اخر تحديث
السبت-13/09/2025
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أسماء شهداء الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
من الصحافة العالمية
\ مختارات مترجمة من الصحافة العالمية 7-8-2025
مختارات مترجمة من الصحافة العالمية 7-8-2025
09.08.2025
Admin
مختارات مترجمة من الصحافة العالمية 7-8-2025
إعداد مركز الشرق العربي
عناوين المختارات :
المركز العربي واشنطن دي سي :من الطائفية إلى القبلية: إعادة بناء هياكل السلطة في سوريا
صحيفة آيريش تايمز أيرلندية :صعود الشعبوية السنية يهدد آمال إعادة بناء سوريا
دي دبليو عربي :
لماذا تسعى الهند للتقارب مع الحكومة السورية الجديدة؟
ميدل ايست مونتيور البريطاني :دول الخليج تبني نظامًا إقليميًا جديدًا.. وسوريا أول المستفيدين
ميدل ايست مونتيور البريطانية :رأي | أزمة سوريا البيئية: كيف تتحمّل النساء العبء الأكبر لتغيّر المناخ
واي نت نيوز العبري :
"
تركيا في سوريا: سياسة المصالح على حساب الدم السوري
"
نيوزويك الامريكية :النظام الإسلامي في سوريا يختبر ضمير الغرب — وينتصر | رأي
ان دي تي في الهندية :
الطائفة الدرزية في سوريا، التي قُصفت من قبل إسرائيل، ترتبط بطريقة غريبة بـ"الهند
"
مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية :مع تقلب الأوضاع السياسية في لبنان وسوريا، هل يمكنهما بناء علاقة جديدة؟
القناة السابعة العبرية :
الحاجة إلى تحالف بين الدروز والأكراد وإسرائيل في سوريا
-----------------------
المركز العربي واشنطن دي سي :من الطائفية إلى القبلية: إعادة بناء هياكل السلطة في سوريا
هاين دوخان – 6 آب 2025
شهدت محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب سوريا موجة عنف من 13 إلى 18 تموز 2025 بين الدروز والبدو، أعقبها تعبئة قبلية واسعة في عموم البلاد. توافد آلاف المقاتلين من القبائل من مختلف المناطق إلى المنطقة، مدفوعين بالغضب من إساءة معاملة نساء بدويات محليات، وبمقتل عناصر من القوات الحكومية (بينهم العديد من أبناء القبائل)، وكذلك نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت، ظاهريًا، حماية الدروز لكنها أودت بحياة عدد من أفراد القبائل
.
ورغم أن كثيرًا من المقاتلين لم يكونوا من أبناء قبائل بدو السويداء، إلا أنهم يتشاركون في ثقافة الشرف القبلي، والتضامن، والواجب الجماعي، وهو ما دفعهم للانخراط في القتال إلى جانب بدو المنطقة ضد الميليشيات الدرزية
.
لم يصدر عن الحكومة السورية أي أمر رسمي بتحشيد القبائل، لكنها لم تبذل جهدًا لوقف هذا التدفق. بل إن الرئيس المؤقت أحمد الشرع، في خطابه بتاريخ 19 تموز، شكر القبائل على "مواقفها البطولية والنبيلة" في السويداء، واصفًا إياها بأنها "درع ضد التهديدات الداخلية والخارجية"، وأداة فعّالة في حفظ وحدة البلاد واستقرارها
.
كلمات الشرع لم تكن مجرد إشادة، بل تشير إلى اتجاه واضح نحو الاعتماد المتزايد على القبائل كأدوات للسيطرة والشرعية، ولملء الفراغات الإدارية والعسكرية التي خلفها سقوط نظام الأسد
.
القبائل العربية في سوريا: بين التهميش السابق والدور الصاعد
تشكل القبائل العربية جزءًا كبيرًا من التركيبة السكانية في سوريا، وتتركز في الأرياف، خصوصًا في الشرق وعلى أطراف المدن الكبرى
.
لطالما استخدم نظام الأسد زعماء القبائل ضمن شبكات الولاء عبر التعيينات البرلمانية وتوزيع المنافع، لكنه لم يدمجهم في الأجهزة الأمنية أو العسكرية بصورة حقيقية
.
وخلال الحرب الأهلية الممتدة من 2011 حتى 2024، انقسمت ولاءات القبائل بين المعارضة والنظام، إلا أن الروابط القبلية استمرت في تشكيل بنى أساسية للفصائل المسلحة على طرفي الصراع. كما ساهم النزوح الواسع للقبائل في تفككها، لكن دون انقطاع روابطها الممتدة بين المحافظات
.
أحداث السويداء الأخيرة أكدت تصاعد دور الهياكل القبلية في مرحلة ما بعد الأسد، وسط موقف حكومي يتراوح بين الصمت الاستراتيجي والتأييد الانتقائي، بما يوحي بأن الدولة لا تتفاعل مع الواقع القبلي فقط، بل تسعى للاستفادة منه في بناء النظام الجديد
.
جيش جديد... من القبائل
تشكل بنية الدولة الجديدة، خصوصًا الجيش والأمن، امتدادًا لمسيرة أحمد الشرع، الذي أسس خلال سنوات الحرب الأهلية فصيل "جبهة النصرة" في دير الزور، مستفيدًا من الشبكات القبلية الجهادية العابرة للحدود بعد الغزو الأمريكي للعراق في 2003
.
برزت بلدة الشحيل، معقل عشيرة أبو كميل من قبيلة العقيدات، كقاعدة دعم رئيسية للشرع. وبعد سيطرة "داعش" على دير الزور في 2014، رافق أفراد هذه العشيرة الشرع إلى محافظة إدلب
.
لاحقًا، ومع نزوح واسع لقبائل ريف حمص وحماة وحلب إلى إدلب، اندمج العديد منهم ضمن "هيئة تحرير الشام" التي قادها الشرع لاحقًا، وتحوّلت إلى سلطة الأمر الواقع في المنطقة
.
هذا الاندماج بين الدين والقبيلة لم يكن صداميًا، بل تميّز بالبراغماتية؛ خففت "الهيئة" من أيديولوجيتها المتشددة لكسب دعم القبائل، بينما سعت هذه الأخيرة إلى ضمان دورها في المعادلة الجديدة
.
وعندما سقط نظام الأسد في كانون الأول 2024 على يد تحالف تقوده "هيئة تحرير الشام"، شكّلت هذه القبائل العمود الفقري للقوات العسكرية والأمنية الجديدة
.
ومع الغارات الإسرائيلية على مواقع عسكرية في السويداء يوم 17 تموز 2025، والتي قتلت عناصر من القبائل، اعتبرت هذه العشائر الهجوم تهديدًا لكيانها السياسي الناشئ، فتحركت بسرعة دفاعًا عن مصالحها في الدولة الوليدة
.
اللافت أن كثيرًا من العسكريين المنتمين للقبائل خلعوا بزاتهم الرسمية وارتدوا اللباس التقليدي – الجلابيات والعُقَل – للالتحاق بالمواجهات، في مشهد يجسد سيولة الهوية في سوريا ما بعد الأسد
.
التعبئة القبلية: طليعة الدولة الجديدة
التعبئة القبلية باتت أداة قوية للسلطة الجديدة في دمشق لمعالجة التحديات الأمنية. فبعد أول تعبئة قبلية في 7 آذار 2025، لمساندة الحكومة ضد أنصار الأسد على الساحل، جاءت تعبئة السويداء لتؤكد التحول الاستراتيجي في خطاب الدولة
.
ومع محدودية قدرات الجيش والأجهزة الأمنية، خاصة في المناطق البعيدة، أصبحت القبائل أداة حيوية لمدّ نفوذ الدولة والاستجابة للاضطرابات
.
ورغم انسحاب قوات النظام بعد الغارات الإسرائيلية، أظهرت التعبئة أن الدولة قادرة – عبر تحريك القبائل – على فرض حضورها على الأرض في مواجهة الفصائل الدرزية
.
من الطائفية إلى القبلية: ولاء جديد للدولة
خلال حكم بشار الأسد، سيطرت الطائفية على مفاصل الدولة، مع تركّز المناصب الأمنية بيد الطائفة العلوية
.
أما اليوم، فالتحول واضح
:
الولاء القبلي بات أساسًا في تعيينات الدولة الجديدة
.
مثال بارز هو تعيين حسين عبد الله السلامة (أبو مصعب الشحيل)، من عشيرة أبو كميل في العقيدات، مديرًا عامًا لجهاز المخابرات العامة
.
ارتباطه بالشرع و"الهيئة" جعله خيارًا طبيعيًا، لكن تعيينه قرّب قبيلته أكثر من مراكز القرار. هذا النمط يتكرر مع قبائل أخرى نازحة إلى إدلب، مثل فويرا من حمص، التي بدأ أبناؤها بالصعود في السلم العسكري الجديد
.
توظيف الدولة للقبائل بات أداة لإعادة توزيع النفوذ السياسي والاقتصادي، مقابل الولاء
.
رسالة إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد)
من خلال غضّ الطرف عن التعبئة في السويداء، ترسل حكومة الشرع رسالة مباشرة إلى قوات قسد
:
إما الاندماج في الدولة، أو مواجهة تعبئة قبلية ضدكم
.
منذ 2023، تواجه قسد تمردًا منخفض الحدة من قبيلة العقيدات. ومع تصاعد النفوذ القبلي، تملك دمشق اليوم وسيلة ضغط قوية قد تستخدمها لاستعادة السيطرة على الشمال الشرقي
.
القبائل في سوريا: نحو نظام سياسي جديد؟
تشير المؤشرات إلى أن القبلية تتحول إلى قوة سياسية كبرى في سوريا الجديدة، بدفع من السلطات الحاكمة ومن الديناميات الداخلية للقبائل
.
في مشهد غير مسبوق، استضاف القصر الرئاسي مجلسًا قبليًا رمزيًا لتكريم التراث القبلي، ما يعكس محاولة لشرعنة القبائل كجزء من مستقبل البلاد، لا مجرد موروث تاريخي
.
وقد أعادت التعبئة في السويداء إحياء المشاعر القبلية، مع انتشار واسع لفيديوهات شعرية تحتفي بالقتال، ما عزز الإحساس بالهوية والوحدة داخل القبائل
.
مثلما لجأ حزب البعث بعد ثورة 1963 إلى الفلاحين لتثبيت سلطته، تلجأ الدولة اليوم إلى القبائل لتحقيق الاستقرار السياسي وإعادة تشكيل مراكز النفوذ
.
