الرئيسة \
تقارير \ زيارة أميركية خاطفة لدمشق تحمل 4 مطالب مقابل "الدعم المطلق"
زيارة أميركية خاطفة لدمشق تحمل 4 مطالب مقابل "الدعم المطلق"
13.08.2025
اسماعيل درويش
زيارة أميركية خاطفة لدمشق تحمل 4 مطالب مقابل "الدعم المطلق"
اسماعيل درويش
اندبندنت عربية
الثلاثاء 12/8/2025
النائب الأميركي أبلغ الشرع أن واشنطن ستواصل دعم المرحلة الانتقالية لسوريا على أن تلتزم دمشق التعاون في مكافحة الإرهاب، وخصوصاً تنظيم "داعش"، ومنع عودة إيران إلى سوريا وحماية جميع المواطنين السوريين بمن فيهم الأقليات والعمل على اتفاق سلام مع إسرائيل.
توضح المصادر أن "الشرع مستاء من العبث الإسرائيلي والتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا".
أجرى النائب في الكونغرس الأميركي إبراهيم حمادة زيارة إلى العاصمة السورية دمشق، حيث التقى رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير المالية محمد يسر برنية، بحث خلالها عدداً من الملفات المحلية والإقليمية.
وأفاد جمال حمادة، وهو والد النائب الأميركي إبراهيم حمادة، في تصريح خاص، بأن النائب في الكونغرس "زار دمشق قادماً من القدس في خطوة تاريخية كونها المرة الأولى منذ عقود ينتقل فيها مسؤول أميركي بين القدس ودمشق بشكل مباشر، وقد بقي في دمشق مدة ست ساعات، بحث خلالها مع الرئيس الشرع ملف إعادة الأميركيين الذين اختفوا في سوريا إلى بلادهم وإعادة جثمان الناشطة الأميركية كايلا مولر التي قتلت على يد تنظيم ‘داعش‘ الإرهابي وملف انضمام سوريا إلى اتفاقات السلام".
وأضاف حمادة أنه جرى خلال اللقاء أيضاً "مناقشة ضرورة إنشاء ممر إنساني آمن لإيصال المساعدات الطبية والإنسانية إلى السويداء، وكذلك تصحيح مسار سوريا بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد، وضرورة أن تلتزم الدولة توفير السلام والأمن لجميع المواطنين بمختلف الأعراق والطوائف".
زيارة سياسية اقتصادية
في السياق ذاته، أكد بيان صادر عن النائب حمادة، دعمه "قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفع بعض العقوبات لمساعدة الشعب السوري والحكومة الجديدة على إعادة الإعمار"، معتبراً أن على الكونغرس لعب دور أساس في ضمان التزام الحكومة السورية تعهداتها تجاه الولايات المتحدة". وأوضح البيان أن فريقه يشارك في جهود مشتركة بين الوكالات الأميركية للتحقق من الأوضاع الميدانية في سوريا وسط الصراع الحالي، معرباً عن امتنانه لـ"قيادة السفير والمبعوث الخاص توم براك في بلاد الشام".
وخلال زيارته دمشق، التقى حمادة وزير المالية السوري محمد يسر برنية، لمناقشة العلاقات الاقتصادية بين سوريا والولايات المتحدة الأميركية، وفق ما أعلنه برنية في منشور على حسابه الرسمي في منصة "لينكد إن".
وأضاف برنية أنه بحث مع المسؤول الأميركي العلاقات الاقتصادية والمالية بين سوريا والولايات المتحدة، إضافة إلى الإصلاحات الجارية في القطاع المالي السوري "إذ جرى استعراض مجالات التعاون المستقبلي بين البلدين"، معرباً عن تفاؤله بمستقبل العلاقات الثنائية.
وقبل يومين من زيارته دمشق، التقى النائب حمادة الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في فلسطين موفق طريف، وبحث معه ملف السويداء "والحفاظ على تثبيت وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية".
الطلبات الأميركية
أفادت مصادر دبلوماسية سورية لـ"اندبندنت عربية" بأن "الرئيس الشرع استقبل حمادة بعد ظهر الأحد في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، وكان ملف السويداء من أبرز ما جرى الحديث بخصوصه"، وأشار النائب الأميركي إلى أن "على الحكومة السورية التزام حماية جميع المكونات السورية بمن فيهم الدروز وبقية الأقليات"، ونصح حمادة الرئيس السوري بالانضمام إلى اتفاقات السلام مع إسرائيل".
وتوضح المصادر أن "الشرع مستاء من العبث الإسرائيلي والتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، وأكد للمسؤول الأميركي أن دمشق تريد السلام مع كل جيرانها بما فيهم إسرائيل، ولا تشكل خطراً على أحد، وستركز على التنمية بما في ذلك العلاقات الاقتصادية والاستثمار المتبادل بين سوريا والولايات المتحدة".
وتضيف المصادر أن "النائب الأميركي أبلغ الشرع أن سوريا الجديدة تتلقى دعماً عربياً وإقليمياً وغربياً غير مسبوق، وهي المرة الأولى التي تنظر فيها الولايات المتحدة إلى سوريا بهذا الشكل. وتحدث النائب عن دور كل من دول الخليج العربي وتركيا والمبعوث الأميركي الخاص توم براك، في دعم وحدة واستقرار سوريا، وأوضح النائب في حديثه للشرع أن: الدول الإقليمية تتفق اليوم في ما يخص دعم وحدة سوريا وسلامتها، واتفاق دول المنطقة على مسألة ما هو مؤشر إيجابي للغاية".
4 شروط
وبحسب مصادر "اندبندنت عربية"، فقد أكد "النائب الأميركي للشرع أن واشنطن ستواصل دعم المرحلة الانتقالية لسوريا على أن تلتزم دمشق التعاون في مكافحة الإرهاب، وخصوصاً تنظيم ‘داعش‘ ومنع عودة إيران إلى سوريا وحماية جميع المواطنين السوريين بمن فيهم الأقليات والعمل على اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل".
من جهتها، قالت وسائل إعلام سورية إن "الهدف الأبرز لزيارة النائب الجمهوري إبراهيم حمادة إلى دمشق هو إنشاء قناة تواصل بين أعضاء الكونغرس الأميركي والحكومة السورية، إذ تهدف هذه القناة إلى متابعة الأجندة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في شأن سوريا، خلال زيارته إلى العاصمة السعودية الرياض في مايو 'أيار' الماضي"، مشيرة إلى أن "الاعتداءات الإسرائيلية وسبل وقف محاولات الاحتلال لزعزعة الاستقرار في سوريا كانت من أبرز محاور زيارة حمادة المهمة، كونها تأتي في ظل جهود إسرائيل للضغط في واشنطن وعواصم أخرى لوقف رفع العقوبات والتفاعل الدولي مع سوريا. وبصورة عامة تمحور إطار الزيارة حول التعاون مع الحكومة السورية في ما يتعلق بالملف السوري في واشنطن".
تأتي زيارة المسؤول الأميركي إلى دمشق في وقت يشهد فيه الجنوب السوري توتراً أمنياً بدأ منذ نحو شهر بسبب تحرك القوات السورية للدخول إلى مدينة السويداء. ويبدو أن زيارة مسؤول أميركي بهذا المستوى إلى العاصمة دمشق، ولقاءه الرئيس الشرع، تزامناً مع زيارات مكوكية يجريها المبعوث توم براك، رسالة دعم من الولايات المتحدة للحكومة السورية، إلا أن الدعم الأميركي يبدو وكأنه مشروط بخطوات على دمشق الالتزام بها، تبدأ بمكافحة الإرهاب، وتنتهي بتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل. فيما يرى مراقبون أن الرئيس الشرع في حال نفذ المطالب الأميركية سيقطع بذلك الطريق على محاولات الانفصال عن سوريا أو تأسيس كيانات خاصة، أو حكم فيدرالي أو لا مركزي، أما في حال موافقته التزام المطالب الأميركية، فإن ذلك سيفتح المجال أمام دعم أميركي قد يكون مطلقاً لسوريا.