتدى مقاتل زي الجيش شارات داعش خلال اشتباكات السويداء الأخيرة. ويذكر التقرير هجومًا انتحاريًا من داخل الجيش كدليل على التشدد
.
العديد من الفرق - منها 40، 44، 52، و82 - شاركت في عمليات عسكرية ضد الدروز في السويداء (يوليو 2025) والمجتمع العلوي في الساحل السوري (مارس 2025)، ما يثير مخاوف من أعمال عنف طائفية وعرقية. كما شهد الجيش احتجاجات داخلية على الرواتب ونزاعات بين الفصائل القبلية والأيديولوجية
.
من حيث التسليح، يعتمد الجيش على مخزونات سوفيتية قديمة، معدات تم الاستيلاء عليها، وتبرعات من تركيا. التدريب الأساسي بدائي، مع تقارير متفرقة عن تدريبات على مستوى الوحدات، مع تفاوت شديد في المعدات والانضباط. مع ذلك، يأمل النظام أن تمكّنه الشرعية الدولية، المدعومة بإعلان رفع العقوبات على سوريا في مايو 2025 من قبل الرئيس الأمريكي ترامب، من تحديث قواته بدعم أوسع
.
رغم أن
الشرع
يروج لصورة إصلاحية ويتحدث عن انتخابات وحقوق المرأة وشمولية الأقليات، إلا أن الواقع على الأرض، كما وثقه التقرير، يعكس تجربة عسكرية هشة مدعومة بولاءات متنافسة وأيديولوجيات متطرفة متجذرة
.
تظل جدوى هذا الجيش الجديد على المدى الطويل، وكذلك النظام الذي يخدمه، محل تساؤل. سوريا الآن تمتلك جيشًا مركبًا من بقايا الحرب الأهلية، تتستر عليه الوحدة الظاهرية بينما يختبئ وراءها الفوضى العميقة. مسار سوريا بعد الأسد يعتمد على ما إذا كانت هذه البنية ستصبح عنصر استقرار وطني أو تنهار تحت تناقضاتها
.
=================
اطباء بلا حدود :لا طريق للعودة: ندوب الحرب في سوريا لا تزال باقية
المصدر
:
أطباء بلا حدود
(MSF)
التاريخ
:
6
أغسطس 2025
عند مغادرة المدينة القديمة دمشق، تتبدى آثار الدمار على طول الطريق الصحراوي المتجه شمالاً؛ حيث تتناثر أكوام الأنقاض عبر الضواحي، وتظهر ثقوب الرصاص في الواجهات المتهدمة القليلة المتبقية
.
في إدلب، شمال غرب سوريا، بدأت أنقاض الحرب تتلاشى تدريجياً لتحل محلها بلدات تتشكل من خيام وهياكل نصف خرسانية منتشرة عشوائياً وسط بساتين الزيتون الممتدة حتى الحدود التركية
.
يقول يحيى عبود، مروج صحي في منظمة أطباء بلا حدود
(MSF):
"
كل الخيام والملاجئ التي لا سقف لها أصبحت الآن فارغة
."
ويشير إلى صفوف الخيام التي بلا أغطية على المنحدرات
.
"
هؤلاء هم المحظوظون — بيوتهم لا تزال قائمة، لذا جمعوا أمتعتهم وعادوا إلى منازلهم
."
أكثر من 14 عاماً من النزوح
بعد بدء الحرب في سوريا منذ أكثر من 14 عاماً، نزح ملايين الأشخاص داخل وخارج البلاد. ورغم سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، لا يزال هناك حوالي 7.2 مليون نازح داخل سوريا
.
يقول يحيى
:
"
الكثير حاولوا العودة إلى منازلهم بعد سقوط النظام، لكن ما زال هناك ملايين يقيمون في هذه المخيمات غير الرسمية في إدلب
."
"
بعضهم عاد ليجد بيته مدمرًا، ومدينتهم مقفرة، دون خدمات
."
قصة وليد
وليد واحد من ملايين النازحين في إدلب. بعد انتهاء الحرب، عاد مع 13 فردًا من عائلته إلى قريتهم في جنوب محافظة حلب، ليجدوا قريتهم وبيوتهم مدمرة بالكامل
.
