رسائل طائرة 31-05-2025

رسائل طائرة 31-05-2025

زهير سالم*
حتى لا تكثر رسائلي اليوم..
سأجمعها ثلاثة في واحدة..
الأولى..
لا يوجد أي بلد في العالم، تدبر أمره ملائكة تنزل من السماء. كل الأوطان يحكمها بشر يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق..
وهذه الرسالة أرسلها لمحب غال، ولمبغض جاف…وأسأل الله أن يرزقني وإياكم السداد..
الرسالة الثانية:
وشر المذاهب التلفيق..
وبالأمس ذكرت عناوين ثلاثة مذاهب من مذاهب أهل الاقتصاد، وتفاعل معي إخوة أحباب، بعضهم يزين، وبعضهم يحذر..
وأحببت أن أقول ولكل نظام اقتصادي يتبع، إيجابياته وسلبياته، وشر المذاهب مذهب أصحاب التلفيق..
الرسالة الثالثة:
وأجمل دعاء ندعوه في ليالينا العشر: أن يصلح الله أحوالنا وأحوال المسلمين وأحوال العالمين.
وأن يفك أسر المأسورين، وأن يفرج كرب المكروبين، ثم نخص أهلنا في غزة بمزيد من الدعاء…
اللهم انصرهم واخذل عدوهم، واخذل من والاه في برك وبحرك يا رب العالمين..
لا تنسوا الدعاء على من والى الصهاينة فإنه ليس أقل منهم فسادا وإفساد..
اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك. اللهم خذ الصهاينة ومن والاهم ومن أحسن الظن بهم لفيفا..
========================
لا أحب أن أقول للناس هجرا.. وقد أمرنا أن نقول للناس حسنا..
ورأيت أن الاتفاقية التي أقدم عليها بعض الذين لا يعلمون، بإعلان توأمة محبطة تحمل كل معاني الجنف وسوء التقدير، بين عنتاب وحلب، إنما تقرب لنا معنى "أن تلد الأمة ربتها..
حتى أحمد داود أوغلو وهو على سرج فرسه، قيل له: عنتاب تابعة لحلب!! أجاب نعم وحلب تابعة لاسطنبول. بل نقول وكانت حلب و واسطنبول توأمان..
وشاهدنا التاريخ والعدول من المؤرخين العدول..
أطالب فورا بإلغاء إعلان التوأمة هذه، لأنها عين الجنف!!
وأقول للسوريين يكفينا بردغة وتمسيح عبي..!! يكفي كفى كفكفكفان.
وإليكم مقام حلب في أعماق الضمير العثماني.
تعلموا ثم تكلموا.. تزعمون أنكم أهل سياسة ولا ننازع أحدا منكم، والكياسة أول متطلبات السياسة.
وهذا عنوان كتاب مؤلفه عثماني تركي وبه أحسم الكلام:
"المدينة العثمانية بين الشرق والغرب: حلب- إزمير- اسطنبول
المؤلفون: إدهم إلدم- دانيال غوفمان- وبروس ماسترز.
ترجمه إلى العربية الدكتور: ذكي ذيبان..
نتوئم حلب مع اسطنبول ومع بغداد ومع القاهرة ومع القدس ويشهد لنا منبر نور الدين الشهيد..
مع كل الاحترام لعنتاب ولأهلها ولفستقها وزبيبها وملبنها المعقود والمبسوط..
سأل الوالد ولده: مثل من تريد أن تكون يا ولدي؟؟ أجابه الولد: أريد أن أكون مثلك يا أبي..
رد عليه الوالد: يا مصيبتي فيكَ يا بني!!
قال توأمة بين حلب وعنتاب قال!!…. منك إلو…
========================
توأمة حلب مرة أخرى
في الخمسينات كان صناعيو حلب يطلقون عليها "ما نشستر الشرق" يريدون مضاهاة مدينة مانشستر البريطانية في صناعة النسيج.
كنا عندما ننزل إلى السوق لتسوق قماش "طقم العيد" فلا شيء في الأسواق يعدل الجوخ الانكليزي.
كان المثل عند اليابانيين الخارجين من الحرب مكسورين، أنهم سيسيرون على نهج حلب في التقدم الصناعي.
وعندما احتاجت ألمانيا إلى العمالة في مشروع نهضتها بعد انكسارها الكبير، صحيح أنها استوعبت أعدادا كبيرة من العمالة التركية في عهد العلمانيين الترك، الذين أذلوا العمالة الوطنية وهجروها.. إلا أن العمالة الحلبية ظل لها حضورها وأولويتها هناك..
تاجر حلبي واحد هو الحاج سامي صايم الدهر يظّهر سندات الجمهورية السورية فتقبل في ألمانيا.
وتظهير السندات هو توقيع على قفاها، يعتبر نوعا من الكفالة..
حتى كان حزب البعث بقواعده الردية، والذي كان من أول إنجازاته تأميم الأفران والمطاحن وورشات الصناعة..
أجمل مصنع للكبريت في حلب كان حلّة وبابور بريموس، ورجل مجد يجلس مع زوجته وأولاده يغمس العود بالحلة..
أمموا الحلة.. وحمى الله الأولاد
الحلة في لغة أهل حلب وعاء نحاسي يتراوح قطره بين المتر والمترين
نقول حلة السحلب وحلة السليقة وحلة اليبرق..
صاحبكم: عامل غزل على النهائية، كنت أشتغل عند أخوالي في فصل الصيف، في شركة المشاريع الكبرى..من عرق جبيني اشتريت دراجتي، ومن عرق جبيني اشتريت ساعتي السويسرية واتكس الأتوماتيكية، التي لا تحتاج إلى رباط.. كانت بدعة ذلك الزمان
صب عمي صب على لغة المتفوق فيصل القاسم
========================
باختصار مكثف…
وأجمل ما أعجبني من أمر هذه الثورة المباركة من 8/ 12/ 2034
وقولي أجمل ما أعجبني لا يعني أنه كل الجميل، بل يعني أنه الأجمل، وصرنا مضطرين للتوضيح، تجنبا للتوظيف السيء
وأجمل ما أعجبني سقوط الطاغية، وشبيحته، وفتح أبواب السجون للمعتقلين جميعا على خلفياتهم دون تمييز…
وجزى الله كل من ساهم في إنجاز هذا الخير كل الخير…
========================
قرأت مقالا للصحفي الملتزم بقضايا أمته ووطنه ياسر الزعاترة حفظه الله تعالى..
عن متلازمة لا شفاء منها. وهي متلازمة النيل من جماعة الإخوان المسلمين. عند جيل من الناس.
فرأيته أفاد وأجاد وأظهر نبلا ووفاء..من أراد المقال فليلتمسه يجده. يؤكد الوفي ياسر أنه غادر المركب منذ ربع قرن.. ولكن، والسر فيما يكون بعد ولكن..
وعلقت عليه:
جزاكم الله خيرا
هذا هو الوفاء الذي يتحدث به كل من مرً بظل شجرة فاستظل بظلها ولو ساعة من نهار.. أو مر بنيع ماء فشرب منه ولو غرفة بيده..
الإمام الشافعي رحمه الله تعالى يقول: الحر من راعى وداد لحظة، وانتمى إلى من استفاد منه لفظة..
وترى أحدهم بعد أن شرب فتضلع، أو رعى فأمرع.. جهده أن يخرب البنيان ليجعل من ركامه تلة يتطاول عليها لكي يرى مكانه..
ويظل يخاطب الأولياء الجدد الذين يتولاهم ويظنهم ويتمناهم: نظرة إلينا.. عطفا علينا..!!
____________
*مدير مركز الشرق العربي