الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  مختارات من الصحافة العالمية 26-8-2025

مختارات من الصحافة العالمية 26-8-2025

27.08.2025
Admin



مختارات من الصحافة العالمية 26-8-2025
إعداد مركز الشرق العربي

عناوين المختارات :
امباكتر :لماذا سوريا مهمةٌ من أجل السلم العالمي
المؤلِّف: ريتشارد سيفمان – مستشار سابق في البنك الدولي للأمور الصحية وضابط أول سابق بالخدمة الدبلوماسية الأمريكية
تاريخ النشر: 26 أغسطس 2025

مقدمة
رغم أن التركيز العالمي حاليًا ينصب على إسرائيل وغزة والضفة الغربية وإيران، فإن سوريا تكتسب أهمية كبرى في مستقبل استقرار منطقة الشرق الأوسط. وسوف يتكشف مستقبل البلاد—ومعها تأثيرها الإقليمي والدولي—خلال الأسابيع المقبلة .

من الماضي إلى الحاضر
  • حكم بشار الأسد قسّر بشدة مجتمعه ودفع البلاد نحو حرب أهلية مريرة أودت بحياة أكثر من 500,000 شخص وأطلقت نزوح نصف السكان، بالإضافة إلى اختفاء قسري لأكثر من 100,000 فرد .
  • تم الإطاحة بالأسد في ديسمبر 2024 على يد تحالف بقيادة أحمد الشراعة (المعروف سابقاً بأبي محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام). تولّى الشراعة رئاسة المرحلة الانتقالية، مع تخطيط لعقد أول انتخابات برلمانية منتصف سبتمبر 2025 .
  • دعمَ لهذه الفترة الانتقالية جاءت من قرار الرئيس الأمريكي ترامب بإنهاء برنامج العقوبات على سوريا في 1 يوليو 2025، وإزالة هيئة تحرير الشام عن قائمة الإرهاب، مما شجّع الحياة الاقتصادية العادية في المدن السورية، وجذب استثمارات خليجية وتركية .

سوريا وإسرائيل
  • جرت مباحثات في باريس في منتصف أغسطس حول "تعزيز الاستقرار في المنطقة". وفي هذا الإطار، تحدث الشراعة عن محادثات متقدمة تهدف إلى اتفاق أمني مع إسرائيل، مبنية على خطوط فك الاشتباك عام 1974، لكنه أشار إلى أن الوقت غير ملائم حاليًا لعقد سلام شامل، رغم استعداده لأي اتفاق يخدم سوريا والمنطقة .
  • في المقابل، هناك تفشي للعنف من قبل ميليشيات سابقة تتبع للشريعة ضد مجتمعات العلويين في اللاذقية والدروز في السويداء .

التنوع المجتمعي والتحديات
سوريا مجتمع تعددي يجمع العرب، الأكراد، التركمان، الآشوريين، ويضم طوائف دينية مثل السنة، الشيعة (العلويين)، الدروز، والمسيحيين. تعزيز الوحدة الوطنية أمر بالغ الصعوبة في ظل هذه التركيبة المعقدة من الهويات والقوى الاجتماعية .

اللاعبين الخارجيين
  • إسرائيل تهتم بأمن حدودها الجنوبية وبضمان عدم وجود نفوذ إيراني داخل سوريا، وتسعى لتطبيع جزئي أو أمني إذا كان ذلك يخدم مصالحها.
  • تركيا تخشى من استمرار الحكم الذاتي للأكراد، وتطمح لإعادة اللاجئين السوريين إليها في حال استقرار الوضع.
  • دول الخليج، الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، والمؤسسات الدولية لهم أدوار متباينة في دعم إعادة الإعمار واستقرار سوريا، لكن مصالحهم تختلف.

سبل البناء الممكنة
لترسيخ سلام وطنى في سوريا، يقترح المقال الخطوات التالية:
  1. تمثيل شفاف وشامل لجميع المكوّنات الإثنية والطائفية.
  2. إرساء هوية وطنية مشتركة عبر التعليم والحوار الثقافي.
  3. آليات للمصالحة والعودة مثل لجان الحقيقة والمبادرات المجتمعية.
  4. توزيع عادل للموارد من خلال الاستثمار في المناطق المهمّشة.
  5. تعليم مدني يُعزز التسامح والولاء للدولة.
  6. منح صلاحيات حكم محلي لتمكين الأقليات من التعبير عن حقوقها.
  7. برامج ثقافية تحتفي بالتنوع وتدعو للمواطنة المشتركة .