يقول وليد، جالسًا في غرفة معيشة مؤقتة داخل مخيم الكويتي في شمال إدلب
:
"
في الأيام الأولى بعد سقوط النظام، جمعنا أمتعتنا وتحضرنا للعودة بعد سنوات من الصبر
."
"
حلمنا، بعد 14 سنة من الحرب والخوف والدمار، أن نعود إلى بيوتنا، إلى الأرض التي نشأنا عليها، لنرى أطفالنا يعيشون حياة طبيعية
."
"
لكنا صُدمنا بما رأيناه — مدينة أشباح، بيوت مهدمة، أراضٍ زراعية تحولت إلى غابات مهجورة، مغطاة بالأنقاض التي تزيد عن مترين في الارتفاع. المكان كان خاوياً وكئيباً، مليئًا بالأفاعي وبقايا الألغام والقنابل التي تركها نظام الأسد
."
ترك وليد وعائلته قريتهم الصغيرة في 2011 بعد بدء قصف النظام للمنطقة. وخلال 14 سنة تنقلوا ما لا يقل عن سبع مرات، مجبرين على التحرك بسبب الغارات الجوية المستمرة
.
في عام 2012، بينما كانوا في بلدة أبو دهور، تعرضوا لمأساة لا يمكن تعويضها
:
"
عندما وصلنا، وجدنا معظم البيوت مدمرة. دخلنا بيتًا لم يُهدم وسكنّاه لمدة سنة تقريبًا
."
"
لكن بعدها بفترة قصيرة، جاءت غارات جوية أخرى، استهدفت تجمعاً للنازحين وقتلت ما يقرب من 70 شخصًا أمام أعيننا
."
أصيب عدد من أفراد عائلة وليد أثناء محاولة الفرار، وقتلت والدته، وأصيبت ابنتاه بالشلل الدائم. وأُصيب طفله حمزة بشظايا في عينيه، وأصيب ابنه جمعة منصور بحروق وجروح شديدة بشظايا، مما جعله شبه مشلول
.
يضيف وليد
:
"
بحثت عن والدتي وابني والآخرين، لكن لم أعد أميز بينهم بسبب الحروق التي تعرضوا لها. علمت لاحقاً أن ابني جمعة كان في مستشفى بسراقب
."
استغرق وليد يومين ليجد أطفاله الذين نُقلوا إلى مستشفيات مختلفة في حلب وإدلب
.
بعد الهجوم، انتقلت العائلة إلى منطقة "كهف الميراث" على بعد حوالي 15 كلم، حيث عاشوا حوالي 6 أو 7 أشهر، لكن الغارات الجوية استمرت، مما أجبرهم على التنقل مجدداً حتى استقروا في مخيم الكويتي في شمال إدلب حيث يعيشون حتى اليوم
.
قصة إبراهيم
تشارك عائلة مكونة من 14 شخصًا في مأوى إسمنتي صغير مقسم إلى ثلاث غرف مع مطبخ ضيق. تعتمد العائلة بالكامل على المساعدات الإنسانية والخدمات، التي تراجعت بشكل كبير خلال السنة الماضية بسبب تقليص التمويل من المساعدات الأمريكية وخروج العديد من المنظمات الدولية بعد سقوط النظام
.
قبل شهر واحد، توفي أصغر أبناء وليد، إبراهيم، بسبب فشل كلوي ناتج عن نقص الدواء
.
يقول وليد
:
"
عندما لاحظنا تدهور حالته، أخذناه إلى طبيبين في مستشفى بأضنة
."
تم وصف دواء أجنبي له، نادر الوجود في صيدليات إدلب وغالي الثمن. اضطروا لاحقًا لتقليل جرعته بسبب نقص المال، مما أدى إلى تفاقم حالته
.
"
كنت ممزقًا بين توفير حاجات العائلة وعلاج إبراهيم، العالم كان يضيق علينا من كل جانب. قللنا الدواء واشتد المرض
."
"
توفي وهو في عمر ثلاث سنوات فقط
."
تراجع الخدمات الطبية
بسبب نقص التمويل ونظام صحي مدمر، أصبح الحصول على رعاية طبية متخصصة في سوريا رفاهية لا يستطيعها الكثيرون. منظمة أطباء بلا حدود هي من بين القلائل الذين يقدمون الرعاية المجانية في المخيمات التي تستضيف ملايين في إدلب وحلب
.