نتائج التحول نحو القبلية في سوريا
لم تتضح بعد نتائج هذا التوجه على مستقبل سوريا. فدمج القبائل في مؤسسات الدولة قد يؤدي إلى تفكك الولاءات الوطنية وخلق مراكز قوى متنافسة
.
وكما حذر عالم الاجتماع العراقي فالح عبد الجبار، فإن الاعتماد على القبائل عسكريًا قد يؤدي إلى خلق "وحش فرانكنشتاين"، حيث تطغى الديناميات القبلية على الدولة نفسها
.
هذا ما يبدو أنه يحدث في سوريا اليوم: إذ تستبدل الدولة الطائفية السابقة بنموذج يعتمد على العصبية، والثأر، والولاء القبلي
.
يبقى السؤال
:
هل ستكون القبلية قوة توحيد، أم عامل انقسام يُبدد آمال المصالحة الوطنية؟
المؤشرات الحالية توحي بأن القبلية قد تكون وسيلة بقاء للنظام الجديد بقدر ما تمثل تهديدًا لوحدة البلاد
.
هاين دوخان
محاضر في السياسة والعلاقات الدولية في جامعة تيزسايد البريطانية. مؤلف كتاب
الدولة والقبائل في سوريا: التحالفات غير الرسمية وأنماط الصراع
(روتليدج، 2019).
الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة موقف مركز العرب بواشنطن أو مجلس إدارته
.
======================
صحيفة آيريش تايمز أيرلندية :صعود الشعبوية السنية يهدد آمال إعادة بناء سوريا
رايا جلابي – بيروت
الخميس، 7 آب/أغسطس 2025 – الساعة 12:54
حين نظّمت زين وعشرات من نشطاء المجتمع المدني اعتصامًا أمام البرلمان المغلق في دمشق الشهر الماضي احتجاجًا على العنف الطائفي في جنوب سوريا، واجهوا في البداية الإهانات من المارّة، قبل أن يتعرضوا للهجوم
.
بحسب عدد من الشهود، انقضّ شبان يحملون عصيًّا خشبية على المجموعة، متّهمين إيّاهم بالدفاع عن "خونة" من طائفة الدروز في السويداء، والتي كانت حينها غارقة في اشتباكات مع قبائل سنية بدوية وقوات حكومية، أسفرت عن مقتل المئات
.
قالت زين
:
"
الشبان الذين هاجمونا ظلوا يصرخون: 'نحن لسنا سوريين، نحن قبائل'، ومزّقوا اللافتات التي رفعناها، وكان من بينها شعارات مثل: 'الدم السوري على يد السوري حرام
'."
وأضافت
:
"
كانوا يصرخون بلا توقف: 'سنة، سنة
'!"
زين، البالغة من العمر 34 عامًا، كانت من بين أولئك الذين رحّبوا بحذر بوصول أحمد الشرع، الزعيم السابق لفصيل إسلامي سني، إلى السلطة في كانون الأول/ديسمبر الماضي، معبرة عن فرحتها بسقوط الديكتاتور بشار الأسد وفرصة إعادة بناء البلاد، رغم اختلافها الأيديولوجي مع الشرع
.
لكن تلك النشوة التي ميّزت الأيام الأولى ما لبثت أن تحوّلت إلى
توتر طائفي وتصاعد في الشعبوية السنية
.
الحكم الإسلامي الجديد وتغذية النزعة السنية
منذ وصوله إلى السلطة، شجّع الحكام الإسلاميون الجدد المشاعر السنية من خلال مقارنتهم لحكمهم بالخلافة الأموية في القرن الثامن، التي كانت عاصمتها دمشق، بينما أصبح أنصارهم أقل تسامحًا مع أي نقد
.
قالت زين
:
"
في عام 2011، كانت الجماهير تساند المتظاهرين، أما اليوم فهم يخونونهم
."
وقد وجّهت أحداث العنف في السويداء الشهر الماضي ضربة قوية للثقة الحذرة التي وضعها كثير من السوريين في الشرع. بدلاً من ذلك، ازدادت الأجواء قتامة، حتى بين السنة الذين يشكّلون نحو ثلثي السكان البالغ عددهم 25 مليون نسمة، حيث تساءل كثيرون
:
هل سيوحّد الشرع البلاد، أم سيغرقها أكثر في الطائفية؟
الماضي الطائفي والحاضر المتقلّب
كانت سوريا على مدار 50 عامًا من حكم عائلة الأسد – المنتمية إلى الطائفة العلوية، وهي فرع من الشيعة – ميدانًا لصراعات بين طوائف متعددة، منها المسلمون السنة، والدروز، والمسيحيون، وغيرهم
.
السنة كانوا العمود الفقري للثورة عام 2011، إلا أن الحرب أجبرت الكثير منهم على الخضوع للنظام أو الهروب خارج البلاد
.
الآن، ومع الإطاحة بالأسد، تغيّر ميزان القوى بشكل جذري
:
أصبح السنة حكامًا أقوياء بعد أن كانوا مضطهدين
.
رغم وعود الشرع بحماية حقوق الأقليات والحكم الشامل، إلا أن
محللين يؤكدون أنه لم يفعل الكثير لاحتواء القومية السنية المتصاعدة
، جزئيًا لأنها تخدم مشروعه الإسلامي وتُرضي قاعدته الشعبية
.
قال المحلل السوري المقيم في لندن، مالك العبدة
:
"
هذا يمنح مشروع الشرع الإسلامي طابعًا وطنيًا أكثر، ويقرّبه من الشارع الذي انتظر طويلًا حكمًا سنيًا
."
تهميش الأقليات وقلق متصاعد
الفئات المتشددة من أنصار الشرع تنظر إلى الطوائف الأخرى كمهرطقين، بينما تملك "هيئة تحرير الشام" – الفصيل الذي قاده الشرع سابقًا – سجلًا من الانتهاكات ضد المسيحيين والدروز
.
قالت أمل جورج، وهي بائعة مسيحية تبلغ 56 عامًا وتعيش في دمشق
:
"
السنة يشعرون بأنهم المنتصرون، ليس فقط لأنهم الأكثر عددًا، بل لأنهم الآن حكّام أقوياء
."
وأضافت
:
"
كل أصدقائي السنة يتجاهلون التجاوزات التي تقوم بها الحكومة، لأنهم لا يريدون أن يخسروا هذا الشعور بالنصر. أما نحن، كأقليات، فنتعامل معهم وكأننا تحت حكمهم، نخشى أن نخطئ أمامهم فيعاقبونا
."
حوادث العنف الطائفي تُضعف الثقة
اندلع أول تصعيد كبير في آذار/مارس الماضي، عندما وقعت اشتباكات بين القوات الحكومية ومجموعات علوية موالية للأسد في المناطق الساحلية، مما أدى إلى مقتل أكثر من 1,400 مدني
.
ورغم أن الحكومة أمرت بفتح تحقيق لاحقًا وأكدت تورط عناصر أمنية في مجازر، إلا أن ردود الفعل الشعبية كانت محدودة، نظرًا لكون الجناة من فلول النظام السابق
.
لكن الوضع في السويداء كان مختلفًا
.
اتهمت القوات الحكومية بالمشاركة في أعمال قتل انتقامية ضد الدروز
.
وردًا على ذلك، نفّذت إسرائيل ضربات جوية استهدفت قوات الأمن التابعة للشرع، بحجة حماية الأقليات، ما زاد الانقسام والشكوك
.
وأكد سكان محليون للفاينانشال تايمز أن
القتل الطائفي استشرى
، خصوصًا بعد وصول قبائل سنية من مناطق أخرى للدفاع عن البدو
.
أحد مقاطع الفيديو يُظهر مقاتلين حكوميين وهم يسألون رجلاً جريحًا على الأرض إن كان درزيًا أم سنيًا. أجاب الرجل: "أنا سوري"، فقط ليُردى بعدها قتيلًا
.
هذه المشاهد، رغم وجود فظائع ارتكبها الطرفان، هزّت مشاعر كثيرين
.
قال عبد الله عمر، طالب جامعي سني عمره 24 عامًا من حلب
:
"
كنت من مؤيدي الشرع، وكمسلم سني كنت فخورًا بما حاول فعله، لكن الفيديو هذا هزّ إيماني به
."
وأضاف
:
"
لست أقول إن المجازر مسؤوليته بالكامل، لكنه يُظهر أنه لا يستطيع السيطرة على رجاله... أو ربما لا يريد ذلك. هل جاء ليُصلح سوريا فعلًا؟ لا أعلم بعد الآن
."
خطوات متأخرة لاستعادة الثقة
حاولت حكومة الشرع استعادة الدعم الشعبي، عبر إدانة الانتهاكات المزعومة، والإعلان عن فتح تحقيق، على غرار ما حدث في آذار
.
كما أعلن الشرع عن
انتخابات برلمانية في أيلول/سبتمبر المقبل
، مع تخصيص ثلث مقاعد البرلمان البالغ عددها 210 مقاعد بتعيين رئاسي، حتى في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة مثل السويداء وشمال شرق سوريا الخاضع للأكراد
.
لكن تجدّد القتال مؤخرًا بين قوات الحكومة وقوات كردية أدى إلى تقويض جهود الشرع في توحيد البلاد
.
"
من المستحيل أن نتعامل معهم
"
بالنسبة للبعض، فات الأوان
.
يقول حسام، وهو معلّم درزي يبلغ من العمر 52 عامًا
:
"
عملت لأشهر مع نشطاء من حركة السويداء العلمانية، وطالبنا بحكم شامل، وانتخابات نزيهة، وحوار وطني ودستور جديد
."
لكن، بحسب قوله
:
"
رفضوا كل شيء. الآن، تريد من الناس الذين فقدوا أحبّاءهم في هذه المجازر أن يتعاونوا مع حكومة الشرع؟ مستحيل
."
واختتم قائلاً
:
"
نحن سوريون... لكن اليوم، لا يمكننا القبول بأن يحكمنا هؤلاء الإرهابيون من دمشق. إن تعاملنا معهم يعني أننا نوقّع على شهادة وفاتنا. وهذا أمر لا يمكن قبوله
."
©
حقوق النشر محفوظة لـ
Financial Times Limited 2025
====================
دي دبليو عربي :
لماذا تسعى الهند للتقارب مع الحكومة السورية الجديدة؟
تحرير: كيث ووكر | المصدر
: DW
عربية
مرالي كريشنان – نيودلهي
نُشر قبل ساعتين
- DW
عربية
تنضم الهند إلى كل من الولايات المتحدة وتركيا في الاعتراف بالقيادة المؤقتة في سوريا، في وقت تسعى فيه البلاد، التي مزقتها الحرب، إلى إعادة الإعمار بعد 13 عامًا من الصراع الأهلي
.
