الرئيسة \  تقارير  \  مجزرة الفجر : ردّ نتنياهو على “البيان الثلاثي”!

مجزرة الفجر : ردّ نتنياهو على “البيان الثلاثي”!

13.08.2024
رأي القدس
رأي القدس



مجزرة الفجر : ردّ نتنياهو على “البيان الثلاثي”!
رأي القدس
القدس العربي
الاثنين 12/8/2024
شكّل البيان الثلاثي الذي أصدره قادة الولايات المتحدة وقطر ومصر فجر يوم الجمعة الماضي وطالبوا فيه بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، نوعا من الضغط الدبلوماسي الوازن على إسرائيل بعد أن لقي ترحيبا دوليا وعربيا كبيرا.
أضاف الأمريكيون نوعا من الضغط عبر تصريحات لمستشار مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، قال فيها إن الاتفاق ممكن رغم أن “تصريحات أطراف إسرائيلية تريد عكس ذلك” موجها النقد إلى وزير مالية نتنياهو، بتسلئيل سموتريتش، وواصفا آراءه حول وقف إطلاق النار بـ”السخيفة”.
قرئ البيان أيضا كمحاولة أمريكية ـ عربية لتسريع تحقيق تقدّم في ملفّ غزة وهو أمر كان من الممكن أن يسمح بتخفيف الأجواء المحتقنة بين إيران وإسرائيل، إثر العملية التي نفّذتها تل أبيب في طهران باغتيال إسماعيل هنية، الرئيس الراحل للمكتب السياسي لحركة “حماس” وكذلك عملية اغتيال فؤاد شكر، المعتبر رئيسا لأركان “حزب الله” اللبناني في الضاحية.
كان لافتا، ضمن هذا السياق، أن البيان آنف الذكر ترافق مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية أنها ستفرج عن 3,5 مليار دولار كمساعدات عسكرية لإسرائيل، وهو أمر من شأنه أيضا أن يخفّف اعتراضات نتنياهو وشركائه المتعطشين للحرب في الائتلاف الحاكم.
لم يتأخر رد نتنياهو حيث قامت قوّاته في فجر اليوم التالي بقصف مدرسة التابعين ومسجد في حي الدرج في مدينة غزة خلال صلاة الفجر، وظهرت بعدها لقطات مصوّرة على منصات التواصل الاجتماعي تظهر أشلاء الضحايا وبرك الدماء والأرض المحروقة. أوقعت المجزرة المروّعة ما لا يقلّ عن 100 شهيد فلسطيني وأصابت العشرات كما فُقد كثيرون، وبعد مرور أكثر من 12 ساعة على المجزرة كان الكثيرون ما يزالون يبحثون عن جثث أبنائهم داخل المسجد.
تعليق الجيش الإسرائيلي كان أن مسلحين من حركتي “حماس” و”الجهاد” داخل المدرسة، وهي الرواية الاعتيادية التي تم تكرارها عشرات المرّات كلّما حصلت مجزرة كبيرة منذ بداية العدوان على غزة، وهو أمر، حتى لو كان صحيحا (وقد نفته الحركتان) فهو جريمة حرب حسب القانون الدولي الإنساني الواضح في نصه على حماية المدنيين، واعتبار قتلهم يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية.
إضافة إلى تثبيت نتنياهو حقيقة أنه لا يختلف عن سموتريتش وبن غفير وباقي طاقم إرهاب الدولة العنصريّ الحاكم في إسرائيل، وأن الإبادة الجماعية للفلسطينيين (مكتب الإحصاء الفلسطيني أكد مقتل 1,8٪ من سكان غزة حتى الآن) هي استراتيجيته السياسية، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلي يثبّت أيضا أنه لا يقبل الضغوط العالمية عليه، بل ويعتبر المساعدات العسكرية الأمريكية فرضا واجبا على “البيت الأبيض” وخصوصا بعد مشهديّة الكونغرس الهستيرية في الترحيب به.
ما تقوله المجزرة على الصعيد الإقليمي إن نتنياهو يرغب في تفجير المنطقة، وأنه يستدعي الرد الإيراني، وهجوم “حزب الله” كطريقة لإدخال واشنطن في حربه ضد طهران وحلفائها في المنطقة.