توفر عياداتهم المتنقلة الرعاية الأساسية والصحة الجنسية والإنجابية والرعاية النفسية، لكن الحالات المتخصصة تتطلب السفر إلى المدن الكبرى
.
ليس فقط الرعاية الطبية ما هو نادر، بل أيضا الماء والخدمات الأساسية التي تراجعت، خاصة بعد سقوط النظام، حيث غادرت كثير من المنظمات المناطق الريفية باتجاه المدن الكبرى
.
واقع مأساوي وأمل مستمر
يعاني وليد من ثقل غياب الرعاية الطبية، خاصة أن اثنتين من بناته مقعدتان في الفراش، وابناه المصابان لا يزالان يعانيان من آثار الإصابات
.
يقول وليد
:
"
نادرًا ما نتمكن من تأمين حاجاتنا الأساسية. دخل العامل اليومي لا يتجاوز 150 إلى 200 ليرة سورية، بالكاد يكفي لشراء تسعة أرغفة خبز
."
"
كان نظام جمع النفايات يعمل بشكل جيد، لكن بعد التحرير بدأت المشاكل، أولها نقص الماء، حيث أصبح التزويد محدوداً للغاية
."
تسببت تخفيضات التمويل الأمريكية أيضًا في تقليص كبير للخدمات الطبية في شمال غرب سوريا، مما أثر بشكل مباشر على إيقاف بعض الأنشطة الصحية
.
بحسب منظمة الصحة العالمية، حتى مايو 2025، أثر تقليص التمويل الأمريكي على 280 منشأة صحية في سوريا، منها 41 مستشفى و149 مركز رعاية أولية
.
ورغم أن أكثر من نصف سكان سوريا ما قبل الحرب ما زالوا نازحين، يحتاج 16.7 مليون شخص إلى مساعدات إنقاذ حياة حسب الأمم المتحدة
.
ختاماً
يختتم وليد حديثه بأمل للمستقبل
:
"
تحققت آمالنا، وانتهى عهد الظلم وطغيان ذلك الطاغية [الأسد] الذي عانينا في عهده طويلاً
."
"
نأمل أن يكمل أطفالنا دراستهم، ويتعلموا ويبنيوا حياة جديدة. إن شاء الله، سينسون أيام الخوف والرعب التي مررنا بها، بالإضافة إلى الدمار والنزوح والمهانة
."
==================
مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات
:
قطر تزود سوريا بالطاقة
أحمد شراوي
محلل أبحاث
ناتالي إكانو
محللة أبحاث أولى
لسوريا، أموال قطر تعني القوة
في 31 يوليو، أعلن صندوق قطر للتنمية عن خطة لتمويل زيادة في شحنات الغاز الطبيعي إلى سوريا. وبدأت هذه الشحنات في 2 أغسطس. الغاز يتدفق من أذربيجان إلى محطة كهرباء في حلب عبر تركيا، ومن المتوقع أن يعزز قدرة سوريا على توليد الكهرباء بمقدار 400 ميغاواط، مما يعني ساعات إضافية من الكهرباء يوميًا لأكثر من 5 ملايين شخص
.
في حفل افتتاح المشروع في كيليس، وهي مدينة تركية جنوبية على الحدود مع سوريا، قال وزير الطاقة التركي، ألبارسلم بايراكطار، إن هذه الصادرات "ستساعد في تشغيل محطة كهرباء بقدرة حوالي 1200 ميغاواط"، وأن تركيا "ستنقل الغاز الطبيعي إلى حلب ومن حلب إلى حمص"، مما يتيح "تشغيل محطات الكهرباء هناك في المستقبل القريب
".
استثمارات قطر الثالثة في سوق الطاقة السوري
تمثل هذه الشحنات الأخيرة مشروع قطر الثالث في السوق السوري للطاقة. ففي مارس، بدأت قطر نقل الغاز الطبيعي إلى محطة كهرباء دير علي في دمشق عبر الأردن، مضيفة 400 ميغاواط من القدرة الكهربائية. وبعد شهرين، وقعت الحكومة السورية مذكرة تفاهم بقيمة 7 مليارات دولار مع الولايات المتحدة وقطر وتركيا لبناء أربع محطات كهرباء ومزرعة شمسية في سوريا. من المتوقع أن تلبي هذه المنشآت أكثر من 50% من احتياجات سوريا من الكهرباء
.