في أواخر يوليو، قامت الهند بأول خطوة دبلوماسية رسمية تجاه الحكومة السورية المؤقتة، من خلال إرسال وفد رسمي إلى دمشق، بهدف فهم خطط وأولويات القيادة الجديدة
.
وضم الوفد
إم. سورش كومار
، مساعد وزير الخارجية الهندي، الذي التقى بمسؤولين سوريين كبار، من بينهم وزير الخارجية
أسعد حسن الشيباني
، ما يعكس حرص نيودلهي على الحفاظ على علاقات قوية مع دمشق، بغض النظر عن التحولات السياسية الداخلية
.
دبلوماسية رفيعة المستوى
ركزت الاجتماعات على تعزيز التعاون في مجالات
الصحة، والتعليم، والتقنية
، إلى جانب بحث
المساعدات الإنسانية
ووضع أسس لمرحلة إعادة الإعمار
.
وكان الرئيس السابق
بشار الأسد
قد أُطيح به في ديسمبر 2024 على يد ائتلاف من الجماعات المتمردة، قادته
هيئة تحرير الشام
(HTS)
، بدعم من
الجيش الوطني السوري
وفصائل مدعومة من تركيا
.
الرئيس الانتقالي الحالي،
أحمد الشرع
، وهو قيادي سابق في
HTS
، تمكن من كسب دعم إقليمي ودولي واسع، بما في ذلك
السعودية وتركيا والإمارات وقطر
، إضافة إلى
الولايات المتحدة
.
بين المخاطر والفرص في مرحلة انتقالية
يرى محللون ودبلوماسيون تحدثوا إلى
DW
أن انخراط الهند مع الحكومة المؤقتة السورية يهدف إلى
ضمان دور استراتيجي لها في مرحلة ما بعد الحرب
، وعدم ترك الساحة لقوى أخرى
.
ويقول
الدكتور مدثر قمر
، أستاذ مشارك في مركز دراسات غرب آسيا بجامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي
:
"
هذه الخطوة تعزز صورة الهند كقوة غير منحازة مستعدة للتعامل مع أنظمة مختلفة من أجل الاستقرار
".
وأضاف
:
"
دول صديقة للهند مثل السعودية والإمارات تدعم الحكومة السورية الانتقالية، وهذا يعزز من مكانة الهند في أي تفاعل مستقبلي
."
وأشار قمر إلى أن سوريا أصبحت أداة في لعبة النفوذ بين تركيا وإسرائيل، ما يمنحها أهمية استراتيجية للهند في المنطقة
.
مصالح استراتيجية للهند في سوريا
أكد قمر أن
سوريا المستقرة تعني ممرات تجارية وطاقة آمنة
للهند، خصوصًا مع تعمق علاقاتها بدول الخليج، وتعاملها الحذر مع إيران
.
ومن جانبها، أوضحت
شانتيا ماريا ديسوزا
، رئيسة مركز "مانترايا" البحثي، أن للهند
مصالح استراتيجية
عدة في سوريا، من ضمنها
:
حماية مصالح المواطنين الهنود المتبقين هناك
.
الانخراط في جهود إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية
.
منع سوريا من أن تصبح ملاذًا للجماعات المتطرفة
.
وأضافت ديسوزا
:
"
من خلال بناء علاقة مبكرة مع سوريا ما بعد الأسد، تحمي الهند مصالحها وتمنع حدوث فراغ استراتيجي يمكن أن تستغله قوى أخرى
."
تحول براغماتي في السياسة الهندية
منذ سقوط نظام الأسد، أعادت العديد من الدول النظر في سياساتها تجاه سوريا، سواء تلك التي دعمت النظام أو سعت لإسقاطه، مدفوعة بمصالحها في الاستقرار والنفوذ والأمن الإقليمي
.
وتقول ديسوزا
:
"
الهند كانت دائمًا تدعو إلى حل سوري بقيادة سورية، ولكن زيارتها الأخيرة تعكس اعترافًا عمليًا بأن عهد الأسد قد انتهى، وأنه من الضروري إعادة صياغة سياسات التعامل مع النظام الجديد
."
كما قارنت التحرك الهندي الحالي بسياستها تجاه
أفغانستان
، بعد استيلاء طالبان على الحكم، حين اتخذت نيودلهي خطوات مماثلة للتواصل مع السلطة الجديدة رغم موقفها السابق الداعم للحكومة الجمهورية
.
هل تفتح هذه الخطوة أبوابًا للهند؟
تشير وزارة الخارجية الهندية إلى أن
الإبقاء على سفارتها في دمشق طوال الحرب
–
رغم تقليص عدد العاملين – يدل على
رؤية استراتيجية بعيدة المدى
.
ويقول
أنيل تريغونايات
، دبلوماسي هندي سابق
:
"
الهند كانت دائمًا على علاقة جيدة بسوريا وشعبها، وترى أن الحل يجب أن يكون سوريًا عبر الحوار والدبلوماسية
."
ويضيف، بصفته رئيس مجموعة خبراء غرب آسيا في مؤسسة "فيفيكاناندا" الفكرية
:
"
تركيا لها نفوذ قوي على أحمد الشرع، لكنه في الوقت نفسه يبحث عن التوازن من خلال التواصل مع دول مثل الهند والدول الغربية والعربية
."
ويختتم بالقول
:
"
على الهند أن تتفاعل مع جميع الأطراف في غرب آسيا، بما في ذلك سوريا، سواء وُجد فراغ أم لا
."
===================
ميدل ايست مونتيور البريطاني :دول الخليج تبني نظامًا إقليميًا جديدًا.. وسوريا أول المستفيدين
7
أغسطس 2025 – الساعة 10:30 صباحًا
محمد حسين – المصدر
: Middle East Monitor
حضور رفيع المستوى في دمشق
في 24 يوليو 2025، شهد قصر الشعب في دمشق توقيع
منتدى الاستثمار السعودي-السوري
بحضور الرئيس السوري
أحمد الشرع
ووزير الاستثمار السعودي
خالد بن عبدالعزيز الفالح
، إلى جانب نخبة من رجال الأعمال من البلدين
.
يمثل هذا الحدث تتويجًا لتقارب متسارع بين سوريا ودول الخليج، خاصة
السعودية والإمارات وقطر
، بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، عبر هجوم مفاجئ قادته قوى المعارضة المسلحة
.
دعم غير مسبوق من الخليج
منذ سقوط النظام السابق، بدأت دول الخليج تقدم
دعماً اقتصادياً ودبلوماسياً شاملاً
لسوريا الجديدة، تمثل في
:
شطب ديون سوريا بالكامل
على يد السعودية وقطر
.
تمويل الرواتب الحكومية السورية
.
مشروعات استثمارية ضخمة
، مثل تطوير ميناء طرطوس بتمويل إماراتي يبلغ 800 مليون دولار
.
فتح الأسواق أمام سوريا
، بعد رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية عنها
.
وتُعد هذه التحركات جزءًا من استراتيجية أوسع، تهدف إلى تمكين النظام الجديد في دمشق وتحويله إلى
شريك موثوق
في النظام الإقليمي الناشئ
.
فراغ قيادي في المنطقة
بعد عقود من هيمنة
الناصرية والقومية العربية
على المشهد في الخمسينيات والستينيات، تراجعت هذه القوى لصالح أنظمة ملكية أكثر استقرارًا في الخليج
.
ثم جاءت
ثورات الربيع العربي
(
2011
)
، التي أطاحت ببعض الأنظمة، لكنها فشلت في إنتاج بديل مستقر، ما ترك فراغًا سياسيًا وأمنيًا كبيرًا
.
وتفاقم هذا الفراغ في ظل
:
الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل
(
المعروفة بـ "حرب الـ12 يومًا
").
التراجع الأمريكي في المنطقة
.
سلوك إسرائيل "العدواني وغير المستقر
"
، حسب محللين خليجيين
.
يقول د
.
أندرياس كريغ
، محلل المخاطر السياسية في كلية كينغز بلندن
:
"
الفراغ الاستراتيجي في المنطقة بات واضحًا، وعلى دول الخليج الآن أن تختار: إما أن تملأه، أو تبتلعها الفوضى المحيطة
".
مأسسة النفوذ الخليجي – النظام الإقليمي الجديد
تشير التحركات الخليجية إلى بداية
"
لحظة خليجية جديدة
"
، بحسب كريغ، تتشكل فيها
:
قطر والسعودية والإمارات
كأقطاب استقرار بديلة عن إيران الثورية أو إسرائيل التوسعية
.
لعب
دور الوسيط والدبلوماسي
، خصوصًا من قبل قطر وعُمان، في ملفات مثل البرنامج النووي الإيراني
.
ويضيف د
.
بدر السيف
، أستاذ التاريخ في جامعة الكويت
:
"
وجدت دول الخليج نفسها في موقع القيادة بعد تراجع مراكز القوة التقليدية في العالم العربي، فأصبحت – عن وعي – تسعى لتغيير الواقع بما يضمن أمنها واستقرارها، ويتجاوز حدودها المباشرة
."
وأكد أن
:
"
كل دول الخليج تعمل على
رؤية ما بعد النفط
."
"
المنطقة من حولهم تعاني من
حروب أهلية، دول فاشلة، وصراعات متفاقمة
، إلى جانب
النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي
."
سوريا كنموذج عملي
يرى الخبراء أن
سوريا أصبحت ملفًا تجريبيًا حيًا للنظام الإقليمي الخليجي الجديد
، حيث قال السيف
:
"
خلال 7 أشهر فقط منذ سقوط الأسد، حققت سوريا إنجازات في الاستقرار السياسي والاقتصادي لم نرها في دول ما بعد الصراع الأخرى خلال السنوات الماضية
."
لكن الدعم الخليجي لسوريا
لا يقتصر على المال فقط
، بل يشمل
:
التخطيط المشترك
.
دمج الكفاءات
.
تطوير القطاعات الإنتاجية والتقنية
.
ويضيف السيف
:
"
ما يثير الحماسة هو أن هذا الملف يوحّد دول الخليج رغم تناقضاتها. فعندما تشتد الأمور، هذه الدول تقف مع بعضها
."
