رسائل طائرة 28-08-2025

رسائل طائرة 28-08-2025

زهير سالم*
عفرتة طفل…
كنت في الصف السابع الابتدائي. في إعدادية المعري. لعله 1962..
كان عندنا أستاذ لمادة كنا نسميها العلوم. وكان عندنا استاذ يدرسنا المادة ما زلت أحفظ اسمه، ولا أذكره لأنني لا أحب أن اذكر الأسماء بسوء.
كنا الأستاذ المذكور تنبلا لا يحب العمل، يجلس على الكرسي ويقرر علينا عنوان الدرس على طريقة الهيلمة.. وكنا نظن فيه الضعف ، فنكتفي بتضييع الدرس وكأنه درس موسيقا أو رسم…
في يوم دخل علينا مفتش مادة العلوم، وكان المقرر علينا "الجرس الكهربائي" فوقف الأستاذ المومى إليه أمام اللوح فشرح الدرس شرحا جميل مبهرا..
كنت مشدوها وأنا أتابع شرحه العلمي الرصين خطوة بخطوة، ونشاطه، وأسلوبه الجميل بالالقاء، ولم يكن خاملا متثائبا مهللا كما تعودنا عليه…
عندما انتهى من الدرس وقف أمامنا وقال: حدا عنده سؤال..
أجابه عفريت صغير: أول مرة نفهم الدرس بهذا الشكل الجميل!! فنظر إليه المفتش، وبلع هو ريقه، ولم يرد…
ذهب المفتش: فأول ما بدأ بالطفل الصغير
ولاك زهير ج ح ش أول مرة بتفهم الدرس!!
رد عليه زهير: صحيح أستاذ ليش ما بتشرحنا الدرس كل مرة وكأن المفتش موجود..؟؟
يبدو أنني بدأت أخربط
نريد أن نفهم.. فقط أن نفهم.
====================
من أمثال العرب:
"امتلأ الحوض وقال قطني ... مهلا رويدا قد ملأت بطني"
كلما سمعت أن سبعين شاحنة شـُحنت لإطعام العطالين البطالين…
أقول لنفسي وليس لكم أيتام الشهداء أولى بها. أيتام الشهداء ما زالوا جائعين…
لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرّة سوي. هذا حديث محمد رسول الله
الأولوية فيما صار بأيدينا لليتيمة واليتيم والأرملة والمسكين. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا..
في حدود علمي جيل من أبناء الشهداء ما زالوا محرومين من مدارسهم ويجمعون فوارغ البلاستيك من القمامة
اللهم هذا منكر لا أرضى به ولا أقدر على رده..
في حلب منقول: من كيس خرو ..
الجماعة بدون على هذه النفقة وكيل…
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
====================
انصبوا لنا في معرض دمشق الدولي
نماذج حقيقية لخيامنا في الصيف والشتاء..
مع مقيميها الحقيقيين من أطفال عراة وحفاة…
عندنا جمهور من الأطفال لم يعرفوا معنى السقف بعد…
ما زلنا كما حكى لنا الراحل ميشيل كيلو
عندما قال: قلت للطفل في السجن مع أمه
كان في عصفور: سألني ما العصفور؟؟
قلت:واقف على شجرة
أجابني ما الشجرة؟؟
عند جد عجوز مثلي الأطفال أولا .. أسقف المنازل المهدمة أولا…
أعينونا على الصمت.. وعندما تدور المعركة بين أنظمة الربيع العربي وأنظمة الخريف العربي فخيارنا محسوم…
صحيح جيوبهم مطنبرة ولكن أفئدتهم هواء وخواء
شهر الربيع وافانا…
====================
وفق الله سورية الحبيبة في أمورها، وسدد على طريق الحق خطاها. اللهم يسر الرئيس أحمد الشرع وفريقه للخير واليسرى، وجنبه السوأى والعسرى…
وبعد
فإنني بعد استخارة الله سبحانه وتعالى، ومراجعة نفسي في كل ما قلت وأقول في شأن بلدي الحبيب سورية الحرة الجميلة.. قررت اعتزال الحديث في الشأن السوري، أو مقاربته، أو التعليق عليه. مكتفيا بدعاء السر بالخير لأهلي وموطني..
سأستمر على نهجي في ميدان العمل العام دعوة وتذكيرا واهتماما بالشأن العام -غير السوري- وكل من يفسر أي كلام أكتبه بتنزيله على الشأن السوري سأجعل الله حسيبه.
رب غفرانك.. رب غفرانك.. رب غفرانك
زهير سالم: 3/ ربيع الأول/ 1447 -/ 27/ 8/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي