الرئيسة \  مواقف  \  لا أحب أن يكون ما أكتبه مجرد برازيت…

لا أحب أن يكون ما أكتبه مجرد برازيت…

23.12.2025
زهير سالم

لا أحب أن يكون ما أكتبه مجرد برازيت…
ويفتقدني بعض الأحباب على الخاص، لماذا توقفت عن معالجة الأمر الذي هو أمر الناس الحقيقي، وبقيت أحوم حول حمى الدولة والمجتمع، وكأني لا أسمع ولا أرى، فأتجاهل الكثير…
ولكل إنسان حين يختار موقفه معاذير، قد يقبلها منه من يحيط به، وقد ينكرونها عليه…
أحداث كثيرة تتتابع في صميم المشهد الداخلي في سورية، وما حولها، وفي عموم المشهد الإنساني والدولي.. اختار فيها المتابعة والتأمل والتلوم، والدعاء لمن أقدّر أن الدعاء حق له عليّ..
فقد آل أمرنا بعد التغيير الجميل الذي منّ الله به علينا في وطننا؛ أننا نكره مساءة قوم يسوؤهم النصح، ويعجبهم ما يعجب المعجَبين…
وأنا شخصيا لست حريصا على الإساءة لأحد، كما أنني لا أرضى لنفسي أن أضاحك عابسا، ولا أن أكلم معرضا..ولا أحب ثالثا أن يكون كلامي، مجرد برازيت يصك السمع، ويشوش ولو على مثل من كان يغني:
يا عواذل فلفلو.. ما جالي ورحتلو
فكروا في "ما جالي ورحتلو" فهي مهمة في السياق، فقد أصابنا ما أصابنا، حتى أنشدنا:
أنا أرضى فيغضب قاتلي فتعجبوا…
يرضى القتيلُ وليس يرضى القاتلُ
والبرازيت أشرحها لمن لا يعرفها من أبناء الجيل كان صوت التشويش على ما يبثه الراديو بصندوقهً الخشبي، لأسباب كنا نعالجها في كثير من الأحيان بالضرب على الصندوق…دحّا على الظهر أو لكما على الجنب…
كانت لنا في حلب كلمات نتداولها مزاحا حين تضطرب بين أيدينا الأمور…
نتبادح بها وليس بالبطيخ، فنقول حين يبهظنا أمر، لا نستطيعه:
يللي عقدتها حلها… ويلي برمتها فللها..
لم أنس بالأمس أنني يجب أن أترحم على شهداء معرة النعمان..رحمهم الله ورفع مقامهم في عليين، وبقينا من قبل ومن يعد المقتولين، ودماء أبنائنا ليس مباحا لكل المدعين…
ولم أنس  أنني يجب أن أدين الحادث الذي وقع في قلب بادية الشام - هكذا كان اسمها- ندين العقل الذي فكر، والمدبر الذي دبر، واليد التي نفذت
وأن أقول ولما تطاول علينا الأمر في السويدا
ثم في نظيرتها، طمع فينا من لم تجف دماؤنا عن حرابه.. وفي كل هذا بدأ اليأس يدب وئيدا إلى بعض القلوب والعقول.، مررت بالامس بخطبة الجمعة لخطيب حي المهاجرين، كان صدقه وقسوته يصنعان حجري رحا تطحن كثيرا من الآمال…
لا أنا ولا كثير منا يستطيع أن يتكلم بالصدق الذي صدع الرجل الوقور على المنبر به…
نلفلف أوراقنا، ونقمع أفكارنا، ونقول حسبنا الله ونعم الوكيل…
فلما أفل قال لا أحب الآفلين
الثلاثاء 16/12/2025