بناء نظام متعدد الأقطاب
رغم الانتقادات التي تطال النظام الخليجي الناشئ بسبب
طبيعة الحكم الملكي وعدم وجود ديمقراطية تقليدية
، فإن الهدف المعلن هو
:
بناء تكتل إقليمي موحد
.
تحقيق الاعتماد المتبادل بدلًا من الفوضى
.
حماية الأمن الإقليمي ومكافحة النفوذ الإيراني والإسرائيلي المتقلب
.
ويختم كريغ بالقول
:
"
إذا نجحت دول الخليج في تجاوز العقلية التجارية قصيرة المدى، وبنت استراتيجية إقليمية متكاملة تضم أطرافًا مثل الصين وروسيا إلى جانب استمرار التعاون مع أمريكا، فإن بإمكانها تشكيل نظام إقليمي جديد قائم على
الاندماج البراغماتي والاستقرار
."
خلاصة
:
سوريا ليست مجرد مستفيد من النظام الإقليمي الخليجي، بل
نقطة انطلاق
لتشكيله وتجريبه. ومن خلال دعمها، تسعى دول الخليج إلى
:
حماية مصالحها
.
ملء الفراغ الإقليمي
.
تقديم بديل فعلي للفوضى والاضطراب
.
=======================
ميدل ايست مونتيور البريطانية :رأي | أزمة سوريا البيئية: كيف تتحمّل النساء العبء الأكبر لتغيّر المناخ
بقلم: زهرة زمان
تستمر فرق الدفاع المدني في مكافحة حريق غابات اندلع منذ سبعة أيام على تل كارتال في اللاذقية، من الجو وعلى الأرض، 9 يوليو 2025. تصوير: شيفكيت أكشا – وكالة الأناضول
.
سوريا بين الصراع وتغيّر المناخ
عانت سوريا لعقود من الاستبداد والنزاع المسلح طويل الأمد. ورغم سقوط نظام بشار الأسد، لا يزال السوريون يواجهون تهديدًا متسارعًا يتمثل في
تغيّر المناخ
، الذي يلوح في الأفق كأزمة وجودية
.
تُعد سوريا من بين أكثر الدول تأثرًا بهذه الأزمة البيئية، حيث تحتل المرتبة
164
عالميًا
على مؤشر "مبادرة نوتردام للتكيّف العالمي
(ND-GAIN)"
، بدرجة 35.7، ما يشير إلى
ضعف شديد في القدرة على التكيّف واستعداد منخفض للغاية
.
التدهور البيئي كأحد أوجه الصراع
يتشابك الدمار البيئي في سوريا بشكل وثيق مع سنوات الحرب العنيفة، مما فاقم من التحديات البيئية. وتشمل هذه التحديات
:
ارتفاع درجات الحرارة
حرائق غابات متكررة
جفاف شديد ومستمر
تسبّب النزاع في تدمير البنية التحتية المدنية، بالتوازي مع آثار تغيّر المناخ، مما زاد من هشاشة البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية
.
منذ عام 2011
:
فُقد ثلث الغابات السورية
ارتفعت مستويات تلوّث الهواء
تضررت ثلثا منشآت المياه
وفي مايو 2021،
انخفض منسوب نهر الفرات لأدنى مستوى له منذ عام 1953
، ما أدى إلى أسوأ موجة جفاف منذ أكثر من 70 عامًا
.
المرأة السورية: الضحية الصامتة لتغيّر المناخ
تتحمل النساء العبء الأكبر من آثار تغيّر المناخ، إذ يؤثّر عليهن
بشكل غير متناسب
.
ومن بين أبرز التأثيرات
:
الصحة
:
كشفت دراسة حديثة شملت 17 دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا – منها سوريا – عن
علاقة مباشرة بين تغيّر المناخ وارتفاع وفيات السرطان
لدى النساء بسبب التعرّض للأشعة فوق البنفسجية والملوثات
.
التعرض للمخاطر
:
بسبب بقايا الذخائر والمتفجرات، تتعرض النساء لإصابات خطيرة، مع غياب الوعي بمخاطرها مقارنة بالرجال
.
تكرار حالات الإعاقة، وأمراض الأعضاء الداخلية، والتشوهات
.
مصافي النفط البدائية
:
مع توقف المصافي الرسمية، انتشرت المصافي العشوائية، ما يهدد النساء بأمراض سرطانية نتيجة
الغازات السامة
المنبعثة
.
شح المياه وسوء النظافة
:
شح المياه، وغياب منتجات النظافة، وتلوّث البيئة، ساهمت في تدهور الصحة النسائية
.
تقييد الحركة دون "محرم" أعاق حصول النساء على الرعاية الطبية
.
الزراعة والانهيار الاقتصادي
تشكل الزراعة مصدر دخل رئيسي للنساء، حيث تمثل المرأة
أكثر من 60% من القوى العاملة الزراعية
في سوريا. لكن
:
100%
من المحاصيل تضررت في أبريل 2025
بسبب نقص الأمطار
.
أدى الجفاف وموجات الحر إلى تفاقم
الفقر، البطالة، وسوء التغذية
.
التدخل التركي وتفاقم الأزمة
بناء السدود على نهري الفرات ودجلة
، مع الهجمات على منشآت الطاقة، أدى إلى تعطيل إمدادات المياه
.
تعطلت محطة مياه العلوك، ما حرم
أكثر من مليون شخص
من مصدرهم الرئيسي للمياه
.
النساء والفتيات يُجبرن على
المشي لمسافات طويلة
لجلب المياه، معرضات للخطر الجسدي
.
الهجرة وتغيّر أدوار النساء
نزوح الرجال نحو المدن جعل النساء رؤوسًا للأسر، يتحملن مسؤوليات الزراعة والمنزل
.
اللاجئات يعانين من
انعدام الأمن الغذائي، وانتهاكات حقوق الإنسان
.
يتم
استغلالهن من قبل الجماعات المسلحة
، أو إجبارهن على
التهريب أو العمل ضمن شبكات الاتجار بالبشر
.
العنف القائم على النوع الاجتماعي
الأعراف الأبوية، والتمييز الممنهج، تُعرّض النساء للعنف وسوء المعاملة
.
أرامل ومهجورات يواجهن
وصمة اجتماعية ومضايقات
.
دخول النساء سوق العمل زاد من
التوترات المنزلية
، إذ يرى الرجال ذلك تهديدًا لدورهم التقليدي
.
التعليم والزواج القسري
تدني الاقتصاد وانتشار الفقر قلّص من فرص التعليم للفتيات
.
تُزوّج الفتيات القاصرات لأثرياء من دول الجوار
–
خصوصًا وسطاء عراقيين يبحثون عن "عرائس صغيرات" مقابل مهور
، كمصدر دخل للأسر الفقيرة
.
طريق المستقبل: التمكين والمشاركة
مع دخول سوريا مرحلة انتقالية بقيادة أحمد الشراع، تواجه البلاد تحديًا هائلًا يتمثل في إعادة بناء وطن
مزّقته الحروب والكوارث المناخية
.
سوريا تسجل نتيجة 0.490 على مؤشر عدم المساواة بين الجنسين
(GII)
، وهو من
أسوأ المعدلات في المنطقة
.
التوصيات
:
تبني
مقاربة متعددة الطبقات
ومراعية للتقاطع بين الجنس والنوع والمناخ
.
إطلاق برامج تمكين المرأة على المستويين المحلي والدولي
:
التوعية البيئية
تحسين سبل العيش
دعم المشاركة النسائية في
صنع السياسات البيئية
تعزيز دور النساء في
صناعة القرار المناخي
===================
واي نت نيوز العبري :
"
تركيا في سوريا: سياسة المصالح على حساب الدم السوري
"
تركيا في سوريا: سياسة المصالح على حساب الدم السوري
تحليل: أنقرة تبرز كقوة مهيمنة في سوريا ما بعد الأسد، وتستبدل المبادئ بالنفوذ عبر دعمها لأحمد الشراع وتهميش الأكراد وتحويل "المناطق الآمنة" إلى امتدادات سياسية وعسكرية تركية
من الثورة إلى النفوذ: ماذا تفعل تركيا في سوريا؟
بعد سقوط نظام بشار الأسد في أواخر عام 2024، طمح السوريون إلى دخول عهد جديد من
الحرية والعدالة والديمقراطية
.
لكن الواقع سرعان ما خذلهم
.
تركيا برزت كقوة مهيمنة في سوريا ما بعد الأسد
—
لا بصفتها نصيرة للشعب السوري، بل كقوة براغماتية تحرّكها مصالحها القومية الضيقة، صفقاتها الإقليمية، وصمتها المريب تجاه المجازر التي وقعت في عهد الرئيس الانتقالي
أحمد الشراع
(المعروف سابقًا بـ "الجولاني
"
)
.
التمهيد للنفوذ: عمليات عسكرية سابقة
قبل سقوط الأسد، رسّخت أنقرة وجودها العسكري في شمال سوريا من خلال
عمليات درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام
.
هذه العمليات لم تكن مؤقتة، بل كانت تمهيدًا لتوسيع النفوذ التركي
.
مناطق نفوذ تركية كاملة
اليوم، أصبحت مناطق مثل
:
جرابلس
الباب
عفرين
تل أبيض
رأس العين
خاضعة لإدارة تركية مباشرة
:
التعاملات تتم بالليرة التركية
المدارس تعتمد مناهج تركية
المؤسسات المحلية تخضع لأنقرة
ما يُسمى بـ "المناطق الآمنة" لم تعد كذلك — بل تحولت إلى
امتدادات للنفوذ التركي داخل سوريا
.
أولوية أنقرة: كبح الأكراد لا دعم الاستقرار
حتى بعد زوال الأسد، لم يتغير
بوصلة السياسة التركية
:
منع قيام أي كيان كردي مستقل على حدودها
.
ولهذا الغرض، ركزت أنقرة جهودها
العسكرية والدبلوماسية
على إضعاف قوات سوريا الديمقراطية
(SDF)
، حتى لو جاء ذلك على حساب
:
الاستقرار الوطني
حماية المدنيين
المعرضين للقمع تحت حكم الشراع
تحالف مصالح: أنقرة – موسكو – طهران
عقب انهيار النظام، عززت تركيا تنسيقها مع
روسيا وإيران
لحماية نفوذها في الشمال، وهو ما سمح لأحمد الشراع بتعزيز سلطته في دمشق ومناطق واسعة من البلاد
.
هذه الترتيبات
قسّمت سوريا إلى مناطق نفوذ
بين قوى إقليمية، و
تركت مناطق مثل السويداء محاصرة وتعاني وحدها
.