الدور المتنامي لقطر في سوريا ما بعد الأسد
بدأت قطر توسيع نفوذها في سوريا فور سقوط الأسد. كان الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أول رئيس دولة أجنبي يزور سوريا تحت قيادتها الجديدة، وكانت قطر ثاني دولة بعد تركيا تعيد فتح سفارتها في دمشق. هذه التحركات ليست مفاجئة نظرًا للدعم التاريخي الذي قدمته قطر لقادة سوريا الجدد، الذين كانوا سابقًا أعضاء في جبهة النصرة — فرع القاعدة في سوريا
.
وفي 30 يونيو، وقعت الحكومة السورية مذكرة تفاهم بقيمة 1.5 مليار دولار مع شركة قطرية في مجال الترفيه لإنشاء "مشروع متكامل للإعلام والإنتاج السينمائي والسياحي في سوريا" تحت اسم "بوابة دمشق". كما أن شركة "بلدنا" القطرية لصناعة الأغذية والألبان تواصل مشروعًا بقيمة 250 مليون دولار لإطلاق "مشروع صناعي متكامل يشمل مصنع ألبان، مصنع عصائر، منشأة لتصنيع التعبئة البلاستيكية، ومنشأة متطورة لمعالجة المياه" في سوريا
.
تنافس دول الخليج على النفوذ في سوريا
وجدت قطر والسعودية أرضية مشتركة في جهود تخفيف الأزمة الاقتصادية السورية. ففي مايو، قدمت قطر منحة بقيمة 87 مليون دولار على مدى ثلاثة أشهر لدعم رواتب القطاع العام السوري، كما ساعدت في تسوية ديون سوريا للبنك الدولي بقيمة 15.5 مليون دولار بالتعاون مع السعودية
.
لكن بينما تتعاون دول الخليج في بعض جوانب إعادة إعمار سوريا، فإن البلاد أصبحت ساحة صراع نفوذ. حتى الآن، تتصدر السعودية هذا المجال، ليس فقط من حيث الاستثمار (حيث تعهدت شركات سعودية بأكثر من 6 مليارات دولار عبر قطاعات رئيسية)، بل أيضًا في الانخراط السياسي مع دمشق. وقد أبدت الرياض دعمًا مستمرًا لوحدة سوريا الترابية، ووضعت نفسها كحامية رئيسية لمصالح البلاد. وكما أشار الرئيس دونالد ترامب عند إعلان تخفيف العقوبات في الرياض، فقد كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو من ضغط شخصيًا لرفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، قائلاً: "يا له من شيء أفعله من أجل ولي العهد
."
حذر أمريكي مستمر من تمويل الإرهاب
رغم أن زيادة وصول السوريين للكهرباء تبدو أمرًا إيجابيًا بحتًا، يجب على الولايات المتحدة أن تظل حذرة وتراقب عن كثب جميع الاستثمارات. من الضروري التأكد من أن الأموال لا تستخدم لتمويل الإرهاب. وهذا أمر بالغ الأهمية، خاصة أن الجيش السوري دمج مقاتلين أجانب لا تزال لهم روابط نشطة بالقاعدة، ويستضيف أيضًا عدة منظمات إرهابية مصنفة، مثل كتائب التوحيد والجهاد. على واشنطن أن تكون مستعدة لإعادة فرض عقوبات مستهدفة على أي مجموعات أو كيانات في سوريا تستغل الاستثمارات الجديدة لتمويل الإرهاب
.
أحمد شراوي
محلل أبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات
(FDD)
، و
ناتالي إكانو
محللة أبحاث أولى فيها
.
للمزيد من تحليلات المؤلفين، يرجى الاشتراك [هنا]
.
تابع أحمد على
X @AhmadA_Sharawi
تابع ناتالي على
X @NatalieEcanow
تابع مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات على
X @FDD
مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات
هي معهد بحثي غير حزبي مقره واشنطن العاصمة، يركز على الأمن القومي والسياسة الخارجية
.