الخلاصة
لا يزال مستقبل سوريا غير واضح، لكن نجاح الفترة الانتقالية يعتمد على مدى قدرة الحكومة الجديدة على التفاوض والتسويات المجتمعية، وفي الوقت نفسه مواجهة التدخلات الخارجية. عدم الاستقرار في سوريا لن يزعزع البلد فحسب، بل سيكون له تأثير مضاعف على منطقة الشرق الأوسط بأسرها .

===================
صوت امريكا :الوقت من أجل سلام دائم في سوريا

تاريخ النشر: 25 أغسطس 2025
المصدر: Voice of America — أقسام الرأي والتحليلات الإسلامية ("Editorials") Voice of America

الولايات المتحدة تدين بشدة أعمال العنف التي استهدفت المدنيين في محافظة السويداء السورية منذ يوليو. وطالبت السفيرة دوروثي شيا، الممثلة الأمريكية بالإنابة لدى الأمم المتحدة، جميع الأطراف بـ"الالتزام بترتيبات وقف إطلاق النار."
تقع السويداء في جنوب سوريا، ويقطنها بشكل رئيسي المجتمع الدرزي، إلى جانب أقليات مسيحية وبدوية. اندلعت اشتباكات دامية بين الدروز والبدو، وتفاقمت خلال منتصف يوليو عندما تدخلت قوات الحكومة السورية، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 800 مدني وفقًا لتقارير إعلامية.
وأكدت السفيرة شيا ضرورة تحقيق العدالة ومحاسبة مرتكبي المجازر الجماعية. وقالت:
"نُثمّن إجراءات الحكومة السورية بفتح تحقيق شامل، ومحاسبة جميع من ارتكب أعمال العنف، بالإضافة إلى جهودها في تعزيز وصول المساعدات، واستعادة الخدمات العامة، وإعادة المهجّرين إلى منازلهم. كما نُقدّر التزامها بالتعاون الكامل مع الأمم المتحدة لتحقيق العدالة وضمان تدفق المساعدات الإغاثية الحيوية."
وأضافت:
"لبناء سوريا موحّدة وتمثيلية، لا بد من وجود نظام قضائي شفاف وموثوق ومتماسك. وتحمّل الحكومة السورية مسؤولية اتخاذ الإجراءات اللازمة لاعتقال ومقاضاة الأفراد الذين ارتكبوا الجرائم وأسهموا في زعزعة الاستقرار."
وأكدت الولايات المتحدة أنها لا تسعى لفرض شكل الحكومة أو الدستور السوري. ومع ذلك، وخلال هذه الأزمة، يجب أن يكون الأمر واضحًا:
  1. لا مكان للعنف الطائفي. يجب على الحكومة التحرك بحزم لحماية جميع المواطنين بغض النظر عن ديانتهم أو عرقهم، مع تطبيق سياسة "عدم التسامح" وتقديم المسؤولين إلى العدالة بسرعة.
  2. لكل سوري حق التعبير والمشاركة في تقرير مصيره. لقد ناضل الشعب السوري لأكثر من 13 عامًا لا فقط للإطاحة بالأسد، بل من أجل حقه في تقرير مستقبله. ولن تستقر سوريا إلا إذا كان لجميع السوريين حصة وقرار في مستقبل بلادهم، وإذا تم تقاسم السلطة بشكل جماعي."
وختمت:
"لهذا، ندعو الحكومة السورية وقادتها عبر البلاد إلى الانخراط في حوار حقيقي حول مستقبلهم المشترك."

=======================
نحو سرد ديناميكي لعودة اللاجئين في بيئات النزاع المعقدة

المؤلفة: د. تاميراس فاخوري – أستاذة السياسة الدولية والنزاعات بجامعة تافتس (Tufts University)، متخصصّة في قضايا السلام والديمقراطية والمهاجرين في المجتمعات ما بعد النزاع. E-International Relations
تاريخ النشر: 25 أغسطس 2025 E-International Relations
المصدر: منصة E‑International Relations (E‑IR)، وهي ناشر مستقل غير ربحي يقدّم محتوى أكاديمي متاحاً للجميع تحت رخصة Creative Commons. E-International Relations