التوتر مع إسرائيل
في سوريا ما بعد الأسد، بدأت التوترات بين
تركيا وإسرائيل
تطفو على السطح
:
إسرائيل تركز على
تفكيك النفوذ الإيراني
في حين تواصل تركيا
تنسيقها مع طهران وموسكو
لحماية مناطق سيطرتها
الفصائل المدعومة من تركيا
تتجنب الصدام مع مواقع إيران غرب الفرات
، ما يخلق تضاربًا واضحًا في الأولويات الأمنية بين تل أبيب وأنقرة
.
سياسة "الاحتضان الحذر
"
تركيا تتبع مع الشراع
استراتيجية "الاحتضان الحذر
"
بدلًا من المواجهة المباشرة
:
دعم غير مباشر
صفقات اقتصادية
دعم لوجستي
تزويده بالسلاح
كل هذا بهدف
ربط الشراع بدائرة النفوذ التركي تدريجيًا
دون تكاليف المواجهة العسكرية
.
إسرائيل: الخطر يتفاقم
بالنسبة لإسرائيل، هذه الاستراتيجية تُشكّل خطرًا مزدوجًا
:
تركيا تُبقي إيران شريكًا ضمنيًا
أنقرة توسع نفوذها في دمشق
، مما قد يغير توازن القوى الإقليمي بالكامل
ملف اللاجئين: ورقة ضغط تركية
رغم نهاية نظام الأسد، لا تزال تركيا تستخدم
ملف اللاجئين السوريين (3.6 مليون شخص)
كورقة ضغط على أوروبا
:
"
ادعمونا ماليًا وسياسيًا... أو نفتح الحدود
."
داخليًا، يستغل الرئيس
رجب طيب أردوغان
هذه الورقة انتخابيًا، متعهدًا بإعادة اللاجئين إلى
مناطق "آمنة
"
هي في الحقيقة
أراضٍ خاضعة للسيطرة التركية
، لا أراضٍ سورية ذات سيادة
.
صمتٌ على المجازر
منذ تولي الشراع للسلطة، شهدت مناطق مثل
السويداء والساحل
:
مجازر طائفية
عمليات تطهير ضد الدروز والعلويين والمسيحيين
تركيا التزمت
الصمت التام
، مركّزة على ترسيخ نفوذها شمالًا، ومتجاهلة معاناة الأقليات
.
من دعم الشعوب إلى صفقة النفوذ
تحوّلت تركيا من كونها
"
نصير الشعب السوري
"
إلى
قوة تفاوضية لا تعترف بالمبادئ
، تستغل الفوضى لتثبيت حضورها
.
وفيما يعاني السوريون، خصوصًا في
السويداء
، من نزيف جديد وانقسامات أعمق،
تركيا ترسّخ هيمنتها دون اكتراث
.
الخلاصة: مصالح تركيا فوق كل اعتبار
سياسة أنقرة في سوريا اليوم لا تتعلق بحماية السوريين
، بل بضمان مصالحها في بلد
:
ممزق
منهك
مسلوب السيادة
يُباع ويُشترى في أسواق القوى الإقليمية
===================
نيوزويك الامريكية :النظام الإسلامي في سوريا يختبر ضمير الغرب — وينتصر | رأي
نُشر في 7 أغسطس 2025، الساعة 7:30 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة
بقلم: هديل عويس
مديرة الاتصالات العربية، مركز اتصالات السلام
يتصاعد شعور بالكارثة الوشيكة بين المسيحيين في سوريا، الذين كانوا يشكلون أقل من 10% من سكان البلاد قبل اندلاع الحرب عام 2011. على الرغم من وعود الرئيس السوري أحمد حسين الشراع للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالالتزام بالعدالة للجميع وحماية الأقليات السورية، أصبح المسيحيون الآن أهدافًا
.
وصل هذا الواقع المرعب إلى ذروته مؤخرًا عندما تعرض صديقي، وهو طبيب مسيحي من مدينة حماة شمال دمشق، لموقف متوتر مع جندي سوري. خلال خلاف بسيط، انفجر الجندي قائلاً: "اصمت، يا كافر"، وهو تعبير يحمل دلالات مميتة
.
امرأة تبكي أثناء تجمع المسيحيين السوريين في كنيسة القديس إيليا الأرثوذكسية اليونانية في ضواحي دمشق، في 23 يونيو 2025، بعد تفجير انتحاري يُعتقد أنه مرتبط بتنظيم داعش
.
تصوير: لورين ستريلي / وكالة الصحافة الفرنسية عبر
Getty Images
بعد هذا التهديد، حاول صديقي تصعيد الأمر داخل الحكومة للحصول على الحماية التي وعد بها الشراع، لكنه حُول إلى سلطة دينية، واحدة من العديد من رجال الدين الجدد الذين بات لهم نفوذ في الدولة الإسلامية الموازية التي يقودها الشراع. سأله الشيخ: "لماذا تشتكي؟ أنتم المسيحيون كفار
".
لم تكن هذه الحالة معزولة، بل تعكس واقع سوريا تحت حكم الشراع، حيث يُهيمن النموذج الديني الصارم على القانون المدني، ولا يشعر الأقليات بالأمان
.
خُذ مثلاً المجزرة الأخيرة في السويداء، ذات الأغلبية الدرزية ووجود بدوي ملحوظ. اندلع العنف بين الدروز والبدو المحليين كما حدث في السنوات الماضية، لكن هذه المرة تدخلت الحكومة وأخذت جانب البدو. أرسلت قوات الشراع ميليشيات إسلامية مزودة بأسلحة عسكرية وطائرات مسيرة لمساندة البدو في الهجوم على الدروز
.
ومثل هجوم حماس في 7 أكتوبر، نشر المسلحون الإسلاميون في سوريا مقاطع فيديو مروعة على تطبيق تليغرام تتضمن قطع رؤوس رجال دروز، والاعتداء الجنسي على النساء والفتيات، والقتل والتعذيب. وصفت التقارير من داخل السويداء مشاهد مرعبة لا تُصدق
.
من وجهة نظر الحكومة، الحساب واضح: البدو من السنة ويعتبرون "مؤمنين"، بينما الدروز، الذين نشأوا من الشيعة ولديهم معتقدات وممارسات فريدة، يُعتبرون زنديقين
.
بين ضحايا مجزرة السويداء كان هناك أكثر من 20 مسيحيًا، من بينهم القس خالد مظهر، وهو قس إنجيلي تحول من الديانة الدرزية، وقد قتل مع 12 من أفراد عائلته
.
قبل المجزرة بأسابيع، استهدف انتحاري كنيسة القديس إيليا في دمشق. تجاهل الغرب الهجوم إلى حد كبير بسبب التصعيد بين إسرائيل وإيران. ومع ذلك، كان التفجير علامة على مرحلة جديدة مرعبة للمسيحيين، حيث بقيت جثث المصلين في الكنيسة لأيام بينما كانت الحيوانات الضالة تنهشها
.
رغم ذلك، بقي الشراع صامتًا، بلا أي تعزية أو بيان رسمي. بل صادر قواته كاميرات المراقبة في الحي، مما أثار اتهامات بأن منفذي الهجوم كانوا جهاديين سابقين يعملون تحت رعايته
.
هذه ليست أزمة سورية فقط، بل أزمة عالمية. منح الشرعية أو "فرصة" لهذا النظام السوري الحالي هو خطأ كارثي، سيقود الولايات المتحدة وحلفاءها إلى تدخلات مستقبلية مكلفة للقضاء على شبكات إرهابية تستمد قوتها من السلطة الحكومية. بينما يركز المجتمع الدولي على قضايا أخرى، تشهد سوريا تحولا هادئا لكنه جذرياً، حيث المؤسسات الرسمية موجودة للواجهة فقط، والسلطة الحقيقية بيد رجال الدين الإسلاميين وقادة الميليشيات، في هيكل يشبه تنظيم داعش في الشكل والوظيفة
.
إسرائيل، بخلاف كثير من المراقبين الغربيين، تفهم حجم المخاطر. تحركت مباشرة لوقف المجازر في السويداء، مما أجبر النظام السوري على الانسحاب. بدلاً من محاولة تخفيف التوتر، أشاد أحمد الشراع بالبدو المهاجمين وأشعل نيران العنف الطائفي
.
ذكرت تقارير أن بعض المسؤولين الأمريكيين أعربوا عن قلقهم من رد فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السريع، لكن بعد السويداء، ربما السؤال ليس لماذا يتحرك نتنياهو بسرعة، بل لماذا يتباطأ الآخرون؟ في منطقة يمكن للتطرف غير المنضبط أن يؤدي إلى إبادة جماعية بين عشية وضحاها، فإن التردد ليس حكمة، بل تواطؤ
.
العبء الأخلاقي الآن يقع على واشنطن. التغاضي مرة أخرى عن ما يحدث في سوريا سيكون وصمة ليس فقط على السياسة الخارجية الأمريكية، بل على ضمير العالم الحر
.
هديل عويس
مديرة الاتصالات العربية في مركز اتصالات السلام
.
====================
ان دي تي في الهندية :
الطائفة الدرزية في سوريا، التي قُصفت من قبل إسرائيل، ترتبط بطريقة غريبة بـ"الهند
"
بقلم: أديتي بهادوري
آخر تحديث: 7 أغسطس 2025، الساعة 18:45 بتوقيت الهند
في 6 أغسطس، وبعد أيام من العجز ونقص الإمدادات، دخل قافلة من حوالي 40 شاحنة مساعدات إلى السويداء، المحافظة الجنوبية المضطربة في سوريا، وذلك بفضل إعادة فتح ممر إنساني للمنطقة
.
رغم هذه المساعدات، فإن العنف المتكرر في المنطقة منذ أبريل، والذي تصاعد في يوليو، يمثل ضربة جديدة لنظام الرئيس أحمد الشرا في سوريا. في غضون سبعة أشهر من حكمه، شهدت سوريا مجزرة ثانية بحق الأقليات، وربما بداية حرب بالوكالة جديدة في المنطقة
.
مجزرة الأقلية الدرزية على يد قوات إسلامية وحكومية أعطت لإسرائيل مبرراً لبدء قصف دمشق مجدداً، وهذه المرة قد تكون إسرائيل حاصلة على موافقة واضحة من عدة دول داخل المنطقة وخارجها
.