الترجمة والتنسيق
المقال يناقش قضية العودة الطوعية للاجئين من لبنان إلى سوريا في سياق بيئات النزاع المعقدة، ويطرح رؤية جديدة لسياسات العودة ترتكز على مفهوم السرد الديناميكي بدلاً من منظور العودة الخطية التقليدي.
  1. النزاعات لا تحدث بمعزل عن الآخر
النزاعات تتفاعل وتتفاقم، كثيراً ما تنتشر إلى الدول المجاورة. ومع ذلك، ما زالت برامج العودة تعتمد على نماذج تقليدية تُعدّ العودة حركة خطّية من دولة إلى أخرى (من نقطة A إلى B). E-International Relations
  1. العودة ضمن منظومة واسعة ومعقّدة
يجب أن يُنظر إلى العودة ضمن نطاق شامل يتضمن العديد من العوامل: التنقلات المتقطعة، حالة عدم اليقين، شروط متغيرة، وتأثيرات مستمرة للظروف المحيطة. E-International Relations
  1. حالة السوريين في لبنان
منذ إسقاط نظام الأسد في ديسمبر 2024، ظهرت فرصة جديدة للعودة مدفوعةً بشعور من "الفجر الجديد"، واجهتها خطط سياسية في لبنان وأوروبا لتعزيز العودة، لكنها مثّلت في الوقت ذاته تحديات حقيقية في ظل الأزمات المتداخلة. E-International Relations
  1. سياسات العودة ينبغي أن تتجاوز إطار الدولة الوطنية
يجب بناء هذه السياسات على فهم عابر للحدود يعكس تعقيدات العلاقات اللبنانية–السورية، حيث تتقاطع النزاعات، الاقتصاد، السياسات، والهوامش الأمنية عبر الحدود. E-International Relations
  1. القرار بالعودة ليس خطياً
القرار بشأن العودة لا يتم بناءً على عوامل "جاذبة" أو "طاردة" فقط، بل يتخذ ضمن شبكة من العلاقات التي تتداخل فيها عوامل متعددة ومعقدة، بما في ذلك الاعتبارات النفسية والاجتماعية والاقتصادية. E-International Relations
  1. الرواية الديناميكية للعودة في إطار "السلام الدائم"
تدعو فاخوري إلى اعتماد رؤية "السلام الدائم" (perpetual peacebuilding) التي تعتمد على استجابة مرنة ومتتابعة للأحداث والتغيّرات. العودة يجب أن تُعالج ضمن إطار سلسلة من الخطوات المتكاملة والمترابطة، لا كحركة مفاجئة أو فردية. E-International Relations

الخلاصة
تنقل تاميراس فاخوري في مقالها رسالة واضحة: العودة الطوعية للطوارئ والصراعات لا ينبغي أن تُفهم بحسابات خطية أو نموذجية فقط، بل يجب تبنّي نموذج سردي ديناميكي يعترف بفرص السلام المستدام ضمن إطار متداخل وشامل. هذا النموذج يقدّر التعقيدات المحلية والعابرة للحدود، ويخصص مساحة لحوار مستمر وتصميم سياسات أكثر استجابة ومرونة.

تعريف بالمصدر
  • E‑International Relations (E‑IR): منصة أكاديمية مستقلة وغير ربحية توفر مقالات كُتّاب ومتخصصين في العلاقات الدولية متاحة للجميع، تحت رخصة المشاع الإبداعي (Creative Commons) E-International Relations.
  • المؤلفة: د. تاميراس فاخوري، خبيرة معروفة في دراسات النزاع واللاجئين، وهي معروفة بأبحاثها في التحديات السياسية في الفترات الانتقالية، واعتماد إطار السرد السياسي كوسيلة لشرح الحركات الجماعية والهويات المتغيرة.
=================
 

ما يحدث في سوريا... لن يبقى في سوريا

الكاتب: إياد حريرة – كاتب ومحلل سياسي مقيم في مونتريال
الناشر: صحيفة The Globe and Mail
تاريخ النشر: 25 أغسطس 2025
رابط المقال الأصلي

صيف خطير في سوريا

بينما كان العالم يراقب النزاع المتصاعد بين إسرائيل وإيران هذا الصيف، كانت سوريا تشهد تصاعدًا أكثر خطورة بالقرب منهما.
فبعد أن قاد الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، أصبح أبو محمد الجولاني زعيم تنظيم "هيئة تحرير الشام" (المنبثقة عن جبهة النصرة) – يشغل منصب رئيس سوريا المؤقت. يحاول الجولاني الآن إقناع المجتمع الدولي بأنه قد تغيّر، لكن تاريخه يُلقي بظلال كثيفة: فـ"هيئة تحرير الشام" كانت مدرجة ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية في العديد من الدول الغربية، بما فيها كندا، بسبب تنفيذها تفجيرات انتحارية ومجازر ضد الأقليات.
رغم إعلان حلّ الهيئة في يناير، إلا أن مقاتليها اندمجوا في الجيش السوري الجديد وأجهزة الأمن. واليوم، يحكم الجولاني باسم الدين، لا الديمقراطية في مشهد يذكّر ببداية الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979.