ما سبب هذه الجولة من العنف في هذه المنطقة المتقلبة؟
السبب المباشر هو حماية الطائفة الدرزية في جنوب سوريا، في المناطق الحدودية مع إسرائيل، وبالتحديد على طول المنطقة التي احتلتها إسرائيل مؤخراً داخل سوريا أثناء سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر من العام الماضي
.
من هم الدروز ولماذا تهتم إسرائيل بهم؟
الدروز هم طائفة عربية قديمة ما قبل الإسلام، يتبعون يثرون، حمو النبي اليهودي موسى. وكحال معظم الطوائف القديمة في الشرق الأوسط، تعتبر عقيدة التقمص (التناسخ) مركزية في معتقداتهم الدينية. إذ يُعتقد أن الروح تعود إلى العائلة التي عرفتها، ويُنتظر الولادة فور حدوث الوفاة
.
هذه العقيدة تربط الدروز بطريقة غريبة بالهند ومعتقدات الهندوسية. كما أن هناك تقاليد درزية تقول إن لديهم عدة كتب مقدسة بعضها مفقود، ويعتقدون أن العثور على هذه الكتب سيتزامن مع يوم القيامة. ويعتقد العديد منهم أن هذه الكتب المفقودة موجودة في الهند
.
خصوصية الدين الدرزي
الغريب أن معظم الدروز العاديين ليسوا على دراية عميقة بدينهم، حيث تقتصر المعرفة العميقة على رجال الدين فقط، لمنع تمييع الدين. الدروز لا يؤمنون بالتحول إلى دينهم، بل يجب أن يولد المرء منهم. لا يطالبون بأي سلطة سياسية، ويؤدون الولاء للدولة التي يحملون جنسيتها
.
يرتكز الدروز في سوريا ولبنان وإسرائيل، وبشكل خاص في مرتفعات الجولان في سوريا التي احتلتها إسرائيل عام 1967، والتي تطالب بها سوريا وشمال إسرائيل. في إسرائيل، وصل الدروز لمناصب حكومية رفيعة، ويمثلون شريحة عربية لكنها مستقلة عن الحركة الفلسطينية
.
الوضع الراهن في سوريا
في سوريا، دعم الدروز نظام الأقلية العلوية الذي كان يهيمن عليه الأسد. بعد سقوط الأسد في ديسمبر، تولى أحمد الشرا (المعروف سابقًا بـ"غولاني") الحكم وشهدت سوريا مجازر ضد العلويين والدروز
.
في مارس، شهدت سوريا موجة عنف طائفي في مناطق العلويين الساحلية، مما دفع أكثر من 21,000 شخص للفرار إلى لبنان، وفقاً للأمم المتحدة
.
رغم محاولات الشرا لتشكيل حكومة تهيمن عليها الجماعات الإسلامية، مع بعض المناصب الرمزية للنساء والمسيحيين والعلويين، فإن العنف استمر
.
مجازر جديدة ضد الدروز في السويداء
اندلعت مجازر جديدة ضد الدروز في السويداء، بمشاركة قبائل بدوية مدعومة من الحكومة، مما أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص ونزوح أكثر من 128 ألفًا
.
إسرائيل، التي واصلت قصف سوريا في عهد الأسد في حرب بالوكالة ضد إيران، استمرت في هذه الهجمات مع تولي الشرا السلطة. بالنسبة لإسرائيل، كل من إيران والجماعات الإسلامية السنية في سوريا تهديد واحد. دخلت إسرائيل جنوب سوريا بقوات برية وزادت وجودها حول الجولان، ودمرت مخازن أسلحة هناك، واعتبرت ذلك توسيعاً لـ"منطقة عازلة" لحماية الأقلية الدرزية
.
التدخلات الإقليمية والدولية
ضربات إسرائيلية استهدفت قواعد جوية في حمص وحماة، حيث يُعتقد أن تركيا كانت تنوي نشر قواتها. إسرائيل تسعى أيضاً لمنع بيع مقاتلات
F-35
إلى أنقرة والحفاظ على قواعد روسية في سوريا
.
تركيا وقطر هما اللاعبان الرئيسيان في سوريا. دعمت تركيا وقطر فصائل المعارضة، حيث دعمت قطر مالياً وتركيا عسكرياً. تركيا تسعى للعب دور رئيسي في سوريا الجديدة، ملء الفراغ الذي تركته إيران. وزارا وزيرا الخارجية والدفاع الأتراك دمشق مؤخرًا، وتخطط شركات تركية للاستثمار في إعادة إعمار سوريا التي تقدر بـ 500 مليار دولار
.
التصعيد بين إسرائيل وتركيا
إسرائيل ترى التوسع التركي في سوريا تهديدًا وجوديًا، خاصة أن تركيا وقطر دعمتا حماس، رغم أن قطر خففت دعمها بعد هجمات حماس في أكتوبر 2023، بينما واصلت تركيا الدعم. تركيا تنتقد إسرائيل بشدة على عملياتها في غزة، ولديها اليد العليا في سوريا
.
تركيا تعتبر سوريا مهمة ليس فقط لتحقيق طموحاتها الاقتصادية بل أيضاً لمواجهة التهديد الكردي على حدودها. منذ 2016، تحتل تركيا شمال غرب سوريا وتتوسع هناك
.
مستقبل المنطقة
مع دعم دول عربية للشارع ورفع ترامب للعقوبات عن سوريا، تجدد التهديد الإسرائيلي. العامل الدرزي يلعب لصالح إسرائيل، التي استخدمت المجال الجوي السوري لضرب إيران مؤخرًا
.
تركيا تدعو إسرائيل لسحب قواتها من جنوب سوريا، مدافعة عن وحدة سوريا الإقليمية، خشية أن يؤدي تفكيك سوريا إلى إضعاف قبضتها على الأكراد
.
تحذير أخير
في 13 يونيو، قالت مصادر تركية إن إسرائيل تستهدف تركيا وليس إيران فقط. وصرح أردوغان بأن تركيا قد تضطر للتدخل إذا لم تتوقف إسرائيل عن تدخلاتها في سوريا
.
نحن قد نشهد حرب بالوكالة جديدة في المنطقة، هذه المرة بين إسرائيل وتركيا، مع دعم خفي قد يأتي ليس فقط من الدول العربية بل حتى من إيران، التي تم استبعادها من سوريا بفضل التحالف القطري-التركي
.
=====================
مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية :مع تقلب الأوضاع السياسية في لبنان وسوريا، هل يمكنهما بناء علاقة جديدة؟
تشارك البلدان المجاورة ماضيًا مليئًا بالتوترات القائمة على التفوق والخضوع. ومع ذلك، توفر التحولات السياسية الأخيرة في كلا البلدين فرصة لإعادة ضبط العلاقات، إذا ما تحليا بالشجاعة والبصيرة لاقتناصها
.
6
أغسطس 2025
سهيب جَوهر
مقدمة
رئيس وزراء لبنان نواف سلام (يسار) يستقبله وزير الخارجية السوري أسعد الشيحاني (يمين) قبيل لقائه بالرئيس السوري أحمد الشريعة (غير ظاهر في الصورة) خلال زيارة رسمية في دمشق، سوريا، 14 أبريل 2025
.
(الصورة: إزيتين قاسم / وكالة الأناضول عبر وكالة الصحافة الفرنسية
AFP
)
سوريا ما بعد الأسد تبحث عن مكانها في لبنان
منذ توليه الرئاسة في يناير، حرص الرئيس أحمد الشريعة على التأكيد أن سوريا اليوم تختلف عن سوريا عهد الأسد، الذي حكم لبنان لسنوات عبر أجهزته الأمنية وحلفائه المحليين. تسعى الإدارة الجديدة إلى بناء شرعية جديدة، واستعادة علاقاتها الإقليمية والدولية، والتخلص من إرث تحالفاتها الطويلة مع إيران وروسيا
.
لكن العلاقة بين دمشق وبيروت ما تزال مثقلة بتاريخ من عدم الثقة المتبادلة. اللبنانيون يتوجسون من محاولات سورية هادئة لاستعادة السيطرة، بينما يعتقد مسؤولون في دمشق أن اللبنانيين لا يقدّرون التغيير الجذري في بلادهم. وأعربت دمشق عن استيائها من تأخر بيروت في فتح قنوات رسمية للتعاون، كما ظهر في فشل الرئيس ميشال عون في زيارة دمشق رسميًا، وعدم التفاعل مع قضايا مهمة مشتركة مثل الأسرى والحدود ووضع حزب الله
.
تاريخ معقد
لم تكن العلاقة اللبنانية-السورية طبيعية يومًا، بل كانت علاقة دولتين مجاورتين متحدتين بالجغرافيا ومنقسمتين بالسياسة. منذ الاستقلال، ظلّت العلاقة غير متكافئة، حيث رأت سوريا لبنان امتدادًا جغرافيًا لأمنها القومي لا دولة مستقلة ذات سيادة
.
في عهد حافظ الأسد (1971-2000)، تبلورت العلاقة إلى وصاية مباشرة، إذ مُنحت سوريا دورًا رئيسيًا في حفظ الأمن في لبنان بعد اتفاق الطائف 1989، وزادت نفوذها بدخولها التحالف الدولي لتحرير الكويت عام 1990، ما سمح لها بتوطيد هيمنتها. واستمر هذا الوضع حتى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005، ما كان بداية نهاية الوجود السوري المباشر في لبنان
.
في عهد بشار الأسد استمرت السياسة ذاتها بشكل مكيّف حتى ثورة 2011. وبعد سقوط النظام في ديسمبر 2024 وصعود قيادة جديدة برئاسة الشريعة، أعيد النظر في طبيعة العلاقات مع لبنان
.
قضايا الخلاف
من وجهة نظر دمشق، أبرز التحديات الحالية هي قضية المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية، وعددهم أكثر من 2000 بحسب مصادر سورية رسمية، منهم مدانون بجرائم، وآخرون متهمون بـ"الإرهاب"، وبعضهم لم تصدر بحقهم أحكام. وتعتبر دمشق هذه القضية شأنًا سياديًا وإنسانيًا، بينما تراها بيروت قضية أمنية وقضائية
.
أعلن الشريعة مهمة دبلوماسية عاجلة تركز على إطلاق سراح المئات من غير المدانين أو تسليمهم لمحاكمتهم في سوريا، ملوحًا بخطوات تصعيدية تشمل تعليق التعاون الاقتصادي والأمني وفرض قيود على حركة البضائع إذا لم تستجب بيروت
.
نقطة خلاف أخرى هي ترسيم الحدود البرية والبحرية، حيث لم تُحسم بعد هذه المسائل، مما يفتح المجال لخلافات مستقبلية حول موارد النفط والغاز تحت البحر. دمشق تشترط تقدم المفاوضات على توضيح موقف لبنان السياسي تجاه سوريا، بينما بيروت تفضل أن تكون عملية الترسيم فنية بحتة لتجنب استغلالها سياسيًا
.
في هذا الإطار، استضافت السعودية اجتماعًا بين وزيري دفاع البلدين في مارس كجزء من مساعي تخفيف التوتر تمهيدًا لتطبيع العلاقات، كما طرح المبعوث الأمريكي توماس براك أهمية ترسيم الحدود كشرط لتعزيز سيادة لبنان
.
ملف حزب الله
يُعد ملف حزب الله من أكثر القضايا تعقيدًا، إذ لطالما لعب دورًا كبيرًا في لبنان وسوريا. ودعوات فرض احتكار الدولة اللبنانية للسلاح لم تعد قاصرة على إسرائيل والدول الغربية والخليجية، بل أصبحت تُطرح من قيادة دمشق الجديدة، التي تختلف في موقفها عن عهدي حافظ وبشار الأسد
.
يخشى النظام السوري من أن يستخدم حزب الله وجوده في وادي البقاع لتحريك خلايا داخل سوريا، خاصة في مناطق الحدود ذات الولاءات القبلية المختلطة وبقايا النظام السابق، مع تزايد الضغوط الأمريكية والإسرائيلية على الحزب في لبنان
.
زيارة براك الأخيرة لبيروت ودمشق سلطت الضوء على تقارب موقف واشنطن ودمشق في هذا الملف، حيث أثنى على جهود فرض سيادة الدولة اللبنانية واحتكار السلاح، مشيرًا إلى أن ترسيم الحدود، بما في ذلك مزارع شبعا، لم يعد خيارًا بل ضرورة
.
الحاجة إلى سياسة جريئة
يقع لبنان في موقف معقد بين ضغوط سوريا، دعم أمريكي حذر، وجهود عربية لاحتواء التوترات. ويعاني لبنان من غياب عملية اتخاذ قرار وطنية مستقلة ورؤية واضحة، مما يضعفه تفاوضيًا ويعيد تجارب الماضي
.
هناك ثلاثة سيناريوهات مستقبلية
:
تفاهم مشروط بين الطرفين تقوم بيروت بموجبه بالاستجابة لمطالب دمشق مقابل خطوات سورية تدريجية نحو الانفتاح والتعاون الاقتصادي والحدودي تحت إشراف عربي
.
تجمد العلاقات مع فرض قيود سورية على التجارة والمعابر، واحتدام التوتر الشعبي والضغط على بعضهما عبر ملف حزب الله
.
توافق إقليمي ودولي يشمل لبنان وسوريا وربما إسرائيل تحت رعاية أمريكية، يعيد توزيع النفوذ في الشرق الأوسط
.
الخاتمة: المضي قدمًا
لا يمكن للبنان وسوريا الاستمرار في تجاهل بعضهما أو التعامل مع التغيير في دمشق كما لو لم يحدث شيء. الغياب عن المبادرة واستمرار الانقسامات الداخلية سيؤدي إلى مزيد من الاضطرابات وتحويل الضغوط الخارجية إلى تهديدات مباشرة للدولة. يتطلب الأمر من بيروت تطوير سياسة استراتيجية تراعي الواقع الجديد في دمشق وتضع مصلحة الدولة اللبنانية في مقدمة الأولويات، مبنية على السيادة والتنسيق والتوازن
.
إذا أبدى لبنان الشجاعة للمبادرة والتفاوض كشريك كامل وليس مجرد ساحة نفوذ، فعليه توقع دور إيجابي من سوريا يحترم سيادة لبنان ويعتمد على شراكة متساوية، مع تبني نهج تدريجي لتجاوز إرث الوصاية والصراعات، وفتح صفحة جديدة من العلاقات الطبيعية والمتكافئة
.
المصدر
:
الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر عن كاتبها فقط ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر مجلس الشرق الأوسط للعلاقات العالمية
.
القضية: العلاقات الإقليمية
الدول المعنية: لبنان، سوريا
ما سبب هذه الجولة من العنف في هذه المنطقة المتقلبة؟
السبب المباشر هو حماية الطائفة الدرزية في جنوب سوريا، في المناطق الحدودية مع إسرائيل، وبالتحديد على طول المنطقة التي احتلتها إسرائيل مؤخراً داخل سوريا أثناء سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر من العام الماضي
.
من هم الدروز ولماذا تهتم إسرائيل بهم؟
الدروز هم طائفة عربية قديمة ما قبل الإسلام، يتبعون يثرون، حمو النبي اليهودي موسى. وكحال معظم الطوائف القديمة في الشرق الأوسط، تعتبر عقيدة التقمص (التناسخ) مركزية في معتقداتهم الدينية. إذ يُعتقد أن الروح تعود إلى العائلة التي عرفتها، ويُنتظر الولادة فور حدوث الوفاة
.
هذه العقيدة تربط الدروز بطريقة غريبة بالهند ومعتقدات الهندوسية. كما أن هناك تقاليد درزية تقول إن لديهم عدة كتب مقدسة بعضها مفقود، ويعتقدون أن العثور على هذه الكتب سيتزامن مع يوم القيامة. ويعتقد العديد منهم أن هذه الكتب المفقودة موجودة في الهند
.
خصوصية الدين الدرزي
الغريب أن معظم الدروز العاديين ليسوا على دراية عميقة بدينهم، حيث تقتصر المعرفة العميقة على رجال الدين فقط، لمنع تمييع الدين. الدروز لا يؤمنون بالتحول إلى دينهم، بل يجب أن يولد المرء منهم. لا يطالبون بأي سلطة سياسية، ويؤدون الولاء للدولة التي يحملون جنسيتها
.
يرتكز الدروز في سوريا ولبنان وإسرائيل، وبشكل خاص في مرتفعات الجولان في سوريا التي احتلتها إسرائيل عام 1967، والتي تطالب بها سوريا وشمال إسرائيل. في إسرائيل، وصل الدروز لمناصب حكومية رفيعة، ويمثلون شريحة عربية لكنها مستقلة عن الحركة الفلسطينية
.
الوضع الراهن في سوريا
في سوريا، دعم الدروز نظام الأقلية العلوية الذي كان يهيمن عليه الأسد. بعد سقوط الأسد في ديسمبر، تولى أحمد الشرا (المعروف سابقًا بـ"غولاني") الحكم وشهدت سوريا مجازر ضد العلويين والدروز
.
في مارس، شهدت سوريا موجة عنف طائفي في مناطق العلويين الساحلية، مما دفع أكثر من 21,000 شخص للفرار إلى لبنان، وفقاً للأمم المتحدة
.
رغم محاولات الشرا لتشكيل حكومة تهيمن عليها الجماعات الإسلامية، مع بعض المناصب الرمزية للنساء والمسيحيين والعلويين، فإن العنف استمر
.
مجازر جديدة ضد الدروز في السويداء
اندلعت مجازر جديدة ضد الدروز في السويداء، بمشاركة قبائل بدوية مدعومة من الحكومة، مما أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص ونزوح أكثر من 128 ألفًا
.
إسرائيل، التي واصلت قصف سوريا في عهد الأسد في حرب بالوكالة ضد إيران، استمرت في هذه الهجمات مع تولي الشرا السلطة. بالنسبة لإسرائيل، كل من إيران والجماعات الإسلامية السنية في سوريا تهديد واحد. دخلت إسرائيل جنوب سوريا بقوات برية وزادت وجودها حول الجولان، ودمرت مخازن أسلحة هناك، واعتبرت ذلك توسيعاً لـ"منطقة عازلة" لحماية الأقلية الدرزية
.
التدخلات الإقليمية والدولية
ضربات إسرائيلية استهدفت قواعد جوية في حمص وحماة، حيث يُعتقد أن تركيا كانت تنوي نشر قواتها. إسرائيل تسعى أيضاً لمنع بيع مقاتلات
F-35
إلى أنقرة والحفاظ على قواعد روسية في سوريا
.
تركيا وقطر هما اللاعبان الرئيسيان في سوريا. دعمت تركيا وقطر فصائل المعارضة، حيث دعمت قطر مالياً وتركيا عسكرياً. تركيا تسعى للعب دور رئيسي في سوريا الجديدة، ملء الفراغ الذي تركته إيران. وزارا وزيرا الخارجية والدفاع الأتراك دمشق مؤخرًا، وتخطط شركات تركية للاستثمار في إعادة إعمار سوريا التي تقدر بـ 500 مليار دولار
.
التصعيد بين إسرائيل وتركيا
إسرائيل ترى التوسع التركي في سوريا تهديدًا وجوديًا، خاصة أن تركيا وقطر دعمتا حماس، رغم أن قطر خففت دعمها بعد هجمات حماس في أكتوبر 2023، بينما واصلت تركيا الدعم. تركيا تنتقد إسرائيل بشدة على عملياتها في غزة، ولديها اليد العليا في سوريا
.
تركيا تعتبر سوريا مهمة ليس فقط لتحقيق طموحاتها الاقتصادية بل أيضاً لمواجهة التهديد الكردي على حدودها. منذ 2016، تحتل تركيا شمال غرب سوريا وتتوسع هناك
.
مستقبل المنطقة
مع دعم دول عربية للشارع ورفع ترامب للعقوبات عن سوريا، تجدد التهديد الإسرائيلي. العامل الدرزي يلعب لصالح إسرائيل، التي استخدمت المجال الجوي السوري لضرب إيران مؤخرًا
.
تركيا تدعو إسرائيل لسحب قواتها من جنوب سوريا، مدافعة عن وحدة سوريا الإقليمية، خشية أن يؤدي تفكيك سوريا إلى إضعاف قبضتها على الأكراد
.
تحذير أخير
في 13 يونيو، قالت مصادر تركية إن إسرائيل تستهدف تركيا وليس إيران فقط. وصرح أردوغان بأن تركيا قد تضطر للتدخل إذا لم تتوقف إسرائيل عن تدخلاتها في سوريا
.
نحن قد نشهد حرب بالوكالة جديدة في المنطقة، هذه المرة بين إسرائيل وتركيا، مع دعم خفي قد يأتي ليس فقط من الدول العربية بل حتى من إيران، التي تم استبعادها من سوريا بفضل التحالف القطري-التركي
.