ملامح نظام ديني جديد

عندما جاءت الثورة في إيران، ظن كثيرون أنها مجرد تغيير سياسي عابر. حتى الرئيس الأميركي آنذاك جيمي كارتر حاول التعاون مع الخميني للحفاظ على الاستقرار. لكن سرعان ما تحولت إيران إلى ثيوقراطية شيعية قمعت الأقليات وسجنت المعارضين، وسعت لتصدير أيديولوجيتها خارج حدودها.
السيناريو ذاته يُعاد اليوم في سوريا، لكن هذه المرة بوجه سني. ففي الأشهر الأخيرة، أعلن الجولاني عن إنشاء "برلمان سوري جديد"، من المقرر إجراء انتخابات له الشهر المقبل. لكن الحقيقة أن ثلثي أعضائه سيتم اختيارهم من قبل لجان شكلها بنفسه، فيما يعين هو البقية مباشرة.
وتُدار شؤون الدولة الآن باسم الشريعة الإسلامية، مع تدخل رجال الدين في صياغة السياسات والثقافة. الجولاني يوظف لغة ورموزًا دينية لإضفاء "جدية" على إصلاحاته، لكن الواقع أن السلطة مُركّزة في يديه وحده.

الأقليات تدفع الثمن... والعالم يتجاهل

رغم 14 عامًا من الحرب والدمار تحت حكم الأسد، يبدو أن العالم قد أدار ظهره لسوريا. لكن تحت حكم الجولاني، تواجه الأقليات خطر الإبادة.
  • في مارس، قُتل أكثر من 1500 علوي في مجازر نُفذت من قبل قوات مرتبطة مباشرة بالقيادة الجديدة في دمشق، بحسب رويترز.
  • في أبريل، تعرّضت عائلات درزية في محافظة السويداء لهجمات وتهديدات.
  • في يونيو، فجّر انتحاري نفسه داخل كنيسة أرثوذكسية يونانية في دمشق، ما أسفر عن مقتل أكثر من 25 شخصًا.
  • وفي يوليو، تحالفت قوات الجولاني فعليًا مع مقاتلين بدو ضد ميليشيات درزية، ما تسبب بمجزرة طائفية خلّفت أكثر من 1000 قتيل، واحتراق أكثر من 30 قرية، وتحول السويداء إلى منطقة منكوبة.
رغم هذا، يلتزم الغرب صمتًا لافتًا بل أن الولايات المتحدة تُبدي دعماً صريحًا للجولاني. ففي اليوم ذاته الذي نشرت فيه رويترز تقريرها عن مجازر العلويين، وصف دونالد ترمب الجولاني بأنه "رجل قوي وجيد"، بينما صرح مبعوثه الخاص إلى سوريا بأن البلاد "يجب أن تُحكم بشكل مركزي"، أي بزعيم واحد، مع تجريد الأقليات من أي حكم ذاتي.
وفي الشهر الماضي، أزالت واشنطن "هيئة تحرير الشام" من قائمة المنظمات الإرهابية.

كندا ليست بعيدة عمّا يحدث

بالنسبة للكنديين من أصول شرق أوسطية، وخاصة المسيحيين والأقليات، فإن ما يجري في سوريا ليس مجرد خبر في نشرة المساء. إنه أمر شخصي ومفجع.
قال المطران ميلاد جوّيش من كنيسة القديس سـافر للروم الملكيين الكاثوليك في مونتريال:
"خلال الأشهر الستة الماضية، تلقّت الكنيسة عددًا هائلًا من الاتصالات من سوريين مسيحيين يعيشون في كندا يسعون لإنقاذ أقاربهم من الجحيم هناك. الأمر أشبه بهستيريا – لكنها ليست مبنية على ذعر فارغ، بل على خوف حقيقي ويأس متفاقم."

لا بدّ من التحرّك

كندا بلد سلام وأمان واحتواء، لكن تصاعد التطرف الديني في منطقة واحدة يمكن أن يمتد – عبر العنف، أو الخوف، أو عبر اللاجئين الفارين. وهذا سيضع سياساتنا على المحك، ويختبر قيمنا.
علينا أن نتحرك – لا بالسلاح، بل بالوضوح والشجاعة لقول الحقيقة.
علينا أن نحمي الفارّين من هذا النظام الجديد، وأن نراقب ما قد يصبح عليه قبل أن يفوت الأوان.