=======================
القناة السابعة العبرية :
الحاجة إلى تحالف بين الدروز والأكراد وإسرائيل في سوريا
بقلم: راشيل أفراهام
7
أغسطس 2025، 1:06 مساءً
(توقيت
GMT+3)
اليهود والدروز والمسيحيون معًا
وفقًا لتقرير حديث صادر عن مركز الأبحاث "دور موريا"، بعد انهيار حكم بشار الأسد، لم تعد سوريا تشكل محور "المقاومة الشيعية" بقيادة إيران ضد إسرائيل. بدلاً من ذلك، شغلت أنقرة هذا الفراغ عبر تشكيل محور سني يعامل سوريا بعد الحرب كدولة وكيل تركية. وجاء الانتصار العسكري السريع لتحالف أبو محمد الجولاني (هيئة تحرير الشام) ليؤكد هذا التحول، وأشعل موجة من المجازر: أولاً المجازر النظامية ضد المجتمعات العلوية الساحلية، ثم مذابح في قرى الدروز في السويداء، مع اشتباكات متقطعة ضد القوات الكردية في الشمال الشرقي
.
بالنسبة لإسرائيل، يشكل تحول سوريا إلى قاعدة تركية أمامية معضلة استراتيجية فورية. فشبكة الدفاع الجوي المحتملة لأنقرة وتعاونها مع ميليشيات هيئة تحرير الشام قد يهددان قريبًا حرية الطيران الإسرائيلية واستقرار هضبة الجولان. لذلك، من الضروري إقامة منطقة عازلة. ورغم السجل المختلط للتحالفات التقليدية بين الأقليات، فإن بناء حزام مضاد للجهاديين يربط بين الحكم الذاتي للدروز والأكراد أصبح ضرورة أمنية وليست مجرد إرث تاريخي
.
الدعم الإنساني والدعوة الأخلاقية
يُعتبر دعم الدروز في سوريا ضرورة أخلاقية وأمنية وإنسانية. فقد أكد مصدر سوري، طلب عدم الكشف عن هويته، أن هناك نقصًا حادًا في جميع الاحتياجات الأساسية بسبب انقطاع الإمدادات. قبل أيام، هاجم الجهاديون مخزن الدقيق، مما أدى إلى نقص كبير لدى الخبازين. يعاني السكان من نقص في الوقود اللازم لضخ المياه من الآبار. سيطر الجهاديون الآن على شمال غرب البلاد، ودمروا المنازل، وقطعوا الكهرباء، وحاولوا محو أي تجمعات سكنية. معظم الدروز غادروا أو تم قتلهم، والسلطات السورية تمنع دخول الصحفيين الأجانب إلى المنطقة
.
رانيا دين، ناشطة سياسية درزية إسرائيلية ومؤسسة منظمة "العهد"، وصفت النظام السوري بأنه مسؤول عن أربع مجازر: ضد العلويين في فبراير، وضد الدروز في نفس الشهر، ومجزرة أخرى ضد المسيحيين على الساحل في يونيو، ومجزرة حالية ضد الدروز. وأضافت أن آلاف القتلى، وعمليات إعدام علنية، واغتصاب المئات من النساء، واختفاء الآلاف، كلها تحدث في مناطق الدروز، وسط حصار إنساني خانق
.
وقالت: "إنها معسكرات موت في مناطق الدروز، وحصار جوع مخطط ينفذه النظام. لا يوجد ممر إنساني، ويتم حظر وصول المساعدات، ويُجبر الدروز على إعلان أنهم مسلمون تحت تهديد القتل. هذا جريمة بموجب كل القوانين الدولية، ولا أحد يتحدث عنها
."
الموقف الكردي والواقع السياسي
يتمتع الأكراد حاليًا بالحكم الذاتي لكنهم مهددون باستمرار من تركيا وحلفائها، ويخشون من النظام السوري. قال محمد نور الدين، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في الجامعة اللبنانية: "إذا لم تُمنح الأقليات حقوقًا شاملة، فلن يتنازل الأكراد عن مطالبهم. لا استقرار بدون حوار دستوري يعامل جميع المواطنين على قدم المساواة
."
تحذيرات من الغرب
رانيا دين وجهت انتقادات لاذعة للحكومات الغربية التي تحاول التعامل مع النظام السوري الحالي، معتبرة أن قادة الجماعات المتطرفة الذين تغيرت تسمياتهم من القاعدة إلى داعش ثم جبهة النصرة وصولًا إلى هيئة تحرير الشام، يحاولون فقط إعادة تشكيل أنفسهم لكسب القوة. وأشارت إلى تسجيلات تشير إلى تهديدات إسرائيلية مباشرة بعد الانتهاء من الدروز
.
توصيات مركز دور موريا
يدعو المركز إلى دفع هيئة تحرير الشام والميليشيات المتحالفة معها 20 كم شمال حدود إسرائيل، وتسليم المسؤولية الأمنية اليومية للقوات الدروز المحلية
.
يقترح المركز أن تبني إسرائيل تحالفًا مع الأكراد والدروز لإنشاء "حزام عازل متصل من الجولان إلى اللاذقية" لحماية أمن إسرائيل من المحور السني بقيادة النظام السوري الذي ظهر كذئب متنكر في ثوب حمل. هذا التحالف سيحمي أيضًا المجتمعات الكردية والدروز الضعيفة من القمع، مع مكافحة الإسلام المتطرف بشكل أكثر فعالية
.
================
ميديا لاين الامريكية :هل فقد الشارع دعم داعمه الأساسي؟
بقلم: رزق العابي
The Media Lin
سوريا ما بعد الأسد: بارقة أمل تعاني من انقسام داخلي
مع بداية عام 2025، شهدت سوريا لحظة فارقة في تاريخها الحديث: سقوط نظام بشار الأسد بعد أكثر من عقد من الثورة
.
على الرغم من الفوضى والانقسام التي ميزت السنوات السابقة، بدا سقوط الأسد كأمل جديد، يفتح الباب أمام مرحلة انتقالية نحو بناء دولة مدنية ديمقراطية
.
وحظي أحمد الشرع، التقنية المستقلة ذو الخلفية المدنية، بدعم دولي واسع من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، وكذلك السعودية وقطر وتركيا، الذين رأوا فيه شخصية توافقية قادرة على حماية الاستقرار
.
تآكل الدعم بسبب الحركة الانفصامية والعنف الطائفي
لكن الأمل تلاشى بسرعة. ففي غضون أشهر من تشكيل الحكومة الانتقالية، اندلعت اضطرابات: أعمال عنف على الساحل السوري واحتجاجات غير مسبوقة في السويداء، إلى جانب هجوم جوي نادر من إسرائيل استهدف وزارة الدفاع في قلب دمشق، ما هز صورة الدولة الجديدة وعرّض الحكومة لسيل من التساؤلات حول شرعيتها وسيادتها ومصداقيتها
.
الشرع لم يكن شخصية معارضة بارزة أو ناشطًا في النظام القديم، بل خيار ظرفي صُمم لإدارة الهشاشة لا لإنهائها. اسمه كان معروفًا في الأوساط الأكاديمية والقانونية، وساهم سابقًا في مبادرات مصالحة محلية أثناء فترات تصعيد، لكن الدعم الدولي له لم يستند إلى أداة حقيقية للفعل
.
تصاعد التوتر على الساحل والجنوب… وخسارة النفوذ
الساحل، المرتبط تاريخيًا بالنظام السابق، شهد صراعات مسلحة ضد ميليشيات محلية مدعومة من الأمن السابق، وسط فشل الحكومة الانتقالية في بناء تفاهم مع الطائفة العلوية، مما ترك المنطقة في فيضٍ دامي من القتل والنزوح
.
في الجنوب، شهدت السويداء احتجاجات درزية سلمية تحولت إلى مقاومة مفتوحة مع قمع عسكري ووفاة مدنيين، ما عمّق الاستياء العام، وسحب بعض الشخصيات الدرزية دعمها وبدأ الحديث عن شبه حكم ذاتي
.
الهجوم الإسرائيلي على وزارة الدفاع لم يكن عسكريًا فحسب، بل رسالة سياسية مفادها أن إسرائيل لا ترى الشرع حكومة جديرة بالثقة، واستمرار هيكل الأجهزة الأمنية السورية دون تغيير
.
رد فعل إدارة الشرع الضعيف أثار شكوكات الغرب مجددًا حول قدرته على حماية السيادة. ويمكن القول إن الصمت الأمريكي كان دلالة على تراجع سوريا كأولوية
.
تصحيح المسار: الحاجة إلى مشروع وطني شامل
السياسة الخارجية لاحقت دعم الشرع، لكن التحولات الجغرافية الجديدة في الاتجاهات الاستراتيجية في البحر الأحمر وآسيا الشرقة وتردد دول الخليج وانكفاء تركيا، أضعفت هذا الدعم. كما أبرز خبراء الانتقال السياسي هشاشة الرهان الدولي على شخص واحد دون أطر مؤسسية تراعي النزاعات العميقة
.
تقرير مارس 2025 لمنظمة
International Crisis Group
وصف المشهد بـ
:
"
المرحلة الانتقالية في سوريا تمر باختبار قاسٍ على مصداقيتها، والفشل ليس خطأ الشرع وحده، بل نتيجة غياب اتفاقات دولية حول مستقبل المؤسسة العسكرية، والدعم الاقتصادي المحدود، مما خلق بيئة لا يُمكن الحكم فيها
".
خارطة طريق لإنقاذ سوريا
لبنان، سوريا وغيرها في مفترق تاريخي: إما تحقيق تسوية سياسية تُنهي عقود العنف والتفكك، أو الانحدار نحو فوضى أعنف
.
مطلوب
:
نموذج دولة لامركزية أو فيدرالية يضمن علاقات صحية مع المجتمعات المحلية
.
لجنة عدالة انتقالية تحت رعاية الأمم المتحدة لمعالجة مصير المعتقلين والمفقودين
.
إعادة بناء الجيش بشكل مهني ووطني ويشمل جميع الفصائل، بدعم دولي
.
إطار إقليمي جامع يشمل تركيا وإيران والسعودية، وموقف متوازن بين واشنطن وموسكو حول مستقبل الدولة السورية
.
الدرس الأهم من تجربة الشرع: النوايا الحسنة لا تكفي. التحولات السياسية تحتاج إلى أطر حكم قوية، توافق داخلي، ودعم دولي موثوق، وإلا ستظل سوريا عالقة بين ركام السلطة الاستبدادية ووعد الثورة غير المحقق
.